logo

logo

logo

logo

logo

ساحل العاج

ساحل عاج

Ivory Coast - Côte d'Ivoire

ســاحل العاج

 

ساحل العاج Ivory Coast، دولة إفريقية، تمتد بين خطي العرض 10 َ 40 ْ و 30 ََ40 ْ، وتحدها شمالاً مالي وبوركينا فاسو، وغينيا غرباً، وغانا شرقا،ً وخليج غينيا على المحيط الأطلسي جنوباً، وتبلغ مساحتها نحو 322.5كم2 وعاصمتها أبيجان.

الجغرافية الطبيعية

يقع ساحل العاج في أحضان القاعدة الإفريقية المتبلورة المكونة من الغرانيت والديوريت والكوارتزيت والسينيت والشيست والصخور البركانية كالبازلت والغابرو وقليل من الصخور الرسوبية كالكلس والدولوميت والحجر الرملي، وفي الأودية النهرية تكثر اللحقيات الطينية الرملية والحصوية.

التضاريس جبلية كتلية (1000ـ1650م) في الشمال الغربي، تتحول في الوسط إلى هضبة بنائية عالية (500ـ600م)، ثم تصبح سهلية مستوية في الجنوب (100ـ200م)، تغمرها الرواسب النهرية بطبقة ثخينة من اللحقيات التي تمتد داخل مياه المحيط لتكون حاجزاً رملياً طينياً أمام الساحل، وتخلف وراءها الكثير من البحيرات البحرية (لاغونات)، أهمها ايبري Ebiry قرب العاصمة والمتصلة بالمحيط بقناة مكونة ميناء واسعاً.

قصر الجمهورية في مدينة أبيجان المطلة على بحيرة إيبري

مناخها استوائي وشبه استوائي شديد الرطوبة، لأنه يقع تحت تأثير الكتلة الهوائية الاستوائية الماطرة التي تتحرك فصلياً شمال خط الاستواء وجنوبه، يتناقص تأثير الكتلة شمالاً، لذا يطول فصل الجفاف ويقل الهطول 700ـ1000ملم، مقابل 1200ـ1400ملم في الوسط، و2000ـ2500ملم في الجنوب، وأغزر في المرتفعات الجبلية.

درجات الحرارة لاتقل عن 20 ْوالفروق الحرارية الفصلية واليومية بسيطة (3 ـ 5 ْ)، ففي الشمال صيفاً (28ـ30 ْ)، و(26ـ27 ْ) في الوسط، و(24ـ25 ْ) في الجنوب، أما في الشتاء فتنخفض الحرارة قليلاً عما سلف.

الرطوبة الجوية عالية 60ـ70% وسطياً، وترتفع في أوقات الهطول إلى 80ـ90%، وقيم التبخر الكامن السنوية (1000ـ1500ملم)، لذا فإن الموازنة الرطوبية إيجابية في أغلب مناطق البلاد.

تتدفق المياه في زوايا البلاد، وأبرز الأنهار: كومويه Komoé وبانداما Bandama وساسندرا Sassandra وكافالي Cavally، وهي أنهار متوسطة الطول جيدة الغزارة (200ـ450م3/ثا)، ونظام جريانها مداري في الشمال، ويتحول إلى استوائي منتظم الجريان والغزارة.

النباتات استوائية ومدارية قديمة المنشأ، وتقسم نطاقياً إلى:

ـ استوائية غابية متطبقة: عالية (50ـ80م) من تين ficus ومتوسطة نخيلية ومن أشجار الكولا، وتحتها أشجار البن والمطاط ونخيل الزيت، ثم الحشائش الطويلة الكثيفة، إضافة إلى نباتات المروج والمستنقعات.

ـ الغابة المدارية المتساقطة الأوراق: تتركز في وسط البلاد خاصة، وتتخللها الغابات الرواقية الاستوائية المدارية في الأودية النهرية. لقد قطع الإنسان مساحات واسعة من هذه الغابات وحولها إلى أراض زراعية، مما مهد لتغلغل النباتات والأشجار السافانية.

أما السافانا فتظهر شمالي البلاد حيث الهطول أقل، ومدة الجفاف أطول (4ـ5 أشهر)، فثمة شريطان: جنوبي غابي استوائي وشمالي سافاني نموذجي، ومن أبرز الأشجار أشجار الأكاسيا Acacia أو الطلح مثل: السنغالي والأبيض والعربي، إضافة إلى أشجار الغريب الباؤوبات العملاقة Adansonia digitata وتكثر الحشائش النجيلية كحشيشة الفيل.

التربة استوائية مدارية، فهي حمراء وحمراء مصفرة استوائية قليلة الخصوبة لشدة الغسل وحمراء بنية وبنية مدارية، تحتوي على الدرع الحديدي (لاتيريت)، وتتحول إلى بنية وبنية محمرة حديدية في مناطق السافانا، وفي الأنهار تنتشر الترب اللحقية والترب السوداء في المروج والمستنقعات.

