logo

logo

logo

logo

logo

شفيترز (كورت-)

شفيترز (كورت)

Schwitters (Kurt-) - Schwitters (Kurt-)

شفيترز (كورت ـ)

(1887ـ 1948)

 

كورت شفيترز Kurt Schwitters مصور وحفار ألماني، ولد في بمدينة هانوفر Hannover بألمانيا، وتوفي في وست مورلند westmorland بإنكلترا. تلقى علوم الفن في مدرسة الحرف والمهن اليدوية والتطبيقية بمدينة هانوفر عام 1908. ومابين عامي 1909 و1914 تابع دراسة الفن في أكاديمية دريسدن Dresdener Akademie لدى س. بانتستير C.Bantzer وإ. هيغنبارس E.Hegenbarth وفي مدينة برلين Berlin لدى ج. كول G.Kuehl.

وفي عام 1915 عاد شفيترز إلى (هانوفر)، وكتب أول قصيدة له عام 1917. وفي العام التالي أنجز أولى لوحاته الفنية التجريدية، واهتدى إلى كلمة (Merz) التي اختارها اعتباطاً من عبارة Kommerzbank (اسم مصرف تجاري).

درس شفيترز الهندسة المعمارية في المدرسة العليا للتقنية في (هانوفر)، وفي عام 1919 أنجز أولى لوحات سلسلة Merz من عناصر ومواد وخامات كانت غريبة عن الفنون التشكيلية آنذاك، محملاً إياها مضامين ودلالات ومعاني عميقة التعبير والتأثير، واستخدم في تنفيذها المسامير والمطارق والورق والخردة والألوان الزيتية وألوان البخ وبقايا أقمشة ومواد أخرى، وقد أطلق على هذه اللوحة اسم «اللُّقية» objet trouvé. وفي هذه المدة، نشر أول مرة قصيدته «أزهار آني» Anne Blume.

وفي عام 1922 شارك شفيترز في مؤتمر الدادا[ر] الذي عقد في مدينة فايمار Weimar الألمانية، وفي عام 1923 سافر إلى براغ Prag عاصمة تشكوسلوفاكيا من أجل الدعاية والترويج لاتجاه الدادا Dada. كما سافر مع Th.v. Doesburg إلى هولندا في مهمة من الدادا للترويج لها. وفي العام ذاته بدأ مع Doesburg بإصدار صحيفة ميكانو Mecano ومجلة ميرتس Merz التي أصدر منها حتى عام 1932 أربعة وعشرين عدداً. وقد تضمنت هذه المجلة مقالات مصورة حول عدد من الفنانين التشكيليين المعروفين، أمثال آرب Arp وهوش Höch وهاوسمان Hausmann وبيكاسو Picasso وليسّيتسكي Lissitzky وموندريان Mondrian وغروبيوس Gropius وآخرين.

في عام 1927 أسس شفيترز مع ج. تشيكولد J.Tschichold وف.باومايستر W.Baumeister وآخرين حلقة المصممين الجدد للدعايات. وفي عام 1930 قام بأول رحلة إلى النرويج، ومنذ ذلك الحين أخذ شفيترز يمضي الصيف هناك، ثم عمل في المجلة الفرنسية «دائرة ومربع» Cercle et carré.

في عام 1932 صار شفيترز عضواً في جماعة التجريديين. وفي عام 1937 عُرض 13 عملاً من أعمالـه في المتحف الألماني، ثم هاجر إلى النرويج، وأقام في مدينة ليسكر Lysaker بضواحي أوسلو Oslo، وبدأ بتأسيس مجلة ميرتس الثانية. وفي عام 1940 هرب إلى إنكلترا، ولتأمين لقمة العيش اشتغل برسم الوجوه. وفي العام 1945هاجر إلى مدينة ليتل لانغديل Little Langdale في ضواحي آمبلسايد Ambleside في وست مورلند حيث بدأ بتأسيس (ميرتس الثالثة) ولكنه لم يكمل عملية التأسيس هذه.

كورت شيفترز: "قوى مبعثرة"

 

التحق شفيترز بالاتجاه الدادائي في مرحلة متأخرة من تجربته الفنية، هذا الاتجاه الذي كان يبحث فنانوه عن مواد جديدة وغريبة للتعبير بوساطتها عن هواجسهم وأفكارهم التي شكلت علامة بارزة في التشكيل الألماني خصوصاً والعالمي عموماً.

