logo

logo

logo

logo

logo

السيور الناقلة

سيور ناقله

Conveyer belt - Convoyeur tapis roulant

السيور الناقلة

 

السيور الناقلة conveyer-belts تجهيزات متحركة مخصصة لحمل المواد أو الأشخاص ونقلهم من مكان إلى آخر بتدفق مستمر أو بفاصل زمني محدد. تتميز السيور الناقلة أو آلات النقل المستمر conveying machines بإمكانية التحميل والتفريغ من دون توقف الناقل.

تستخدم آلات النقل على نطاق واسع منفصلة أو بالتنسيق مع الأنظمة الميكانيكية المتكاملة والمؤتمتة في العمليات الإنتاجية في مختلف المجالات الصناعية والإنشائية والخدمية والزراعية، محققة التواتر المطلوب للعملية الإنتاجية. وتُعتمد الإنتاجية (طن/ساعة) مؤشراً رئيساً لعمل آلات النقل.

لمحة تاريخية

تحققت الإنتاجية العالية والوثوقية الكبيرة التي تتمتع بها آلات النقل اليوم، والتي تعمل في مجال كبير من السرعات والحمولات، نتيجة للتطور التدريجي الذي طرأ على هذه الآلات والتجهيزات في حقبة طويلة من الزمن. وكانت البكرات من أول العناصر التي عرفها الإنسان منذ القرن السابع الميلادي، وأسهمت في تسهيل أعمال النقل الأفقي والشاقولي إلى جانب العتلات والدحاريج (لا يعرف زمن بدء استخدامها على وجه التحديد).

تشير المصادر العربية الإسلامية إلى وجود آلات من هذا القبيل، وتجدر الإشارة إلى التصاميم الكثيرة التي وردت في كتاب «الحيل» تأليف بني موسى بن شاكر في النصف الأول من القرن التاسع الميلادي، والذي يحتوي على تجهيزات تستخدم في النقل والرفع. ويتضمن كتاب «الجامع بين العلم والعمل النافع في صناعة الحيل» الذي ألفه المهندس العربي بديع الزمان إسماعيل الجزري في عام 1206م شرح الكثير من التصاميم الميكانيكية المدهشة، ومن بينها منشأة الجزري المائية التي تعمل على رفع الماء إلى الأعلى بوساطة دلاء ثبتت على زنجير (الناقل ذي المغارف). ولقد أشاد المستشرق والمهندس الإنكليزي دونالدهيل بكتاب الجزري حين قال: «لم يكن بين أيدينا حتى العصور الحديثة أية وثيقة من أية حضارة أخرى في العالم، فيها ما يضاهي ما في كتاب الجزري من غنى التصاميم والشروحات الهندسية المتعلقة بطرق التصنيع وتجميع الآلات». وبقي الأمر مقتصراً على مثل هذه الآلات حتى القرن الرابع عشر الميلادي حين دخلت المسننات مجال الصناعة. وبدأت منذ ذلك الحين تتسارع خطوات التطور التقني في هذا المجال. وفي عام 1746 استخدم أول ناقل ذي مغارف وسلاسل في المناجم ويدار بمساقط المياه.

مع اختراع المحركات في القرن التاسع عشر زادت وتيرة تطور آلات النقل في مجالات كثيرة في معظم الدول الغربية. وبقي هذا التطور من دون أسس علمية واضحة تربط العناصر بعضها ببعض، ورهينة الحاجة الآنية، ومتعلقاً بقدرة العاملين على حل المشكلات التي تعترضهم واستيعابهم لها. إلا انه في عام 1870 قام فيشنيغرادسكي بوضع أول مقرر لآلات النقل والرفع وتدريسه. ومنذ ذلك التاريخ أصبح هذا المقرر أحد المقررات الرئيسة لجميع المعاهد والجامعات التقنية.

تصنيف آلات النقـل

الشكل (1) البساط الناقل

تصنف آلات النقل وفق أسس مختلفة، فقد تصنف بدلالة:

ـ القوة المحركة (كهربائية، ضغط الهواء، هدروليكية).

ـ نوع المادة المنقولة (حبيبية، غبارية، كتلية).

ـ منحى اتجاه الحركة (مستوي، أفقي، شاقولي).

ـ الوضع في المنشأة (ثابتة، متحركة).

ـ العنصر الناقل للحركة (السيور، السلاسل، البسط، الدحاريج).

