logo

logo

logo

logo

logo

الرعاشات

رعاشات

Odonata - Odonates

الرعاشات

 

الشكل (1)

الرعاشات Odonata رتبة من الحشرات الكبيرة نسبياً، ذات ألوان زاهية. ظهرت على سطح الأرض منذ نحو 250 مليون سنة. أجسامها متطاولة، تراوح أبعادها بين 2-13سم، أما الأنواع المستحاثة فقد وصل طـول أجنحة بعضها لدى امتدادها إلى 65سم. وهي تكثر في فصلي الربيع والصيف حيث تشاهد قرب المستنقعات أو مجاري المياه والينابيع. وتقف عادة على الحشائش والنباتات المائية، وتمتاز بقوة الطيران وسرعته.

أجزاء فمها قارضة، وعلى رأسها عينان مركّبتان جانبيتان تحتلان معظم الرأس، وتبدو كل منهما، لدى الكثير من الأنواع، على شكل نصف كرة، مما يسمح بالرؤية بزاوية قدرها 360 ْ، وثلاث عيون بسيطة تقع في مقدمته. قرون استشـعارها صغيرة وشـعرية (الشكل -1).

الصدر مؤلف من ثلاث حلقات: الأولى منها صغيرة ومتحركة، والحلقتان التاليتان متحدتان وتؤلفان قطعة واحدة كبيرة، يرتكز عليها شفعان من الأجنحة المستطيلة الشكل تقريباً، غشائية المظهر كثيرة العروق. ويشتمل الجناح الواحد عادة على بقعة غامقة تختلف لوناً وشكلاً من نوع لآخر، تدعى السِّمة الجناحية pterostigma. صدرها مزوّد بعضلات قوية تتصل اتصالاً مباشراً بقواعد الأجنحة، مما يجعل طيران الحشرة ذا كفاءة عالية، تزداد بسبب تزامن حركة زوجي الأجنحة في الحركة أيضاً.

أرجلها طويلة لا تصلح للانتقال، إلا أنها مسلّحة بأشواك على الساق والفخذ، وتنتهي بمخالب تساعد على اقتناص الفرائس.

 

الشكل (2) الرعاشات في وضع الاقتران

 

وثمة فوارق لونية واضحة بين الجنسين، فلون الأنثى، لدى الكثير من الأنواع، أدكن من لون الذكر. ولدى الذكر فتحة تقع على الصفيحتين السفليتين (القصِّيتين) الثانية والثالثة من البطن، تؤدي إلى تجويف يختزن فيه السائل المنوي الذي ينقله الذكر قبل عملية الإلقاح من الفتحة التناسلية الموجودة في مؤخرة البطن وذلك بثني البطن وإدخال مؤخرتها في هذا التجويف. ويشتمل هذا التجويف على عضو خاص هو بمثابة القضيب في الذكر. أما القرنان الشرجيان في الذكر فقد استحالا إلى قابضين يقبض بهما الذكر على الأنثى من رأسها أو من صدرها الأمامي أثناء عملية الإلقاح، وعندها تلوي الأنثى بطنها بحيث تلامس فتحتها التناسلية القضيب (الشكل -2).

ويتم الاقتران في أثناء الطيران، حيث يشاهد الزوجان المقترنان يطيران معاً في أثناء عملية الإلقاح التي تستغرق بعض الوقت. أما الأنثى فتشتمل نهاية بطنها على جهاز لوضع البيض، وهو قصير وثلاثي المصاريع. تضع الأنثى بيوضها قرب الماء، أو على سطحه، أو في داخله، وقد تُسقِط بيوضها على سطح الماء لدى طيرانها المنخفض فوقه، وتضع أنثى بعض الأنواع بيوضها داخل النباتات المائية، وخاصة بوساطة آلة وضع البيض المطورة لهذا الغرض. ويبقى الذكر عادة قريباً من الأنثى في أثناء وضع البيض، وذلك من أجل الحراسة والحيلولة دون اقتراب الذكور الأخرى منها، لأن كلا الجنسين مزواج. ويتم الإلقاح عند البلوغ أكثر من مرة وفي أي وقت، وحتى حين وضع الأنثى بيوضها إذا ما لمس أحد الذكور ضعفاً في عملية الحراسة، إذ يقوم آنذاك بإغوائها فتطير معه بشكل ترادفي ليقوم هو الآخر بتلقيحها.

