logo

logo

logo

logo

logo

ألمايدا غاريت (جواو باتيستا دي-)

المايدا غاريت (جواو باتيستا دي)

Almeida Garrett (Joao Baptista da-) - Almeida Garrett (Joao Baptista da-)

ألمايدا غارّيت (جواو باتيستا دي ـ)

(1799 ـ 1854)

 

جواو باتيستا دي ألمايدا غارّيت João Baptista de Almeida Garrett شاعر وكاتب مسرحي وروائي ومؤرخ وصحفي وخطيب مفوّه، مؤسس الحركة الإبداعية[ر] في البرتغال وواحد من أكبر رجالاتها الأدباء والسياسيين. ولد في مدينة بورتو Porto لأسرة متوسطة الحال، وهو ثاني أولاد أبيه أنطونيو برناردو داسيلفا Antonio Bernardo da Silva وأمه آنا أوغوستا دي ألمايدا ليتاو Ana Augusta de Almeida Leitão. هربت أسرته في عام 1808من البرتغال خوفاً من خطر اجتياح الفرنسيين للبلاد واستقرت في مجموعة جزر الآزور Açoros الواقعة في المحيط الأطلسي. وكانت أسرته التي تضم أسقفاً بين أفرادها، تعدّه لدخول السلك الكنسي، إلا أن حبه لإيزابيل هيوسن Isabel Hewson جعله، على ما يبدو، يعزف عن السلك الكنسي الذي لايتفق ومواهبه وتطلعاته فعاد إلى البرتغال، وانتظم في جامعة كويمبرة Coïmbra في عام 1816 باسم جواو باتيستا دا سيلفا ليتاو، وفي العشرين من عمره غدا يُعرف باسم جواو باتيستا دا سيلفا ليتاو دي ألمايدا غارّيت.

لاقت ثورة عام 1820 في البرتغال التي هدفت إلى تأسيس ملكية دستورية هوىً في نفسه فأيدها وناصرها، واعتنق منذ ذلك الوقت، الأفكار التحررية وبقي مخلصاً لها طوال حياته. أنهى دراسته في عام 1821 وسكن في العاصمة لشبونة وتزوج من أخت صديق له تدعى لويزا ميدوزي Luisa Midosi، وظل في رغد من العيش إلى أن اندلعت الثورة المضادة في عام 1823، فاضطر إلى الهجرة إلى إنكلترة حيث استضافه تاجر ثري من برمنغهام Birmingham، وقد طاب له العيش في إنكلترة فانصرف إلى القراءة والكتابة والترجمة، ثم غادرها ليستوطن فرنسة بعض الوقت. ومع حماسته واندفاعه وتعصبه للأفكار الديمقراطية، سمح له بالعودة إلى البرتغال في عام 1826 فأسس مع صهره  هناك صحيفة «البرتغالي» O portugués ثم صحيفة أخرى «كاتب الحوليات» O Cronista، وسجن كلاهما لنشاطهما الصحفي، ثم أُطلق سراح غارّيت بعد مدة وجيزة، ووجد نفسه بعدئذ مضطراً إلى الهجرة من جديد هرباً من بطش النظام الاستبدادي فقصد إنكلترة في عام 1828، ثم عاد إلى البرتغال حيث شارك في عام 1833 في أعمال اللجنة المكلّفة تنظيم التعليم العام في البرتغال، ثم سعى إلى أن يعين في عمل ديبلوماسي خارج البرتغال. فكان له ما أراد وعيّن قائماً بالأعمال في السفارة البرتغالية في بروكسل في عام 1834. وفي غضون ذلك كانت حياته ملأى بخيبة الآمال: فقد خانته زوجته، وتعرّض لغضب ملكة البرتغال فأقيل من منصبه، وعاد إلى البلاد في عام 1836 ليعاود مهنته صحفياً، ودخل مجلس النواب حيث ذاع صيته خطيباً مفوّهاً لامعاً فكهاً. وأكسبته موهبته الشعرية والخطابية مكانة مرموقة، فكان له مركز الصدارة في المنتديات الأدبية. ثم عُيّن مفتشاً عاماً للمسارح واستفاد من صداقاته السياسية ليؤسس المعهد العالي للفنون المسرحية، ومسرح ماريّا الثانية والهيئة العامة لرقابة المسارح. وفي عام 1841، وُلدت له طفلة من علاقة حب قصيرة الأمد مع أديلايدي باستور Adelaïde Pastor. ومنح لقب فيكونت في عام 1851.