إلا أن التصنيف الأكثر انتشاراً هو تصنيفها بدلالة طريقة نقل المواد، أي تلك المجهزة بعنصر جر أو من دونه:

1 ـ النواقل المجهزة بعنصر جر:

أ ـ البسط الناقلة: وتعد من أكثر آلات النقل انتشاراً في المجالات الزراعية والصناعية والغذائية والخدمية.  تستخدم البسط الناقلة لنقل الأشخاص والمواد الحبيبية (حبوب، رمال، نواتج الصناعة) والقِطَعية (صناديق، علب، حقائب، أكياس) بإنتاجية متباينة تصل إلى عشرين ألف طن في الساعة، وبمسافة نقل تصل إلى 4500 متر. كما تستخدم بسرعات مختلفة تصل إلى 7 م/ثا (الشكل ـ 1).

ب ـ  النواقل ذات الصفائح apron conveyers: تستعمل عموماً لنقل المواد القطَعية وقد تستخدم لنقل المواد الحبيبية وذلك باختيار الصفائح اختياراً مناسباً. تصلح هذه النواقل للاستخدام في عدة مجالات، وخاصة عندما تترافق عملية النقل بعمليات تقنية معينة كالسقاية أو التبريد، أو الغسيل، أو الطلاء، أو التجفيف أو غيرها. تتميز النواقل ذات الصفائح بإمكانية نقل القطع الكبيرة والأجسام الحارة مع قدرة إنتاجية تصل إلى 2000 طن/ساعة، ومسافة نقل تصل إلى 2كم، وبسرعة لا تتجاوز 1 م/ثا، كما تتميز بإمكانية التعبئة مباشرة.

ج ـ السلالم (الأدراج) المتحركة escalators: تستخدم لنقل الأشخاص إلى ارتفاعات معينة ضمن المباني كمحطات المترو والمطارات والمخازن والمؤسسات الاستهلاكية والإدارية الكبيرة. وتعد هذه السلالم شكلاً من أشكال الناقل ذي الصفائح مائلاً بزاوية معينة، حيث تقوم درجات السلم مكان الصفائح التي تجرها سلسلتا جر (الشـكل ـ 2).

الشكل (2) سلم (درج) متحرك

 

 

الشكل (3) ناقل ذو مغارف على سلسلة.

الشكل (4) مجموعة نواقل معلقة بسلسلة

د ـ النواقل ذات العوارض flight conveyers: تستعمل لنقل مختلف أنواع المواد (قمح، فحم، طين، سماد وغيرها) باستثناء المواد القابلة للكسر أو العطب والمواد شديدة الرطوبة. ويتميز الناقل ببساطة التصميم، وإمكانية التعبئة والتفريغ في أي نقطة على مسار الحركة، وإمكانية نقل المواد ذات الحرارة المرتفعة، إلا أن من مساوئه التآكل الشديد للسلسلة وللقناة، وهدر كمية كبيرة من الطاقة.

هـ ـ النواقل ذات المغارف (الدلاء) bucket elevators: تستخدم لنقل المواد الحبيبية والغبارية عموماً، كما يمكن نقل القطع في كافة مجالات الصناعة وذلك باستخدام أداة حمل مناسبة. ينحصر استعمال هذه النواقل في المستوي الشاقولي. تنقل المواد من بداية الناقل إلى نهايته من دون وجود محطات تعبئة أو تفريغ وسطية. يتميز الناقل بحجم صغير نسبياً في المستوي الأفقي، وبإمكانية رفع تصل إلى 60 متراً وإنتاجية تصل إلى 500 م3/ساعة. إلا أن هذه النواقل حساسة لزيادة الحمولة وتتطلب وصول المواد بشكل منتظم (الشكل ـ 3).

و ـ النواقل المعلقة overhead conveyers: يمكن لهذه النواقل أن تنقل قطعاً ذات أبعاد تصل إلى12 متراً وإلى وزن يصل حتى 2,5 طن. كما يمكنها القيام بعدة عمليات تقنية على المواد المنقولة (دهان، تنظيف، معالجة حرارية، تجفيف، معالجة كيمياوية) تتميز هذه النواقل بإمكانية النقل الفراغي إذ يمكن استعمال ناقل واحد لعدة أبنية متجاورة، أو للنقل بين طوابق مختلفة. كما تتميز بإمكانية استخدام التحكم في عمل الناقل وبإمكانية جعل الناقل مستودعاً متحركاً في حال الضـرورة. يختلف تصميم النواقل المعلقة بعضها عن بعض باختلاف الهدف من استعمالها (الشكل ـ 4).

