logo

logo

logo

logo

logo

القانون الدولي الخاص

قانون دولي خاص

Private International law - Droit international privé

القانون الدولي الخاص

 

تعريف القانون الدولي الخاص

القانون الدولي الخاص Le droit international privé هو مجموعة القواعد القانونية الداخلية والدولية التي تنظم علاقات الأفراد المتضمنة عنصراً أجنبياً بموجب قواعد موضوعية تبين المحاكم المختصة للنظر فيها، وكذلك القانون الواجب التطبيق عليها، وتحدد جنسية الأشخاص التابعين للدولة ومركز الأجانب فيها.

مصادر القانون الدولي الخاص

يميز الفقه بين نوعين من المصادر وهما: المصادر الرسمية والمصادر غير الرسمية. وهذه المصادر في القانون الدولي الخاص السوري هي الآتية:

آ ـ المصادر الرسمية

1ـ الاتفاقات الدولية [ر] أو المعاهدات: وهي من المصادر الرسمية الأساسية للقانون الدولي، وتهدف المعاهدات إلى توحيد قواعد تنازع القوانين[ر] المتعلقة بمسألة معينة، كالتركات أو الطلاق أو الوصية، وتهدف المعاهدات أيضاً إلى توحيد القواعد الموضوعية المتعلقة بمسألة معينة، كالأهلية والحالة المدنية. ومن شأن هذا النوع من المعاهدات القضاء على ظاهرة تنازع القوانين بين الدول الأطراف فيها، وذلك لأنها تؤدي إلى توحيد التشريع فيما بينها.

2ـ القانون الداخلي: وهو أيضاً من المصادر الرسمية الأساسية، ويقصد به مجموعة القواعد القانونية المتعلقة بموضوعات القانون الدولي الخاص. وقد نظم المشرع السوري قواعد القانون الدولي الخاص بدقة، وهي:

ـ قواعد تنازع القوانين: حيث نص المشرع على هذه القواعد في المواد من 11 إلى 30 من القانون المدني.

ـ قواعد تنازع الاختصاص القضائي الدولي: ونص عليها المشرع في المواد من 1 إلى 10 من قانون أصول المحاكمات المدنية.

ـ قواعد تنفيذ الأحكام والقرارات الأجنبية وأحكام المحكمين: ونص عليها المشرع في المواد من 306 إلى 310 و528 من القانون ذاته.

ـ القواعد المتعلقة بالجنسية: ويحكمها حالياً المرسوم التشريعي رقم 276 لعام 1969 وتعديلاته.

ـ وأخيراً القواعد المتعلقة بالمركز القانوني للأجانب: وجعل المشرع لها نصوصاً تشريعية عدة، أهمها: المرسوم التشريعي رقم 54 لعام 1953، والمرسوم التشريعي رقم 189 لعام 1952 وتعديلاته.

3ـ العرف[ر]: وهو مجموعة القواعد غير المكتوبة التي اعتاد الناس اتباعها في أمورهم ومعاملاتهم مدة من الزمن ويشعرون بأنها ملزمة لهم من الناحية القانونية.

والعرف كمصدر من مصادر القانون الدولي الخاص إما أن يكون دولياً وإما داخلياً. ويعد العرف الدولي مصدراً أساسياً للقانون الدولي العام، وبالمقابل فإن مصدر قليل الأهمية بالنسبة للقانون الدولي الخاص. في حين أن العرف الداخلي أو الوطني له أهمية كبيرة في كثير من الدول وخاصة الدول الأنكلوسكسونية. وتجدر الإشارة إلى أن العرف كمصدر من مصادر القانون يقل دوره كلما ازدادت حركة التقنين وتسارعت.

ويعد العرف في الجمهورية العربية السورية المصدر الثالث للقاعدة القانونية، ويأتي بعد التشريع وأحكام الشريعة الإسلامية. ولكن بعد أن وضع المشرع السوري تقنيناً شبه كامل للقانون الدولي الخاص لم يعد للعرف دور يذكر في هذا المجال.

