logo

logo

logo

logo

logo

الصرصور

صرصور

Cockroaches - Blattes

الصرصور

 

الشكل (1) الصرصور الألماني

الشكل (2) صرصور الشرق

الصرصور cockroach، ويسمى أيضاً بنت وردان، اسم عام يطلق على مجموعة من الحشرات تنتمي إلى فصيلة الصراصير Blattodea، رتبة مستقيمات الأجنحة Orthoptera، صف الحشرات Insecta من اللافقاريات. شكل الصرصور بيضاوي، كريه الرائحة، مشهور بكونه «حيوان المنزل». يعرف منه نحو 4000نوع، يعيش معظمها في المناطق المدارية، لكن نحو 25نوعاً منها عالمي الانتشار لارتباطها بمواقع إقامة الإنسان.

عرفت الصراصير بأشكالها المعاصرة منذ ما يقرب من 320مليون سنة. وتبين المستندات المستحاثة أنها سادت الأرض خلال العصر الفحمي Carboniferous، منذ 290ـ360مليون سنة.

أكثرها شيوعاً الصرصور الأمريكي Periplaneta americana، والصرصور الألماني Blatella germanica (الشكل 1)، وصرصور الشرق Blatta orientalis (الشكل 2)، وصرصور ماديرا Leucophaea maderae، والصرصور البني المخطط Supella longipalpa. توجد هذه الأنواع في أمريكا الشمالية، لكن الصرصور الوحيد المتوطن هناك هو الصرصور الأمريكي، أما الأنواع الباقية فهي غريبة عنها وأدخلت إليها، وقد لفت صرصور الشرق النظر في أمريكا عندما ظهر بكميات كبيرة في فلوريدا في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي.

معظمها يركض بسرعة بحيث يصعب التقاطها، يساعد في هذه الصعوبة نعومة جسمها وسهولة انزلاقها من اليدين بسبب الغطاء الكيتيني الناعم الكتيم الذي يغطي جسمها، والذي يحفظها من التجفاف. وبعضها، وبخاصة صرصور ماديرا، يصدر أصواتاً. وهي حساسة للضوء، وكثير منها يفضل الظلام، فهي حيوانات ليلية.

شكله الخارجي

معظم الصراصير مجنَّحة، مع ذلك فإن بعضها لايطير. ويراوح طول البالغ منها بين ميليمتر واحد وأكثر من تسعة سنتيمترات.

يتألف جسم الصرصور من ثلاث مناطق هي الرأس والصدر والبطن (شكل3). تحمي الرأس صفائح كيتينية يلتحم بعضها ببعض مشكلة علبة تضم داخلها أعضاء الرأس المختلفة، وهو يتجه نحو الأسفل. يحميه من الأعلى امتداد من صفيحة تغطي «الصدر الأمامي» من الحيوان. وهو يحمل قرني استشعار حساسين جداً وعينين مركبتين إضافة للواحق فمه المختلفة القارضة التي تساعده على تناول غذائه ومعالجته.

الشكل (3) أقسام جسم الصرصور

أما الصدر فيتألف من ثلاث قطع هي الصدر الأمامي prothorax، والصدر المتوسط mesothorax، والصدر الخلفي metathorax، إضافة إلى شفعين من الأجنحة يحملهما الصدر المتوسط والخلفي، الأمامي منهما درعي ثخين يغطي البطن، في أثناء الراحة، والشفع الخلفي رقيق يستعمله في الطيران. إضافة إلى ذلك يحمل كل «صدر» شفعاً من أرجل المشي التي يحمل كل منها مجموعة من الأشواك.

أما البطن فهو منبسط ويتألف من عدد من القطع، لا يرى منها سوى سبع قطع، إذ يتداخل الباقي بعضه مع بعض. تحمل القطع الخلفية منها لواحق تناسلية تستعملها الحشرة في التكاثر. ويبرز من نهاية الحيوان أيضاً شفع من الزوائد شديدة الحساسية تسمى القرون الشرجية، تمتد نحو الخلف تتحسس التحركات الدقيقة للهواء، مما يُمَكِّن الصرصور من تحري الأخطار بسرعة كبيرة فيهرب منها.

