logo

logo

logo

logo

logo

الخنافس

خنافس

Beetles - Scarabées

الخنافس

 

 

الشكل (1)

الشكل (2) البيض واليرقات والحشرة البالغة لخنفساء

الخنافس Beetles حشرات واسعة الانتشار في جميع أنحاء العالم، وتستمد تسميتها من شكل وتركيب أجنحتها التي تحولت إلى تكوين صلب يغطي معظم أجزاء الجسم باستثناء الرأس والحلقة الصدرية الأولى (الشكل -1). وتختلف أشكالها وأحجامها بعضها عن بعض، فقد تكون طويلة أو شبه مستديرة. ويراوح طولها بين بضعة ميللمترات ونحو 20 سنتمتراً. تميل الحشرات البالغة إلى الألوان الداكنة، ويسود فيها اللونان الأسود والبني، كما يُظهر بعضها لمعة معدنية مصدرها انعكاس الضوء على تجاعيد الجسم التي تكون غالباً حفيرات أو أخاديد. وتمتلك أغلب الخنافس جهازاً لإصدار الصوت.

يحتوي رأس الخنفساء على العيون والفم وقرني الاستشعار، وهما أعضاء الحس الرئيسة للحشرة، وأجزاء الفم من النوع القارض، وللكثير منها فكوك أمامية ضخمة. أما العيون فهي مركبة مستديرة أو بيضاوية الشكل، ويتحول مكانها إلى بقع قرنية في الخنافس التي تقطن الكهوف.

يتكون الصدر من ثلاث حلقات، تنعدم الثغور التنفسية في أولاها، عدا في بعض الأشكال البدائية، والجناحان الداخليان غشائيان أطول عادة من جسم الحشرة، قابلان للطي تحت الجناحين القرنيين. وتمتلك الحشرة ثلاثة أشفاع من الأرجل القوية عادة، تصدر عن حلقات الصدر، وقد تكون نحيفة وطويلة للركض أو قصيرة أو محوَّرة للسباحة أو الحفر.

أما البطن فيتألف من تسع حلقات متمايزة وعاشرة ضامرة، ويحتوي على أعضاء الهضم والتكاثر. وتتوزع أشفاع الثغور التنفسية على جانبي كل من حلقات البطن.

يرقات الخنافس مختلفة الأشكال والأحجام، وقد تكون منبسطة أو مقوسة أو خيطية الشكل، وقد يكون حجمها أكبر من حجم الحشرة البالغة. وتتصف اليرقات برؤوس واضحة ذات قصعة صلبة (الشكل -2). أما العذارى فهي من النوع الحر أو نصف المكبل، وهي ساكنة الحركة، إلا أن حلقات البطن تتحرك بنشاط عند تحريضها.  

تصنيف الخنافس وانتشارها

تصنف الخنافس حسب التركيب العام للجسم أو حسب السلوك والنظام الغذائي، وهي تتبع شعبة مفصليات الرجل Phylum Arthropoda والتي تتشعب بدورها إلى عدة صفوف أكبرها صف الحشرات أو سداسيات الأرجل Class Hexapoda. والخنافس تتبع تحت صف (أو صُفيف) الحشرات داخلية الجناح Sub-class Endopterygotes، ورتبة مغمَّدات (أو غمديات) الأجنحة Order Coleoptera.

تنقسم الرتبة المذكورة إلى تحت رتبتين (أو رُتيبتين): الأولى متشابهة الغذاء Sub- Order Adephaga وهي مجموعات من الخنافس المفيدة غالباً، وتتغذى على غذاء متشابه في أطوارها النشطة (اليرقات والحشرات البالغة). وتمتاز بقرني استشعار خيطيين وأرساغ طويلة تتألف من خمس عقل. وليرقاتها ذات الأرجل الصدرية منبسطة الجسم، مخالب كالملاقط في نهاية أرجلها، ومن هذه المجموعة فصيلة الخنافس المفترسة Family Carabidae.

أما الرُتيبة الثانية وهي الخنافس متعددة الغذاء Sub- Order Polyphaga فتشمل حشرات نباتية متنوعة الغذاء تتميز بقرون استشعار مختلفة الأشكال منها الصولجاني، والورقي، والمنشاري والشعري. يرقاتها منبسطة أو أسطوانية مقوسة تنتهي أرجلها الصدرية بمخلب واحد.

