logo

logo

logo

logo

logo

صيانة المنشآت

صيانه منشات

Establishment maintenance - Entretien des etablissements

صيانة المنشآت

 

تتعرض جميع المواد التي تدخل في تشكيل المنشآت الهندسية إلى نقص في درجة أدائها ونوعيته مع الزمن، ويعود ذلك إلى التآكل والتعرض للأضرار بسبب الاستعمال وعوامل الجو المحيط بها. ولما كانت قدرة تحمل المنشأ الهندسي مرتبطة بقدرة تحمل كل عنصر من عناصره منفردة أو مجتمعة، وأن قدرة تحمل هذه العناصر ونوعية أدائها تتغير مع الزمن،. ولأن العمر الافتراضي للمنشأ يتحدد بالعمر الافتراضي للمواد الداخلة في إنشائه، لذا كان لابد من إجراء صيانة دورية لأجزاء المنشأ بغية المحافظة عليه حتى نهاية عمره الافتراضي.

فالصيانة maintenance إذن، هي جميع الأعمال المطلوبة للمحافظة على أداء المنشأ لوظيفته، وتشمل المراقبة الدورية، والصيانة الوقائية وأعمال الإصلاح وإعادة التأهيل.

لمحة تاريخية

الشكل (1) النسبة المئوية للمبالغ المصروفة على صيانة الأبنية مقارنة على ما صرف على إنشاء أبنية جديدة في ألمانيا

كان الاعتقاد السائد فيما مضى أن المنشآت الهندسية، وخاصة الخرسانية منها، لاتحتاج إلى صيانة دورية، فقد كان يعتقد أن أكثر مواد البناء ذات مقاومة كافية وأن مقاومتها تزداد مع الزمن، إلا أن حوادث انهيار كثير من الأبنية لفت انتباه الباحثين إلى أهمية دراسة الأضرار التي تتعرض لها مواد البناء في أثناء استثمارها ( مثل صدأ حديد التسليح في جسور الأنهار، تآكل الإسمنت نتيجة مواد الكبريتات الموجودة في المياه الجوفية، وغيرها) وإلى الاهتمام بموضوع صيانة المنشآت، وتحديد أفضل طرائق صيانتها. ويفوق ما يصرف حالياً في العالم على صيانة المنشآت وتجديدها ما يصرف على إنشاء أبنية جديدة، ويوضح الشكل (1) النسبة المئوية لما تم إنفاقه على إنشاء أبنية جديدة، وما أنفق على صيانة أبنية قائمة وتجديدها في الثلاثين عاماً الأخيرة في ألمانيا، حيث يلاحظ تزايد تدريجي لتكاليف الصيانة زيادة صارت فيه هذه التكاليف تتجاوز تكاليف الإنشاء الجديدة.

أنواع الصيانة

يمكن أن تصنف أعمال الصيانة وفق ما يأتي:   

 1ـ المراقبة الدورية:

 تعني المراقبة الدورية إجراء الفحوص البصرية والحسية الدورية في أوقات متقاربة ومحددة مسبقاً وفق جدول «المراقبة الدورية»، الذي يتضمن خطة العمل ومخططات الأماكن الواجب مراقبتها والأمور الواجب إجراؤها.

كما أن هناك فحوص دورية خاصة تجري عند فترات زمنية أطول، أو بعد تعرض المنشأ لقوى خارجية إضافية كالناتجة من الحرائق أو الزلازل.

تكون أعمال المراقبة في بعض الحالات ضرورية جداً، وخاصة عندما تكون العناصر الحاملة للمنشأ مخفية (الأساسات مثلاً) وتصعب صيانتها دورياً. وقد يؤدي إهمال ذلك إلى إجراء إصلاحات كبيرة، وهذه الإصلاحات قد تكون مرتفعة الكلفة.

2ـ الصـيانة الوقائيـة:

وهي أعمال الحماية التي تُجرى قبل حصول الضرر، كعزل الجدران ضد الرطوبة الطارئة، أو تنظيف وتسليك المجاري، ومعالجة تجمع مياه الأمطار، وتنظيف فواصل التمدد في الجسور وغيرها.  

3ـ أعمال إعادة التأهيل:

وهي الأعمال التي تتم لإصلاح أعطال جزء أو أكثر من أجزاء المنشأ، حصل فيه ضرر، أدى إلى هبوط مستوى أدائه بوضوح، أو الأعمال التي تتم لأسباب تتعلق بتغير صفة الاستثمار، أو بحصول زيادة كبيرة في الحمولات.