4ـ مبادئ القانون الدولي الخاص: وتعد هذه المبادئ مصدراً خاصاً بموضوع تنازع القوانين، وفقاً لما جاء في المادة /26/ من القانون المدني السوري، ويقصد بها المبادئ العامة الأكثر شيوعاً بين دول العالم. فقد أحال المشرع القاضي ـ في المسائل التي يضع قواعد إسناد لها ـ إلى هذه المبادئ، ومثال ذلك التبني والنسب الطبيعي.

ب ـ المصادر غير الرسمية

وهي مصادر احتياطية تفسيرية للمصادر الرسمية، وهي على نوعين:

1ـ الاجتهاد القضائي: وهو عبارة عن مجموعة الأحكام القانونية التي توصلت إليها المحاكم الوطنية، وتطبقها على القضايا التي تعرض عليها. ويؤدي الاجتهاد القضائي دوراً بارزاً من خلال استنباطه لهذه الأحكام حينما يقوم بتفسير النصوص التشريعية وتطبيقها أو حين تطبيقه للعرف، وقد كان له الفضل في سد الثغرات القانونية الموجودة في التشريعات النافذة.

وتعد أحكام المحاكم الدولية الصادرة بصدد قضايا متعلقة بالقانون الدولي الخاص مصدراً غير رسمي لهذا القانون.

2ـ الفقه: ويقصد به مؤلفات وأبحاث فقهاء القانون الدولي الخاص ممن لهم باع طويل في هذا المجال. وتبدو أهمية الفقه كمصدر احتياطي للقانون من خلال شرح النصوص القانونية والأحكام القضائية ونقدها.

موضوعات القانون الدولي الخاص أو فروعه

يدخل ضمن موضوعات القانون الدولي الخاص ما يأتي:

ـ الجنسية[ر].

ـ تنازع القوانين من حيث المكان: ويتم حل تنازع القوانين[ر] في نطاق القانون الدولي الخاص بموجب قواعد تحدِّد أفضل القوانين المتنازعة الذي يطبق على العلاقة المشتملة على عنصر أجنبي، وتسمى بقواعد الإسناد. ويختلف مضمون قواعد الإسناد باختلاف الدول حيث تتمتع كل دولة بنظامها الخاص في تنازع القوانين، والتي يمكن أن ينشأ عنها تنازع القوانين. وتقوم قواعد الإسناد على أساس تقسيم العلاقات المشتملة على عنصر أجنبي إلى مجموعات، و ربط كل مجموعة بقاعدة إِسناد معينة أو بقانون معين. وأهم هذه المجموعات: المجموعة المتعلقة بالأشخاص، والمجموعة المتعلقة بالتصرفات القانونية، والمجموعة المتعلقة بالالتزامات غير التعاقدية.

ويتم ربط كل مجموعة بقانون معين بموجب أحد عناصر العلاقة القانونية موضوع النزاع والتي أثارت مشكلة تنازع القوانين، كجنسية أحد أطراف العلاقة، أو موطنه، أو محل إبرام العقد... ويطلق على هذا العنصر ضابط الإِسناد.

ويتبين من ذلك أن قاعدة الإسناد تقوم على ثلاثة عناصر هي:

المسألة المسندة، وضابط الإِسناد والقانون الواجب التطبيق.

فمثلاً إذا كان تنازع القوانين يثار بصدد أهلية الشخص، فتكون المسألة هي الأهلية، وضابط الإسناد بموجب المادة 12/ من القانون المدني السوري هو الجنسية، والقانون الواجب التطبيق هو قانون الدولة التي ينتمي إليها هذا الشخص بجنسيته.

وتمتاز قواعد الإسناد بأنها قواعد عامة ومجردة، وبأنها قواعد وطنية يضعها المشرع الوطني، وبأنها قواعد تنظيمية لا تؤدي إلى الحل النهائي للنزاع، وإنما تبين القانون الواجب التطبيق على النزاع الذي يمكن أن يكون القانون الوطني أو قانوناً آخر.

ـ تنازع الاختصاص القضائي: ويقصد بذلك تحديد المحكمة المختصة دولياً بالنظر في المنازعات التي تنشأ عن علاقات الأفراد المشتملة على عنصر أجنبي. ولايؤدي تحديد المحكمة المختصة دولياً بالنظر في النزاع إلى حل مشكلة تنازع القوانين؛ وذلك لأن مشكلة تنازع الاختصاص القضائي مستقلة تماماً عن مشكلة تنازع القوانين، وتعد مسألة أولية سابقة لمشكلة تحديد القانون الواجب التطبيق.