ألّف غارّيت في عام 1821 ثلاث مآسٍ اتباعية وهي: «ميروب» Mérop و«أتالا» Atala و«كاتاو» Catão، وكذلك مسرحية «كاتون» Caton ذات الخط الاتباعي أيضاً التي اشتهرت على نطاق واسع. وتُوجت شهرة غارّيت في تلك الحقبة بقصيدة «صورة فينوس» portrait de venus. ثم كتب في المدة ما بين أيار وتموز من عام 1823 قصيدته الطويلة  «كاموش» المستوحاة من حياة الشاعر البرتغالي الشهير لويش دي كامويش (1524؟- 1580) Luis de Cames. وتُعدّ هذه القصيدة فاتحة الحركة الإبداعية في البرتغال، وقد نشرها في فرنسة في عام 1825. وكتب في نهاية عام 1823 قصيدته «دونا برانكا» Dona Branca وهي مأساة إبداعية نشرها، كسابقتها، في فرنسة عام 1826. ويظهر خط غارّيت الإبداعي الجديد بحق في هاتين القصيدتين. وكتب في عام 1826 كتاباً بعنوان: «نظرة إجمالية في تاريخ الشعر البرتغالي واللغة البرتغالية» ما يزال حتى اليوم مرجعاً ذا نفعٍ عظيم.

ونشر في عام 1829 مؤلَّفه: «دراسة في التربية» Traité d'éducation وأصدر في العام نفسه ديواناً شعرياً أسماه «قصائد جان مينيم الغنائية»، ونشر في عام 1830 كتابه: «البرتغال في الميزان الأوربي». وبدأ في عام 1832 كتابة رواية تاريخية في جزأين بعنوان: «قوس القديسة آن» (صدرا عامي 1845 - 1850) وهدفها مناهضة حكم القلّة الكهنوتية. وكتب غارّيت في عام 1842 مأساة إبداعية وطنية بعنوان: «بائع الأسلحة في سانتاريم» L'Armurier de Santarém. والجدير بالذكر أنّ غارّيت جمع في ثلاثين سنة من حياته، الأغنيات الشعبية البرتغالية في مؤلّف طليعي أسماه «رومانسييرو» Romanceiro، صدر الجزء الأول منه في عام 1843 والجزآن الثاني والثالث في عام 1851. وفي عام 1844 صدرت رائعته المسرحية «الأخ لويس دي سوزا»، وهو عمل مكتوب ببساطة مؤثّرة رائعة. وصدر في عام 1845 ديوانه «أزهار بلا ثمار»، وهو يضمّ بعضاً من أروع قصائده. وكتب في عام 1846 «رحلات في أرض بلادي»، وهي مذكرات أسفار تتخللها استطرادات سياسية وملاحظات نقدية حول الفن والأدب جدّد فيها غارّيت تجديداً واضحاً في النثر البرتغالي. ويُعزى اشتهار هذا المؤلَّف إلى القصة القصيرة التي يحتويها وهي بعنوان «الشابة صاحبة العنادل» Jeune fille aux rossignols، وأسلوبه مفعم بالفكاهة والدعابة والطرائف. وفي عام 1853، أي قبل عام من وفاته، نشر من دون أن يذكر اسمه، آخر مجموعاته الشعرية وأجملها على الإطلاق في ديوان أسماه «أوراق الشجر المتساقطة»، يُعدٌّ إحدى قمم الشعر البرتغالي في القرن التاسع عشر. وأشيع أن علاقته بالكونتيسة دالوز Daluz هي التي ألهمته إياه.

توفي ألمايدا غارّيت في لشبونة مريضاً وحيداً عن عمر يناهز خمساً وخمسين سنة وقد سهر عليه صديقه فرانسيسكو غومس دي أموريم Francisco Gomes de Amorim، الذي كتب سيرته الذاتية فيما بعد.

أثّر غارّيت تأثيراً عظيماً في المجتمع البرتغالي إضافة إلى تأثيره في الأدب. وكان طوال حياته شاعراً ملتزماً ووطنياً متحمساً داعياً «للحرية المقدسة»، وكان يرى أن على الفن خدمة الثورة بفهمها ووعيها وإدراكها أولاً، والإحساس بها ثانياً، ودعمها فكرياً ثالثاً. ويُظْهِر نشاط غارّيت، الأدبي والسياسي، وَعيَه للواجب الوطني وأمله في أن يوقظ من السُبات بلداً أصبح يلقب فيه معلّم الحياة.

نبيل اللو

 

مراجع للاستزادة

 

-   G.LE GENTIL, Almeida Garrett: un grand romantique Portugais (Bruxelles 1972).

-   F.G.DE AMORIM, Garrett, mémôrias biograficas 3Vol. (Lisbonne 1881-1884).


التصنيف : الآداب اللاتينية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الثالث
رقم الصفحة ضمن المجلد : 395
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1069
الكل : 41392878
اليوم : 17758

قصدية

القصدية   القصدية intentionality تصور فلسفي يصف توجه ونزوع الوعي أو الفكر نحو موضوع ما، والذي بفضله يصبح الموضوع واقعة داخلية أو معطى للوعي، تنعكس فيه ماهيته وجوهره، بهدف الوصول إلى معرفته. والقصدية ليست فكرة جديدة بحال من الأحوال، كما يشير إليها أصل اسمها نفسه، ففي الفلسفة الإغريقية كانت القصدية تشير إلى «قوة الروح العليا»، كما كان العقل عند الرواقيين حاملاً التوجه والاهتمام.
المزيد »