logo

logo

logo

logo

logo

الدراجة الهوائية والنارية

دراجه هواييه وناريه

Bicycles and motorcycle - Vélo et motocyclette

الدراجات الهوائية والنارية

 

الدراجة الهوائية bicycle مركبة ذات عجلتين يجمعهما إطار معدني خفيف يسيرها راكب باستخدام مدوستين ويوجهها بمقود متصل بمحور الدولاب الأمامي. وهي وسيلة فعالة ورخيصة للنقل.

             (الشكل-1) دراجة درايزن أو حصان التسلية

 

(الشكل-2) حصان التسلية الذي صممه مكميلان

 

            (الشكل-3) الدراجة ذات الدولاب الأمامي الكبير

 

          (الشكل-4) نماذج منوعة من الدراجات النسائية

 
 

بدأ ظهور الدراجة مع ظهور الآلات غير العاملة بالطاقة التي صنعت في أواخر القرن الثامن عشر. ففي عام 1791 صنع الكونت دي سيفراك آلة سماها «سليريفير» وكانت آلة خشبية ذات دولابين على خط واحد تصل بينهما عارضة يسيرها راكب يدفع الأرض بقدميه على التوالي كالماشي.

وفي عام 1820 صنع الألماني درايز آلة مشابهة سميت «درايزن» (الشكل-1) يسيرها الراكب بقدميه ويوجهها بيديه ما لبثت أن شاعت في ألمانية وإنكلترة وعرفت باسم «حصان التسلية» Dandy horse أو Hobby horse.

وفي عام 1839 اخترع  باتريك مكميلان Patrick Macmillan الاسكتلندي دراجة بمدوستين مرتبطتين بذراعين طويلتين معقوفتين متصلتين بالعجلة الخلفية يحركهما الراكب بقدميه إلى الأمام  والخلف فتدور العجلة الخلفية (الشكل -2). وقد استفاد من هذا التطور المخترع الاسكتلندي دالزل فنقل المدوستين من تحت المقود إلى تحت السرج (مكان الراكب) تسهيلا له و أتبع اختراعه بمقود شبيهٍ بمقود الدراجة الحالية، وغَيّر ميل المقص الأمامي.

أما بيير ميشو الفرنسي وابنه أرنست فقد اخترعا دراجة عام 1861 تسير بمدوستين معلقتين بالمحور الأمامي وسميت vélocipède وصمما لها مخمدات لتخفيف شدة الاهتزاز والصدمات، واستعملا نوعاً من المطاط بدل الحديد والخشب على الدواليب. و أنتج بيير لالـمان عام 1863 دراجة عـرضـها في معـرض بـاريـس (1865) ثم هاجر إلى أمريكة وحصل على براءة الاختراع في ولاية كونيكتيكت،  وهو أول من استعمل كلمة «بيسكليت» bicyclette. ثم ظهرت بعد ذلك أنواع أخرى كتلك التي جعلت الدولاب الأمامي أكبر ليجتاز أطول مسافة بدورة واحدة وبلغ قطر الدولاب الأمامي 1.21 متر والخلفي 0.4 متر ونقل السرج ليصبح فوق الدولاب الأمامي الكبير ليوفر الراحة للراكب (الشكل -3). وقد تميزت هذه الدراجة برخص ثمنها.

وفي نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين طرأت تحسينات كثيرة جداً على صناعة الدراجات  أهمها ظهور الزنجير الذي يحرك الدولاب المسنن الكبير عند المدوستين ومنه تنتقل الحركة إلى الدولاب المسنن الصغير الموجود في مركز الدولاب الخلفي فيديره.

أما أهم المخترعات التي أدخلت على الدراجات فكان الإطار المطاطي المنفوخ بالهواء الذي اخترعه دنلوب عام 1888 و عُدّ نقلةً نوعيةً في استخدام الدراجات وركوبها بأمن وراحة وخفف من الصدمات والاهتزازات على الطريق  ولم يطرأ بعدها أي تعديل أساسي على صناعة الدراجات طوال الثمانين سنة التالية وإن لحقت بها تحسينات كثيرة، وخاصة ظهور دراجات الأطفال والدراجات النسائية التي أزيل من «بدنيتها» المحور الأفقي العلوي مما يسمح للنساء ذوات الثوب الطويل بركوب الدراجة (الشكل -4).

كذلك ظهرت الدراجة ذات السرجين (الثنائية) أو أكثر، وازداد الطلب على الدراجات عامة مع بداية القرن العشرين وصار التجديد مطلوباً  وكثرت أعداد راكبي الدراجات في أوربة وآسيا إلى درجة كبيرة. وتألفت نواد للدراجات مختلفة الأغراض  للهواة والمحترفين كالرياضة والرحلات وسباق الدراجات الذي صار رياضة عالمية وأولمبية.

