logo

logo

logo

logo

logo

الصين (الجمهورية الشعبية)

صين (جمهوريه شعبيه)

China - Chine

الصين

 

 تقع الصين China في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، وفي جنوب شرقي قارة آسيا. يخترقها مدار السرطان من جنوبها، ويصبح القسم الأعظم من أراضيها في النطاق المعتدل، حيث تظهر الفصول الأربعة فيها واضحة. تشرف الصين على المحيط الهادئ، بشكل تنحدر فيه تضاريسها من الغرب إلى الشرق، مما يساعد على تغلغل المؤثرات المحيطية إلى مسافات بعيدة داخل البلاد.

تمتد حدود الصين على مسافة طولها 26ألف كم، فبين الجنوب والشمال، بدءاً من جزر تسنغ مو Tseng Mou الواقعة شمال خط الاستواء بنحو أربع درجات عرضية، حتى منعطف نهر الآمور، قرب مدينة موهو Moho الواقعة على درجة عرض 53شمالاً، تمتد أراضي الصين بمسافة قدرها 5500كم، مغطيةً نحو49درجة عرض، ومن الغرب إلى الشرق، من هضبة بامير التي يمر فيها خط الطول 73شرقاً حتى نقطة التقاء نهر الآمور برافده الأوسوري Oussouri حيث يمر خط الطول 135شرقاً، فإن أراضي الصين تمتد مسافة 5000كم مغطية نحو 62خطاً من خطوط الطول، مما يجعل التوقيت بين الأطراف الشرقية من الصين مختلفاً عن التوقيت في الأطراف الغربية بمقدار أربع ساعات.

تبلغ مساحة الصين نحو 9.572مليون كم2، محتلة بذلك المرتبة الرابعة في العالم من حيث المساحة بعد روسيا وكندا والولايات المتحدة، وللصين حدود قارية يبلغ طولها نحو 15ألف كم، وتفصل هذه الحدود بينها وبين كوريا وروسيا ومنغوليا وأفغانستان وكازاخستان وطاجكستان وقرغيزيا والهند ونيبال و مينمار(بورما) ولاوس وفيتنام، في حين تمتد حدودها البحرية مسافة 11ألف كم، بحيث تطل هذه السواحل على اليابان والفيليبين وإندونيسيا.

تحد الصين من الشمال الشرقي كوريا الشمالية، وتتألف الحدود المشتركة في معظمها من وادي نهر يالو Yalu، ثم وادي نهر تومن Toumen، وسلسلة جبال تشانغ بيشان Tchang - Paichan. وابتداء من مدينة كيرين Kirin حتى التخوم الغربية لمقاطعة سينكيانغ Sin kiang تصبح الصين مجاورة لروسيا وجمهورية منغوليا، وهذه الحدود تعد أطول الحدود القارية للصين. وتتألف الحدود الصينية الروسية في الشرق والشمال الشرقي في معظمها من سواحل بحيرة خانكا Khanka ومن نهر أوسوري ونهر الآمور. وفي سينكيانغ تقطع السلاسل الجبلية والأنهار الحدود الصينية الروسية في أغلب الأحيان. أما هضبة بامير فتؤلف منطقة التقاء بين الحدود الصينية وكل من أفغانستان وطاجكستان. وتتألف الحدود بين الصين ومنغوليا في معظمها من سهول وصحارى إضافة إلى جبال ألتاي Altai.

في الشرق تمتلك الصين ساحلاً طويلاً على المحيط الهادئ تتناثر بجواره الجزر العديدة على شكل قوس، وخاصة جزر بحر الصين الجنوبي وجزيرة هاينان Hainan وجزيرة تايوان (فورموزة سابقاً) وجزر بنغ هو Penghou وجزر تشوشان. وتشكل هذه القوس نوعاً من سور بحري كبير يمتد تجاه القارة. وتقع اليابان خلف البحر الأصفر وبحر الصين الشرقي، بينما تقع الفيليبين وإندونيسيا خلف بحر الصين الجنوبي.

