logo

logo

logo

logo

logo

عمار الموصلي

عمار موصلي

Ammar al-Mousuli - Ammar al-Mousuli

عمار الموصلي

(…ـ … هـ/… ـ …م)

 

أبو القاسم عمار بن علي الموصلي نسبة إلى مسقط رأسه في الموصل. لم تذكر المصادر تاريخي ولادته ووفاته، إلا أنها اتفقت على أنه كان حياً عام (386هـ/996م) حينما دخل مصر زمن الحاكم بأمر الله الفاطمي (386 ـ 411هـ). أخذ الموصلي علومه الأولية في الموصل، ثم مال إلى دراسة طب العيون، ومارسه فيها، واختص بها من دون فنون الطب الأخرى.

لم يستقر عمار في بلده الموصل؛ إذ كان يحب الترحال والتنقل والأسفار طلباً للاستزادة في العلم والتجربة، وكانت رحلته الأولى إلى خراسان، وعمل فيها، ثم اتجه إلى ديار بكر، ثم إلى الكوفة، ومنها إلى سورية وفلسطين ومكة والمدينة المنوَّرة، وكان يمارس في كل منها طبابة العيون وجراحتها ومعالجتها ويبحث عن أسباب انتشارها في هذه الأقطار، وكانت آخر رحلاته إلى مصر حيث استقر فيها إلى حين وفاته.

اكتسب عمار الموصلي شهرة واسعة في البلاد التي زارها كلها، ولذلك ألحقه الحاكم بأمر الله بحاشيته منذ وصوله إلى مصر، وجعله طبيبه الخاص، وغدا من أقرب المقربين إليه.

ذكرت المصادر أن عماراً كان يمارس تطبيب العين والكِحَالة في البيمارستانات في المدن التي كان يزورها، ويقوم فيها بجراحات لم يُسبق إليها، وكان يستصحب طلابه لحضور هذه العمليات، ويشرح لهم في أثناء جراحاته كيف يتصرفون أمام معضلة تواجهم وكيف يعالجونها في أثناء ممارستهم العملية الجراحية. هذا إضافة إلى تسجيل كل ما يطرأ أثناء عمله من مفاجآت وحوادث، بدقة وتفصيل.

منجزات عمار وإبداعاته في طب العيون:

ـ يقول المستشرقان مايرهوف وهيرشبورج: «إن عماراً الموصلي من الأوائل، إن لم يكن الأول الذي أبدع في قدح العين (الكتراكتا) وصمم وأبدع المقدح الأجوف لشفط السَّاد الطَّريِّ، وجعله على شكل إبرة مجوفة لا يشكّل استعمالها في عملية (الكتراكتا) أيَّ خطر على العين.

ويقول نشأت حمارنة في صدد ذلك «… وقد وصف فيه ـ أي في كتاب «المنتخب» ـ عمليات بديعة للسَّاد، أهمها عملية يعود الفضل إليه في وصفها وإجرائها لأول مرة، وهي عملية امتصاص السَّاد الطَّريِّ، وهذه العملية ما نزال نجريها حتى الآن».

ويقول عمر فروخ في كتابه «تاريخ العلوم»: «…إن الموصلي ذكر في كتابه «المنتخب في علاج أمراض العين» ست طرق ـ عمليات ـ لقدح الماء إحداها بالمص».

رسم تخيلي لعمار الموصلي يقوم بعملية "مص الساد"

ـ قام بعمليات جراحية كبرى نادرة الوقوع، قلَّ من مارسها قبله أو بعده قبل القرن 19م، وذلك على باطن العين، واحتفظ المريض بعد إجرائها بقدرته على الإبصار في عينيه.

ـ ويعد عمار الموصلي أول من أبدع طريقة معالجة (غطش البصر) الناتج من الإصابة بالحول عند الأطفال، وذلك بتغطية العين السليمة وسبق بذلك أطباء العين المحدثين بألف عام.

صنَّف الموصلي كتاباً وحيداً في طب العين قدمه للحاكم بأمر الله، وذلك نحو 401هـ/1010م وهو كتاب «المنتخب في علاج أمراض العين» ويتألف من واحد وعشرين فصلاً في مداواة علل العين بالأدوية أو بالحديد ـ الآلات الجراحية ـ وإجراء عملية جراحية لها، ويُعدّ الكتاب من أغنى الكتب العربية في طب العين، وذلك بما تضمَّنه من تجارب وممارسات ووصف للعمليات التي أجراها بدقة، وتضمَّن الكتاب أفكاراً لم يسبقه إليها الكحَّالون العرب المتقدمون وأطباء العين اليونان.