أعلن شفيترز لمرات عدة عن موقفه الخاص والصارم ضد استخدام السياسة في الفن، وكان يؤمن بضرورة حصر العمل الفني، في جميع الظروف والتوجهات والمفاهيم، في خيارين اثنين لا ثالث لهما هما: الفن أو عدمه.!!

استخدم شفيترز في تنفيذ أعماله الفنية مواد وخامات مهملة، أو ما يمكن عدها نفايات الحياة اليومية للإنسان، مثل بطاقات السفر والشَّعر والأظافر والأسلاك، بطريقة التلصيق (الكولاج) Collagen، إضافةً إلى الألوان، وقد تمكن من تضمينها معاني ودلالات طريفة ولافتة، وتوجيه جلَّها ضد ظاهرة الاستهلاك التي سادت المجتمع الرأسمالي، بصيغة عدمية تهكمية وموضوعية في آنٍ معاً!!

بعد هذه المرحلة التجريبية، بدأ شفيترز المرحلة التكعيبية، وكان في خلالها على صلة وثيقة بالفنان الإسباني بيكاسو، وقد بدأها بلوحة نحت نافر نفَّذها ببقايا من مواد وملصقات تخص الدادائية.

أول عمل نفذه شفيترز بطريقة التلصيق كان ما بين عامي 1919 و1920، ثم لوحات نحت نافر وتماثيل تحمل اسم «مشاكل عالمية» ولوحة «العامل» و«ستوكهولم» و«الصورة الكبيرة للأنا» و«ديسلدورف» وغيرها.

وامتازت أعمال التلصيق لهذا الفنان، حتى منتصف العشرينات من القرن العشرين، بألوانه المعجونة بنبرة حادة. وفي العام 1923 اكتسبت أعماله خصيصة لافتة نتيجة احتكاكه بتجارب فنية متقدمة عدة. ومن هذه الأعمال «ميرتس 1924» و«نحت نافر مع صليب وكرة» و«صورة ميرتس مع قرمة الخشب الصفراء».

ومع التطور التقاني والتأليفي الذي حققه في أعماله، ظل شفيترز محافظاً على نوع من التلقائية اللافتة في عملية ربط بعض الأشكال والعناصر ببعضها الآخر، وربط هذه العناصر مجتمعة مع الألوان وبقية مقومات العمل الفني.

ترك شفيترز الكثير من الأعمال واللوحات والمنحوتات والفنون التركيبية والتزيينية، شكلت البداية لما عُرف فيما بعد بالفن البيئي. لكن غالبية أعماله التي نفذها في وطنه أو في مغتربه، ولاسيما النحتية، اندثرت أو أزيلت بفعل فاعل.

محمود شاهين

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ آلان باونيس، الفن الأوربي الحديث، ترجمة فخري خليل (المؤسسة العربية للدراسات والنشر 1994).

ـ إدوار لوسي سميث، ما بعد الحداثة، ترجمة فخري خليل (المؤسسة العربية للدراسات والنشر 1995).


التصنيف : العمارة و الفنون التشكيلية والزخرفية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الحادي عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 729
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 599
الكل : 31163926
اليوم : 65316

