logo

logo

logo

logo

logo

زيوس

زيوس

Zeus - Zeus

زيوس

 

زيوس Zeus هو رب الأرباب عند الإغريق القدماء، ورئيس مجمع آلهتهم الأولمبية، وهو الإله الوحيد عندهم الذي لايرقى الشك إلى أصوله الهيلينية. يرتبط اسمه لغوياً، والذي يعني «السماء»، باسم إله السماء عند قدماء الهنود دياوس بيتار Dyaus Pitar، وباسم كبير الآلهة عند الرومان جوبيتر Juppiter.

تعود نشأة عبادته إلى المعتقدات الهندو - أوربية، فقد كان إله السماء الذي يقيم في أعالي الجبال ويحكم الطقس والأنواء والنجوم والكواكب. وبعد هجرة القبائل الإغريقية إلى بلاد اليونان واندماجها بالسكان الأصليين، بدأ زيوس يتأثر بالآلهة والمعتقدات السائدة في المنطقة، وخاصة معتقدات العالم الإيجي، التي يغلب عليها الآلهة المؤنثة، بينما كان زيوس يمثل المعتقدات المذكرة الأبوية (البطريركية)، وهكذا بدأ زيوس يقترن بإلهاتها، ويتمثل عباداتها، ويتخذ كثيراً من صفاتها وألقابها. وقد ظهرت صلاته بها في عدد كبير من الأساطير الإغريقية. وتقول إحدى تلك الأساطير إن والده كرونوس Kronos، ملك الجبابرة Titanes وابن إله السماء أورانوس Uranos وإلهة الأرض غايا Gaia كان يلتهم أبناءه بمجرد ولادتهم واحداً تلو الآخر، خشية أن يزيحه أحدهم عن عرشه، مثلما صنع هو مع أبيه من قبل. ولكن زوجته ريا Rhea تمكنت من إنقاذ أصغر أبنائها بأن وضعت حجراً ضمن لفافة المولود وقدمته لزوجها فابتلعه، بينما أخفت ابنها في أحد كهوف جبل إيدا في جزيرة كريت وأوكلت إحدى الحوريات بإرضاعه والعناية به. وعندما بلغ زيوس أشده قاد ثورة ضد والده كرونوس فأرغمه على إخراج إخوته الذين كان قد ابتلعهم، ثم تمكن بمساعدة أخويه بوسيدون[ر] وهادس، وبعد معارك رهيبة، من خلع كرونوس عن العرش والانتصار على أعوانه الجبابرة وسجنهم في الجحيم. وهكذا صار زيوس سيد الكون ومنح أخاه بوسيدون السيادة على البحر، بينما صار هادس إله العالم السفلي.

تمثال زيوس ( المتحف الوطني, أثينا)

وتدور كثير من الأساطير الإغريقية حول علاقات زيوس الغرامية مع عدد كبير من الإلهات وجميلات النساء اللواتي زاد عددهن على 115عشيقة، أنجب منهن 140مولوداً، مثل ربات الفنون والجمال والفصول الأربعة وكثير من الملوك والملكات والأبطال والبطلات التي عدت أنصاف آلهة. وهكذا ولدت له ثميس إلهات القدر والحوريات، وولدت له ديوبي الإلهة أفروديت، وإلهة الأرض ديميتر، الإلهتين هيكاته وبرسيفونه، كما ولدت له ليتو الإلهين الشقيقين أبولون وأرتميس. أما أخته وزوجته الشرعية هيرا فقد ولدت له الآلهة آريس وهيفايستوس وهيبه، وكانت في نزاع دائم معه بسبب مغامراته الغرامية. وقد ولد الإلهة أثينا من رأسه.

أما أشهر عشيقاته من البشر فكانت الأميرة السورية أوروبا Europa، التي تجلى لها على هيئة ثور اختطفها من شاطئ مدينة صور وغاص بها البحر ليظهر في جزيرة كريت، حيث أنجب منها ملك الجزيرة الأسطوري مينوس. كما أنه أنجب من الأميرة الأسبرطية ليدا أجمل النساء هيلينا، التي كان اختطافها السبب في حرب طروادة، ومن زوجة ملك طيبة ابنه هرقل أشهر أبطال الإغريق.

ويمكن تفسير كثير من هذه الأساطير بأنها تعبر بطريقة ميثولوجية عن اتحاد الآلهة الهندو-أوربية مع العبادات المحلية ما قبل الهيلينية، مثلما تبين  أيضاً سعي الأسر النبيلة الحاكمة لربط أنسابها برئيس الآلهة بهدف دعم مكانتها ونفوذها السياسي والاجتماعي.