تعتمد أعمال الصيانة المطلوبة على:

ـ نوع المنشأ ومواصفات عناصره الرئيسة، إذ إن فواصل التمدد في الجسور مثلاً تتطلب مراقبة دورية على فترات أقصر منها بالنسبة لفواصل التمدد في مبنى عادي.

ـ الظروف المحيطة بالمنشأ من رطوبة ومواد كيمياوية وأبخرة وغازات وغيرها.

ـ طريقة استثمار المنشأ من حيث مدة الإشغال وكثافته، ونوع البناء من حيث كونه بناء عاماً أم بناء خاصاً (فمساكن الطلبة في الجامعات مثلاً تتطلب أعمال صيانة أكثر مما تحتاجه الأبنية السكنية العادية).

الاعتبارات الواجب مراعاتها في صيانة المنشآت

يجب عند إجراء أعمال الصيانة الدورية أو أعمال إعادة التأهيل مراعاة الأسس الآتية:

ـ انخفاض كلفة الصيانة من دون التأثير في مستوى أداء المنشأ.

ـ تغطية الصيانة للأضرار، منذ بدايتها، من دون إغفال شيء منها، حتى لا تتسبب في تنفيذ أعمال إعادة التأهيل الباهظة التكاليف.

ـ تنفيذ أعمال الصيانة بطريقة لاتتعارض مع راحة الشاغلين، ولاتعرض العمال إلى الخطر.

تكاليف الصيانة

  تزداد تكاليف الصيانة مع الزمن، وترتبط مع مدى تنفيذ المراقبة والصيانة الدوريتين للبناء في حينها. ويتم التمييز عادة بين حالتين رئيسيتين (الشكل ـ2):

الشكل (2) مخطط توضيحي للعلاقة بين مقاومة المنشأ ومصاريف الصيانة وإعاددة التأهيل

1 ـ منشأ لا تجرى له أي عمليات صيانة ومن ثمّ لاتوجد كلفة صيانة:

تنخفض في هذه الحالة درجة صلاحية البناء مع الزمن، ويتعرض إلى أضرار سوف تؤدي في وقت ما إلى عدم إمكانية الاستفادة منه أو عدم صلاحيته للاستثمار، الأمر الذي يستدعي القيام بأعمال إعادة التأهيل ذات التكاليف المرتفعة، إضافة إلى أن الأضرار التي لا تعالج في وقتها يمكن أن تتطور وتهدد سلامة البناء.

2 ـ منشأ تجري مراقبته بدقة وتتم صيانته دورياً:

هذا الأمر يتطلب كلفة صيانة شبه ثابتة، إلا أن هذا البناء لن يتعرض إلى أضرار تؤدي إلى خروجه فجأة عن العمل، كما أنه لن يتطلب تكاليف إعادة تأهيل أو ما شابه ذلك.

إن المبرر الرئيسي والأول لتكاليف الصيانة هو ضرورة تلافي الأضرار البشرية التي يمكن أن تحصل في حال حصول انهيار البناء، نتيجة عدم إجراء الصيانة الدورية له. أما من وجهة النظر الاقتصادية فيجب أن تظل تكاليف الصيانة الوقائية الدورية والصيانة الطارئة في الحدود الدنيا، وتتعلق التكلفة الاقتصادية بما يأتي:

ـ الكلفة الاستثمارية للأعمال الإضافية اللازمة لحماية المنشأ (كالعزل والإكساء).

ـ التكلفة السنوية للصيانة الدورية.

ـ عدد السنوات المتوقع أن يستمر أداء المنشأ فيها جيداً.

ـ احتمال انهيار المبنى نتيجة عدم الصيانة.

ـ تكلفة أعمال الإصلاح نتيجة انهيار أجزاء من المنشأ.

 مواصفات أعمال الصيانة

تحدد كثير من الرموز العالمية شروط الفحص الدوري وإجراءات الصيانة الدورية اللازمة للمنشآت المختلفة، ويجب أن يكون لكل دولة مواصفات الصيانة الخاصة بها، والتي تأخذ في الحسبان الشروط المحلية فيها، مثل: تتبع الشروط المحلية في كل دولة:

ـ الشروط التنفيذية والعوامل الجوية السائدة.

ـ أساليب الاستخدام المحلية.

