logo

logo

logo

logo

logo

العناب

عناب

Jujube - Jujube

العناب

 

العناب jujube شجرة صغيرة أو كبيرة الحجم متساقطة الأوراق، تحمل فروع الأشجار الفتية أشواكاً حادة تتحرر منها تدريجياً مع تقدم الأشجار بالسن. وللعناب أنواع كثيرة برية ومزروعة، ويسمى عناب الثمار الحمراء بالزفزوف في بعض المناطق العربية.

الموطن الأصلي ومناطق الانتشار الجغرافي

يؤكد الباحثون أن الموطن الأصلي للعناب هو الصين، لذلك يسمى بالعناب الصيني أو البلح الصيني. وقد عرف في الصين باسم فاكهة الرجل الفقير. وتؤكد الأثريات أن زراعته ترجع إلى نحو 4000 سنة ق.م، وانتشرت زراعته في دول حوض المتوسط منذ الميلاد، وانتقلت من الصين إلى مناطق آسيا وشمالي إفريقيا وجنوبي أوربا وإلى أستراليا وأمريكا الجنوبية والشمالية. تزيد المساحة المزروعة بالعناب في الصين عام 2000 على 200000 هكتار، تليها الهند والباكستان وإندونيسيا. بدأت تنتشر زراعة العناب في بعض المحافظات السورية، وخاصة في منطقة الحفة في محافظة اللاذقية ومنطقة صافيتا في محافظة طرطوس، وعلى شكل أشجار تزيينية في محافظة ريف دمشق. تنضج الثمار على ثلاث دفعات بدءاً من شهر آب/أغسطس حتى نهاية شهر تشرين الثاني/نوفمبر تبعاً لمناطق زراعته في الداخل أو قرب الساحل (وتجرى اليوم دراسات حول إكثار العناب والخدمات الزراعية اللازمة في كل من مركز البحوث الزراعية وجامعة تشرين بمحافظة اللاذقية).

الأهمية الزراعية والغذائية

تحوي ثمار العناب الطازجة وسطياً نحو 70.2%ماء، و27.6% سكريات، و1.2% بروتين، وسلولوز 3- 3.5% غ، كما تحوي عدداً من الفيتامينات أهمها فيتامين C الذي تصل نسبته في الثمار الناضجة إلى 86.0 مغ% غ. إضافة إلى عناصر معدنية عدة (منها الحديد والكوبالت واليود وغيرها) ومواد ملونة وبكتينية وزيوت عطرية، وهذا ما يؤكد القيمة الغذائية العالية للثمار.

تستهلك ثمار العناب طازجة أو مجففة أو مخللة أو معلبة، مربيات أو مشروبات روحية. وأشجار العناب عالية الإنتاج؛ إذ تصنع من مخلفاتها مواد علفية ومخصبات تربة مع مخلفات الغابات بعد تخمرها، ويستعمل خشبها في صناعة الأعمدة والمفروشات المنزلية.

ومن الناحية الطبية تستعمل ثمار العناب في علاج أمراض الصدر وجهاز التنفس والدوران.

تحضر من بذور العناب المحمَّصة خلطة  تسمى الزيزيفوس (تتألف من 10غ من حبوب القمح +14غ دقيق بذور العناب)، ومن ثماره المجففة تحضر بودرة طبية، تستخدم الخلطة أو البودرة الطبية، أو مغلي 50 غراماً من الثمار في لتر من الماء ثم يُصفّى ويشرب بعد الأكل ثلاث مرات يومياً ولمدة عشرة أيام لمعالجة الحالات الآتية:

تنظيم دقات القلب وعمل الكبد وزيادة التركيز الذهني لاحتواء الثمار على فيتامين A، وتفيد الثمار في معالجة التعرق، والحمى والحصبة، وفي تنشيط الدورة الدموية لاحتوائه على مادة السيناديامين، وتخفيض نسبة الكوليسترول في الجسم لاحتوائها على التربينات الثلاثية، ومعالجة ضعف الأعصاب لغناها بالفيتامينات B1، B2،B6  ومعالجة الاكتئاب النفسي، وأمراض الصدر والحنجرة والربو، ويطلق عليها الفرنسيون اسم فريز الصدر الأوربي.

