logo

logo

logo

logo

logo

سينياك (بول-)

سينياك (بول)

Signac (Paul-) - Signac (Paul-)

سينياك (بول ـ)

(1863 ـ 1935)

 

يعد بول سينياك Paul F-Signac المصور والحفار والكاتب أحد أبـرز فنـاني الانطبـاعية العلمية إلى جانب سورا[ر] وكروس، وقد ولد وتوفي في باريس. حاول في مطلع شبـابه دراسة العمارة، لكنه سرعان ما افتتن بفن التصوير الزيتي حين زار معرض كلود مونيه [ر] Monet وغيره من الانطباعيين، وأخذ ينعطف بشدة نحو الانطباعية[ر] impressionnism منذ عام 1882 يرسم معتمداً على خبرته الذاتية.

في عام 1884 أسهم سينياك في تأسيس جمعية الفنانين المستقلين، وشارك في معارضها بعد أن تعرّف سورا (1859ـ1891) وأعجب بلوحاته، وتبنى آراءه في الانطباعية العلمية التي أفادت من الدراسات العلمية للألوان وانعكاسات الضوء، ولاسيما بعد صدور كتاب «المحلل الجمالي» لشارل هنري وكتاب «قانون التضاد الآني» لشيفرول[ر] Chevreul الذي كان يرى أن كل لون مركب يتمم اللون الأساسي غير المستعمل فـي تركيبه، ويصل إلى أقصى لمعانه وإشراقه، وهذا اللمعان المتعاكس يسمى قـانون التباين الآني.

كان سينياك يدعو الفنانين والأدباء إلى مرسمه مساء كل اثنين، حيث تثار الحوارات والمناقشات حول الفن ونظرياته، وقد توّج ذلك بكتابه «من أوجين ديلاكروا E.Delacroix إلى الانطباعية الجديدة» الذي استعرض فيه تطور الفن منذ ثورة الرومانسية[ر] Romantisme، مروراً بكوربيه[ر] Courbet رائد الواقعية، وصولاً إلى الانطباعيين الأوائل مانيه[ر] Manet مونيه رينوار[ر] Renoir ومن ثم الانطباعية الجديدة، كما أوضح في كتابه وسائل التطبيق للنظرية العلمية بوساطة تحليل الألوان، وضرب مثلاً على ذلك بقوله: (إنّ اللون الأخضر يتكوّن من امتزاج لونين أساسيين هما الأزرق والأصفر، والأحرى بالمصور أن يضع بقعاً زرقاء وصفراء منفصلة على سطح اللوحة، حيث يتم امتزاجها بالرؤية بدلاً من خلط اللونين على لوح المصور «البالتّة»)، كما أنجز كتاباً عن الفنان جونكيند Jonkind، وآخر عن الروائي الفرنسي ستاندال[ر] Stendhal.

بول سينياك: "مدخل مرفأ مرسيليا" (1911)

وفي عام 1892 اكتشف سينياك «سان تروبيز» Saint-Tropez، وهو ميناء صغير على البحر المتوسط، لم يكن معروفاً آنذاك، ولا يمكن الوصول إليه إلا عن طريق البحر، وهناك بنى منتجعاً كبيراً حمل اسم «لاهون».

اعتمد سينياك في لوحاته على تجاور الألوان الأساسية بطريقة نقطية، حيث تتوضع الألوان على شكل لمسات ناعمة، تكسو الأشكال التي يرسمها كما الفسيفساء مستفيداً في ذلك من تجربة صديقه سورا اعتماداً على تصنيف الألوان في الصورة، وكان يستمد موضوعاته من ملامح الحياة والطبيعة على ضفاف نهر السين وشواطئ البحر المتوسط، مصطحباً معه سورا، ولاسيما في رحلاته البحرية التي كان يقضي فيها أوقات واسعة، مستمتعاً بآفاق البحر وزرقته، وقد تحررت لوحاته من تأثيرات سورا التي لا تخلو من الجفاف والجمود، وطوّر لنفسه أسلوباً تزيينياً وغنياً بالألوان، واستخدم في تنفيذه لطخات قوية بالفرشاة مهدت للاتجاه الوحشي.

تأثر بسينياك مجموعة من المصورين أمثال: كروس ت ليث Cross وأمان Aman، الذين راحوا يصورون مشاهد الطبيعة في مناخات ضبابية، تشيع في النفس الإحساس برطوبة المكان، وعبق الأشجار والألوان.

توفي سينياك عام 1935 بعد أن ترأس معرض المستقلين قرابة سبع وعشرين سنة، وحظي بمنزلة مرموقة بين الفنانين الشباب الذين كانوا يكسبون تشجيعه ورعايته، واستطاع أن يوطد العلاقة بين الأدباء الرمزيين Symbolistes وبين صديقيه سورا وبيسارو، إضافة إلى عقده صداقات جديدة مع مجموعة من الرسامين البلجيكيين الذين انضموا إلى جمعية الفنانين المستقلين، ونال احترام الفنانين الوحشيَّين Fauvistes والتكعيبيين Cubistes الذين مهّد لبحوثهم التشكيلية.

طاهر البني

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ جورج مدبّك وراتب قبيعة، قاموس الرسامين في العالم (دار الراتب الجامعية، سوفنير، بيروت 1996).

ـ سلمان قطاية، المدرسة الانطباعية (وزارة الثقافة، دمشق 1973).

ـ محمد عزت مصطفى، قصة الفن التشكيلي، الجزء الثاني (دار المعارف بمصر، القاهرة 1964).

 


التصنيف : العمارة و الفنون التشكيلية والزخرفية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الحادي عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 476
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1011
الكل : 59401458
اليوم : 33768

بيلي (أندريه-)

بيلي (أندريه ـ) (1880 ـ 1934)   أندريه بيلي Andrei Belyi الاسم المستعار لبوريس نيكولايفتش بوغايفBoris Nikolaievitch Bougaiev كاتب روسي ومنظر للتيار الرمزي في الأدب. ولد في موسكو وتوفي فيها. أنهى دراسة الرياضيات في جامعة موسكو. صدرت له أول مجموعة شعرية بعنوان «الذهب اللازوردي» Gold in Azure في عام 1904. ومن أعماله المعروفة في قصيدة النثر ما أسماه السيمفونيات: «البطولة» (1900) و«السيمفونية الشمالية ـ المأسوية» (1902) و«التراجع» (1905) و«زوبعة في فنجان» (1908) وفيها ظهرت سمات ما سمي بأدب عصر الانحطاط.
المزيد »