logo

logo

logo

logo

logo

سبنسر (إدموند-)

سبنسر (ادموند)

Spenser (Edmund-) - Spenser (Edmund-)

سبنسر (إدموند ـ)

(1552 ـ 1599)

 

إدموند سبنسر Edmund Spenser شاعر إنكليزي من عصر النهضة، اشتُهر بقصيدته المطولة الرمزية «ملكة الجن» The Faerie Queene التي أرسى فيها قواعد المقطع الشعري السبنسري Spenserian Stanza، وهو الابن الأكبر لجون سبنسر، الذي اشتهر بصناعة الملابس. ولد في لندن وتعلم في مدرسة ميرتشانت تايلور Merchant Taylor وكلية بيمبروك هول Pembroke Hall في كمبردج. وفي أثناء دراسته الجامعية كتب بعض القصائد التي قلّد فيها بتراركا، كما كتب في بواكير شبابه «أربع ترانيم» Fowre Hymnes (لم تنشر إلا عام 1596) تعبّر عن عواطف أفلاطونية. تعرف في بيمبروك هول على الشاعر الساخر غابرييل هارفي Gabriel Harvey، وحصل عن طريقه على وظيفة لدى عائلة ليستر عام 1578، وعن طريق هذه الأسرة عرف ابن أخت ليستر، الشاعر سير فيليب سيدني وأهدى إليه سلسلة أشعاره المعنونة «تقويم الراعي» The Shepheardes Calender، واشترك معه ومع آخرين في ناد أدبي أطلقوا عليه اسم «آريوباغوس» Ariopagos.

نشر سبنسر في عام 1579 «تقويم الراعي» الذي تلقاه النقاد بحماسة. وفي عام 1580 عين أميناً لسر اللورد آرثر غراي Arthur Grey، وذهب إلى إيرلندا نائباً عنه. وحصل في عام 1586 على قلعة كيلكولمان Kilcolman في مقاطعة كورك Cork واستقر فيها وانهمك في التأليف الأدبي وكتب قصيدة بعنوان «آستروفيل» Astrophel في رثاء سيدني، وبدأ بإعداد «ملكة الجن» فأودع ثلاثة أجزاء منها للطباعة عند زيارته لندن عام 1589، ثم كتب قصيدة «كولن كلاوتس» Colin Clouts وطبعها عام 1595. تزوج إليزابيث بويل في عام 1594، وهي التي كان قد كتب لها قصائد «عشقيات» Amoretti واحتفل بالزواج في قصائد «أغاني الزواج» (1595) Epithalamion. ونشر في عام 1596 كتاباً نثرياً عنوانه «وجهة نظر عن واقع إيرلندا الآن» A View of the Present State of Ireland، وهو كتاب يدل على سعة اطلاع وإن كان منحازاً أحادي الجانب، إذ كان سبنسر أميناً لسر الحاكم لمدة خمس سنوات وتعلّق بإيرلندا وشعبها ودافع عنها في كتابه. وفي عام 1597 عاد إلى قلعته وهو مكتئب نفسياً وقد ساءت صحته. واحترقت هذه القلعة في تشرين الأول عام 1598 في أثناء تمرد مفاجئ للأهالي أرغمه على الهرب إلى كورك مع زوجته وأطفالهما الأربعة، وربما احترقت مع القلعة بعض الأجزاء المفقودة من «ملكة الجن». وتوفي في لندن في العام التالي ودفن في كنيسة وستمنستر.

دافع سبنسر عن مكانة الشاعر في المجتمع باعتباره واعظاً أخلاقياً اجتماعياً مستقلاً إنساني النزعة وممجداً للبطولة، ومنافحاً عن الشعر بوصفه قمة البلاغة وذلك في عمله النقدي «دفاع عن الشعر» (1595) The Defence of Poesie. وفي أواخر القرن السادس عشر كان الباحثون يتذمرون من الفساد في الكنيسة والدولة وتضاؤل الرعاية. وقد جاء سبنسر وغيره من شعراء عصر النهضة بعد مدة من الجفاف اعتمد فيها الأدباء على تقليد تشوسر وبدؤوا على استحياء في تجديد لغة غير ثابتة وآخذة بالتغير.