الوصف النباتي والأصناف

يتبع العناب الجنس Zizyphus spp.، من الفصيلة العنابية (النبقية) Rhamnaceae، ويعرف منه أكثر من 450 نوعاً وصنفاً مستزرعاً. يصل ارتفاع الشجرة إلى 3ـ 5 م وأحياناً إلى 12م، جذعه متشقق طولانياً، بني غامق اللون، كثير التفرع، فروعه متعرجة تحمل عموماً شوكتين عند قاعدة كل ورقة. وهناك بعض الأصناف تكون من دون أشواك أو تحورت أشواكها إلى ندبات.الأوراق صغيرة الحجم بسيطة بيضوية الشكل متبادلة المنشأ، خضراء لماعة، عرضها نحو 3سم وطولها 2ـ 6سم. الأزهار خنثى تحوي خمس سبلات وخمس بتلات وخمس أسدية، ويراوح عددها في كل برعم زهري بين 2ـ20 زهرة تبعاً للأصناف والعضو الزهري. الثمار لحمية تشبه ثمار الزيتون، حمراء إلى بنية وسوداء، شديدة التباين في الشكل والحجم طولها نحو 2ـ 5.5سم وقطرها نحو 2.5سم، طعمها لذيذ من الحلو إلى الحامض المز، تتكون على الطرود الثمرية والتشكلات الثمرية المعمرة. تتميز شجرة العناب بسقوط أوراقها كلها في الخريف والطرود التي أثمرت أيضاًَ، أما في الربيع فتخرج نموات جديدة قصيرة لتكون الطرود الثمرية وتشكلاتها. يبدأ تفتح البراعم الزهرية في المنطقة الساحلية في شهر آذار/مارس ويستمر مدة 15ـ 27 يوماً، أما في المناطق الداخلية ففي شهري أيار/مايو وحزيران/يونيو، ويؤدي النحل الدور الأمثل في عملية التلقيح. ومن أهم الأصناف المنتشرة عالمياً:

ـ الأصناف الصينية الهجينة ومنها:

أوخيساو تسزاو من الأصناف عديمة النواة، ثماره كبيرة الحجم، وأوسين خوان أشجاره خالية من الأشواك، تزن ثمرته 24غ، وسيوباي تسزاو أشجاره عديمة الأشواك، تزن الثمرة 10غ، وسب ثماره صفراء اللون بيضوية الشكل، وتايان تسزاو ثماره كبيرة الحجم، يصل وزن الثمرة إلى50غ، أشجاره عديمة الأشواك، ولي تزن ثمرته 40غ.

الأصناف المستوطنة في بلاد الشام ومصر ومنها:

الشكل(1) ثمار العناب جوجوبا في طور النضج التام

الصنفان عمران وسبينوزا، ثمارهما متطاولة كبيرة الحجم يعادل حجمها ثمرة  الزيتون الجلط، وجوجوبا لونها أحمر مائل إلى البني في طور النضج التام (الشكل 1).

الأصناف الهندية غالباً دائمة الخضرة ومن أشهرها: العناب الهندي Z.mauritiana lam الذي يعد أصلاً للأصناف: دندان dandan، وبنارس banarsi، وكاراكا karaka، وشونشال chonchal.

المتطلبات البيئية

ينمو العناب في مناطق مناخية متباينة ممتدة بين النطاق شبه المداري وإلى المداري. فالعناب الصيني ذو قدرة عالية على تحمل البرودة الشديدة في فصل الشتاء حتى -28 ْم حتى 40 ْم صيفاً، يفضل المناطق المشمسة غير الظليلة الجيدة التهوية والسفوح الجبلية الجنوبية والجنوبية الشرقية والجنوبية الغربية، وتحتاج ثماره لتنضج إلى صيف طويل وحار نسبياً أو صيفٍ حار ورطب نسبياً تصل فيه درجة الحرارة إلى 30 ـ35 ْم. تنتشر زراعته بين 100ـ 1400م فوق سطح البحر وبمردود اقتصادي جيد، يتطلب نحو 288 ساعة برودة (تحت 7 ْم) لكسر طور سكونه. تجود زراعته في المناطق الساحلية لتوافر معدل هطل مطري يزيد على 500مم سنوياً. وتتحمل الشجرة شروط الجفاف القاسية، تتعمق مجموعته الجذرية حتى 7م في التربة, ويمكن للعناب الصيني أن ينمو في الأراضي العالية الملوحة والقلوية (pH=8)، لكنه يفضل الأراضي الطينية الرملية الجيدة الصرف والأراضي الرسوبية الخصبة، ويتأثر بالأراضي الثقيلة الغدقة جداً، ويخشى التربة الرطبة غير النفوذة الرقيقة وذات المنسوب المرتفع للماء الحر فيها.

