logo

logo

logo

logo

logo

السنجاب

سنجاب

Squirrel - Ecureuil

السنجاب

 

الشكل 1 السنجاب الشائع

السنجاب squirrel حيوان ينتمي إلى صف الثدييات Mammalia، رتبة القوارض Rodentia، فصيلة السناجب Sciuridae التي تمثل قوارض بدائية منتشرة في جميع أنحاء العالم تقريباً، تشتمل على 42 جنساً تضم نحو 260 نوعاً. من أهم صفاتها جسمها الانسيابي في الأشكال الشجرية والمتكتل في الأشكال الأرضية، وذيلها الطويل الذي يساوي طول الجسم تقريباً (15 - 25سم) والذي تغطيه أشعار كثيفة (طول شعرة الذيل بين 50 و80 ملم). لبعضها غشاء جناحي يسمح لها بالتحرك بما يشبه الطيران. ومعظمها يألف الحياة في الغابات والأحراج والمناطق الشجرية (الشكل- 1).

ينتشر السنجاب في كافة أنحاء العالم ماعدا مدغشقر وأستراليا والمناطق المعتدلة من أمريكا الجنوبية. أما في أوراسيا فيمتد انتشاره من إنكلترا غرباً حتى اليابان شرقاً عبر كامل أوربا ومناطق شمال آسيا، لكنه يغيب في جزر البحر المتوسط.

 صفاته وحياته

تختلف حجوم السناجب، فهي تراوح بين حجم الجرذان وحجم القطط، ووزنه بين 200و500غ، عيون السنجاب كبيرة واسعة، تتميز شبكيتها بحساسية عالية مما يجعله حاد الرؤية بصورة غير طبيعية، تساعده في إدراك أعدائه من بعيد.

يغطي جسم السنجاب فراء ناعم غزير ذو ألوان متعددة ومتباينة، فمعظم أنواع السناجب يتلون فراؤها بلون أحمر أو بني أو بني مائل للاحمرار، وتعرف هذه الأنواع بالسناجب الحمر، بينما تكون ألوان فراء أنواع أخرى نحاسية فاتحة، وبعضها الآخر رمادية أو بيضاء رمادية أو سوداء. أما الناحية البطنية فهي بيضاء فاتحة غالباً.

وهكذا يمكن تمييز نمطين لونيين أساسيين لدى السناجب: نمط أحمر الظهر وأبيض البطن، وآخر رمادي مائل للسواد في الظهر. وبين هذين النمطين تشاهد أنماط لونية انتقالية مختلفة تتدرج من الأصفر الفاتح عبر الأحمر والبني حتى الرمادي والأسود. وتُبْرِز هذه التغيرات اللونية قدرة السناجب الكبيرة على التأقلم والتكيف مع طبيعة أماكن حياتها وألوان الأوساط التي تعيش فيها، الأمر الذي أسهم في انتشارها في بيئات متعددة.

وقد لوحظت سيادة الأنماط اللونية الحمر في الغابات الشجرية عريضة الأوراق، وسيطرة الأنماط اللونية الرمادية والسود في الغابات الشجرية إبرية الأوراق أي غابات السرو والصنوبر والشربين والشيح وغيرها. إلا أن هذه الأنماط اللونية المتباينة يمكن أن توجد بجوار بعضها في المناطق نفسها.

 كما تبدي السناجب علاقة كبيرة بالظروف المناخية السائدة في مناطق انتشارها، فالسناجب الحمر والبنّية المحمرة تعيش في الأماكن الحارة والجافة، بينما تكثر السناجب الرمادية والسود في المناطق الباردة والرطبة. ومن الجدير بالذكر أن الفراء الشتوي يكون عادة طويلاً وأغمق لوناً من الفراء الصيفي القصير، ففي الشتاء يتزايد اللون الرمادي ـ البني الغامق، بينما يكون الفراء في الصيف من نمط البني المحمر أو الأحمر وهو أكثر انتشاراً.

تنتهي الأطراف الأمامية للسناجب بأربعة أصابع، والخلفية بخمسة أصابع، وتكون أطرافها الخلفية أطول وأقوى من الأطراف الأمامية عادة. لذلك فهي حيوانات قافزة متسلقة بامتياز، تقفز بشكل مذهل وبمرونة كبيرة بين أغصان الأشجار وخلال قممها، ومن شجرة لأخرى. وهي كذلك تجيد تسلق الجدران المرتفعة و الوثب إلى الأرض، كما أنها تمشي بنفس السرعة والمرونة التي تقفز بها على الأشجار، يساعدها في ذلك وزن جسمها المحدود وذيلها الطويل ذو الأشعار الكثيفة.

يبني السنجاب عشاً كروياً متيناً في قمة الشجرة على ارتفاع يقارب ثلاثة أمتار وبالقرب من جذوعها، ويكسوه بالأعشاب الجافة وأوراق الأشجار والطحالب والقش، ويتألف من غرفة داخلية قطرها 15سم، بينما يصل القطر الخارجي للعش إلى 40سم، وفي الكثير من الحالات يقوم السنجاب بإعادة ترميم وبناء الأعشاش التي هجرتها الطيور الجارحة، ليسكنها. وفي الشتاء تعيش السناجب في تجاويف الأشجار أو تحفر مساكن لها في الأرض كالجحور والأنفاق داخل التربة، كما تم اكتشاف أعشاش السناجب على سطوح المنازل.

