logo

logo

logo

logo

logo

زيامي (موتوكييو)

زيامي (موتوكيي)

Zeami (Motokiyo-) - Zeami (Motokiyo-)

زيامي (موتوكييو ـ)

(1363 ـ 1443)

 

موتوكييو زيامي Motokiyo Zeami أحد أبرز مؤسسي مسرح نو الياباني كتابةً درامية وتنظيراً وتمثيلاً. ولد في مدينة يوزاكي Yuzaki وتوفي في مدينة كيوتو Kyoto. كان والده كييوتسوغو كانامي (1333ـ 1384) Kiyotsugu Kanami  ممثلاً شهيراً ومبدع مسرح نو من مجموعة فنون كانت سائدة آنذاك كالرقص الطقوسي والشعبي والغناء والموسيقا والتمثيل الكوميدي وسرد الحكايات البطولية والخرافية، إلى أن وصل، بمساهمات ابنه زيامي الخلاقة، إلى الشكل المتكامل المعروف حتى اليوم من تقاليد المسرح الياباني.

قناع مسرح «نو»

حظي الأب وابنه برعاية معنوية ومادية سخية من الحاكم المتنور أشيكاغا يوشيميتسو Ashikaga Yoshimitsu، فصار مسرح نو في ظله تعبيراً فنياً مركباً عن عالم الساموراي الأرستقراطي. وبعد وفاة الأب صار زيامي مديراً لمدرسة كانزِه Kanze لممثلي النو التي أسسها والده، كما صار الشخص الأول في أداء أدوار هذا الفن المسرحي الجديد. إلا انه لم يكتف بنجاحه المذهل ممثلاً، بل كتب مايزيد عن مئتي نص درامي موسيقي غنائي، بقي منها مئة وأربعة وعشرون نصاً، تتشكل منها مواسم العروض حتى الزمن الراهن. ولما كانت تعاليم وأساليب عرض هذا الفن تبقى أسراراً متوارثة في نطاق العائلة، كحال معظم فنون العرض في جنوب شرقي آسيا، فقد تزلزلت حياة زيامي العجوز حين منع حاكم كيوتو الجديد ابنه الوحيد من التمثيل في البلاط ونفى الأب، ذلك أن الحاكم ـ ولأسباب مجهولة ـ كان غاضباً على عائلة زيامي؛ ثم ما لبث أن توفي وحيده ووارث أسراره وخلفه فنياً ابنه موتوماسا Motomasa عام 1432. لكن زيامي عاد إلى كيوتو بعد وفاة حاكمها عام 1441 ليقضي ما تبقى من عمره.

بين عامي 1400و1402 وضع زيامي لتلاميذه مجموعة تعاليم وقواعد وشروحات، عُرفت بعنوان «كادِن ـ شو» Kaden-Sho، أكد فيها ضرورة أن يتقن ممثل مسرح نو ثلاثة أدوار رئيسية، وهي: المحارب والعجوز والمرأة ـ ففي المسرح الياباني التقليدي يؤدي الرجال أدوار النساء ـ حركةً ورقصاً وغناءً بما يناسب كل دور. كما أبرز أن جوهر مسرح نو يكمن في عنصرين، أولهما تقليد أو تشخيص الأشياء monomane وثانيهما العنصر الرمزي الروحي yügen الذي اكتسب منذئذ المقام الأول مقياساً لجودة الأداء التمثيلي، وهو في نظر زيامي الجمال والرقة الحقيقيان جوهراً لا مظهراً، وعليه أن يوحي بما هو كامن بين سطور النص الأدبي واقعاً يصعب تحديده وتعريفه، وهو يتجلى في الفصول الخمسة التي يتضمنها عرض نو المسرحي، وهي: فصل الآلهة، وأشباح المحاربين، والنساء، والمجنونات المطالبات بالثأر، والشياطين.

إن نصوص كانامي القليلة وزيامي المتعددة التي تعكس أخلاق عصر الساموراي، تُظهر دائماً مفهوم الترابط والتناغم المتلازمين في النفس الإنسانية، بين النور والظلام، بين الرقة والقسوة، بين الجمال والقبح أو بين الخير والشر، وهو أحد المفاهيم الأساسية في بوذية الزن[ر] Zen-Buddhism التي انتشرت وازدهرت في اليابان. ومنها مما لم يُعرف تاريخ تأليفه مثل مسرحيات «الأميرة الوردية الخضراء» و«هاكورومو» و«سيكانجي» و«المنتصر» و«زيارة لاوهارا». أما مؤلفات زيامي النظرية المعروفة بـ «الكراسات الاثنتا عشرة» فلم تظهر وتُطبع حتى عام 1909، لكونها ملكية عائلية سرية للحفاظ على التراث وصونه من التشويه. ولم يعرفها العالَم غير الياباني إلا عبر ترجمات الفرنسي رينيه زيفرت René Sieffert عام 1952.

نبيل الحفار

مراجع للاستزادة:

 

ـ فوبيون باورز، المسرح الياباني، ترجمة سعد زغلول نجار (القاهرة 1964).

ـ فيتو باندولفي، تاريخ المسرح، الجزء الثاني، ترجمة الياس زحلاوي (دمشق 1981).

- O.BENEL, Zeami Motokiyo und der Geist des Nô -Schauspiels (Wiesbaden 1952).

 


التصنيف : الآداب الأخرى
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد العاشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 471
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 602
الكل : 31848518
اليوم : 48061

العميثل الأعرابي (أبو )

أبو العَمَيثَل الأعرابي (…ـ 240هـ/… ـ 854م)   عبد الله بن خليد ـ وربما خليل كما في مرآة الجنان ـ أصله من الرَّي، مولى جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله ابن العباس، ويبدو أنه تَبَدَّى فَعُرِفَ بالأعرابي، كان يُعجمُ الكلامَ ويُعربُه ويُفخِّمُه، متنوع الثقافة، كَاتِبٌ، وعالم راويةٍ، لغوي، شاعرٌ، ناقدٌ.
المزيد »