عاش سبنسر في مرحلة تكوين، كانت اللغات الأوربية، ولاسيما الإيطالية والفرنسية، قد بدأت تستقل عن اللاتينية، وكانت إنكلترا تنتظر شاعراً يجمع بين التيارات الفكرية والدينية والفلسفية الجديدة باستلهام تشوسر من جهة، والمشاعر الوطنية الجياشة من جهة أخرى، مع النزعة الإنسانية والمثاليات الأفلاطونية من جهة ثالثة. وهكذا قيض لسبنسر أن يكون الشاعر الجديد الذي يجمع هذه الخيوط، كما ظهر ذلك في قصيدته «تقويم الراعي» التي تُعد انتصاراً لتقانة استخدام تقليد الرعويات لمواضيع أخلاقية وغرامية وبطولية، وفيها تقليد لشاعر الملحمة الروماني فرجيل ومحاولات التعليم عن طريق القصص الرمزية ذات الطابع الديني التي سادت العصور الوسطى. وتتألف القصيدة من اثني عشر نشيداً رعوياً، على عدد أشهر السنة، في صيغة حوار بين الرعاة، ما عدا النشيدين الأول والأخير اللذين يحتويان على شكاوى من «كولن كلاوتس» الذي يمثل الشاعر نفسه. وتتناول أربعة من هذه الأناشيد موضوع الحب، وواحد يمتدح إليسيا (التي هي الملكة إليزابيث الأولى)، وواحد فيه رثاء لسيدة من علية القوم، وأربعة تعالج موضوعات دينية وسلوكية، وواحد يصف مباراة غنائية، وواحد فيه تذمر من احتقار الناس للشعر، رغم أن الشعر الرعوي كان قد صار شكلاً مقبولاً من الأدب وإن كان قد أعطي مكانة تقل عن شعر الدراما والشعر البطولي. وصار هذا الشعر يستخدم لأغراض وعظية وأخلاقية وللسخرية ووصف كل الأنواع والحالات في السلوك البشري وعواطف الناس كالحب والحزن، وانتقاد القادة السياسيين والدينيين. ومن التأثيرات في شعره تيارات جاءت من بتراركا وبوكاتشو وسبانيولي Spagnoli والفرنسي كليمان مارو.

بلغت موهبة سبنسر الشعرية أوجها في «ملكة الجن» التي تتألف من ستة كتب وشذرات أخرى، وهي مديح لفرسان غلوريانا Gloriana، ملكة أرض الجن الخيالية التي ابتكرها سبنسر، ويمثل كل فارس فضيلة إنسانية. وتظهر براعة سبنسر في هذا العمل الملحمي، في انسجام الصور والإيقاع الموسيقي والقافية والعنصر القصصي والرموز والإرث الشعبي (الفلكلور)، وفي تقديم المواعظ الأخلاقية والصور الإنسانية.

محمد توفيق البجيرمي

مراجع للاستزادة:

 

- DAVID DAICHES, A Critical History of English Literature,4 vols, (London, 1960-1985).

- JOHN D. BERNARD, Ceremonies of Innocence: Pastoralism in The Poetry of Edmund Spenser (Cambridge 1989).

- JOHN WATKINS, The Spectre of Dido: Spenser and The Vergilian Epic (1995).


التصنيف : الآداب الجرمانية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد العاشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 688
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1087
الكل : 40434152
اليوم : 108820

أحمد بن محمد بن مراد

أحمد بن محمد بن مراد (998-1026هـ/1590- 1617م)   هو السلطان العثماني الرابع عشر (1012-1026هـ/1603-1617م) ويعرف بالسلطان أحمد الأول, وهو الابن الأكبر للسلطان محمد الثالث (1595-1603م). ولد في مانيسة. خلف أباه في السلطنة واستمر في الحكم إِلى أن توفي إِثر مرض عضال. لم يقتل السلطان أحمد الأول أخاه, للتخلص من منافسته, بل اكتفى بأن أرسله إِلى السرايا العتيقة حيث أقام ليخلفه في الحكم من بعده. ولصغر السلطان عند اعتلائه عرش السلطنة فقد اعتمد على أمّه ثم على كبير طواشية القصر درويش محمد آغا.
المزيد »