ذكر الموصلي في هذا الكتاب أيضاً واحداً وخمسين مرضاً من أمراض العين مع وصف سريري لعلامات كل مرض، ثم أَتبع ذلك بذكر طرق مداواتها بالمعالجة بالدواء أو بالعمليات الجراحية، متَّبعاً في هذا العرض منهجاً علمياً دقيقاً واضحاً سار عليه في مراحل التأليف كلها؛ وهذا المنهج دفع جمهرة من أطباء العين الذين أتوا بعده إلى أن يتخذوه مرجعاً رئيساً لهم اقتبسوا منه، وكان منهم كحَّال حماة صلاح الدين بن يوسف الذي ظهر الاقتباس منه في كتابه «نور العيون» وكذلك ظهر الاقتباس في كتاب «المرشد بطب العيون» للطبيب محمد بن أسلم الغافقي الأندلسي وغيرهما.

يمتاز كتاب «المنتخب» بأنه تضمَّن وصفاً لأنواع السَّاد الذي يصيب العين وأسباب الإصابة به، منها قوله إن «السكنى في المناطق الحارة الرطبة، وخاصة على سواحل البحار، والمبالغة في تناول الأسماك من الأسباب التي تشكل السَّاد». وحذَّر الأطباء الذين يجرون عمليات (السَّاد الجراحية) ألا يُقدموا على أي عملية إلا بعد نضوجها وتمامها، وقال: «إن النضح يظهر ويتضح حينما يفقد المريض القدرة على تمييز الألوان عن بعضها».

ترجم هذا الكتاب داود هيرمينوس Hermenus إلا أن ترجمته كانت مضطربة في بعض فصول الكتاب، وتُرجم بعد ذلك إلى العبرية والقشتالية، وذلك حين ازدهرت حركة الترجمة في إسبانيا.

وفي عام 1905م، نشر هيرشبورج في ليبزغ الذي كان مهتماً بالكِحَالة عند العرب شرحاً لمحتويات الكتاب بالألمانية مظهراً أهمية ما تضمنه من إبداعات ومنجزات علمية. حقق كتاب «المنتخب» ظافر الوفائي ومحمد رواس قلعجي عام 1991م، وللكتاب نسخ خطية في:

ـ دار الكتب المصرية وخزانة تيمور وطلعت في مصر.

ـ الخزانة العامة في الرباط بالمغرب ضمن مجموع.

ـ مكتبة الإسكوريال بإسبانيا ضمن مجموع وفي فهرس غزيري أيضاً.

ـ المكتبة البريطانية بلندن.

ـ مكتبة سراي أحمد الثالث في اصطنبول بعنوان «رسالة في طب العيون» ضمن مجموع.

زهير حميدان

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ ابن أبي أصيبعة، عيون الأنباء في طبقات الأطباء، تحقيق نزار رضا (بيروت ).

ـ كمال سامرائي، مختصر تاريخ الطب العربي (وزارة الثقافة، بغداد).

ـ نشأت حمارنة، دور العرب في تطور طب العيون.


التصنيف : اللغة العربية والأدب العربي
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الثالث عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 452
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 538
الكل : 30989532
اليوم : 45333

أناكريون

أناكريون (نحو582 ـ 485ق.م)   أناكريون Anacreon شاعر يوناني قديم ولد في تيوس (إيونية بآسيا الصغرى)، ويعد آخر شعراء الأغنية الشعبية الهلّينية البارزين في آسيا الصغرى واليونان قبل الميلاد. لم يعرف الكثير عن حياته ولم يبق من شعره إلا القليل. لما غزا الفرس اليونان نحو 540 ق.م أُبعد أناكريون إلى أبديرة Abdera في تراقية. قضى معظم حياته في بلاط بوليقراط بساموس، وانتقل بعد ذلك إلى أثينة، وبدأ يكتب تحت رعاية الطاغية هيباركوس Hipparchus حتى مقتل هذا الطاغية عام 514 ق.م، وأما ما بقي من حياة أناكريون فهو مجهول.
المزيد »