 الحيوانات

تمثل النموذج الغابي الاستوائي ـ المداري والنموذج السافاني، ففي الغابات تكثر الطيور الاستوائية (البباغوات وطيور الجنة والطواويس) والقردة والزواحف. وفي الغابة المدارية والسافانا يظهر الفيل الإفريقي ووحيد القرن والأيائل والغزلان وحُمُر الوحش، وتكثر الحيوانات الكاسرة كالأسود والفهود والنمور والضباع والكلاب المتوحشة، إضافة إلى الزواحف المتنوعة. وفي المياه فرس النهر والتماسيح. الحشرات كثيرة وبعضها مضر كذبابة تسي ـ تسي Tsi-Tsi.

أصل السكان

 في البلاد أكثر من 60قبيلة مختلفة الانتماء واللهجات، وذلك لأن الدول الاستعمارية قسمت إفريقيا، بحسب مصالحها، لا من حيث واقعها التاريخي والعرقي والديني، لذا يعاني ساحل العاج اليوم، كما هي حال كثير من الدول الإفريقية، من مشاكل قبلية وعرقية حادة.

في البلاد أربع مجموعات عرقية ولغوية أساسية، تنضم تحت لواء العائلة الزنجية الكونغولية، وتتمثل حسب معطيات سنة 2000 بالأعراق الآتية: قبائل الكوا Kwa، ويقدر عددهم بنحو 9ملايين نسمة، وقبائل غور وعددهم نحو 3ملايين نسمة، وقبائل الماندي وعددهم أيضاً نحو 3ملايين نسمة.

يقدر عدد السكان اليوم بنحو 17مليوناً، والكثافة العامة 52ن/كم2 إلا أنها مرتفعة 80ـ100ن/كم2 في مراكز المدن والمناطق الزراعية، ومتوسطة في الشمال 30ـ40ن/كم2 وقليلة في الغابات الاستوائية 10ـ20ن/كم2.

كانت قبائل الكوا منتشرة في جميع أرجاء البلاد، إلا أن القبائل الشمالية من بوركينا فاسو ومالي دفعت بها جنوبا، فتوطن أغلبها في مناطق البحيرات الجنوبية (قبائل اللاغونات)، وبقي جزء منها في أواسط البلاد وامتزج مع القادمين، أما في غربي البلاد فتوطنت قبائل بيتي وغيري وغريبو، وسكنت قبائل غور الشمال السافاني، وأبرزها قبائل سينوفو ولوبي وموسي، وتوزعت قبيلة كولانغو في جميع أرجاء البلاد تقريباً، أما قبائل الماندي فانقسمت إلى مجموعتين: جنوبية تعيش شمالي النطاق الاستوائي، مثل دان وغورو، وشمالية (بامان، دويوولا، مانديكا) تعيش غربي البلاد، مجاورة أقرباءها في مالي، وتعيش قبيلة ديوولا في المدن كذلك مكونة مجموعات متماسكة مغلقة تقريباً.

ولكل مجموعة لغتها ولهجاتها المتعددة، وأكثرها انتشاراً لغة الباوولي وآبيبني، أما اللغة الرسمية فهي الفرنسية.

يعيش في البلاد عدد كبير من المهاجرين (نحو مليوني نسمة)، من بوركينافاسو خاصة، ومالي وغانا بحثاً عن العمل، والهجرة الداخلية من الأرياف إلى المدن كبيرة، مع أنها مدن صغيرة غالباً، لذا تتساوى تقريباً نسب سكان الحضر والريف.

التزايد السكاني كبير (29%)، لأن معدل المواليد مرتفع جداً 47 في الألف والوفيات أقل من 8 في الألف، ولذا تضاعف عدد السكان مرات عدة من 3.5 مليون نسمة عام 1950 إلى 16 مليون نسمة سنـة 2000.

الوفيات لدى الأطفال الخدج عالية 150 بالألف، بسبب الواقع الصحي المتدني، ونرى أن وسطي عمر النساء 54 سنة والرجال 50، مع أن عدد أفراد الأسرة كبير (6ـ7) أشخاص. والأمية عالية 60%، وبين النساء 80%. والدخل السنوي متواضع 500ـ600دولار، ويعيش ربع السكان تقريباً تحت مستوى خط الفقر، ونسبة المصابين بالإيـدز 20% من السكان.

كانت الوثنية مسيطرة في القرون الوسطى، ولكن الإسلام بدأ بالوصول إلى البلاد على يد التجار الماليين والعرب، في مطلع القرن الثامن الهجري، ثم ازداد انتشاره بسبب زحف القبائل المسلمة من مالي وبوركينافاسو جنوباً، ونسبة المسلمين تتفاوت من مصدر إلى آخر ما بين ربع السكان ونصفهم، ولعل الرقم الأخير هو الأصح، أما نسبة المسيحيين فتبلغ مابين12ـ14%، إلا أن دورهم بارز في البلاد، وما تبقى وثنيون.