تفقس البيوض في 1-3 أسابيع، وقد يقضي بعضها فصل الشتاء ليفقس في الربيع. وتفقس البيوض عن حوريات تعيش في قاع الماء أو في الطين أو بين النباتات المائية، التي تتغذى بالمتعضيات الصغيرة التي تعيش في الماء كبراغيث الماء وسواها من القشريات والحشرات. وقد يكون بعض الفرائس كبيراً كشراغيف الضفادع والأسماك الصغيرة. ومن عادة الحورية أن تتربص بفريستها سواء كانت على النباتات المائية أو في الماء أو في الوحل لتنقض عليها وتلتهمها.

تتنفس الحوريات بالغلاصم التي تبدو، لدى بعض الأنواع، على شكل ثلاث وريقات شجرية في نهاية البطن أشبه بزعانف ذيول السمك، أو بوساطة غلاصم قصبية موجودة في الجدار الداخلي للمستقيم، ويتم حينها التنفس بدخول الماء عبر المنطقة الشرجية ونفثه منها. وحين تكون الحورية في عجلة من أمرها فإنها تنفث الماء من شرجها بسرعة عبر الشرج، مما يساعدها على الحركة الأمامية وفق المبدأ النفاث.

وتنسلخ الحورية عدة انسلاخات قبل أن تصل إلى طور الحشرة الكاملة، لدى بعض الأنواع، نحو 10-15 مرة، ويكون جسمها آنذاك طرياً والألوان لم تأخذ سمتها النهائية بعد، كما أن طيرانها ضعيف. ويستغرق الأمر عدة أيام حتى تأخذ شكلها الحشري النهائي. وتختلف مدة الجيل الكامل من بضعة أشهر إلى عدة أعوام أحياناً.

والرعاشات متنوعة، بعضها صغير وبعضها الآخر كبير. وهي تعد من الحشرات النافعة، فهي مفترسة تلتهم الحشرات الأخرى من مختلف الأنواع مما تعثر عليه أو تلتقطه في أثناء الطيران، ولهذا الأمر أهميته في حفظ التوازن البيئي، فهي تمثل واحدة من حلقات الشبكة الغذائية في الطبيعة.

عبد الرحمن مراد 

مراجع للاستزادة:

ـ عبد الرحمن مراد، علم الحشرات (المطبعة التعاونية، دمشق 1981).

ـ هاول ف. ويلي وجون ت. دوين وبول ر. اهرلتش، مقدمة في بيولوجية الحشرات وتنوعها، ترجمة أحمد لطفي عبد السلام، دار ماكروهيل للنشر، القاهرة 1938).

- Donald J. Borror, Dwight M.Delong & Charles A.Triplehorn, An Introduction to the Study of Insects. 4th edition (Holt, Reinhart & Winston 1976).

 


التصنيف : علم الحياة( الحيوان و النبات)
النوع : علوم
المجلد: المجلد التاسع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 868
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 557
الكل : 31204587
اليوم : 29744

شلغرين (يوهان هنريك-)

شِلغرين (يوهان هنريك ـ) (1751 ـ 1795)   يوهان هنريك شِلغرين Johan Henrik Kellgren شاعر وناقد ومن أبرز كتاب عصر التنوير في السويد. ولد في بلدة فلوبي Floby جنوب غربي البلاد، وكان والده راعياً لأبرشية في مدينة أوبو Åbo (Turku) الفنلندية. درس الابن في الجامعة هناك ودرّس فيها بعد تخرجه لفترة من الزمن انتقل بعدها إلى ستوكهولم حيث عمل في تعليم أطفال عائلة نبيلة، ثم صار في عام 1780 أميناً للمكتبة الملكية في بلاط الملك غُستاف الثالث. وعند تأسيس الأكاديمية السويدية عام 1786 عُين أول رئيس لها إضافة إلى كونه عضواً دائماً فيها وأميناً لسرها.
المزيد »