تمتد هذه السواحل على مسافة طويلة ابتداءً من مصب نهر يالو على الحدود الصينية الكورية حتى الحدود مع فيتنام. وإذا أُخذت بالحسبان سواحل الجزر التابعة للصين بلغ طول سواحل هذه الدولة نحو 20ألف كم.

وعلى العموم فإن الصين تمتلك خلجاناً وتجاويف ساحلية، كما تمتلك أنهاراً كبيرة قادمة من الداخل، وموانئ جيدة، وجزراً عديدة في عرض البحر، مما يساهم في تنمية مواصلاتها البحرية، خاصة مع وجود موانئ كبرى مشهورة، وخاصة شنغهاي[ر] وكانتون Canton وتشانكيانغ Tchankiang.

إن سعة الرصيف الصيني القاري، وتلاقي التيار الدافئ بالتيار البارد، ووفرة الماء العذب نسبياً، الذي يصب في البحر، ووجود العوالق (البلانكتون) الوفير الذي يشكل غذاء للكثير من الكائنات البحرية، كل هذا يجعل من البحار الصينية منطقة تتكاثر فيها كل أنواع الأسماك.

تمتلك الصين نحو 3400جزيرة، يقع معظمها بمحاذاة السواحل الصخرية، بينما تبقى نسبة الجزر أمام السواحل الرملية ضئيلة، أما الجزر المحيطية البعيدة عن السواحل فإن معظمها يقع في بحر الصين الجنوبي، وهي في الغالب أرصفة مرجانية، لاترتفع عن مستوى سطح البحر أكثر من بضعة أمتار.

التضاريس

يستغل الصينيون المدرجات على سفوح الهضاب في معظم المناطق الصينية لزراعة الحبوب

ترتفع التضاريس الصينية بالتدريج من الشرق إلى الغرب، ويمكن تمييز ثلاثة مستويات تشكل سطح الصين. المستوى الأول يضم الأرض الواقعة إلى الشرق من خط يمتد من جبل خنكان الكبير Great Khingan في منشوريا حتى القسم الشرقي من إقليم يونان كويت شيو Yunnan Koueitcheou ماراً بجبال تاي هانغ شان Tai- hangchan، وتتألف هذه المنطقة من سهول وتلال يقل ارتفاعها عن 400م. أما المستوى الثاني فيقع إلى الغرب من المستوى الأول، ويمتد حتى الخط الذي يبدأ من جبال هولانشان Holanechan لينتهي في مقاطعة سيتشوان Sichuan، وتتألف هذه المنطقة في معظمها من هضاب وأحواض يراوح ارتفاعها بين 1000و2000م، ويقع المستوى الثالث في الغرب، ويتألف على الغالب من هضاب وجبال يزيد ارتفاعها على 2000م.

إن وضع التضاريس في الصين، وهي تنحدر من وسط آسيا نحو الشرق يسمح للهواء الرطب الدافئ أن ينفذ إلى الداخل، كما يسمح للأنهار بالجريان نحو الشرق، مما يسهل الاتصال بين البر والبحر، ويسمح بتبادل اقتصادي وثقافي واسع بين المناطق الغربية والشرقية.

يمكن بصورة عامة، تمييز خمسة أشكال من التضاريس في الصين: السهول، والتلال، والأحواض، والهضاب، والجبال. ويوجد في الصين من جميع هذه الأشكال ما يمتد على مساحات كبيرة.إن اتساع أراضي الصين وتنوع تضاريسها يؤلفان بالنسبة إليها أساساً متيناً لتنمية القطاعات الزراعية والحراجية والتعدينية وتربية الماشية.

تمتد السهول الصينية على مساحة مليون كم2، أي ما يعادل عشر مساحة الصين تقريباً، فهي تملك ثلاثة سهول رئيسة هي: سهل الشمال الشرقي، وسهل الصين الشمالية، وسهل الحوض الأوسط والأسفل لنهر يانغتسي Yangtze، ولكل سهل من هذه السهول مساحة تعادل 300ألف كم2 تقريباً. كما توجد في الصين سهول ساحلية صغيرة المساحة في الجنوب الشرقي من البلادـ وفي بعض الجزر، وتعد دلتا نهر سيكيانغ أكثرها أهمية.