الإكثار والخدمات المقدمة للعناب

يتكاثر العناب بذرياً بعد الكمر البارد للبذور أو بتجذير العقل والخلائف، وهي الطريقة المفضلة. يربى تاج الأشجار على ساق عالية حتى 110سم للأصناف المنتصبة النمو، وعلى ارتفاع 130سم للأصناف المفترشة التاج، وتكون مسافات الغرس بين 4ـ 6م. يربى تاج الشجرة بتقليم الطرود السنوية الرئيسة، وذلك بإزالة ثلث طولها، وتزال النموات المتشابكة والفائضة والشحمية والمريضة والضعيفة والنامية في قلب الشجرة، وأما التربية الإثمارية فتكون محدودة جداً؛ إذ تقتصر مستقبلاً على إزالة الفروع المزاحمة والمريضة والشاذة والمعطوبة. وتتميز أشجار العناب بمردود سنوي جيد، إذ يمكن الحصول على نحو 2طن/دونم سنوياً. مع إجراء تسميد متوازن، إضافة إلى إجراء 3ـ 4 ريات تكميلية في فصل الصيف لتحسين جودة الثمار ومنع تشققها، وإطالة عمر الأشجار.

قطف الثمار وخزنها

تجنى ثمار العناب يدوياً على ثلاث دفعات: الأولى في شهر أيلول/سبتمبر وتستخدم في التعليب، والثانية والثالثة في أواخر شهر أيلول وأوائل شهر تشرين أول/أكتوبر وتستخدم ثمارها الملونة في الاستهلاك الطازج أو الخزن أو التجفيف. يمكن خزن الثمار في البراد في درجة 5 ْم لأكثر من ثلاثة شهور، ويمكن حفظها بعد تجفيفها في الشمس.

أهم الآفات

تعد شجرة العناب من الأشجار الحراجية ونادراً ما تصاب بالآفات الزراعية، وأكثر ما لوحظ على الشجرة أنها تصاب بذبابة ثمار العناب والنبق، وبمرض تشقق الثمار الفيزيولوجي، ويؤدي التأخير في جمع الثمار إلى تجوف لب الثمار وانفصاله عن النواة.

محمد عبد الرزاق بطحة

 

 الموضوعات ذات الصلة:

 

أمراض النباتات ـ التطعيم ـ التقليم ـ التسميد ـ الحشرات ـ الزراعات (آفات ـ).

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ أحمد العبيدي، الفواكه النادرة (الدار العربية للنشر، القاهرة 2000م).

ـ علي الدجوى، موسوعة الزراعة لإنتاج نباتات الفاكهة (مكتبة مدبولي، المكتبة الزراعية 1997م).

ـ محمد محفوض وجرجس مخول، «العناب ومتطلباته» (مجلة المهندس العربي، العدد36  تشرين2000م).

- S.K. ARNDT, Mechanisms of Drought Resistance in The Tropical Fruit Tree Ziziphus (Ph.D. thesis Vienna 2000).

- A.C.CRICE, Seed Production, Dispersal &Germinaition in Cryptostegia Grand Folia & Ziziphus mauritiana, Two Invasive Shrubs  in Tropical Woodland of North­ern Australia (Austin J. Ecol 1996).

- Y.TANAKA & S. SANADA, Studies on The Constituents of Ziziphus jujube Mill. (Shoyakugaku Zasshi 1991).


التصنيف : الزراعة و البيطرة
المجلد: المجلد الثالث عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 534
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 558
الكل : 31915942
اليوم : 35972

الخِبْرة

الخبرة   يبدو معنى الخبرة ملتبساً، فالخبرة لغة هي المعرفة، وبهذا المعنى يقال: خَبِرَ الشيء عرفه، وتوصف هذه المعرفة بأنها معرفة عيانية. وهذا ما يُقرب المعنى اللغوي من المعنى الذي تولد للخبرة في سياق الفلسفة والنظريات النفسية والتربوية. وفي اللغة الإنكليزية يُستخدم مصطلحا  experienc و empirical للدلالة على الخبرة والتجربة معاً، وقد استخدمها الفيلسوف الذرائعي جون ديوي[ر] J.Dewey بالتناوب للدلالة على المعنى ذاته.
المزيد »