لا تقوم السناجب بسبات شتوي حقيقي إنما ترتاح في الشتاء في ثقوب وتجاويف الأشجار، أو في أنفاق التربة حيث تمكث طوال فترة الطقس السيء ولا تغادرها إلا نادراً للبحث عن الغذاء، ففي الفصل البارد تتقلص فعالية السناجب ويتناقص نشاطها واحتياجاتها الغذائية.

تكاثرها

الشكل 2 صغار السنجاب

تتكاثر السناجب بالولادة، وتلد الأنثى مرتين سنوياً، وتكون فترة التكاثر الرئيسية في الربيع وبداية الصيف أي في شباط وآذار ثم في أيار وحزيران.

تستمر فترة الحمل نحو 38 ـ 40 يوماً، ويراوح عدد الأجنة في كل حمل بين  3 و7 أجنة، وغالباً يكون عددها خمسة أجنة (الشكل-2). تولد الصغار عارية عمياء، ويزن الصغير المولود 8 ـ 12غراماً وهي تفتح عيونها بعد نحو 30 ـ 32 يوماً من ولادتها، وتبقى مع أمها في العش ترضعها لمدة شهرين، وعند الخطر أو الإزعاج تقوم الأم بنقل صغارها إلى مكان آخر، لذلك تكون الصغار طيلة فترة الرضاعة محمية في عش دافئ ومغطى، وتكون الأنثى في هذه الفترة عدائية جداً حتى إنها تطرد الذكر من منطقة العش نهائياً، لذلك لا يشاركها في تربية الصغار.

تستقل صغار السناجب عندما يصبح عمرها ثمانية أسابيع، فتغادر العش لتبحث لها عن مكان آخر، وتنضج جنسياً في السنة الأولى أو الثانية من العمر.

تبلغ فترة الحمل لدى بعض الأنواع، كالسنجاب الرمادي، سبعة أسابيع وتلد الأنثى مرتين أو ثلاث مرات في العام.

تقدر مدة حياة السنجاب بـ 10 ـ 12 سنة، وتمتد في الأسر حتى 18 سنة، تعيش في أثنائها منفردة خارج أوقات التكاثر، كما تعيش في ثنائيات أيضاً إلا في أثناء فترة تربية الصغار.

غذاؤها

تعدّ السناجب من آكلات كل شيء تقريباً، فهي تقرض أي نوع من أنواع الغذاء بقواطعها الحادة القادرة على تقطيع الطعام بسهولة، لكنها غالباً نباتية التغذي، فتلتهم بذور أشجار السرو والصنوبر والشربين والتنوب والزان وثمار البلوط والجوز والكستناء والفريز والخضار والبراعم الشجرية والفطر، إضافة إلى الحشرات والحلزونات وبيوض الطيور وصغارها التي يصطادها السنجاب من داخل أعشاشها. كما تتغذى بالبراعم الشجرية وقشور الأغصان الفتية، فتسبب أضراراً زراعية كبيرة. يتناول السنجاب غذاءه بسرعة مذهلة ويعض ثمار الصنوبر القاسية ويسحقها لإخراج البذور منها ببراعة كبيرة.

يقوم السنجاب كذلك بإخفاء بعض الثمار والبذور ودفنها في تجاويف الأرض وجحورها ليدخرها لأيام الخريف والشتاء الباردة، وبمساعدة حاسة شمه القوية يبحث بنشاط، عند الحاجة، عن هذه الثمار والبذور المخبأة وخاصة ثمار الجوز واللوزيات، ويستطيع العثور عليها في معظم الأحيان، وقد لا يجدها. لذلك نجد بعض الأشجار البرية التي زرعت من قبل السناجيب نتيجة طمرها لبذور مثل هذه الأشجار وعدم عثورها عليها ثانية.

أنواعها

من أهم أنواعه السنجاب الأحمر (البني) Sciurus vulgaris والسنجاب الرمادي Sciurus carolinensis والسنجاب القوقازي Sciurus anomalus. وفي سورية ينتشر النوع الأخير أي السنجاب القوقازي وذلك في غابات أشجار الجوز واللوزيات، وكذلك في غابات الصنوبر والسنديان والبلوط، كما يوجد أيضاً في الجبال الغنية بالأشجار.

يتصف هذا النوع بلون بني إلى بني رمادي، سواء في الناحية الظهرية أو البطنية من الحيوان، ذيله قصير ولونه بني محمرّ، والناحية الخارجية للأطراف الأمامية والخلفية لونها أحمر. كما أن الفراء الشتوي لا يختلف كثيراً عن الفراء الصيفي، ولإناثه خمسة أشفاع من الأثداء بينما تمتلك إناث الأنواع الأخرى أربعة أشفاع من الأثداء فقط.

لينا زهر الدين

 

 مراجع للاستزادة:

 

- P.P.Grassé (sous la dir.de), Traité de zoologie fasc.XXII. Mammifères (Masson 1955).

- E.P.Walker et coll., Mammals of the World (Baltimor 1964).

 


التصنيف : علم الحياة( الحيوان و النبات)
النوع : علوم
المجلد: المجلد الحادي عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 164
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1010
الكل : 59401453
اليوم : 33763

القادرية

المزيد »