logo

logo

logo

logo

logo

الزنابير

زنابير

Wasps - Guêpes

الزنابير

 

الزنابير waspsحشرات[ر] تنتمي إلى رتبة غشائيات الأجنحة Hymenoptera، ظهرت على وجه الأرض في العصر البرمي قبل نحو 225مليون عام. وهي متباينة الحجوم والأطوال، تراوح أطوالها بين 0.2مم و50مم. تعيش في المناطق الحارة والمعتدلة، وقليل منها يعيش في المناطق الباردة. يوجد منها نحو 25000نوع أغلبها زاهي الألوان، تتماوج ألوانها بين الأحمر والأصفر أو الأسود المزرق، المخطط وغير المخطط وغير ذلك.

الشكل (1) زنبور الورق

جسمها متطاول ومغطى بطبقة متينة من الكيتين، ومؤلف من ثلاثة أقسام: الرأس والصدر والبطن.

رأسها مثلثي الشكل تقريباً، مجهز بفكوك قوية مهيأة للتمزيق والمضغ. يحمل الزنبور عينين مركبتين وثلاث عيينات بسيطة. أما قرون استشعاره فهي ذات أنماط متفاوتة، إلا أن أغلبها قِلادي أو خيطي. والصدر مؤلف من ثلاث حلقات، أوسطها أضخمها. ويرتكز على الصدر شفعان من الأجنحة الغشائية الصلبة الشفافة قليلة التعرق، ترتبط الأجنحة الخلفية بالأمامية في أثناء الطيران بمشابك خطافية، فتزيد في سرعة طيران الزنبور. كما ترتكز على الصدر ثلاثة أشفاع من الأرجل المفصلية، تنتهي كل منها بمخلبين.

يتألف البطن من عشر قطع، يتداخل بعضها ببعض، لذلك يظهر منها بين 6ـ 8قطع، تشكل الأولى منها لدى بعض الزنابير، خصراً خيطي الشكل يصل الصدر الخلفي بالبطن، يسمح بتحريك البطن بسهولة في اتجاهات مختلفة، مما يساعد في عمليتي وضع البيض أو اللدغ، إذ إن للأنثى آلة وضع بيض متحوّرة إلى عضو تمزيق أو ثقب لحقن البيض داخل النسج. أما لدى العاملات فتتحول هذه الآلة إلى إبرة لاسعة.

تتغذى الزنابير البالغة برحيق الأزهار وغبار الطلع والأجزاء الخضر من النباتات، وبالأزهار والثمار، إلا أن بعضها مفترس يتغذى باللحوم والحشرات بأطوارها المختلفة وغير ذلك.

دورة حياتها

للزنابير عادة جيل واحد في العام، ولبعضها أكثر من جيل واحد. والتطور الجنيني لديها تام المراحل، فهي تمر من البيضة إلى اليرقة ثم العذراء (الخادرة) فالحشرة الكاملة.

تضع بعض الزنابير بيوضها داخل نسج النبات كالزنابير المنشارية، أو في مبايض الأزهار أو الثمار الصغيرة كزنبور ثمار الخوخ واللوز والفستق الحلبي والتين وزنبور براعم الأجاص وثماره. أما الزنبور الشرقي فتضع أنثاه بيوضها في العش وترعى اليرقات الفاقسة، حتى إذا أصبحت بالغة هاجمت ماحولها من ثمار كالعنب والبلح إضافة إلى اللحوم الطازجة أو المتفسخة. وتضع بعض الزنابير المفترسة بيوضها على الفرائس المشلولة بعد لدغها، بينما يعمد بعضها الآخر إلى وضعها في خلية فارغة تجلب الأنثى إليها الفرائس لاحقاً لتغذية اليرقات الناجمة عن الفقس.

تفقس البيوض عن يرقات دودية الشكل أو أسطوانية، ذات ثلاثة أرجل صدرية، عديمة الأرجل البطنية أو مزودة برجيلات كاذبة،، تقضي الشتاء بحالة يرقة كاملة النمو أو عذراء حرة داخل شرنقة، أو ضمن خلية في التربة، وتصل مرحلة الحشرة الكاملة في الربيع.

أشكالها

يميز من الزنابير مجموعتان: زنابير اجتماعية وأخرى انفرادية.

الزنابير الاجتماعية: تعيش عادة ضمن مجتمع منظم يجري فيه تقسيم العمل بين الأفراد. يشتمل هذا المجتمع على ملكة وذكور قصيرة الأعمار وإناث عقيمة هي العاملات. تقوم الأنثى المخصبة،وهي الملكة، بتأسيس المستعمرة في الربيع ببناء عش أولي صغير تضع فيه عدداً قليلاً من البيوض، وتلجأ إلى تغذية اليرقات عقب الفقس بخلاصات ممضوغة مما تفترسه من الحشرات. تنجب هذه اليرقات إناثاً عقيمة أصغر من الأم هي العاملات التي تقوم بواجباتها في توسيع العش وتغذية اليرقات الناجمة عن بيوض تم وضعها لاحقاً. وبعد عدة أسابيع تقوم هذه العاملات ببناء خلايا أكبر حجماً من سابقتها تملؤها بالطعام، وينشأ حينذاك جيل من الإناث أكبر حجماً من سابقه، مهيئةً عناصرها لأن تصبح ملكات للأجيال القادمة.