وتبين التشريعات الوطنية عادة الحالات التي تكون فيها المحاكم الوطنية مختصة بالنظر في النزاعات الناجمة عن العلاقات المشتملة على عنصر أجنبي. وهذا ما فعله المشرع السوري حينما تطرق إلى مسألة تنازع القوانين سواء في القانون المدني[ر] أم في قانون أصول المحاكمات المدنية[ر].

وتثار بصدد تنازع الاختصاص القضائي مشكلة أخرى تتعلق بتنفيذ الأحكام و الأسناد الأجنبية.

وأجاز المشرع السوري تنفيذ الأحكام و الأسناد الأجنبية في سورية إذا توافرت فيها الشروط المنصوص عليها في المواد 306 إلى 311 من قانون أصول المحاكمات المدنية.

ـ المركز القانوني للأجانب[ر].

فواز صالح

الموضوعات ذات الصلة:

 

القانون ـ القانون الدولي العام ـ التكييف القانوني ـ تنازع القوانين.

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ عكاشة محمد عبد العال، تنازع القوانين، دراسة مقارنة (منشورات الجليل الحقوقية، بيروت 2001).

ـ فؤاد ديب، القانون الدولي الخاص، الجنسية (مطبعة جامعة دمشق، 1986 /1987).

ـ محمد عزيز شكري، المدخل إلى القانون الدولي العام وقت السلم (دار الفكر، ط 8، دمشق 2000/2001).

 - PIERRE MAYER, Droit international privé ( Montchrestien, Paris 1999).


التصنيف : القانون
المجلد: المجلد الخامس عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 170
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 4026
الكل : 45608415
اليوم : 9098

أوروزكو (خوسيه كليمنتي-)