2 ـ النواقل من دون عنصر جر:

الشكل (5) ناقل لولبي أفقي

أ ـ النواقل اللولبية screw conveyers: تستعمل لنقل المواد الحبيبية والغبارية في مختلف المجالات. تتميز هذه النواقل ببساطة التصميم وسهولة الصيانة وإمكانية التعبئة والتفريغ من مختلف النقاط مع إغلاق محكم، مما يمكِّن من نقل المواد الحارة أو السامة أو ذات الرائحة النفاذة وغيرها. إلا أن عملية النقل تتطلب قدرة  محركة كبيرة، كما يمكن أن تترافق بتفتت المواد المنقولة وتآكل الحلزون والهيكل. الناقل حساس للحمولة الزائدة. وتصل القدرة الإنتاجية فيه إلى 100م3/ساعة لمسافة لا تزيد على 40 متراً (الشكل ـ 5).

ب ـ النواقل الإهتزازية oscillating conveyers: تستخدم لنقل المواد الحبيبية والغبارية ذات الترابط الضعيف فيما بينها. وقد تصل إنتاجية الناقل إلى 50 م3/سـاعة ولمسافـة نقل لا تتجاوز 6م.

ج ـ النواقل التأرجحية shoking conveyers: تستخدم لنقل المواد الحبيبية والغبارية ذات الترابط الضعيف فيما بينها، ونادراً ما تستخدم لنقل القطع الصغيرة. إنتاجية الناقل قد تصل إلى 400م3/ساعة ولمسافة نقل لا تتجاوز 100م.

الشكل (6) ناقل ذو دحاريج من دون محرك

د ـ النواقل الدحروجية roller conveyers: تستخدم في كثير من المجالات، وخاصة في خطوط الإنتاج وفي المطارات والمخازن الكبيرة والمستودعات لنقل المواد ذات السطح المستوي (علب وصناديق وحقائب، وغيرها). يختلف تصميم النواقل بعضها عن بعض وفقاً لطبيعة حركتها، إذ يمكن أن تكون ذاتية الحركة تتحرك عليها المواد بدفعها عند وضعها على الناقل، كما يمكن أن تكون حركتها نتيجة لوجود محرك كهربائي (الشكل ـ 6).

منظومات النقل الهدروليكي hydraulic transport systems

يستخدم النقل الهدروليكي في كثير من المجالات (الصناعات التعدينية، أعمال البناء، محطات الطاقة الحرارية وغيرها) إذ يتم نقل المواد ضمن تيار مائي إلى مسافات بعيدة قد تصل إلى عشرات الكيلو مترات. ويختلف تصميم الناقل الهدروليكي باختلاف النظام المتبع لنقل المواد.

منظومات النقل بالضغط الهوائي pneumatic transport systems

يستخدم النقل بالضغط الهوائي في كثير من المجالات (الصناعة، الزراعة، البناء، الخدمات) إذ يتم نقل المواد بوساطة تيار هوائي، وخاصة المواد الجافة ذات الطبيعة الغبارية أو الدقيقة (إسـمنت، حبوب، ملح، قطن، مواد كيمياوية وغيرها). تصل إنتاجية الناقل إلى مئة طن في السـاعة كما يمكن أن تصل مسافة النقل إلى 2كم.

رشيد شربجي

 

 مراجع للاستزادة:

 

- V.R.SPIVAKOUSKY & O.A.DYACHKOL, Conveying  Ma­chines (Moscow 1985).

 


التصنيف : الصناعة
المجلد: المجلد الحادي عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 480
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 559
الكل : 31298130
اليوم : 46318

البلورات ب-التصوير الشعاعي (دراسة-)

البلورات بالتصوير الشعاعي (دراسة)   دراسة البلورات بالتصوير الشعاعي radiocrystallography فرع من العلوم، تستخدم فيه الأشعة السينية [ر] لدراسة بنية الأجسام الصلبة فيزيائياً وكيمياوياً، كما يمكن أن تستخدم أيضاً حزم أشعة من الإلكترونات أو النترونات اعتماداً على خواصها الموجية. بعد أن اكتشف الفيزيائي الألماني فلهلم كونراد رونتغن[ر] W.C.Röntgenِ الأشعة السينية عام 1895، صارت لها استخدامات واسعة في كثير من المجالات ولاسيما في الفيزياء والطب وعلم البلورات[ر] وعلم الفلزات. وقد استطاع الفيزيائي الألماني ماكْس فون لاوي Max von Laue عام 1912 أن يثبت أن الأشعة السينية ذات طبيعة كهرمغنطيسية بدراسة انعراجها في الأجسام البلورية، مما أدى إلى معرفة انتظام مواضع الذرات في البلورات وتمييزها من المواد غير المبلورة.
المزيد »