ومن أهم فصائل رتبة غمديات الأجنحة فصيلة العُثِّيَّات Family Dermestidae والخنافس البَبْريَّة الزاهية Buberstidae والدَعْسوقيَّات Coccinellidae، والجُعليَّات Scarabidae والتَسوسيَّات Bruchidae.

الخصائص الحيوية للخنافس

تتصف الخنافس بخصائص تسمح لها بتنوع الغذاء الذي يختلف بين الطرائد الحية  وبين المواد العضوية على سطح التربة أو تحتها منتهية بالغذاء النباتي من براعم وأوراق، والحشرات آكلة الخشب Xylophagous. وتستطيع الخنافس الانتقال بسرعة إلى مسافات بعيدة بحثاً عن مصادر غذاء جديد، كما تستطيع أن تقي نفسها عند السكون من الأعداء الحيوية وعوامل البيئة القاسية.

والخنافس سريعة التكاثر فتعداد بيضها يزيد عن المئة في كثير من الأنواع، وقد يتكرر الجيل في العام أكثر من مرة. تعيش في الهواء أو الماء أو تحت التربة، كما أن لها أطوار سكون مختلفة تسمح لها بتحمل الشروط الجوية القاسية. تتنفس يرقاتها بالخياشيم أو الفلاحم تحت سطح الماء كما تستطيع بعض حشراتها البالغة البقاء تحت الماء لمدة تزيد عن مئة ساعة.

الأضرار والمكافحة

تضم الخنافس عدداً كبيراً من الحشرات الضارة التي تسبب خسائر اقتصادية للمحاصيل الزراعية مثل القمح والأرز، ولحبوب البقوليات المخزونة مثل الحمص والعدس والفول، وهناك خنافس تتطفل على الأشجار المثمرة مثل حفارات الساق وآكلات الأوراق، ومنها المتطفلة على الثمار داخلياً وخارجياً.

تهاجم بعض الخنافس من الجعليات، كحشرات البق النباتية، المسطحات الخضراء ومنها ماضغة بادرات النجيليات Zabrus tenebriodes. وتكتسح خنفساء الفول الأوراق، وكذلك تفعل خنفساء البرسيم، وتأكل خنفساء المشمش البالغة أوراق الشجر قبل أن تضع بيوضها داخل الثمار الحديثة العقد فتسبب تساقطها. أما حفارات الساق من فصيلة الخنافس الزاهية فهي تأكل لحاء الأشجار فتجففها وتُنهي نموها وتفتح الطريق لإصابتها بالأمراض الفطرية والبكتيرية.

تسبب الخنافس التي تهاجم الحبوب المخزونة، من قمح وشعير وأرز وغيرها إتلافها، وتفتح المجال للحشرات الثانوية التي تهاجم القمح المكسور ومنتجاته من خنفساء الحبوب المنشارية وخنفساء الطحين والتي تهاجم المعكرونة والبسكويت في طوريها اليرقي والبالغ.

ومن جهة أخرى، فإن هنالك بعض الفوائد الاقتصادية الناتجة من الأنواع المفترسة مثل خنفساء الحقول السوداء Calosoma chlorostictum التي تفترس يرقات الفراشات وغيرها، وكذا خنافس الربيع من فصيلة الدعْسوقيات والتي تبيد مستعمرات المن، وما يقاربها.

أما الخنافس الرمّية من فصيلة الجُعليَّات فتتغذى على الفضلات الحيوانية والجثث الميتة، وتساعد على تنظيف البيئة من المواد المتحللة ذات الروائح النفاذة ومن الفطور الضارة.

قدرت منظمة الأغذية والزراعة الأضرار السنوية للخنافس في العالم بنحو 100 مليون دولار، وهنالك إجراءات كثيرة لمكافحتها، من أهمها ما يأتي:

1 - استعمال المصائد الضوئية أو الفرمونية الخاصة بكل منها في أثناء موسم التكاثر.

