logo

logo

logo

logo

logo

الطولونيون

طولونيون

Toulounides - Toulounides

الطولونيون

(254 ـ 292هـ/ 868 ـ 905م)

 

أسرة حكمت مصر والشام وتنتسب إلى والد مؤسسها أحمد بن طولون [ر] الذي تقلد ولاية مصر سنة 254هـ، نيابة عن بايكباك، الذي كان قد عينه الخليفة المعتز بالله (251ـ255هـ) والياً على مصر، ثم حصل أحمد على وثيقة رسمية سنة 264هـ/878م من الخليفة بتوليه الشام والثغور، فتوحدت مصر والشام في عهده.

كان للنزاع الذي حدث بين أحمد بن طولون والموفق [ر] أخي الخليفة المعتمد على الله (256ـ279هـ) والمفوض في إدارة الدولة أثره في موقف ابن طولون في الشام والثغور، وأثره في موقفه العسكري، فثارت ضده بعض المدن وحلت به الهزيمة في طرسوس.

توفي أحمد بن طولون سنة 270هـ/883م فخلفه ابنه خمارويه، وظلت أملاك الطولونيين في مصر والشام في عهد خمارويه، كما كانت في عهد أبيه، محط أطماع المتنافسين من القواد الأتراك، ومثار حسد الموفق، ولذلك فإن الموفق لم يجب خمارويه على كتابه الذي طلب فيه إقراره على سائر البلاد التي في يده.

أدرك خمارويه أن ولايته لن تكون مستقرة وأن حكمه لن يكون شرعياً ما لم يحصل على اعتراف الخليفة، وأن أعداءه سوف يكيدون له مستغلين ذلك، وحدث ما كان يتوقعه، فقد أيدت الخلافة العباسية مطامع إسحاق بن كنداج أحد قادة الأتراك في أخذ الشام، ولكن إسحاق فشل في تحقيق مبتغاه، فاعترف الخليفة المعتمد على الله وأخوه الموفق سنة 273/886م بولاية خمارويه على مصر والشام والثغور لمدة ثلاثين سنة، على أن يحمل خمارويه إلى الخلافة مبلغ 200ألف دينار بعد أن يكون قد قام بجميع مصاريف المنطقة التابعة له وأرزاق أجنادها.

وفي سنة 281هـ/894م تزوج الخليفة المعتضد بالله (279ـ289هـ) (وهو ابن الموفق) من ابنة خمارويه قطر الندى، وكانت احتفالات الزواج رائعة استمر ذكرها.

اضطربت أحوال الدولة الطولونية بعد موت خمارويه سنة 282هـ/895م، وتدخل الجند في الحكم واشتعلت الفتن والثورات، وكان ابنه جيش صبياً أرعَنَ لم يتجاوز الرابعة عشر من العمر، إلا أنه كان أكبر أولاد خمارويه، وتولى طغج بن جف حاكم دمشق أخذ البيعة له من قواد الجيش، ولم يكن جيش بن خمارويه على مستوى المسؤولية التي حملها فلم يستطع أن يقوم بالمهمات التي يتطلبها مركزه كحاكم لمصر والشام، ومدافع عن الثغور الشامية، ولم تكن مشكلات الإمارة تنحصر في سوء سياسة جيش، بل إنه تسلم الحكم والخزانة فارغة، وزاد من مشكلات الإمارة تفكك الأسر الطولونية وتنافس أفرادها للوصول إلى كرسي الإمارة. وما لبثت بلاد الشام أن خرجت عن طاعة جيش وحكم طغج بن جف ما بيده من أعمال الشام دون أن يقدم الطاعة للأمير.

قتل جيش سنة 283هـ/896م فتولى الحكم أخوه هارون الذي كان أقل خبرة من أخيه، وزاد الأمر سوءاً عدم اعتراف الخليفة العباسي المعتضد بإمارته حتى سنة 286هـ وفق شروط تتعلق بالثغور والأموال التي يجب أن يقدمها هارون للخلافة، إضافة إلى إرسال مولى تركي من قبل الخليفة للإشراف على هارون أمير مصر. وافق هارون على شروط الخلافة مقابل اعتراف الخليفة به أميراً للبلاد وخاصة أنه وجد أن الثغور قد خرجت فعلاً من يده، وأن الخليفة المعتضد بدأ يتدخل مباشرة في أمورها بعد أن قدم وفد من أهالي طرسوس يناشدونه العناية بشؤونهم وضبط أمور ثغرهم وتعيين من يقودهم في الجهاد.