كان زيوس رئيس الآلهة الإغريقية، وأشدهم بأساً وقوة، وحامي السلطة الشرعية والقانون والأخلاق، فهو السيد المطلق على الآلهة والناس، ويوحد في شخصه القوة الجسدية والروحية، ويدعوه الشاعر هوميروس «أبا الآلهة والبشر».

وبوصفه حامي الفضيلة والعدالة والشرائع، كان زيوس إله القسم عند الإغريق وحامي البيت والأسرة والصداقة وحق الضيافة وملاذ الفارين والمستجيرين وواهب الحرية للفرد والدولة.

من أشهر الأماكن المقدسة التي ارتبطت باسمه قمة جبل إيدا المرتبط بولادته، وقمة جبل الأولمب، أعلى جبال اليونان، حيث كان يوجد عرشه، وفي دودونا (في منطقة إبيروس) حيث كان مركز نبوءته، وهو أقدم مراكز الوحي في بلاد اليونان، حيث كانت عرافته تستقرئ إشاراته الإلهية من حفيف أوراق شجرة البلوط. كما كانت تستقي نبوءاته من معبده الأولمبي في شبه جزيرة البيلوبونيز، مثلما تستقي أيضاً من مركز الوحي الشهير في سيوه في صحراء مصر الغربية، حيث كان يتحد بالإله آمون، وقد قصده الاسكندر الكبير المقدوني عام 332ق.م، ليستعلم حقيقة نسبه الإلهي، فكان جوابه أنه ابن الإله آمون.

صار زيوس في العصر الهلنستي إلهاً كونياً شاملاً ورمزاً لفكرة الألوهية بكل أشكال تجلياتها، وهكذا اندمج مع الآلهة المصرية والسورية والشرقية: مع سرابيس وآمون وإيل وبعل وغيرهم.

وقد حمل مؤسسو الممالك الهلنستية وكبار ملوكها ألقابه فاتخذ سلوقس الأول لقب نيكاتور Nikator (الناصر) وبطلميوس الأول لقب Soter (المنقذ)، وأنطيوخوس الرابع لقب ابيفانيس Epiphanes (المتجلي).

كانت تقام على شرفه كثير من الأعياد والاحتفالات، وأشهرها على الإطلاق الألعاب الأولمبية التي بدأت منذ عام 776ق.م، وكانت تجري كل أربع سنوات في منطقة إيليس غربي بلاد اليونان في مدينة أولمبيا، حيث كان يقوم معبده الشهير الذي يتوج عظمته منذ أواسط القرن الخامس قبل الميلاد تمثاله العظيم المطعم بالذهب والعاج، والذي يصل ارتفاعه إلى 12م، وهو من أروع أعمال النحات الإغريقي الشهير فيدياس، ويمثل الإله زيوس جالساً على عرشه يحمل في يمناه الممدودة تمثال آلهة النصر نيكه Nike، ويحمل في يسراه صولجاناً يكلله النسر، رمز هذا الإله الكبير، وقد عد هذا التمثال من عجائب الدنيا السبع القديمة.

ارتبطت عبادة زيوس بمصير العبادات الوثنية التي بدأت بالأفول بعد انتشار الديانة المسيحية وانتصارها في أواخر القرن الرابع الميلادي، وحطمت تماثيل الآلهة وتحولت معابدهم إلى كنائس وأديرة. ولكن يبقى اسم زيوس مرتبطاً بصورة لا انفصام لها بالعصور الكلاسيكية وعباداتها وفنونها وآدابها.

محمد الزين

الموضوعات ذات الصلة:

 

أبولون ـ أثينا ـ الاسكندر الكبير المقدوني ـ الألعاب الأولمبية ـ بوسيدون ـ فيدياس.

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ سهيل عثمان، عبد الرزاق الأصفر، معجم الأساطير اليونانية والرومانية (وزارة الثقافة، دمشق 1982).

- A.B.Cooke, Zeus: A Study in Ancient Religion (Cambridge I 1914,I1925,III 1940).

 


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : دين
المجلد: المجلد العاشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 535
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 556
الكل : 31280158
اليوم : 28346

فيتكييفيتش (ستانسلاف إغناسي-)

فيتكييفيتش (ستانيسلاڤ إغناسي -) (1885-1939)     ستانيسلاڤ إغناسي ڤيتكييڤيتش Stanislaw Ignacy Witkiewicz الملقب بـ (ڤيتكاسي Witkacy) كاتب مسرحي ورسام وفيلسوف ومنظّر بولوني، ابن ستانيسلاڤ ڤيتكييڤيتش الكاتب والناقد وأحد مؤسسي حركة الطبيعية Naturalism في بولونيا، وكانت والدته موسيقية وعازفة بيانو.
المزيد »