ويمكن القول، إن الصين تمتلك سهولاً واسعة ومنبسطة وخصبة، تتوزع على حوضات (أحواض) وفيرة المياه على مجاري الأنهار الوسطى والدنيا وبجوار البحر. وقد استطاع الشعب منذ آلاف السنين أن يستثمر هذه السهول ويجعلها من أكثر سهول العالم إنتاجاً.

تنتشر التلال في الصين على مساحة واسعة تقارب اتساع السهول، ويقع ثلاثة أرباعها في جنوب القسم الشرقي من سلسلة جبال تسن لنغ Tsin-ling، حيث تشغل التلال كل المنطقة باستثناء مساحات السهول النهرية لنهري يانغتسي وسيكيانغ. وفي هذه المنطقة يندر وجود ارتفاعات تزيد على 400م، إلا في بعض القمم التي تتجاوز ارتفاعاتها أحياناً 1000م.

ويتخلل التلال القليلة الارتفاع والخالية من الانحدارات العنيفة سهول وأحواض صغيرة، وقد عمل الفلاحون في مناطق التلال المنخفضة على تنظيم السفوح على شكل مدرجات زرعوها بمحاصيل متنوعة، بينما زرعوا الأشجار المثمرة على التلال المرتفعة.

تشغل الأحواض الصينية نحو خمس مساحة الصين، وهناك أربعة أحواض فسيحة ومميزة وهي: حوض سيتشوان الذي لايزيد ارتفاع سطحه على 500م، تتصالب فيه الأنهار فوق تربة خصبة وسيادة مناخ دافئ ورطب. وحوض تسيدام الذي يقع بين سلسلة جبال كيليان شان Kilienshan وسلسلة جبال بايان كارا Baian - Kara،الذي يؤلف جزءاً من هضبة التبت. أما الحوض الثالث، وهو حوض تاريم Tarim، فيقع بين سلسلة جبال كوين لون Kouen-Louen وسلسلة تيان شان، وأخيراً حوض دزونغاري Dzungarian Basin الذي يقع بين سلسلة تيان شان وسلسلة ألتاي.

وهذه الأحواض لها مناخ جاف نسبياً، ويشتمل بعضها على صحارى واسعة، إلا أن أطراف هذه الأحواض رطبة، حيث تنحدر منها أنهار تتغذى من ذوبان ثلوج الجبال المرتفعة المجاورة.

الهضاب: وأهمها هضبة اللوس، وهضبة التبت، وهضبة منغوليا الداخلية، وهضبة يونان Yunnan.

تقع هضبة اللوس في الجزء الشمالي من البلاد، ويبلغ متوسط ارتفاعها نحو 1000م، تغطيها طبقة من اللوس يتجاوز سمكها أحياناً 100م، وتعد هذه الهضبة أكثر النماذج الإقليمية لمناطق اللوس وضوحاً، حيث ترتصف تلال اللوس فيها بعضها فوق بعض مع ميول وانحدارات خفيفة. وتمتد من أعالي التلال حتى أدناها حقول منتظمة على شكل مصاطب.

أما هضبة منغوليا الداخلية فتمتد خلف السور الكبير من سلسلة جبال خنكان باتجاه الغرب حتى السفح الشمالي لسلسلة كيليان شان، ولايزيد ارتفاع هذه الهضبة على سابقتها، كما تقل فيها البروزات، ويعد القسم الجنوبي منها منطقة زراعية تروى بمياه النهر الأصفر، بينما يتألف القسم الباقي من سهوب وصحاري صالحة للرعي.

تقع هضبة يونان في أقصى جنوبي الصين مجاورة لدول عدة،مثل فيتنام ولاوس ومينمار، ويراوح ارتفاعها بين 1000و2000م، ويزداد ارتفاعها من الشرق باتجاه الغرب، وقد خدد الحت بالمياه الجارية سطح الهضبة، وأدى ذلك إلى تجزئتها على شكل جبال تقطعها الخوانق العميقة والجروف القائمة.