المدن: صغيرة إلى متوسطة عموماً (100ـ300ألف نسمة)، فيما عدا العاصمـة أبيجان (2.8 مليون نسمة) وبواكيه نحو نصف مليون نسمة عام 1996.

الاقتصاد

سوق شعبية في الهواء الطلق في أحد أحياء أبيجان

زراعي يعمل فيه 70% من السكان، ويقدم 27% من الدخل القومي، ومثله قطاع الصناعة والقطاعات الأخرى (46%).

تتركز الزراعة في وسط البلاد، حيث الأنهار والسدود، وتشغل الشمال مراعي السافانا والغابات في الجنوب. لقد توسعت الزراعة في القرن المنصرم، وخاصة مساحة الأراضي المروية، فبعد أن كانت نحو 3ملايين هـكتار سنة (1965)، صارت اليوم 8ملايين هكتار ونيفاً.

الزراعات استوائية مدارية الطابع، وإنتاجها يتباين كثيراً من سنة إلى أخرى، وأكثرها معد للتصدير، وأهم الزراعات:

البن: ويزرع في المناطق العالية الرطوبة في الجنوب، ويقدر إنتاجه السنوي بنحو 300ـ400ألف طن، ويبلغ إنتاج الكاكاو 400ـ500ألف طن، وزيت النخيل 400ـ500ألف طن والأناناس 300ـ350ألف طن وجوز الهند 120ـ200ألف طن ومثله الموز، ويقدم القطن أليافاً (150ـ250ألف طن)، وبذوراً (250ـ300ألف طن).

إنتاج الحبوب متواضع (1ـ1.5 مليون طن) ونصفها من الذرة، وتنتج في الوسط والشمال في مجاري الأودية بخاصة، ويزرع قصب السكر في الجنوب، ويقدم 1.5مليون.طن سنويا،ً ومثله نبات المَنيهِوُت، ويقدر إنتاج الغابات بـنحو 4.5ـ5ملايين طن وسطياً.

يؤلف كل من القطن والكولا والأناناس والبن والأخشاب 70% من المواد المصدرة إلى العالم، وخاصة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا واليابان والنروج وألمانيا.

أما إنتاج المعادن فمحدود، وأبرزها الألماس (100ـ150ألف قيراط) والذهب الخالص (8ـ10كغ)، وكميات قليلة من الحديد والنحاس.

ساحل العاج فقير كذلك بحيواناته، إذ لايزيد عدد المواشي الكبيرة (الأبقار) علــى 0.7ـ0.8مليون رأس، والأغنام والماعز (2ـ2.5مليون رأس)، والخنازير (0.15ـ0.4مليون رأس) والسمك (80ـ100ألف طن).

لمحة تاريخية

كانت أراضي ساحل العاج جزءاً من ممالك غانا ومالي، وبدأ توافد تجار الرقيق إليها في القرن الخامس عشر الميلادي، إلى أن تحولت إلى مستعمرة فرنسية عام 1895، وصارت جزءاً من مستعمرة غربي إفريقيا الفرنسية. وبموجب استفتاء جرى عام 1958اقتصر الاشتراك فيه على الجالية الفرنسية، منحت جمهورية ساحل العاج الحكم الذاتي، وفي عام 1960 أعلن استقلال ساحل العاج نهائياً، لكنها بقيت على روابط وثيقة بفرنسا.

شاهر جمال آغا

مراجع للاستزادة:

 

ـ محمد توفيق سمان، العالم أواخر القرن العشرين (دمشق 1998).

ـ مجموعة من العلماء، إفريقيا الطبيعية (موسكو 1986).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد العاشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 548
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 518
الكل : 31675641
اليوم : 30223

ابن معصوم (علي بن أحمد-)

ابن معصوم (علي بن أحمد ـ) (1052ـ 1119هـ /1642ـ 1708م)   علي خان بن أحمد بن محمد بن معصوم، السيد صدر الدين الحسيني المدني الشيرازي العالم المؤرخ الأديب الشاعر،من أشهر أعلام الحجاز الراحلين إلى المشرق في نهاية القرن الحادي عشر وبداية القرن الثاني عشر الهجريين. ولد في المدينة المنورة، كان والده السيد أحمد الحسيني فقيهاً إمامياً ومحدثاً وعالماً بالعربية والمنطق والكلام، أديباً شاعراً، فأخذ ابن معصوم عنه العلم والأدب، ثم التفت إلى علماء الحجاز فقرأ عليهم القرآن الكريم وسمع الحديث الشريف، وتعمق في فقه الشيعة الإمامية، ودرس علوم اللغة العربية، وحفظ أشعار القدماء.

المزيد »