logo

logo

logo

logo

logo

الدّوحة

دوحه

Doha - Doha

الدوحة

 

   
 
   

الدوحة عاصمة دولة قطر، تبلغ مساحتها 11400كم2، وتشمل كل أراضي شبه الجزيرة التي حملت اسمها، والواقعة على الساحل الغربي للخليج العربي، بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.

ومما يميز الأرض التي تشكل الظهير اليابس للدوحة على الساحل، أنها مستوية، ليس بها أي ظاهرة تضاريسية تغير من طبيعة المظهر التضريسي السهلي المنخفض الذي يسود أطرافها.

وبسبب ضحالة المياه قرب شواطئ المدينة، واستواء القاع، وصفاء ودفء المياه السطحية التي تصل حرارتها في الصيف إلى 32 ْم، وفي الشتاء إلى 20 ْم، أصبحت من البيئات البحرية الصالحة لتكوين الشعاب المرجانية وشطوط اللؤلؤ التي ترفع من تكاليف إنشاء الموانئ الكبيرة.

يسود في منطقة الدوحة نموذج مناخ البيئة الجغرافية الصحراوية - البحرية، ففي الصيف ينخفض الضغط، وتصل إليها الرياح الموسمية الآسيوية جافة، بعد أن تكون قد أسقطت ما بها من أمطار شمالي الهند، أما في الشتاء، فإن الرياح الشمالية الغربية المتوسطية التي تصل إلى المنطقة تسقط أحياناً بعض الأمطار، وفي نهاية الشتاء وبداية الربيع تحمل هذه الرياح التي تسمى محلياً باسم السموم، الرمال بشكل عواصف مزعجة.

التربة في المناطق المحيطة بالدوحة قليلة العمق، والماء الجوفي محدود الكمية، ولهذا كانت الأرض المزروعة صغيرة المساحة، وبقيت التنمية الزراعية فيها محدودة ومكلفة.

تشير الأبحاث والتنقيبات إلى أن طلائع الساميين قد وصلت إلى منطقة الدوحة منذ الألف السابع قبل الميلاد، كما أن هجرات القبائل القحطانية والعدنانية من قلب الجزيرة العربية إلى هذه المنطقة لم تنقطع. وتعيش في الدوحة اليوم قبائل الكواري والعمامرة، وعلى الرغم من الانفتاح بعد النفط عن طريق التجارة، والتطور الواسع في التعليم والتصنيع، والأسفار التي يقوم بها سنوياً الآلاف من أبنائها، واحتكاكهم مع الأعداد الكبيرة والمتنوعة من الوافدين إليها، فإن الغالبية العظمى من سكانها لازالت تعيش في ظل النظام القبلي المتوارث عن الأصول العربية القديمة، والكيان العربي فيها لم يتأثر بالقدر الذي حصل في الكثير من المدن الخليجية.

حتى أوائل القرن العشرين، كانت الدوحة واحدة من القرى الصغيرة المتناثرة على طول الساحل الشرقي لشبه جزيرة قطر، يفصل بيوتها الطينية المتواضعة عن بعضها أزقة ضيقة ومتعرجة، وكانت مواردها المحدودة من الزراعة والرعي وصيد البحر والغوص على اللؤلؤ والقليل من تجارة الخليج، لا تسمح باستيعاب أكثر من 12 ألف نسمة، مما كان يفرض على الذين يزيدون على ذلك بالنزوح إلى أماكن أخرى.

   
 
 

الدوحة

   

ومع بداية العقد الخامس من ذلك القرن، ظهر النفط، ثم بدأ إنتاجه يرتفع، وعائداته تزداد، فأخذت الحياة العصرية بمظاهرها العمرانية ونشاطاتها المختلفة تدب في تلك القرية لتتسع مجالات العمل فيها وتتعدد ميادينها، خاصة في مجال الصناعات الكيميائية والغذائية والأعمال التجارية والخدمات الاجتماعية المختلفة، من تعليمية وإدارية وصحية وغيرها. وقد أدى ذلك كله إلى عودة من نزح من السكان الأصليين، ثم إلى تدفق أفواج الوافدين الذين سرعان ما أصبح عددهم يزيد على عدد السكان الأصليين.