أدخلت على الدراجات بعد الحرب العالمية الثانية تعديلات وتحسينات كثيرة منها واقيات الوحل والضوء الأمامي والمولد والمدخرة واستعمال المواد الخفيفة لصنع البدنية وأطر الدواليب، وتركيب وجهاز أمان لمنع انفلات الزنجير وجعبة خاصة لمتاع الراكب وحفظ عدة الصيانة وقطع التبديل، وأدخل جهاز السرع المتعددة وهو أهمها - ويتألف من مسنن كبير (48 سن عادةً) وعدد من المسننات الخلفية الصغيرة (تتدرج من 12 إلى 24 سن) يضاف إليها مسننات مساعدة أخرى يمكن بوساطتها تبديل السرع من دون تغيير الجهد على المدوستين، وكذلك تغيير نسبة التخفيض عن طريق التحكم بحركة الزنجير ونقله من مسنن إلى آخر على الدولاب الخلفي في أثناء سير الدراجة من دون توقف وهذا ما يمنح الراكب مرونة كبيرة في انتقاء السرعة ونسبة التخفيض، وهناك نوع حديث أكثر تعقيداً يستخدم النظام المعقد للمسننات المتعددة و يوفر ثماني سرعات مختلفة، أي ثماني نسب تخفيض.

غدا استخدام الدراجات شائعاً في مختلف بلاد العالم للنقل والتنقل الرخيص وللنزهة والرياضة  وللاستخدامات العسكرية، للاستطلاع والمراسلين الحربيين والجوالين، وقد استخدمت الدراجات على نطاق واسع في الحربين العالميتين الأولى والثانية وفي المقاومة الوطنية الفرنسية وفي الصين وفييتنام وغيرها. ويزيد عدد الدراجات الهوائية المستخدمة في العالم على عشرات الملايين.

الدراجات النارية

الدراجة النارية motorcycle مركبة بدولابين تسير ذاتياً بقوة محركها الذي يتحكم به سائق الدراجة ويمكن تصنيفها في ثلاثة أنواع رئيسية هي:

 
 

    (الشكل-5)

الدراجة النارية ذات المدوسة والمحرك

 

 
 

1 ـ الدراجة النارية ذات المدوسة والمحرك: وهي دراجة هوائية معدّلة مزودة بمدوسة ومحرك  ويعود تاريخها إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية في أوروبة حين وجد الناس في الدراجة المزودة بمحرك صغير وسيلة اقتصادية ومريحة ولا يتطلب ركوبها رخصة قيادة، ويستعملها الصغار والكبار وقد حددت القوانين قوة المحرك في هذه الدراجات بـ50سم3 وحددت السرعة بـ 48كم والطرقات التي يسمح بالسير عليها (الشكل -5).

2 ـ الدراجات النارية الصغيرة motor  scooter وهي وسط بين الدراجات ذات المدوسة  والدراجات  الثقيلة، ولها دولابان ومحرك بنزين منخفض القدرة ذو أسطوانة واحدة ولا تزيد سعته على 125سم3. وقد أنتج منها آلاف الدراجات، وخاصة في إيطاليا، وتستعمل لتنقل الأفراد بنفقات قليلة. وتتشدد معظم البلدان في القوانين الناظمة لاستعمال هذا النوع من الدراجات النارية ولذلك بدأ استخدامها بالتراجع، وخاصة أنها منعت من السير على الطرق الدولية والسريعة (الأوتوسترادات) واقتصر استعمالها على الطرق الفرعية.

 

3ـ الدراجات الثقيلة: وهي أثقل وأقوى من الدراجات السابقة ومزودة بمحرك سعته 400سم3 وما فوق وقد يتجاوز وزنها 200كغ وسرعتها نحو 145كم/سا ويسمح لها بالسير على الطرق السريعة وتتطلب قيادتها ترخيصاً. وهناك دراجات سوبر تصل سرعتها إلى 217كم/سا وتسارعها عند الإقلاع 185كم/ساعة في 12 ثانية. وكذلك الدراجة سوبريور التي تبلغ سرعتها 275كم/ساعة ومزودة بمحرك سعة 1000سم3.

