logo

logo

logo

logo

logo

الطويل (كمال)

طويل (كم)

Al-Tawil (Kamal-) - Al-Tawil (Kamal-)

الطويل (كمال ـ)

(1922 ـ 2003)

 

كمال الطويل ملحن مصري كبير، من أسرة ثرية، نشأ وترعرع في مدينة طنطا برعاية جده لسفر والده إلى إنكلترا لدراسة الهندسة، نمت ذائقته الموسيقية وهو طفل على الإنشاد الديني وتلاوة القرآن الكريم في الحفلات التي كانت تقام في المناسبات الدينية.

وعندما بلغ سن الدراسة، ألحقه جده بمدرسة الأورمان، ودرس في القسم الداخلي بسبب وفاة والدته. وفي تلك المدرسة بدأ الغناء لأول مرة أمام زملائه الطلبة وأساتذته، ليكتشفوا جمال صوته، وكان في تلك الفترة معجباً بالمطرب محمد عبد المطلب الذي أحب فيه قوة صوته ونبراته وأسلوبه في الغناء، فكان يؤدي أغنياته، بخلاف أبناء جيله من الفتيان الذين كانوا يعدون محمد عبد الوهاب مثلهم الفني الأعلى.

وعلى الرغم من الميول الموسيقية عند كمال الطويل، إلا أن دراسته الجامعية سارت في اتجاه آخر، فبعد نيله شهادة الدراسة الثانوية درس في كلية الفنون (قسم الزخرفة)، وبعد تخرجه فيها عُيّن رساماً بوزارة الأشغال العامة بمدينة الاسكندرية.

وفي الاسكندرية انتسب كمال الطويل إلى معهد موسيقي مسائي، وكان انتسابه للمعهد ليس بقصد دراسة الموسيقى، ولكن لشغل أوقات الفراغ لديه، لكنه مع ذلك تعرّف الموشحات والأدوار القديمة، وبعض مبادئ الموسيقى على يد الشيخ علي الحارث أحد أساتذة المعهد.

وفي عام 1947، انتقل عمل كمال الطويل إلى القاهرة، فانتسب إلى معهد الموسيقى العربية، وفيه تعرَّف عبد الحليم شبانة الذي اشتهر فيما بعد بعبد الحليم حافظ، وكان الطويل يدرس في قسم الأصوات على أمل أن يصبح مطرباً، وعبد الحليم في قسم الآلات ليصبح عازفاً، لكن الأمر انقلب، فأصبح الطويل ملحناً وعبد الحليم مطرباً، وفي أثناء دراسته في المعهد لحن كمال الطويل أغنيتين، الأولى دعاء ديني غنته زميلته في المعهد فايدة كامل التي أصبحت فيما بعد مطربة معروفة ونائب في مجلس الأمة، أما اللحن الثاني فهو أغنية هزلية، قدمت في حفل تخرج طلاب المعهد.

في عام 1950 تخرج كمال الطويل في المعهد وعُيَّن في قسم الموسيقى بإذاعة القاهرة، وأصبح عضواً في لجنتي النصوص والاستماع، وفي ذاك العام وضع أول لحن بعد تخرجه، وكان لقصيدة «لقاء» التي نظمها الشاعر صلاح عبد الصبور، وغناها عبد الحليم حافظ بصوته عبر أثير إذاعة القاهرة، وكانت أول أغنية له أيضاً، ولم تحقق الأغنية أي نجاح يذكر، لكنها عرّفت الجمهور باسم عبد الحليم حافظ، وأتبع كمال الطويل هذا اللحن بلحنيين آخرين «يارايحين الغورية» و «بين شطين وميه» تأليف محمد علي أحمد، وغناء المطرب محمد قنديل، وحققت الأغنيتان نجاحاً مقبولاً، لكن الانطلاقة الكبيرة للطويل كانت في منتصف الخمسينيات من القرن العشرين حين لحن أغنية «على قد الشوق» للشاعر نفسه، وغناها عبد الحليم حافظ، فحققت نجاحاً كبيراً.

في عام 1956، وأثناء العدوان الثلاثي على مصر، لحن كمال الطويل أول أغنية وطنية «والله زمان ياسلاحي» تأليف صلاح جاهين، وغناء أم كلثوم، ولجمال الكلمات واللحن والأداء اختير النشيد نشيداً وطنياً لدولة الوحدة بين سورية ومصر عام 1958 (الجمهورية العربية المتحدة).

حين أدرك كمال الطويل أن الموسيقى أصبحت خياره ومستقبله، قرر تعزيز معارفه الموسيقية، فانتسب إلى المعهد العالي للموسيقى عام 1959، ودرس فيه مدة سنتين وحصل بعدها على منحة دراسية، كي يتابع دراسته الموسيقية الأكاديمية في موسكو، لكن الظروف لم تسمح له بالسفر.