في ذلك الوقت كذلك نشطت حركة القرامطة [ر] في بلاد الشام، وأخفقت الجيوش الطولونية في القضاء عليهم، بل كثيراً ما انهزمت أمامهم انهزاماً مخزياً، وتنبهت الخلافة العباسية إلى ضعف الطولونيين فصممت على استراداد مصر من أيديهم. وفي سنة 292هـ أرسل الخليفة المكتفي بالله جيشاً إلى مصر بقيادة محمد بن سليمان الكاتب الذي دخل مدينة القطائع ودمرها ولم يستبق منها سوى الجامع، وبذلك عادت مصر والشام إلى حكم العباسيين بعد أن تمتعا باستقلال ذاتي مدة تقرب من أربعين سنة.

حصن ابن طولون ولاية مصر وأعدَّ الجيش وسلَّحه وأنشأ السفن الحربية، وضرب دنانير خاصة، واهتم الطولونيون بالعمارة إلى درجة كبيرة، وبذل أمراؤهم الأموال الطائلة على المباني الفخمة والمتنزهات، ومن جملة ذلك بناء أحمد بن طولون مدينة القطائع قرب الفسطاط، كما بنى فيها المسجد المعروف باسمه حتى اليوم والذي ضم مئذنة على نمط المئذنة الملوية في جامع سامراء، وبنى البيمارستان وألحق به صيدلية. تابع خمارويه اهتمامه بمدينة القطائع، ومع أن هذه المدينة ضاعت معالمها، فإن المراجع التاريخية تعطي صورة واضحة لهذه المدينة الجميلة، فيروي المقريزي في خططه وأبو المحاسن في النجوم الزاهرة أن خمارويه حوَّل الميدان الذي كان أمام القصر لعرض الجند إلى بستان جميل تأنق في تنسيقه فغرس فيه الرياحين والزهور، كذلك جعل جزءاً من البستان حديقة للحيوانات والطيور المختلفة وخصص لها ضياعاً لزراعة غذائها، وبنى خمارويه في البستان بركة مربعة الشكل طول كل ضلع من أضلاعها خمسون ذراعاً، وملأها بالزئبق، ثم وضع فوقها حشية (مرتبة) من الجلد تنفخ بالهواء ثم تشد بسيور من الحرير إلى أعمدة من الفضة في أركانها الأربعة، فكان الفراش يتحرك عليها بحركة الزئبق فيجلب لخمارويه نوماً هادئاً لأنه كان يعاني الأرق.

عبد الرحمن البيطار

الموضوعات ذات الصلة:

 

أحمد بن طولون ـ القرامطة ـ المعتضد بالله ـ الموفق.

 

مراجع للاستزادة

 

ـ ابن الأثير، الكامل في التاريخ (دار صادر، بيروت 1957م).

ـ مختار العبادي، في التاريخ العباسي والفاطمي (مؤسسة شباب الجامعة، الإسكندرية 1982م).

ـ البلوي، سيرة أحمد بن طولون، تحقيق محمد كرد علي ( المكتبة العربية، دمشق 1358هـ).

- محمد بن يوسف الكندي، ولاة مصر، تحقيق حسين نصار (دار صادر، بيروت، دون تاريخ).


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الثاني عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 656
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 970
الكل : 41706086
اليوم : 40047

تراسل الحواس

تراسل الحواس   الرمز والرمزية وتراسل الحواس، مجموعة من المفهومات التي تنحدر من المعنى الأصلي لكلم «رمز». إن كلمة symbolon اليونانية كانت تستعمل للدلالة على أداة مشطورة إلى نصفين، يتقاسمهما شخصان، وتصير رمزاً ذا معنى حين يستطيع حاملاها تجميع جزأيها، أي إن أجزاء الكل تولد فيما بينها علاقة تكامل.
المزيد »