تطور الدراجات النارية

 
 

            (الشكل-6) الدراجة النارية نورتون 1932

 
 

سبقت الدراجات النارية اختراع السيارات بنحو 16 عاماً. فقد صنع الفرنسيان بيير وآرنست ميشو أول دراجة بمحرك بخاري عام 1869. ولما أنتج دايملر وكارل بنز سيارتهما المزودة بمحرك يعمل على البنزين استفاد مصممو الدراجات من هذا الاختراع لتركيبه على الدراجات النارية واستخدموا كذلك اختراع دنلوب للإطار المطاطي الهوائي الذي وفر للدراجة سرعات أكبر، واستخدم الزنجير أو جذع نقل الحركة ليحل محل السير الجلدي لنقل الحركة من المحرك إلى الدولاب الخلفي الذي كان ينزلق أو ينقطع بسبب المطر والوحل. ومع تحديث المفحم على يد بتلر عام 1889 وتحسينه على يد مايباخ عام 1893 غدت هذه المفحمات الأكثر شيوعا في العالم وما زالت تستخدم حتى اليوم . أما أشهر الدراجات التي أنتجت قبل الحرب العالمية الثانية وظلت من دون منافس زمنا طويلا فكانت الدراجة نورتون التي أنتجتها شركة إنترناشيونال الأمريكية سنة 1932 وزودت بمخمدات صدمات من الكاوتشوك للمقود ونوابض خلفية وأنبوب عادم وعلبة مســننات (الشـكل-6).

تنوعت محركات الدراجات النارية بعد الحرب العالمية الثانية وزود بعضها بأربعة صمامات لحجرة الاحتراق مثل محركات دافيدسون (1000سم3). وعمدت  شركة ب.م. ف الألمانية  إلى تجهيز دراجاتها النارية بمحرك ذي أسطوانتين متقابلتين، وظل هذا التصميم شائعا واستخدم حتى اليوم. وظهرت كذلك محركات على شكلv ، ومحركات وحيدة الأسطوانة بشوطين، وتلتها المحركات الصغيرة السريعة الدوران المركبة على الدراجات سكوتر في أوربة.  وبدءاً من ستينات القرن العشرين سيطر اليابانيون (هوندا،  سوزوكي، ياماها) على السوق العالمية للدراجات النارية بلا منازع، وأنتجوا كل أنواع المحركات الثنائية والرباعية (تراوح سعاتها بين 50-750سم3) وجميع أنواع الدراجات.

استخدام الدراجات النارية

    (الشكل-7) الدراجة هارلي دافيدسون الكندية (1947)

 

تستخدم الدراجات النارية للركوب والنقل والرياضة، وتستخدمها منظمات الشرطة وتنظيم المرور وسعاة البريد والمراسلين من مختلف المهن، وكذلك القوات المسلحة لأغراض مختلفة كالاستطلاع والمراسلات والشرطة العسكرية وفي القتال، وقد شهدت الحربان العالميتان الأولى والثانية والحرب الكورية والحرب الأهلية في الصين وفي فيتنام وحدات مقاتلة من راكبي الدراجات النارية.

وزودت بعض الدراجات بعربة جانبية sidecar ودولاب ثالث لنقل راكب أو حمولة إضافية، وسلحت برشاشات وقاذفات رمانات ولعل الإنزال الجوي الألماني في كريت 1942 أكبر استخدام مثالي للدراجات النارية في الحرب العالمية الثانية (الشكل -7).

 

 

أحمد يوسف

الموضوعات ذات الصلة:

محرك الاحتراق الداخلي.  

مراجع للاستزادة:

ـ سلوون ايجسين، الكتاب الجديد الكامل للتسيير بالدواسات (سيمون سكستر 1983).

ـ ستولنغ ستيف، ميكانيكي الدراجات (مطبعة ليجر 1987).


التصنيف : الصناعة
المجلد: المجلد التاسع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 220
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 556
الكل : 31275664
اليوم : 23852

مايو (إلتون-)

مايو (إلتون ـ) (1880ـ 1949)   إلتون مايو Elton Mayo عالم نفس أمريكي اهتم بالدراسات الاجتماعية، ودراسات علم النفس الاجتماعي، ويعود إليه الفضل في تطوير نظرية العامل الإنساني في الصناعة. خصّص جزءاً كبيراً من أبحاثه لتحليل الظروف المادية المؤثرة في العمل ضمن التنظيمات الإنتاجية، وخاصة العلاقة بين ظروف العمل البيئية والظروف النفسية للعاملين، وأثر ذلك كله في إنتاجية العمل، وهو يعد من رواد علم الاجتماع الصناعي. ولد في أستراليا، ودرس في جامعاتها في الفترة 1911- 1923، ثم أخذ بالتدريس في الولايات المتحدة بجامعة بنسلفانيا  قبل أن يُسمّى أستاذاً في قسم البحوث الصناعية بمدرسة الأعمال والإدارة في جامعة هارفرد عام 1926، وأصبح مديراً لها حتى عام 1947.
المزيد »