وإلى الغرب من هذه الهضبة، تقع هضبة التبت التي لايقلّ ارتفاعها في معظم أجزائها عن 4000م، واتساع رقعتها يجعل منها أكبر هضبة في العالم. وتتكون من منبسطات فسيحة تبرز فيها بعض النتوءات الجبلية، وقمم تغطيها الثلوج طوال السنة. ومع ذلك توجد فوق هذه الهضبة وديان منخفضة يستغل السكان بعضها في الزراعة.

الجبال: تمتد معظم السلاسل الجبلية الرئيسة في الصين من الغرب إلى الشرق، وهي تتألف من عشر سلاسل هي: ألتاي، تيان شان Tienshan، كوين لون، هيمالايا، هنغ توان شان Heng _ Tuanshan، خنكان Khingan، ين شان Yinshan، تسن ـ لنغ، ونانلنغ Nanling.

وباستثناء جبال هنغ توان ـ شان التي تمتد من الشمال إلى الجنوب، فإن السلاسل التسع الأخرى تمتد من الشرق إلى الغرب.

وفي هذه المنطقة الجبلية جبالاً عالية، حيث ترتفع قمة افرست في جبال هيمالايا إلى 8846م وهي أعلى قمة في العالم، كما توجد وديان عريضة وأحواض صغيرة وتلال.

المناخ

المنحدرات الجليدية لهضبة منغوليا الداخلية حيث تهبط درجة الحرارة حتى عشرين تحت الصفر

يتأثر المناخ في الصين بعدة عوامل، وخاصة المساحة الواسعة، والامتداد الكبير على دوائر العرض، وتنوع التضاريس، ووجود واجهة بحرية واحدة من جهة الشرق، مع عدم تعمق البحر في داخل البلاد، ووجود الهضاب والسلاسل الجبلية العالية، وتأثير المحيط المتجمد الشمالي.

بصورة عامة يعد شهر كانون الثاني أكثر الشهور برداً في السنة، ويتخذ كمثال عن برودة الشتاء، مثلما يتخذ شهر تموز مثالاً عن أكثر الأشهر حرارة في الصيف.

يمكن ملاحظة تفاوت درجات الحرارة بين الشمال والجنوب في شهر كانون الثاني، فالمناطق الواقعة إلى الجنوب من سلسلة نان لنغ وهضبة يونان تفوق حرارتها 8درجات مئوية، أما حرارة حوض يانغتسي فتتأرجح بين الصفر و8درجات مئوية، مما يدل على تزايد البرودة، ولكن يندر أن تتجمد الأنهار.

وفي حوض النهر الأصفر وهضبة التبت، تراوح درجة الحرارة بين الصفر و8 درجات مئوية، لكن التربة تتجمد ويغطيها الثلج. أما في الشمال الشرقي والشمال الغربي وفي منغوليا الداخلية فتهبط الحرارة إلى - 8 ْ وحتى -20 ْ درجة مئوية، وبذلك يصبح الفرق بين الحرارة في الصين الشمالية والحرارة في الصين الجنوبية كبيراً، إذ يبلغ الفرق بين متوسط شهر كانون الثاني لكل من مدينتي كانتون وخاربين Harbin نحو 30درجة مئوية. وفي الصيف يتضاءل الفرق بين متوسط حرارة الشمال وحرارة الجنوب.

وبصورة عامة، مع استثناء هضبة التبت وبعض المناطق في الشمال، يسجل شهر تموز في الصين حرارة متوسطة تصل إلى 20درجة مئوية. وخلال هذه الفترة من السنة لايتجاوز فرق الحرارة بين الشمال والجنوب أكثر من 7ـ8درجات مئوية.

يتفاوت طول فصول السنة، كما تتفاوت الحرارة حسب المناطق، فبعض المناطق الشمالية والمرتفعات العالية تمر بفصل شتاء طويل جداً بحيث يكاد ينعدم فصل الصيف، وبالمقابل تظل الحرارة مرتفعة في مناطق أخرى بحيث يكاد ينعدم فصل الشتاء (في مناطق الجنوب والأحواض الداخلية)، أما في باقي المناطق الصينية فتتعاقب الفصول بوضوح.