تكاثره وسلوكه الجنسي

تختلف عادات الصراصير التناسلية بحسب الأنواع، فعندما تكون أنثى الصرصور الأمريكي جاهزة للاقتران فإنها تصدر مواد كيميائية ذات رائحة تسمى الفيرومونات[ر] pheromones تقوم بجذب الذكور إليها، يرفرف الذكر عندها بجناحيه، ويوجه مؤخرة بطنه نحو مؤخرة بطن الأنثى ليتلاصقا تمهيداً للاقتران.

وتبدي بعض الأنواع مظاهر اقتران أكثر تعقيداً، فتصدر أصوات صفير وتُلَوِّحُ ببطنها، أو تجري عمليات عضٍّ لها. وتبدي ذكور أحد الأنواع في الدومينيكان نوعاً من السيطرة، وتفضل الإناث عندها الاقتران بالذكر المسيطر.

تضع الأنثى بيوضها الملقحة وترصف بعضها إلى جانب بعض، وتحيطها بغلاف يسمى قميص البيوض ootheca. يلقي الصرصور الأمريكي بيوضه في منطقة آمنة، ثم يهجرها، أما أنثى الصرصور الألماني فتحافظ على قميص البيوض مرتبطة بعضو وضع البيض الذي يسمى آلة وضع البيوض ovipositor، وتطلقها فقط عندما تصبح البيوض جاهزة للنقف.

يحتوي قميص البيوض على عدد من البيوض، يراوح بين 16و 32 بيضة بحسب الأنواع، علماً أن بعض الأنواع تبدي نوعاً من العناية بالبيوض. تخرج من البيضة حيوانات شبيهة بالأمهات لكنها ليست ناضجة جنسيّاً، لذلك تسمى الحوريات nymphs وهي غالباً ما تبقى حول أمهاتها بضعة أيام. يطرأ على الحوريات تحوُّل شكلي [ر] metamorphosis تدريجي، أي تنمو وتنضج تدريجيّاً في مراحل، يسمى كل منها طوراً instar، ينتج عن كل منها حورية يقترب شكلها من الصرصور البالغ تدريجياً، يتم في نهاية كل مرحلة طرح القشيرة الخارجية التي تشكل الهيكل الخارجي exoskeleton لها في عملية تسمى الانسلاخ ecdysis، ويعطي الانسلاخ الأخير فرداً مجنَّحاً بالغاً ناضجاً جنسياً.

أهميته

للصراصير أهميتها الكبيرة من الناحية البيئية. فهي آكلات كل شيء. وتهضم كل شيء بسبب الأنواع المختلفة من البكتريا والحيوانات الأوالي [ر] Protozoa التي توجد في جهازها الهضمي، فهي تسهم في تفكك فضلات الغابات وبراز الحيوانات، وهي بدورها تكون طعاماً لكثير من الحيوانات، بما في ذلك الحيونات المفترسة والتي تتطفل على البيوض. فهي حلقة مهمة في الشبكة الغذائية. ونجاح استراتيجيتها الحياتية يبيّنه طول حياة المجموعة التي تنتمي إليها، وتنوعها وتوزعها الواسعان.

ويعد نحو 1% من الصراصير ضارة بالإنسان تضايقه وتثير اشمئزازه، فقد اكتسبت الصراصير سمعتها السيئة ليس من أنها تأكل ما يخزنه الإنسان من طعام وفضلاته فقط، بل من كونها تلوث ما حوله مخلّفة رائحة كريهة يصعب التخلص منها. والواقع لاتبدو الصراصير بالقذارة التي توصف بها، فهي تقضي وقتاً طويلاً في تنظيف نفسها. وقد تنقل إلى الإنسان أو بعض حاجياته أو غذائه بعض الأمراض، إلا أنها لا تسبب الأوبئة.

