الخزر (بحر-)
خزر (بحر)
Caspian Sea - Mer caspienne
الخزر (بحر -)
|
أكبر بحيرة بحرية المنشأ، مسمياتها عدة، عُرفت في الحضارات القديمة والوسطى بـ «غيركان» و«هوالين» و«الخزر» و«قزوين»، وكلها أسماء قبائل سكنت بجواره. كان بحر الخزر جزءاً من البحر المتوسط القديم، وانفصل عنه قبل 10 ملايين سنة تقريباً، وعُرف بــ Sarmat، وانفصل عن البحر الأسود منذ مليوني سنة، واكتسب شكله الحالي منذ 30-40 ألف سنة تقريباً. ولهذا البحر أهمية دولية، إذ يفصل بين أوربة وآسيا، وتشاطئه عدد من الدول: روسية الاتحادية وأذربيجان وكازخستان وتركمنستان وإيران، والبحر وحوضه غنيان جداً بمكامن النفط والغاز.
يقع بحر الخزر في منخفض بنائي واسع (28-29م)، ويتصف بتبدل دائم في مساحته وحجم مياهه، لأنه يعتمد في تغذيته على مياه الأنهار الواردة إليه، وعلى كميات الهطل السنوية، وجميعها غير ثابتة الكم، فمساحته عام 1930 كانت 424000كم2، وأضحت عام 1927 قرابة 371000كم2، واليوم 396000كم2، وحجم مياهه 78000كم3. امتداده الطولي من الشمال إلى الجنوب 1200كم، وعرضه المتوسط 330كم، وطول شواطئه 7000كم، وهي قليلة التعرج، رملية ورملية حصوية أساساً، فيما عدا الشواطئ الجنوبية الجبلية الصخرية.
البحر ضحل وعمقه المتوسط 200م، ولكنه ينقسم إلى ثلاثة أقسام: شمالي ضحل جداً لا يزيد عمقه على 20م، وأوسط أكثر عمقاً 95-200م، ثم جنوبي وهو وهدة بنائية عميقة واسعة منحدرة السفوح، وعمقها الأكبر 1025م. يفصل بين الجزأين الأوسط والجنوبي مرتفع طويل عمقه 100-200م، يتدرج قاعه ببطء من الشمال إلى الوسط، ثم يتحول في الجنوب إلى سهل مستو عميق تشغله المجروفات الرباعية الرملية والحصوية والطينية، بينما يسيطر الطمي النهري في الشمال والوسط، وهنا تتمركز أكثر الجزر الرملية الحصوية مثل كولين وكولان وأرتيما وسواها، وتحتوي شواطئه على خلجان عديدة مثل تركمين وكمسحول وكراسنافودسك وغورغان وخليج قره بوغازغول البحيري المظهر، وهناك عدد من أشباه الجزر الكبيرة مثل: أبشيرون وماغينشلاك وبوزاجي.
المناخ متباين بشدة بين الشمال والجنوب، لأن البحر يمتد قرابة 10 درجات عرض (36.5-47.2)، أي إنه يقع بين النطاقين المتوسط وشبه المداري. ومع ذلك فإن السمة الخاصة للبحر القارية الشديدة، وتغلب المناخات الصحراوية وشبه الصحراوية في الشمال والوسط، وبسبب ما ذكرناه تتباين الأحوال المناخية بشدة بين الشمال والجنوب، ففي الشتاء يشتد البرد مما يؤدي إلى تجمد مياه البحر. ونتيجة لانفتاح البحر أمام حركة الرياح، نجد أن الكتل الهوائية الشديدة البرودة والجافة القطبية المنشأ تسيطر في المدة الباردة من السنة، ولكن في الصيف يختفي مركز الضغط العالي السيبيري البارد لتحلّ مكانه كتل هوائية دافئة شمالية وحارة جنوبية، لذا ترتفع حرارة الهواء والبحر صيفاً، ويُلاحظ أن الرياح في الشمال والوسط شمالية وشمالية شرقية غالباً، وجنوبية وجنوبية غربية في الجنوب. كل ما ذُكر أنفاً يؤثر في الواقع الحراري، ففي الشتاء تنخفض الحرارة شمالاً إلى 5-10 درجات تحت الصفر، وترتفع صيفاً إلى 25-26 درجة، أما في الوسط والجنوب فلا تنخفض الحرارة شتاءً كما في الشمال 3-10 درجات، وفي الصيف تبلغ 27-30 درجة، ويُلاحظ أن الشواطئ الشرقية للبحر أكثر حرارة من الغربية.
