logo

logo

logo

logo

logo

الرباعي والنماذج الموسيقية المماثلة

رباعي ونماذج موسيقيه مماثله

Quartet - Quatuor

الرباعي والنماذج الموسيقية

 

الرباعي أو الرباعية Quartet مصطلح موسيقي يعني مجموعة من أربعة عازفين أو مغنين، أو قطعة موسيقية تدوّن لأربع آلات موسيقية أو أصوات غنائية. ومن نماذج المجموعات الآلية (الآلات الموسيقية) أو الغنائية: «الثنائي»، و«الثلاثي»، و«الخماسي»، و«السداسي» وغيرها، مسماة حسب عدد أفرادها، والتي تدخل في نطاق موسيقى الحجرة[ر].

كان مصطلح الرباعي يشير، حتى نهاية القرن السابع عشر، إلى قطعة موسيقية ذات أربعة أقسام، سواء أكانت آلية أم غنائية، دون تحديد نوعية الموسيقى أو مؤديها. وقد وجد تركيب الرباعي في القرن السادس عشر في النماذج الموسيقية لأربع آلات من أسرة الفيول Viole (سابقة الكمان)، حسب طبيعتها الصوتية، المشكّلة من الكنتون Ouinton (وهي فيول ذات خمسة أوتار)، وفيولا الذراع Viola da Braccio، وفيولا الساق V. da gamba، والفيولون Violone. وكان يطلق، في فرنسة، على هذا التركيب «العزف على آلات الفيول» Jeu de Violes.

يعد الرباعي، عامة، من أهم المجموعات والصيغ الموسيقية، ولاسيما الرباعي الوتري String Quartet المركب من أسرة الكمان: اثنتان من الكمان وفيولا وتشيلو Cello الذي يدخل، مع النماذج الآلية - السابقة الذكر، في نوع موسيقى الحجرة. ويتألف أفراد الرباعي من عازفين أو مغنين منفردين Solists مهرة يتحاورون فيما بينهم بنظام دقيق، وفي سوية متماثلة في الأداء.

استوحى الرباعي الوتري جذوره، في الأصل، من إيطالية من بعض القطع والصيغ الموسيقية المتداولة منذ مطلع القرن الثامن عشر مثل السوناتا لأربع Sonata a Quattro، والسنفونيا لأربع Sinfonia (وهي غير السمفونية[ر] Symphony) التي كانت تعني، في نهاية عصر الباروك[ر]، مدخلاً أو افتتاحية للأوبرا. وأخذ الرباعي الوتري، أيضاً، بعض أسسه من مدرسة مانهايم Mannheim الموسيقية الألمانية منذ منتصف القرن الثامن عشر، وتركزت عناصره الجديدة في مؤلفات هايدن Haydn، وبوكريني Boccherini (الإيطالي) منذ الربع الثالث من القرن ذاته. يأخذ كل قسم (آلة أو صوت) من أقسام الرباعي الأربعة دوراً خاصاً به يتماشى في انسجام مع بقية الأقسام الأخرى. وصار الرباعي، حوالي منتصف القرن الثامن عشر، قطعة موسيقية خاصة بالسوناتا[ر] Sonata ذات ثلاث حركات رئيسة: سريعة - بطيئة - سريعة كفاية. ثم أضيفت رقصة «المنويت» Minuet ووضعت حركة ثالثة، وغدت بذلك ذات أربع حركات، وصارت الأكثر شيوعاً في النماذج الموسيقية الآلية.

ظهر نموذج آخر من الرباعي الوتري بإضافة آلة البيانو عوضاً عن الكمان الثانية. كما ظهرت نماذج أخرى تألفت من أربع آلات نفخ خشبية أو نحاسية أو مختلطة[ر. الآلات الموسيقية]، أو من آلات مختلفة الأنواع. وفي بداية القرن التاسع عشر، حلت آلة الفلوت[ر. الناي] flute محل الكمان الأولى في بعض الرباعيات الموسيقية، وشاع استخدام الرباعي الآلي في جميع أنحاء أوربا.

جعل هايدن وموتسارت Mozart من الرباعية مؤلفة موسيقية ذات مستويات تقنية وفنية عاليتين. ووضع هايدن حركة السكيرتسو Scherzo (مرحة وسريعة) بدلاً من رقصة المنويت. كما جعل الحركة الأولى متوسطة السرعة. وقد أهدى موتسارت ست رباعيات (عام 1785) إلى هايدن تقديراً واعترافاً به أستاذاً فذاً في الرباعية. وهكذا؛ غدت الرباعية، ولاسيما الوترية منها، المؤلفة الموسيقية الأشد تألقاً في اللغة الموسيقية، والأكثر تناولاً في التأليف فيها إظهار لقدرات المؤلفين الموسيقيين الفنية في هذا المضمار. وكان لأعمال بتهوفن Beethoven في الرباعية (العمل رقم 59) تأثير كبير في الموسيقيين الذين نهلوا منه.

سادت الرباعية طوال القرن التاسع عشر في أعمال الموسيقيين مثل مندلسون Mendelssohn، وشومان Schumann، وبرامز Brahms، وشوبرت Schubert (النمسوي). أما في إيطالية، فقد كان لشيوع الأوبرا فيها تأثير قوي على موسيقييها مما أعطى الرباعية، والموسيقى الآلية بشكل عام، عناية أقل من الأوبرا. فقد كتب فيردي Verdi رباعية واحدة مقابل 31 أوبرا. بينما كتب بتهوفن نحو عشرين رباعية مقابل أوبرا واحدة (فيديلو Fidelio).