المحيط الهادئ هو المصدر الرئيسي للرطوبة والهطل في عموم الصين، وهذا يعني تناقص الهطل السنوي من الجنوب الشرقي إلى الشمال الغربي. ويمكن أن نميز في الصين ثلاثة نطاقات بحسب التوزع السنوي للأمطار:

ـ النطاق الرطب: ويمتد إلى الجنوب من سلسلة جبال تسن لينغ ومن نهر هوايهو Houaiho وإلى الجنوب من هضبة التبت حيث تبلغ كمية الهطل نحو     (750) مم في السنة، وفي المنطقة الساحلية ذات التلال الواقعة في أقصى الجنوب الشرقي فإن كمية الهطل تصل إلى نحو 1500مم تقريباً.

ـ النطاق القاحل: يمتد هذا النطاق على مناطق واقعة شمال وشمال غربي جبال كوين لون وإن شان، حيث تقل كمية الهطل السنوية عن 250مم، ويغلب على هذا النطاق السهوب والصحارى. وقلة الهطل في هذا النطاق ناتجة عن البعد عن البحر، وعن وجود الجبال والهضاب في المناطق الفاصلة بين هذه المناطق والبحر، والتي تكوّن مصدراً للرياح الرطبة القادمة من الجنوب الشرقي.

ـ النطاق شبه القاحل: ويقع بين النطاق الرطب والنطاق القاحل. وتقع مناطق هذا النطاق على حافة الجر أو على هامش النطاق الرطب، مثل الشمال الشرقي من البلاد، وجنوبي المجرى الأدنى للنهر الأصفر، حيث تتلقى أكثر من 500مم من الأمطار سنويّاً، وكذلك الحال في المناطق التي تقع على هامش النطاق القاحل، مثل جنوب شرق منطقة كانسو Kansou وشمال مقاطعة شانسي، حيث تبلغ كمية الهطول هنا نحو 300مم سنويّاً.

وبالنسبة للتوزع الفصلي للأمطار، يمكن القول: إن الهطول يحدث في الصيف والخريف في كل أنحاء الصين، وكمية الهطول بين أيار وتشرين الثاني تمثل 80%من مجموع الهطول السنوي. وتكون تبدلات نطاق الأمطار كبيرة جدّاً في الشمال الغربي وفي الحوض الأدنى للنهر الأصفر، في حين تكون ضئيلة في حوض نهر سيكيانغ.

الأنهار والبحيرات

دلتا نهر سينكيانغ

للأنهار والبحيرات في الصين أهمية كبيرة، فهي تشكل طرقاً طبيعية للمواصلات ونقل السلع ذات الحجم الكبير بنفقات منخفضة، وتمتلك الصين نحو مليون كم تقريباً من الطرق النهرية الصالحة للملاحة، كما تعد هذه الأنهار موارد لإنتاج الكهرباء، ومصادر أساسية للري وصيد الأسماك، إضافة إلى موارد بحيرات حوض الجريان الداخلي من كميات كبيرة من الأملاح المعدنية، وخاصة ملح الطعام وأملاح الصودا.

تتوزع أكبر أنهار الصين وأكثرها غزارة في الشرق، وهي تصب في المحيط الهادئ، بينما تكون الأنهار الموجودة في المناطق الغربية قصيرة، وأقل غزارة، وأغلبها لايصل إلى البحر.

وأهم الأنهار التي تصب في المحيط الهادئ خمسة: لياوهو Liaoho، وهاي هو Haiho في الشمال، ثم النهر الأصفر (هوانغ هو Huang-Ho) واليانغتسي في الوسط، ونهر سيكيانغ في الجنوب. وهناك أنهار أخرى تقع على الجنوب الشرقي من هضبة التبت وإلى الغرب من مقاطعة يونان، وأهمها نهران: نهر ياروتسنغ بو Yaroytsang Po المعروف باسم براهما بوترا في الهند، ثم نهر نوكيانغ Noukiang الذي يعرف باسم سالوين في مينمار، وهذان النهران يصبان في المحيط الهندي.