وقد بلغ عدد السكان فيها في مطلع عام 2003 أكثر من 318500 نسمة، وهذا يساوي ثلاث أرباع مجموع سكان قطر، وإذا أضفنا إلى ذلك سكان الضواحي التي التحم بعضها بالمدينة، كالريان وأم جلال، فإن نسبة سكانها إلى مجموع السكان في قطر ترتفع إلى 82%، ثلثهم فقط من القطريين، والباقي من الوافدين من بلدان جنوب وشرق آسيا بالدرجة الأولى، ثم من البلاد العربية، وأخيراً من البلاد الغربية.

أخيراً لابد من الإشارة إلى أن نتائج الثورة الاقتصادية، وليدة الطفرة النفطية، لم تقتصر على الجوانب الاقتصادية للمدينة فقط، إنما شملت كل جوانب الحياة الاجتماعية والعمرانية فيها لتصبح، إضافة إلى كونها عاصمة الدولة، المدينة الوحيدة ذات الشأن، بميناءيها الجوي والبحري، وبأسواقها التجارية، وبشبكة الطرق البرية المتطورة التي تسهل الانتقال منها وإليها، وبتوافر كل متطلبات خدمات الحياة العصرية من مدارس ومعاهد وكليات ومراكز ثقافية ومشافي ومصحات وفنادق.

لقد وفر استغلال النفط والغاز للدوحة إمكانات غير محدودة لتبني صناعات عدة في مقدمتها توليد الكهرباء في المحطة الضخمة الكفيلة بوحداتها الخمس بسد الحاجة المتزايدة للكهرباء، إضافة لعدد من فروع الصناعات الغذائية كتجميد سمك الروبيان للتصدير، ثم طحن الحبوب وصناعة المعكرونة والبسكويت والألبان والمياه الغازية.

إلى جانب ذلك، احتفظت فئة من السكان ببعض النشاطات في مجال الزراعة والصيد البحري والغوص على اللؤلؤ، مع أن الحديث عنها قد أصبح صفحة مطوية من صفحات الكفاح من أجل العيش في الماضي.

يضاف إلى ذلك استمرار تهيؤ فرص العمل في المدينة للكثيرين ممن يقصدها من داخل البلاد ومن خارجها، بسبب انتشار الحرف والصناعات والخدمات والتجارة، وكلها جوانب تتطلب المزيد من الأيدي العاملة.

محمود رمزي 

مراجع للاستزادة:

ـ صلاح بحيري، جوانب من جغرافية قطر (مطبعة الجمعية الملكية الأردنية، عمان 1977).

ـ حسن الخياط، الرصيد السكاني لدول الخليج العربية، مركز الوثائق والدراسات الإنسانية (الدوحة 1982).

 


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد التاسع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 410
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1718
الكل : 52779607
اليوم : 33895

التصعد

التَّصَعُّد   يمكن أن تتبخر الأجسام الصلبة مباشرة من دون أن تمر بالحالة السائلة، ويتضح هذا أكثر ما يتضح في بلُّورات اليود وكرات النفتالين والكافور إذا تُركت في الهواء الطلق. ويحدث مثل ذلك لكثير من الأجسام الصلبة ذات الرائحة. ويطلق على هذه الظاهرة اسم التصعُّد أو التسامي sublimation. ويطلق الاسم نفسه على التحول المباشر من الحالة الغازية أو البخارية إلى الحالة الصلبة التي تعرف أيضاً باسم الترسيب precipitation، كتحول بخار الماء في الجو مباشرة إلى ثلج أو جليد في جو بارد. أما المعادن فلا تتصعَّد في درجات الحرارة العادية.
المزيد »