يعد الصرصور، من جهة أخرى، مهمَّاً من الناحية العلمية، فقد كان حيوان التجربة في كثير من التجارب العلمية التي أجريت، والتي وضَّحت كثيراً من مظاهر حياة الحشرات.

مكافحته

كانت الصراصير دائماً هدفاً للمكافحة بمبيدات الحشرات، لكنها كانت تطور لنفسها مقاومة تجاه بعضها. وقد تمت محاولة استخدام الفيرومونات لمقاومتها جنسيّاً، أو لتعقيم ذكورها. لكن ذلك لم ينجح على نطاق واسع. والعائق الكبير لذلك هو قشيرتها الكيتينية الصعبة التخريش، التي تغطي جسمها، وكانت المحاولات تتوجه دوماً نحو إتلاف هذه القشيرة. فما أن تتخرش هذه القشيرة حتى يعاني الحيوان من التجفاف. والمادة التي أظهرت فعاليتها هي مسحوق حمض البوريك الذي يعد مخرِّشاً للقشيرة وسامّاً للحيوان بآن واحد. وأفضل وسيلة للحد من تكاثر الصراصير وإيقاف ذلك هي المحافظة على نظافة البيت و سَدِّ منافذ المجارير التي تعد مساكنها المفضلة.

تصنيف الصراصير

ينضوي الصرصور تحت لواء رتبة الصراصير Blattodea التي يُميَّز فيها خمس فصائل.

ـ فصيلة البلاتيدات Blattidae التي تضم الصرصور الأمريكي Periplaneta americana، وصرصور الشرق Blatta orientalis.

ـ فصيلة البلاتيليدات Blatellidae التي تضم الصرصور الألماني Blatella germanica، والصرصور الآسيوي B.asahinai، والصرصور البني المخطط Supella longipalpa.

ـ فصيلة البالبيريدات Balberidae التي تضم صرصور ماديرا Leucophaea maderae، والصرصور البرازيلي Blaberus giganteus، وصرصور مدغشقر ذا الصرير Gromphadorina portendos.

ـ فصيلة الكريبتوسيرسيات Cryptocercidae.

ـ فصيلة البوليفاجيدات Polyphagidae.

حسن حلمي خاروف

الموضوعات ذات الصلة:

 

الحشرات ـ مستقيمات الأجنحة.

 

مراجع للاستزادة:

 

- Imms, Rick. The practical Entomologist (Simon & Schuster,1992).


التصنيف : علم الحياة( الحيوان و النبات)
النوع : علوم
المجلد: المجلد الثاني عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 112
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 563
الكل : 29655113
اليوم : 35123

وديان (يرفانت-)

وديان (يرڤانت ـ) (1869 ـ 1926)   يرڤانت وديان Yervant Odian من أبرز الكتّاب الساخرين في الأدب الأرمني. ولد في اصطنبول في كنف عائلة مثقفة. وبسبب عمل والده اضطر إلى التنقل بين العديد من البلدان الأوربية، وتعلّم على أيدي مدرسين خصوصيين. وبعد العودة تابع دراسته في اصطنبول إلى أن هرب منها عام 1896 إلى الأراضي الأرمنية في الشرق. وعندما تعرض الأرمن إلى التهجير في عام 1915 أنقذه إتقانه اللغة الألمانية، فصار مترجماً لضابط ألماني يعمل مع الجيش العثماني، وقبيل انتهاء مهمة الضابط هاجر وديان إلى سورية. ثم عاد إلى اصطنبول في عام 1918 وعمل في الصحافة حيث بدأت موهبته الأدبية بالظهور. ونشر في الصحف الأرمنية الصادرة في بيروت عام 1924، ثم انتقل إلى مصر حيث قضى فيها آخر أيام حياته وتوفي فيها.
المزيد »