عاش كمال الطويل حياة فنية غنية، لحن فيها لمعظم المطربين الكبار في مصر، لكن عطاءه الموسيقي الأكبر كان لعبد الحليم حافظ، وهما اللذان جمعهما الفن والصداقة، منذ دراستهما في معهد الموسيقى العربية، وقد لحن الطويل لعبد الحليم أجمل الأغنيات الوطنية التي تعد سجلاً حافلاً للأحداث الكبرى في مصر والوطن العربي في عقدي الخمسينات والستينات من القرن العشرين، ولعل من أشهرها «حكاية شعب» الذي كتب كلماتها أحمد شفيق كامل، وهي نشيد تروي حكاية العدوان الثلاثي على مصر، بدءاًً من التفكير ببناء السد العالي، ومروراً بتأميم قناة السويس وما نجم عنه من عدوان عسكري على مدينة بور سعيد من قبل بريطانيا وفرنسا وإسرائيل، وحتى اندحار العدوان.

ومن الأناشيد الوطنية الأخرى التي لحنها كمال الطويل لعبد الحليم حافظ «أحلف بسماها وبترابها»، «مطالب شعب»، «صورة»، «إني ملكت في يدي زماني»، «خلّي السلاح صاحي»، «ابنك يقولك يا بطل».

أما في مجال الأغنية العاطفية، فكان عبد الحليم حافظ أكثر من غنى من ألحان كمال الطويل، إذ تزيد ألحان الطويل لعبد الحليم عن خمسين أغنية وطنية وعاطفية ومن هذه الأغنيات «في يوم من الأيام»، «في يوم في شهر في سنة»، «بلاش عتاب»، «حبيب حياتي»، «سمراء».

وتتبوأ نجاة الصغيرة المرتبة الثانية بعد عبد الحليم في عدد الألحان التي غنتها لكمال الطويل، إذ غنت من ألحانه نحو عشرين أغنية منها «استناني»، «بان علىّ حبه»، «سمارة»، «على طرف جناحك ياحمام»، «عش معايا».

ومن الذين غنوا من ألحانه: شادية، محمد قنديل، سعاد مكاوي، ليلى مراد، نجاح سلام، فايزة أحمد، محمد عبد المطلب، وسعاد حسني التي لحن لها أغنيات عدة، منها ثلاث في فيلم «خلّي بالك من زوزو»، وهذه الأغنيات «ياود ياتقيل»، «خلّي بالك من زوزو»، «الدنيا ربيع».

عدّ كمال الطويل في الصف الثاني من الملحنين الكبار، فإذا كان الصف الأول يضم محمد القصبجي ورياض السنباطي، وزكريا أحمد ومحمد عبد الوهاب، فإن الصف الثاني يضم، إضافة إلى الطويل، كلاً من محمود الشريف ومحمد الموجي وبليغ حمدي ومحمد فوزي.

كان كمال الطويل مقلاً في التلحين مقارنة بالملحنين الأخرين، فرصيده من الألحان لايزيد على ثلاثمئة لحنٍ، فيما يزيد رصيد أي من أقرانه على ألف لحن، وربما يصل رصيد بعضهم إلى آلاف الألحان، وسبب قلة ألحانه انقطاعه عن التلحين عدة مرات، أولها عندما طرد من إذاعة القاهرة في بداية عام 1951 مدة ستة أشهر، وثانيها عندما أبُعد من الإذاعة إلى وزارة المعارف واستقال إثرها من العمل الوظيفي، أما الثالثة التي توقف فيها عن التلحين فكان بعد نكسة حزيران عام 1967 التي أصابته بالإحباط، فتوقف عن التلحين حتى عام 1973حينما وقعت حرب تشرين، فلحن لعبد الحليم حافظ عدة أغنيات وطنية منها «خلّي السلاح صاحي»، «بالأحضان يا سينا»، إضافة إلى أنه لم يكن يعتمد في معيشته على التلحين، فقد اشتغل في الأعمال التجارية، ولكن ليس بعيداً عن الفن؛ فقد عمل في الإنتاج الإذاعي مع شركة خاصة، ثم انتقل إلى الإنتاج التلفزيوني من خلال «الشركة العربية للتلفزيون» وأنتج عدة مسلسلات.

أمضى كمال الطويل الأشهر الأخيرة من حياته في صراع مع المرض، إلى أن توفيّ عن واحد وثمانين عاماً.

أحمد بوبس

مراجع للاستزادة:

 

ـ صميم الشريف، الأغنية العربية (وزارة الثقافة، دمشق 1981).

 


التصنيف : الموسيقى والسينما والمسرح
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الثاني عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 663
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1088
الكل : 40532347
اليوم : 62162

الهنود الحمر في أمريكا الشمالية (فن-)

الهنود الحمر في أمريكا الشمالية (فن ـ)   تتصل أمريكا الشمالية بآسيا بوساطة مضيق بيرينغ Bering إذ كان سبيلاً انتقلت عبره الأقوام الآسيوية إلى هذه الأرض الجديدة، وفيها كوّنوا أقواماً أطلق عليها الغزاة الإسبان اسم الهنود الحمر الذين لم يلتحموا اجتماعياً مع أقوام الأسكيمو[ر] السكان الأصليين الذين حافظوا دائماً على تقاليد حياتهم الخاصة.
المزيد »