ـ المسؤولية القانونية عن الصيانة وعن الأضرار التي قد تنتج من إهمالها.

الصيانة اللازمة للهيكل الإنشائي لمنشآت الإسمنت المسلح

المنشآت الهندسية الكبيرة، كالسدود والطرق والجسور، هي منشآت ذات تكلفة مرتفعة، وتتألف من مجموعة من العناصر المتكاملة التي يمكن أن يؤثر أي عطل أو ضرر بأحدها في عمل المنشأ كلياً، فمثلاً يمكن أن يؤدي هبوط في ركيزة جسر ما إلى انهيار الجسر بكامله.

تبدأ صيانة هذه المنشآت منذ انتهاء تنفيذها ووضعها في الاستثمار، ويكون ذلك بالمراقبة والصيانة اليومية day-to-day maintenance، إضافة إلى الفحص الدوري لكل جزء من أجزائها. وفيما يأتي بعض النقاط الرئيسة الواجب الاهتمام بها تبعاً لنوع المنشأ:

1ـ منشآت الإسمنت المسلح:

ـ مراقبة البناء بصرياً وحسياً بصورة دورية.

ـ صيانة تسربات التمديدات الصحية وتمديدات التدفئة والتكييف، وكذلك التمديدات الكهربائية.

ـ تنظيف وصيانة الأسطح من تجمع الماء فوقها، واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تسربه إلى حديد التسليح.

ـ إصلاح طبقات حماية سطوح العناصر الخرسانية بطينة إسمنتية مانعة، ودهان سطوح الطينة أو طلاؤها بمواد أخرى تتبع لشكل العنصر والشروط المحيطة التي يتعرض لها.

2ـ منشآت الجسور الخراسانية:

ـ مراقبة ركائز الجسور ومساندها وفواصل التمدد وتجهيزاتها بشكل دوري.

ـ مراقبة حركة المنشأ كلياً، وذلك بوضع مؤشرات معدنية على نقاط ثابتة من الجسر ومراقبة حركتها دورياً.

ـ الكشف عن فواصل التمدد وتنظيفها.

ـ الكشف عن مساند الجسور (سواء المطاطية أو المعدنية) فوق الركائز وتنظيفها، وإصلاح العيوب، أو تغيير هذه المساند إن وجدت ضرورة لذلك.

3ـ المنشآت الهندسية الكبيرة كالطرق والسدود:

تتطلب منشآت السدود أعمال مراقبة وصيانة دورية أساسية لا يمكن إهمالها، إذ يتم عادة تنظيم جدول مراقبة وصيانة دورية للسد وأجزائه عند إعداد الدراسة الهندسية له.

مأمون سمكري

مراجع للاستزادة:

 

ـ سلامة أبو المجد، كمال الأبياري» تصدع المنشآت الخرسانية وطرق إصلاحها(دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة 1993).

- Guid for Maintenance Management, American Association of State Highway and Transportaion Officials, (Washington, D.C.,1980).

- Manual for Maintenance Inspection of Bridges, American Association of State Highway and Transportation Officials, (Washington, D.C., 1978).

- Manual for Bridge Maintenance, American Association of State Highway and Transportation Officials, (Washington, D.C., 1976).


التصنيف : الهندسة
المجلد: المجلد الثاني عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 319
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 562
الكل : 29608456
اليوم : 63372

لوـ يوهانسون (إيفار-)

لو ـ يوهانسون (إيڤار ـ) (1901ـ 1991)   يعد إيڤار لو ـ يوهانسون Ivar Lo-Johansson أبرز الكتاب البروليتاريين السويديين، فقد جعل مصير طبقة الفلاحين والعمال قضيته، وإليه يعود الفضل في إلغاء القنانة في البلاد عام 1945؛ وهو النظام الذي رزحت هذه الطبقة تحت نيره منذ العصور الوسطى. ولد في بلدة أوسمو Ösmo وسط السويد لأبوين من الأقنان، وعمل في يفاعته وشبابه في مهن متباينة فلاحاً وعامل بناء وكسَّار حجارة وكاتباً صحفياً. وأخذ في هذه الظروف الصعبة بتثقيف نفسه عن طريق القراءة في كل الأوقات وبنهم فريد. استطاعت العائلة في عام 1911 الحصول على مسكن خاص بها في بلدة توفرت فيها مدرسة ثانوية فانتسب إليها.
المزيد »