أوروزكو (خوسيه كليمينتي ـ) (1883 ـ 1949)   خوسيه كليمينتي أوروزكو José Clemente Orozco مصور مكسيكي، زاول التصوير الزيتي والجداري والمائي والحفر، ويعدّ في رواد الفن المكسيكي المعاصر. وقد أسهم مع دافيد ألفارو سيكويروس Siqueiros ودييغو ريفيرا Rivera في وضع أسس مدرسة فنية مكسيكية اشتراكية ثورية لها مواقفها الواضحة من علاقة الفن بالمجتمع، إذ جعلت الفن في خدمة النضال السياسي للشعب المكسيكي، واستوحت الحضارة المكسيكية القديمة، ودعت إلى فن مباشر يخاطب الناس، ويطرح قضاياهم، وبدلت المفهومات الفنية التقليدية التي كانت سائدة، واستخدمت الفن الجداري بدلاً من اللوحة الزيتية ليساعدها على الوصول إلى الجماهير، وقدمت التقنيات الفنية الملائمة للفن الجداري، وملأت الساحات والأماكن العامة باللوحات النضالية التي تتمتع بالروح المكسيكية الخالصة. ولد أوروزكو في مدينة زابوتلان Zapotlan من مقاطعة ياليسكو Jalisco وتوفي في مدينة مكسيكو. انتقل مع أسرته عام 1888 إلى مدينة مكسيكو لينجز دراسته الأولى فيها، فدرس الهندسة الزراعية، ثم الرسم المعماري، وتخلى عن هذه الدراسة ليدخل كلية الفنون الجملية (سان كارلوس) في مكسيكو عام 1908 وبقي فيها حتى عام 1914. وقد شهدت المكسيك في هذه المدة ثورة مسلحة عارمة أطاحت حكم الدكتاتور دياز Diaz وامتدت تأثيرات الثورة لتشمل مرافق الحياة المكسيكية كلها. وأثرت في الفنون التشكيلية، وبدأ الفنانون يبحثون عن الفن الجديد الذي يتماشى مع الثورة. وقد تأثر أوروزكو بالأحداث، ورسم مجموعة من اللوحات المائية، والرسوم الانتقادية السياسية وأظهرت لوحاته تأثره بالفنان الإسباني غويا[ر] Goya الذي رسم «مآسي الحرب» قبله. ولكن أوروزكو ظل مكسيكياً في صياغته الفنية، وبعيداً عن التأثيرات الأوربية، وعبر في هذه الأعمال عن معاناة الشعب المكسيكي، الممتدة عبر قرون طويلة. وفي هذه المرحلة من تطور الفن المكسيكي، اتجهت النية لدى الفنانين إلى تجديد الفن وتطوير أساليبه تحت تأثير الأفكار الثورية، ولهذا قاموا بتأليف تنظيم ثوري باسم «نقابة المصورين والنحاتين والحفارين الثوريين في المكسيك» وأصدروا صحيفة «الماشيتا» التي تنطق باسمهم، وقد توصلوا إلى قناعة رئيسية بأن الفن الجداري هو الوسيلة الرئيسة ليكون الفن ثورياً، وليؤدي دوره المباشر في التأثير في الجماهير. ولهذا رفضوا فنّ اللوحة الزيتية، وقالوا إنها فن لا يتماشى مع الثورة، وإن الفن الجداري هو الفن الاشتراكي. سافر أوروزكو إلى الولايات المتحدة وأقام فيها مدة من الزمن مابين 1917-1919، ثم عاد إلى المكسيك. وفي هذه المرحلة المهمة تبلورت أهداف الفن الثوري المكسيكي، ودوره الأساسي، وبدأ الفنانون الثوريون يعملون في لوحات جدارية لها جذورها في الحضارات المكسيكية القديمة، (المايا) و(الأزتيك) وتعبر عن الحياة المكسيكية ومعاناة الفلاحين والطبقات المعدمة. نفذ أوروزكو أول لوحة جدارية في المدرسة الإعدادية الوطنية في المكسيك في المدة بين 1922 و1925 وقدم فيها أروع لوحات «الأمومة» التي صُوِّرت بروح جديدة بعيدة عن الفن التقليدي ومتوافقة مع المفهومات الثورية الجديدة، كما عالج موضوعات عدة منها: «علاقة النظام بالثورة» و«الحرية» و«يوم الحساب» و«رسم الثالوث المقدس الجديد» كما يراه على أنه الفلاح والعامل والجندي، وبرزت المعالجة الدرامية الإنسانية في عمله التي تصور حالة استلاب الإنسان وضياعه في واقع مأسوي. وقد أتيحت الفرصة لأوروزكو، ليرسم لوحات جدارية عدة في الولايات المتحدة في المدة مابين 1927و1934 وأهمها لوحة «بروميثيوس» في كلية يومونة في كليرمون (كاليفورنية) وقد قدم شخصية بروميثيوس الأسطورية، التي ترمز إلى المخلّص الذي يضحي من أجل الناس، ليحصل لهم على النار والحياة. وفي عام 1931 رسم لوحة جدارية مهمة لمدرسة «البحوث الاجتماعية» في نيويورك وهي لوحة «الطاولة المستديرة» ومثل فيها شخصيات عدة شهيرة مثل لينين وغاندي. عاد أوروزكو إلى المكسيك فرسم لوحات عدة تبلورت فيها شخصيته الفنية المستقلة، واللغة التعبيرية ذات البعد السياسي، والحالات المأسوية للإنسان المعاصر ومن أهمها: ـ «نكبة العالم» في مبنى كلية الفنون الجميلة في مكسيكو عام 1934. ـ «الشعب والقادة المخادعون» في جامعة غوادالاخار  عام 1936. ـ «الإنسان والنيران» في قصر الحاكم في عام 1939. ـ «هزيمة الجهل وموته، والشعب يصل إلى المدرسة» عام 1948 وهي لوحة ضخمة بمساحة 380 م2. كان أوروزكو فناناً مبتكراً بأسلوبه، وموضوعاته، وقد أراد أن يعبر فن التصوير عن الوضع الإنساني المأسوي، والإنسان المسحوق في أمريكة اللاتينية، وضياعه، وقد تنبأ بأن وراء ذلك كله قوة ثورية تنبثق وتبعث الحياة وتجددها.   طارق الشريف   مراجع للاستزادة:   - Dicitionnaire Universel de la  Peinture. (V.5) (Paris robert. 1975). - Art and Artist Thames and Houd Son Dictionary of Art and Artist (Herbert Read).
المزيد »