ويعد النهر الأصفر(هوانغ هو Huang-Ho) ثاني أنهار الصين من حيث الطول (4845كم) وهو يجري في مناطق جبلية وهضبية في حوضه الأعلى والأوسط، بينما تحتل الصحارى ومناطق اللوس جزءاً كبيراً من حوضه الأدنى، وقد عرف النهر بفيضاناته المدمرة لذلك سمي (مصيبة الصين).

نهر يانغستي

وبعد قيام الثورة الصينية أنجز مخطط كبير للسيطرة على النهر والاستفادة من مياهه، وقد شمل بناء 46سدّاً على المجرى الرئيس، و24خزاناً على روافده الرئيسة، وتقوية الحواجز الجانبية في المجرى الأدنى، وأصبح النهر هبة من هبات الصين الكبرى، إذ استغل في ري الأراضي، والنقل، وتوليد الطاقة الكهربائية.

أما نهر يانغتسي فهو أطول نهر في الصين، إذ يبلغ طوله نحو5500كم، وهو يتلقى روافد كثيرة في مجراه الأعلى والأوسط، وهو صالح للملاحة في مجراه الأدنى والأوسط، والإنتاجُ الزراعي في حوضه غزير ومتنوع، مثلما يزدهر الإنتاج المعدني والصناعي والتجاري، خاصة وأن حوض النهر يستوعب أكبر تجمع سكاني في البلاد.

نهر سيكيانغ هو أصغر الأنهار الرئيسية، وحوضه أصغر كثيراً من حوض اليانغتسي، ومساحة الأراضي المنخفضة فيه محدودة. وتتحكم في مدخل الحوض مدينة كانتون أكبر مدينة وأهم ميناء في النطاق الصيني الجنوبي، وفيها مصانع للحديد والصلب، كما يزرع في هذا الحوض الأرز والشاي وقصب السكر.

وتقع أهم أنهار الصرف الداخلي في الغرب شمال غرب هضبة التبت، ويتعلق مقدار صبيبها وطولها ونظامها بشكل رئيس بكمية الثلوج المتراكمة على الجبال، وبموعد ذوبان هذه الثلوج. ويعد نهر تاريم أطول أنهار الصين الداخلية وأهمها في التنمية الزراعية في هذه المناطق.

ومن أهم البحيرات في الصين بحيرة بوينغ Poyang على نهر يانغتسي وهي أكبر بحيرة عذبة في الصين، إذ تبلغ مساحتها 5000كم2، ولها أهميتها في مضمار الملاحة النهرية والري وصيد الأسماك. والبحيرة الثانية هي بحيرة كوكونور Koukou -Nor وتبلغ مساحتها نحو 4000كم2، وتقع فوق هضبة التبت، وهي أكبر بحيرة مالحة في الصين.

السكان

على الرغم من محاولة كبح الهجرة إلى المدن مازال عدد سكان المدن ينمو بسبب زيادة السكان الطبيعية

الصين أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان. ففي عام 1953 بلغ عدد سكان الصين نحو 602مليون نسمة، أي أكثر من خُمس سكان العالم آنذاك، وقد ارتفع العدد إلى 1183.6مليون نسمة في عام 1992، أي بمعدل نمو سنوي يبلغ 2.4%، وبلغ عدد السكان نحو 1313.3مليون نسمة في عام 2004، على الرغم من تناقص نسبة النمو السنوية للسكان إلى (0.7%) خلال الفترة (200ـ2005)، وبلغت الكثافة السكانية العامة في البلاد نحو 1450نسمة/كم2. وتزداد الكثافة بشكل كبير في مناطق السهول وخاصة في حوض نهر يانغتسي، بينما تتناقص الكثافة السكانية في مناطق الجبال والهضاب العالية في الغرب، وتكثر المدن المليونية في الصين، وخاصة في جنوب شرقي البلاد.