وفي نهاية القرن التاسع عشر، عني الموسيقيون الفرنسيون بالرباعية في مؤلفاتهم مثل سان - سانس Saint J Saens، وفوريه Fauré، وديبوسي Debussy، ورافيل Ravel. وكتب في الرباعية، كذلك، موسيقيون سلاف مثل سميتانا Smetana، ودفورجاك Dvorak، وبعض الموسيقيين الروس مثل بورودين Borodin، وتشايكوفسكي Tchaikovsky.

لم يتبع بعض موسيقيي القرن العشرين أصول نماذج الرباعية، مع أنها أخذت أهمية كبيرة في مؤلفاتهم. فقد لخص شونبرغ Schoenberg رباعيته (العمل رقم 7) في حركة واحدة فقط بدلاً من الحركات الأربع، وأدخل الغناء في رباعيته (العمل رقم 10). وكتب بيرغ Berg رباعيته ( العمل رقم 3) في حركتين. وألف فيبرن Webern رباعيته (العمل رقم 22) في حركتين أيضاً، ولأربع آلات مختلفة الأنواع: كمان وكلارينيت وساكسوفون تنور وبيانو. بدأت العناية، في إيطاليا في القرن الحادي والعشرين ـ بالموسيقى الآلية، ولاسيما الرباعية منها دون الأوبرا التي سادت القرون الثلاثة الماضية. ودخلت الرباعية في مصنفات مؤلفات الموسيقيين الإيطاليين مثل بيتستي Pizzetti، وماليبييرو Malipiero، وبتراسي Petrassi.

ومن أشكال نماذج المجموعات الموسيقية الأخرى:

ـ الثنائي Duo أوDuet: استخدم هذا المصطلح منذ القرن السادس عشر لاثنين من العازفين أو المغنين. ويمكن للثنائي الآلي أن يعزف مع الأوركسترا، أو مع مجموعة آلات أخرى شريطة أن يبقى محافظاً على خصوصيته في الانفراد في الأداء. أما الثنائي الغنائي، وكان يسمى «ثنائي الحجرة»، كان عنصراً رئيساً في الأوبرا، وكان يرافق، في أكثر الأحيان، بالكلافسان [ر. البيانو] Clavecin أو البيانو (حين ابتكاره). وقد نقد الشاعر الفرنسي جان جاك روسو J.J.Rousseau الثنائي الغنائي حين قال: «اثنان من المغنين يتحاوران ويقولان كلاماً واحداً أو مختلفاً بآن معاً دون أن يستمعا إلى بعضهما».

ـ الثلاثي Trio: يؤديه ثلاثة عازفين أو مغنين منفردين. استخدم كثيراً في صيغ المنويت، والسكيرتسو، والمارش March. ويتألف الثلاثي الوتري من كمان وفيولا وتشيلو، أو من بيانو وكمان وتشيلو. وقد يتألف من ثلاث آلات مختلفة الأنواع. وكان يطلق قديماً على الثلاثي «سوناتا مثلثة»، وقد وجدت في أعمال هندل Handel، وباخ Bach وغيرهما.

ـ الخماسي Ouintet: تؤديه مجموعة من خمسة عازفين أو مغنين منفردين. اشتهرت الخماسية في العصر الاتباعي[ر] Classicism، وبداية العصر الإبداعي[ر] Romanticism. كتب في الخماسي مؤلفون موسيقيون كثيرون مثل بوكريني، وموتسارت، وبتهوفن، وشوبرت، وشومان، ومندلسون. ولم يخلُ القرن العشرون من الموسيقيين الذين ألفوا خماسيات مثل هندميث Hindemith، وشونبرغ، وشوستاكوفيتش Shostakovitch. ويتألف الخماسي الوتري - عادة - من اثنتين من الكمان، واثنتين من الفيولا، وتشيلو، أو من اثنتين من الكمان، وفيولا، وتشيلو، وكونترباص. ومجموعة الخماسي ليست حصراً على أسرة الكمان، فقد يطرأ تعديل عليها بحسب رغبة المؤلف الموسيقي. كما أنها قد تكون مع أو دون البيانو، أو مؤلفة من عدة آلات مختلفة الأنواع.

حسني الحريري 

الموضوعات ذات الصلة:

الآلات الموسيقية ـ الأوبرا ـ الصيغ الموسيقية. 

 


التصنيف : الموسيقى والسينما والمسرح
النوع : موسيقى وسينما ومسرح
المجلد: المجلد التاسع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 770
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 536
الكل : 29668229
اليوم : 48239

المقطعات (فن-)

المقطعات (فن ـ)   المُقطَّعة إحدى أشكال الشعر العربي القديمة، فقد نُظم الشعر على ثلاثة أشكال: القصيدة [ر] بمنهجها المعروف، والأرجوزة بمنهجها وضوابطها وخصائصها، والمقطعة وهي ردة فعل آنية، وتعبير سريع عما يفيض في النفس من مشاعر الحب أو الكره أو الرضا أو الغضب أو الفرح أو الحزن أو الحقد والتهديد والوعيد أو الشكر أو غير ذلك مما تجيش به نفس الشاعر فيبوح به مباشرة، إما لأن الموقف لا يحتمل الانتظار حتى يُنشئ الشاعر قصيدة، لما تتطلبه من أناة وروية وأبيات كثيرة وموضوعات مختلفة يقوم عليها بناؤها الفني، وإما لأن الموضوع لا يحتاج إلى قصيدة ويمكن أن تقوم الأبيات القليلة بما يريد الشاعر أن يعبِّر عنه.

المزيد »