الإيقاع

الإيقاع   الإيقاع rhythm لغة من الوقع، وهو الضرب بالشيء، وأوقع المغني أي بنى ألحان الغناء على موقعها وميزانها. ويعني الإيقاع عند الفارابي: تحديد أزمنة النغم بمقادير معينة ونسب محدودة. والكلمة الإنكليزية rhythm من اللاتينية rhythmus أو اليونانية rhutmus وتعني ضبط الحركة الزمنية للموسيقى. ويشمل الإيقاع مجموعة الأشياء التي تختص بوحدة الزمن beat، والنبرة accent، والمقياس measure، والسرعة أو الإيقاع الزمني tempo [ر. الموسيقى]، مما يستدعيه الأداء الصحيح في الموسيقى. ولقرب الإيقاع من النفس الإنسانية، ولعلاقته الحميمة بحركة الجسم في العمل والرقص والتعبير وانتظام دقات القلب وحركة التنفس والمشي والحفظ في عهد اللغة الشفوية، اعتقد بعض العلماء أن معرفة الإنسان للإيقاع سبقت معرفته للنغم. ودعموا قولهم بالإشارة إلى تطور الإيقاع المدهش لدى الشعوب البدائية، وتطور الحس الإيقاعي عند الأطفال، وتوالي حركات إيقاعية وإعادتها لدى بعض الحيوانات. وقد ارتبط الإيقاع بالرقص والعمل عند الشعوب القديمة والبدائية؛ كما كان له أثر مهم جداً في تطور اللغة وأوزان شعرها. ومعروف أن الشعر مرّ بمرحلة التصق بها وزنه بإيقاع لحنه، تماماً كما نراه من التزام «المغني/الشاعر» الشعبي القالب الغنائي ليزن به أشعاره التي يرتجلها ببداهة وسرعة كما في الزجل الشعبي. لذلك مرت الإيقاعات بمرحلة كان فيها تزاوج حميم ما بين الزمن والمقاطع اللفظية من قصيرة وطويلة. ولعلّ من الممكن القول إن لهذه المرحلة أثرها في وجود بحور ذات أوزان وقوافٍ معينة في اللغة العربية. حين كان الإنسان يستخدم بعض أدوات الطَّرْق في أعماله اليومية، تعرف أنماطاً إيقاعية تعتمد على اختلاف الأصوات التي تصدر عن هذه الآلات وتنوعها، من حيث طابعها الصوتي أو بحسب موقع الضرب عليها. وقد أطلق العرب على الثقيل منها لفظة «الدمّ»، وعلى الخفيف منها لفظة «التك». وكان لذلك نتائج أهمها ظهور إيقاعات مرافقة للغناء وغير متقيدة بوزن شعره، كما تطورت الإيقاعات تطوراً كبيراً وتنوعت بكثرة. ومن الإيقاعات العربية ما كان معروفاً في الجاهلية، ومنها ما ظهر في الإسلام كالهزَج والرّمل والثقيل. ومنها ما هو معروف في أيامنا كالمصمودي والسماعي الثقيل والمدوَّر الحلبي والنواخت. ومن الإيقاعات عموماً ما يكون «منتظماً» symetrical أو مختلاً non-symetrical أو حرّاً free rhythm أو متعدد الإيقاعات polyrhythm أو متعدد المقاييس polymeter. وقد اضطر تعقيد الإيقاع العلماء الموسيقيين إلى ابتكار طرائق لتدوينه؛ فابتكر صفي الدين الأرموي طريقة استخدام الأرقام لقياس الزمن؛ ومن ثم ظهرت وسائل أخرى أهمها الطريقة الأوربية وبها تحدد وحدة الزمن افتراضاً بسرعة الزمن وتقاس باقي الأزمنة بالنسبة لها. ولقياس هذه السرعة يستخدم جهاز إيقاعي يدعى الموقّتة الموسيقية «المترونوم» métronome يحدد عدد الوحدات الزمنية في الدقيقة الواحدة. ولما كانت الموسيقى تتألف من عنصرين أساسيين، هما اللحن والإيقاع، كانت الآلات الإيقاعية [ر. الآلات الموسيقية] إحدى الأقسام الرئيسة الثلاثة التي تتألف منها الفرقة الموسيقية (الأوركسترا) إضافة إلى الآلات الوترية وآلات النفخ الخشبية والنحاسية، كما أنها كانت عنصراً فعالاً على الدوام في الفرق الموسيقية جميعها على اختلاف أنواعها وجنسياتها. وتعتمد موسيقى الرقص أساساً على الإيقاع، وهو يبث فيها الحيوية. ويطبع الإيقاع الرقص ويسبغ عليه جوه ليتناسب مع هدفه ومعناه، وهذا ما يساعد مثلاً على التفريق بين أنواع الرقص العربي المختلفة، كالدبكة والسماح وحركات المتصوفة والدراويش. وقد دخل الإيقاع الغربي الموسيقى العربية والشرقية، وأكثره ينتسب إلى موسيقى الجاز وموسيقى الرقص مثل «الفالس» waltzer و«الروك» rock وغيرهما. وفي العالم إيقاعات راقصة كثيرة ومتنوعة وتختلف باختلاف البيئة الاجتماعية والثقافية للبلد أو المنطقة، ومنها ما ترافق الإنسان في أعماله. وهكذا يلازم الإيقاع الموسيقي الإنسان في جل نواحي حياته اليومية.   عبد الحميد حمام   مراجع للاستزادة:   ـ الفارابي، كتاب الموسيقى الكبير، تحقيق غطاس عبد الملك خشبة (دار الكتاب العربي، القاهرة 1967). ـ صفي الدين عبد المؤمن الأرموي، كتاب الأدوار، تحقيق هاشم الرجب (بغداد 1980). - JOSEPH MACHLIS, The Enjoyment of Music (New York, Norton and Co 1963). - DUCKWORTH And E .BROWN, Theoretical Foundation of Music (Belmont, California, Wadsworth Publishing Company 1978). - PERCY SCOLES, The Oxford Companion  to Music (London, Oxford University Press 1978).
المزيد »