الهطل قليل 200-300مم في الشمال والوسط، ولكنه يصل إلى 600-700مم في الجنوب، حيث الجبال وتأثير البحر المتوسط مناخياً. أما التبخر السنوي فإنه يزيد على 1000مم سنوياً. ونتيجة لما سبق تكون الموازنة المائية في البحر سالبة، لأن ما يتبخر سنوياً أكبر مما يهطل ومما يرد إلى البحر من مياه الأنهار، كالفولغا وكوراوايمبا، إذ تقدم هذه الأنهار ما مجموعه 324سم3 تقريباً، منها 80% يقدمه الفولغا، أما الهطل فيقرب من 71.1كم3، وتقدم المياه الباطنية 5.5كم3، وتبلغ سماكة هذه المياه مجتمعة قرابة 100سم، بينما تصل ثخانة المياه المتبخرة سنوياً 103سم، والخسارة السنوية 3-3.5سم، وهكذا انخفض مستوى البحر في القرنين التاسع عشر والعشرين نحو مترين.
الملوحة متدنية وتُقدر وسطياً بـ 12.85 بالألف، ومرد ذلك مياه الأمطار الغزيرة الصابة في البحر، ولكن الملوحة تتباين فصلياً، ففي الربيع تنخفض إلى 7-10 بالألف بسبب فيضانات الأنهار، وتقل عند مصب الفولغا إلى 1 بالألف وأقل، وتزداد الملوحة إلى 13-13.5 بالألف في آب وأيلول وتشرين الأول، وتزداد الملوحة قليلاً في الشتاء في الشمال بسبب تشكل الجليد. أما بالنسبة للمياه العميقة فإنها أكثر تجانساً وتماثل تقريباً الملوحة السطحية.
كثافة مياه البحر متدنية لقلة الملوحة، وتزداد في أعماق الوسط والجنوب، وهي متدنية خاصة في الشمال بسبب مياه الأنهار، ولكنها ترتفع هنا شتاءً بسبب تجمد المياه، وتزداد في الوسط والجنوب صيفاً لارتفاع فعالية التبخر.
حركة الأمواج ضعيفة وكذلك ارتفاعها 0.5-2م وسطياً، وتصل إلى 5-6م في أثناء العواصف والرياح الشديدة. وأما التيارات المائية فإنها شمالية، شمالية شرقية دوامية أساساً في الشمال والوسط، وتتحول إلى جنوبية غربية دوامية في الجنوب، وفي الأعماق حركة المياه دوامية كذلك، وسرعة التيارات السطحية 360-720م/سا والعميقة 180-216م/سا.
شاهر جمال آغا
مراجع للاستزادة: |
ـ يو.ب.دورونين، علم المحيطات الإقليمي (لينينغراد 1986).
ـ ف.ف.سوخوفي، بحار المحيط العالمي (لينينغراد 1986).
ـ جغرافية الاتحاد السوڤييتي الطبيعية (موسكو 1976).
التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
المجلد: المجلدالثامن
رقم الصفحة ضمن المجلد : 797
مشاركة :اترك تعليقك
آخر أخبار الهيئة :
- صدور المجلد الثامن من موسوعة الآثار في سورية
- توصيات مجلس الإدارة
- صدور المجلد الثامن عشر من الموسوعة الطبية
- إعلان..وافق مجلس إدارة هيئة الموسوعة العربية على وقف النشر الورقي لموسوعة العلوم والتقانات، ليصبح إلكترونياً فقط. وقد باشرت الموسوعة بنشر بحوث المجلد التاسع على الموقع مع بداية شهر تشرين الثاني / أكتوبر 2023.
- الدكتورة سندس محمد سعيد الحلبي مدير عام لهيئة الموسوعة العربية تكليفاً
- دار الفكر الموزع الحصري لمنشورات هيئة الموسوعة العربية
البحوث الأكثر قراءة
هل تعلم ؟؟
الكل : 59401444
اليوم : 33754
المجلدات الصادرة عن الموسوعة العربية :
-
المجلد الأول
-
المجلد الثاني
-
المجلد الثالث
-
المجلد الرابع
-
المجلد الخامس
-
المجلد السادس
-
المجلد السابع
-
المجلدالثامن
-
المجلد التاسع
-
المجلد العاشر
-
المجلد الحادي عشر
-
المجلد الثاني عشر
-
المجلد الثالث عشر
-
المجلد الرابع عشر
-
المجلد الخامس عشر
-
المجلد السادس عشر
-
المجلد السابع عشر
-
المجلد الثامن عشر
-
المجلد التاسع عشر
-
المجلد العشرون
-
المجلد الواحد والعشرون
-
المجلد الثاني والعشرون