وأكبر المدن الصينية هي شنغهاي أكبر ميناء صيني على المحيط الهادئ، ويبلغ عدد سكانها نحو (17)مليون نسمة، ثم العاصمة بكين ويتجاوز عدد سكانها 9ملايين نسمة، تليها مدن تيان تسن Tientsin وشنيانغ Chenyang ووهان Wu-han وكانتون وخاربين وغيرها.

قرية في إقليم غويجو

معظم سكان الصين من الجنس المغولي إلى جانب صنف آخر من المغول في منغوليا في الشمال، وعناصر تركية في إقليم سينكيانغ، وعناصر أخرى من التانغو والمانشو في منشوريا والمناطق المجاورة، وكل هذه الأقليات القومية من أصل مغولي، وإن اختلف أصحابها في لغاتهم وثقافتهم وطرائق معيشتهم، ومع ذلك توجد في الصين لغة مكتوبة موحدة وهي من أصعب اللغات كتابة ونطقاً.

الدين بالنسبة للصينيين مسألة شخصية، والتسامح الديني من أبرز خصائص الشعب الصيني، لذلك فالأقليات التي تعتنق الإسلام أو المسيحية تعيش حياتها الخاصة وتمارس شعائرها الدينية بحرية، والأديان الرئيسة السائدة في البلاد هي الكنفوشية والبوذية والطاويّة.

وعلى الرغم مما أحرزته الصين من تقدم حضاري وثقافي، فمازال هناك جماعات تعيش على الفطرة في أدغال المناطق الجبلية الجنوبية والغربية من الصين القريبة من حدود مينمار والهند الصينية، وهي تمثل جنساً بشريّاً لاعلاقة له بالجنس المغولي.

وقد بذلت وتبذل السلطات الصينية جهوداً كبيرة في مناطق الأقليات القومية بغية رفع مستواها الثقافي، ومن أجل هذا الغرض أقيمت مؤسسات عديدة للتعليم الابتدائي والثانوي والعالي، ودورات خاصة لتشكيل الأطر القومية، كما شيد في بكين المعهد المركزي للقوميات الذي ترتبط به مؤسسات مختلفة في مناطق الشمال الغربي والجنوب الغربي.

الجغرافية الاقتصادية

تعد شنغهاي مرفأ الصين الرئيسي ومركزها الصناعي

تزخر الأراضي الصينية الواسعة بموارد معدنية متنوعة، فقد دلت الأبحاث الجيولوجية على وجود احتياطي كبير من الفحم الحجري قدر بنحو 1000 مليار طن، واحتياطي كبير من خامات الحديد قدر بنحو 12مليار طن، كما اكتشف النفط الخام في عدة مقاطعات، وتطور إنتاج الصين من النفط الخام من 102مليون طن في عام 1982 إلى نحو 155.5مليون طن في عام 1996. وقد تصدرت الصين دول العالم في إنتاج الفحم الحجري البالغ 1249.2 مليون طن عام 1995. كما اكتشف في الصين الكثير من المعادن غير الحديدية مثل المنغنيز والقصدير والبوكسيت والنحاس والزنك والرصاص وغيرها. وتصدرت الصين دول العالم في إنتاج الزنك والذي بلغ نحو 1.210مليون طن في عام 1998، كما تصدرت دول العالم في إنتاج القصدير والذي بلغ نحو 0.08مليون طن في العام نفسه، وجاءت في المرتبة الخامسة في إنتاج البوكسيت والذي بلغ نحو 8.5مليون طن في العام نفسه، كما احتلت المركز التاسع في إنتاج النحاس الذي بلغ نحو 0.476مليون طن في العام نفسه.

كما تطورت الصناعات المعدنية في الصين بشكل كبير، فقد تصدرت دول العالم في إنتاج الحديد الزهر، إذ بلغ إنتاجها في عام 1990 نحو 62.606مليون طن، وارتفع إلى 118.629مليون طن في عام 1998.كما تصدرت الصين دول العالم في إنتاج الصلب الذي بلغ 11.347مليون طن في عام 1998، كما جاءت في المرتبة الثانية في إنتاج الألمنيوم، الذي بلغ نحو 1498 طن في عام 1994.