2 - قتل حشرات الحبوب المخزونة ومنتجات الأغذية باستخدام الغازات مثل غاز الإيثيلين أو أقراص الفوستوكسين.

3 - استخدام دورات زراعية تحرم الحشرة من عائلها لموسم أو اثنين حتى تقل أعدادها بقدر الإمكان.

4 - استعمال برامج المكافحة المتكاملة التي تتضمن رش مبيدات قليلة السمية للإنسان، وسريعة التحلل للحد من تلوث البيئة.

5 - نشر الأعداء الحيويين لهذه الحشرات مثل البكتيريا القاتلة ليرقات الخنافس الأرضية والنباتية والفطور المتطفلة على الأنواع الضارة في أطوارها الساكنة، بهدف إعادة التوازن البيئي إلى الوسط المحيط.

وتعد بكتيريا Bacillus thuringiensis بسلالاتها المختلفة من الأعداء الحيويين للخنافس في طور اليرقة. أما فطر الـ Beauveria bassiana فهو من الأنواع المتطفلة على الخنافس فوق التربة وتحتها، ويدخل فطر Penicillium larvarum ضمن هذه الفئة، وكذلك فطر Crodycepmiliaris.

الاستفادة من الخنافس في المكافحة الحيوية

تنتشر طرائق المكافحة الحيوية وتتوسع يوماً بعد يوم بعد أن ثبتت أضرار المبيدات المختلفة وتلويثها للبيئة، وكذلك تكوين أجيال مقاومة لها.

وتعد الخنافس إحدى هذه الطرائق، ففيها من مفترسات بعض الحشرات الأخرى كثير من الأمثلة، وأهمها أفراد فصيلة خنافس الدعْسوقيَّات. وتعتمد هذه الطريقة على إكثار النوع المفترس على نبات عائل للحشرة الضارة وتحديد الإصابة النباتية بها في أقفاص معزولة ثم إدخال أفراد جديدة من المفترس إلى هذه الأقفاص لتبدأ بالتغذية على هذه الأفراد لتتكاثر داخل الأقفاص.

وفي مرحلة لاحقة تجمع أعداد كبيرة من المفترسات البالغة، ومن خلال سياسة إطلاق جماعي لها في الحقول المصابة فإنها تقوم بعملها الحيوي وتبيد الحشرات الضارة. وعند انتهاء موسم نشاط هذه الحشرات يوفر لها المأوى الآمن بشكل مصائد كرتونية اصطناعية تؤمن لها البقاء خلال الفصل غير المناسب.

وكمثال على ذلك فإن الدعسوقة سباعية النقط Coccinella septempunctata من فصيلة خنافس الربيع وكذلك حشرة Rhodalia cardinalis التابعة للفصيلة نفسها، تفترس ما يقرب من 70-80 حشرة من المنّ أو من البق الدقيقي Iceria purchasi في اليوم الواحد. علماً بأنها تلتهم جزءاً صغيراً من الحشرة بعد قتلها. وتوجد خنفساء الحقول السوداء في هذا المجال، وكذلك خنافس فصيلة النافِطات Mylabridae التي تهاجم يرقاتها أكياس بيوض الجراد قبل فقسها.

محمد عادل فتيح 

الموضوعات ذات الصلة:

الحشرات ـ الزراعات (آفات ـ). 

مراجع للاستزادة:

ـ أحمد زياد الأحمدي، محمد عادل فتيح، علم الحشرات العام (تركيب - تصنيف)، (مطبوعات جامعة دمشق  1975).

ـ محمد عادل فتيح، خالد رويشدي، الحشرات الاقتصادية (مطبوعات جامعة دمشق 1984).

- Traité de Zoologie, Tome IV,4em Edition. Anatomie, Systematique, Biologie. pp 892-1077. Ordre des coléoptères. Masson et cie (Paris 1995).


التصنيف : الزراعة و البيطرة
المجلد: المجلد التاسع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 17
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1073
الكل : 40493083
اليوم : 22898

الطلع في الرسوبيات

الطلع في الرسوبيات   طلع الرسوبيات pollen in sediments يدرس تاريخ الحياة النباتية على سطح الكرة الأرضية، ويحدد تسلسل زمرها الرئيسة.
المزيد »