وكما هي الحال في جميع غشائيات الأجنحة، تستطيع الأنثى أن تتحكم بجنس أنسالها بعضلة قابضة باسطة مزود بها الكيس المنوي (القابِلات المنوية spermatheca) في نهاية بطنها، تسمح بمرور النطاف لتلقيح البيوض فتعطي إناثاً، أو لا تسمح بذلك فتنشأ الذكور.

ويجري الإلقاح في نهاية فصل الصيف. ولدى اقتراب فصل الشتاء تدخل الأنثى في طور السُّبات لتقوم بتأسيس أعشاش السنة التالية. أما الذكور والعاملات فإنها تموت بتأثير انخفاض درجة الحرارة.

الزنابير الانفرادية: وهي زنابير بعضها مفيد، يتطفل كثير منها على الحشرات الضارة وأطوارها المختلفة مثل اليسروع القاضم لسوق النبات أو المنّ أو السوس وغيرها. وهي نوعية في اختيار فريستها، بعكس ما نلاحظه لدى الزنابير الاجتماعية، ولهذا يُستخدَم بعضها في المقاومة الحيوية للآفات الحشرية.

الأعشاش

الشكل (2) عش زنبور الورق وترى فيه البيوض

تلجأ الزنابير الاجتماعية إلى بناء أعشاش من مواد مختلفة. فقد تكون هذه الأعشاش ورقية مؤلفة من مادة خشبية تعمد إلى تفتيتها ومزجها باللعاب لتشكل منها صفيحات رقيقة تؤلف منها مجموعة من الخلايا المستندة إلى حامل، أو قد تكون هذه الأعشاش مؤلفة من الطين أو من مادة صمغية نباتية. قد تأخذ هذه الأعشاش شكل أقراص عارية وقد تكون مغلفة بغطاء خارجي فيه فتحات تعدّ بمثابة نوافذ. تقام هذه الأعشاش على الأشجار أو الجَنَبات، وفي الغابات، بينما يقام بعضها في الكهوف. وتكون الحرارة في الأعشاش ثابتة نسبياً مقارنة مع الحرارة الخارجية المتذبذبة: ففي الطقس البارد يتسم جو العش بالدفء الناجم عن فعاليات الزنابير المختلفة ونتيجة لإغلاق مدخله، أما في الطقس الحار فإن الزنابير تحافظ على درجة الحرارة الداخلية معتدلة بفضل تهويتها بذبذبات أجنحتها.

وتعمد الزنابير الاجتماعية إلى حماية أعشاشها بوسائل مختلفة، كالتمويه مثلاً، أو ببنائها في أماكن يصعب على الثدييات المهاجِمة أن تصل إليها، وقد تلجأ إلى طلاء السويقة الحاملة للعش بمادة طاردة للنمل. ويعمد بعضها إلى هَزّ الغلاف الخارجي للعش بقوة لإحداث صوت طبلي يُرهِب المهاجِم، في حين يلجأ البعض الآخر إلى إبراز بطونها الملونّة اللامعة المجهزة بالإبر اللاسعة خارج العش لتهديد المعتدي، وقد تهاجمه وتغرز إبرها اللاسعة فيه.

أما الزنابير الانفرادية فتبني أعشاشها في تربة رخوة مستخدمة فقيماتها وأرجلها الأمامية لهذا الغرض. وقد يبلغ عمق العش نحو 15سم، ويصل بعضها إلى المتر. وقد يكون العش مؤلفاً من خلية واحدة أو عدة خلايا في السرداب الواحد. ويستدل على السرداب من وجود كومة صغيرة من التراب بحذاء فتحته، ويصعب على الإنسان الاستدلال على العش ما لم يلاحَظ دخول الزنبور فيه أو خروجه منه. وقد تبني بعض الزنابير أعشاشها فوق سطح الأرض على هيئة خلايا من الطين تلصقها فوق الصخور أو الأبنية أو غيرها. كما يعمد بعضها الآخر إلى بناء أعشاشها في أغصان الأشجار المفرغة أو في ثقوب الأخشاب التي حفرتها الخنافس وسوى ذلك.

عبد الرحمن مراد

الموضوعات ذات الصلة:

 

الحشرات.

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ هاول ف. ديلي، جون ت. دوين و بول و. أهرلتش، مقدمة في بيولوجيا الحشرات وتنوعها، ترجمة أحمد لطفي عبد السلام (دار ماغروهيل للنشر 1983).

- D.J,Borrer,D.M.Delong and A.C.Triplehorn, Introduction to the Study of Insects. (4th Ed. 1975).


التصنيف : علم الحياة( الحيوان و النبات)
النوع : علوم
المجلد: المجلد العاشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 404
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 537
الكل : 31279304
اليوم : 27492

حويصل التوازن

حويصل التوازن   حويصل التوازن statocyst جهاز يؤمن توازن الحيوان في الوسط الذي يعيش فيه، سواء كان هذا الوسط مائياً أو برياً أو هوائياً. وهو يتألف، في الأساس، من جوف، أو أجواف، تحتوي على عناصر رملية أو حجرية تسمى أحجار التوازن statolithes، ترتكز على مجموعة من الأهداب التي تنقل تغيرات ثقالة الحجر إلى خلايا حسية توفر التنسيق مع الجملة العصبية المركزية، فإذا غَيّر الحيوان وضعه ضَغَطَ حجر التوازن على خلايا حسية أخرى، مما يدعو الحيوان لأن يعيد توجيه نفسه بما يتناسب مع الجاذبية الأرضية.
المزيد »