تستغل معظم الأراضي في جنوبي الصين لزراعة محصولين من الأرز كل عام، بفضل درجة الحرارة

وهطل الأمطار الملائمين

بالنسبة للإنتاج الزراعي فله أهمية كبرى لإطعام العدد الهائل من السكان، لذلك فإن 70% من السكان يعيشون في الأرياف ويعملون بالزراعة وتربية الحيوانات. وقد تصدرت الصين دول العالم في إنتاج الحبوب، والذي بلغ نحو 462.675 مليون طن في عام 1999، أي ما يعادل 22.4% من الإنتاج العالمي، ويأتي معظم الإنتاج من الأرز والقمح والذرة والشعير، كما تنتج الصين أكثر من 23% من إنتاج العالم من فول الصويا. و تنتج كميات كبيرة من القطن والشاي والتبغ والفول السوداني، وتحتل الصين مراتب متقدمة في إنتاج هذه المحاصيل، وتسود هذه الزراعات في المناطق الوسطى والجنوبية والشمالية الشرقية.

كما تمتلك الصين قطعاناً كبيرة من الخنازير والأبقار والأغنام وغيرها، لذلك فهي تتصدر دول العالم في إنتاج اللحوم،الذي بلغ نحو 55.141مليون طن عام 1998.

اهتم المسؤولون الصينيون بعد قيام الثورة الشيوعية عام 1949 بتطوير الإنتاج وتنويعه الصناعي للحاق بالدول المتقدمة، وقد أشرنا إلى الاهتمام بالثروات المعدنية واستثمارها، وتطور صناعة الحديد والصلب وإنتاج المعادن الأخرى. وإلى جانب الصناعات المعدنية تنتشر في الصين صناعات أخرى عديدة مثل الصناعات الكيماوية وصناعة تكرير النفط الخام، والصناعات الكهربائية، ومواد البناء، والصناعات النسيجية والجلدية والغذائية، وصناعة الأحذية، والورق والكرتون، والسجائر..... وتتوزع هذه الصناعات على عدة أقاليم تمتد من أقصى الشمال الشرقي إلى الوسط والجنوب والجنوب الشرقي.

ففي الشمال والشمال الشرقي، وخاصة في بكين وتيان تسين، تزدهر الصناعة الاستخراجية لخامات الحديد والفحم الحجري، وصناعة الحديد والصلب والصناعات الكيماوية، كما تزدهر هذه الصناعات في شمال غرب الصين، وخاصة في مدينتي سيان ولانشو، كما تزدهر الصناعة بأنواعها في حوض نهر يانغتسي، وخاصة في مدينة شنغهاي و ووهان Wuhan.

وفي جنوبي الصين وجنوبه الغربي تنشط صناعة الحديد والصلب واستخراج المعادن والصناعات الكيماوية حول مدينة كانتون وأموي وفوشاو، مثلما تطورت هذه الصناعات في جنوب غربي البلاد في يونان وسيشوان.

محمد الحمادي

 

 


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الثاني عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 339
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1006
الكل : 57213349
اليوم : 32634

إفلين (جون-)

إفلين (جون ـ) (1620ـ 1706)   جون إفلين John Evelyn كاتب يوميات بريطاني متعدد الاهتمامات، ولد ومات في سري Surry في إنكلترة، وتلقى علمه في ميدل تمبل The Middle Temple، وفي كلية باليول Balliol College في أكسفورد. عمل إفلين موظفاً حكومياً في خدمة تشارلز الثاني Charles II وأسهم في استعادته العرش، إلا أنه لم يشارك في الحرب الأهلية. وكان إفلين من أوائل أعضاء الجمعية الملكية The Royal Society ومن أهمهم إذ قدم إلى روبرت بويل Robert Boyle الخطة الأولية التي انبثقت عنها هذه الجمعية، وفي عام 1672 أصبح إفلين أميناً لها.
المزيد »