logo

logo

logo

logo

logo

العنب

عنب

Vine - Vigne

العـنب

 

العنب (الكرمة أو الدالية) Vine شجرة معرشة ومعمَّرة، متساقطة الأوراق، ينتمي إلى الجنس Vitis spp والفصيلة العنبية Vitaceae (المسماة قديماً بالفصيلة الكرمية Ampelideae)، ويضم هذا الجنس نحو 50 نوعاً برياً، يأتي في مقدمتها النوع Vitis vinifera الذي يعدّ المصدر الرئيسي لمعظم الأصناف المنتشرة في أوربا والشرق الأوسط. لاقت شجرة العنب في أثناء العقود الأخيرة من القرن العشرين كثيراً من الاهتمام لما لثمارها من أهمية كبيرة في المجالات الغذائية والاقتصادية والطبية، وقد سمي العنب عالمياً «ملك الفاكهة»، فهو غذاء ودواء، ويعد تاريخياً من أقدم الأشجار المثمرة المنتشرة في الحالة البرية على سطح الكرة الأرضية منذ العصر الطباشيري وقبل ظهور الإنسان.

الموطن الأصلي ومناطق الانتشار:

للأكل الطازج

235214 طن

للزبيب

24073 طن (أي نحو 8250 طن زبيب)

للدبس

28877 طن (أي نحو 7834 طن دبس)

للمشروبات الروحية والعصير

53746 طن

الجدول 1: مجالات استهلاك محصول العنب في سورية

تقع المواطن الأصلية للعنب في القوقاز وآسيا الوسطى وآسيا الصغرى وسورية وإيران، ومنها نقلته الأمم السامية والإغريق والرومان إلى غربي ووسطي أوربا وشمالي إفريقيا، وتدل الدراسات التاريخية على أن الإنسان عمل منذ القدم على انتخاب نباتات مميزة من الأنواع البرية للعنب وزراعتها في المناطق الملائمة، وأنه بدأ فعلياً بزراعته منذ نحو 5000 سنة ق.م في سورية، وفي مصر حيث وُجِدَتْ نقوش أثرية في مقابر قدماء المصريين لأوراق العنب ولزراعته، واستخراج النبيذ منه. وفي سورية يعود أول وصف تاريخي لحدائق العنب إلى عهدي البابليين والآشوريين منذ أكثر من 3000 سنة ق.م، وتشغل اليوم زراعة العنب فيها موقعاً مهماً جداً بين الزراعات الاقتصادية، إذ بلغت المساحة المزروعة عام 2003 نحو 54.3 ألف هكتار وأنتجت نحو 342 ألف طن من ثمار العنب، وبلغ عدد أشجارها نحو 36 مليون شجرة، ومن المتوقع أن يزداد الإنتاج في السنوات القادمة بسبب دخول نسبة عالية من الأشجار الفتية الجديدة في طوري الإثمار والنضج. ويوزع استهلاك ثمار العنب في سورية وفق (الجدول 1).

الأهمية الزراعية والقيمة الغذائية والصناعية:

يُميز أسلوبان لزراعة العنب، أولهما يخص إنتاج عنب المائدة غير المعد للتخمر، وتنتشر زراعة أصنافه في الأقطار الواقعة جنوبي البحر المتوسط وشرقيه؛ إذ إن لزراعة العنب أثراً مهماً في المجالات الاقتصادية والزراعية، ويستهلك فيها العنب طازجاً، أو زبيباً، أو عصيراً، أو حصرماً، أو عصيراً مكثفاً (sirup)، أو دبساً، أو مربيات، أو في المعجنات المختلفة. وثانيهما يخص إنتاج عنب التخمر في البلاد الأوربية الأكثر إنتاجاً واستهلاكاً للنبيذ، وقد اهتمت دولها بنشر زراعة العنب في شمالي إفريقيا والأرجنتين وشيلي وغيرها؛ لأنها أقل تكلفة فيها وأكثر ملاءمة لها.

% من الوزن الرطب

% من الوزن الرطب

ماء: 80

أحماض أمينية: 0.150.92

(ضرورية لتكوين DNA وRNA)

رماد: 0.3- 1

أحماض عضوية: 0.5- 1.4

سكريات: 15-60 (غلوكوز فركتوز نيفولوز)

دهون: 1

سلولوز: 0.5

فيتامين C ن: 0.4- 12.2 ملغ

بكتين: 1

فيتامين Aن:   0.2- 0.12 ملغ

  مجموعة فيتامينات B: م 0.006 B6 , B3 , B2 , B1))

تحتوي ثمار العنب على المكونات المذكورة في الجدول (2) إضافة إلى فيتامين PP وصبغات أنتوثيانين وفلافون وغيرها.

ويمكن أن يتناول الإنسان يومياً (500) غ من ثمار العنب كي يلبي احتياجاته اليومية من الأملاح والفيتامينات والطاقة الحرورية اللازمة.

بيّن ابن سينا في كتابه «القانون في الطب» أهم فوائد العنب، ونصح بضرورة تناوله مع بذوره، إذْ يعد مقوياً للدم ومنشطاً للجنس. يؤثر عصيره إيجابياً في عمليات الاستقلاب الغذائي، وفي الجملتين العصبية والدموية؛ ويفيد العنب في تحسين وظائف الكبد والدماغ والجهاز الهضمي ومعالجة الإمساك وداء النقرص لاحتوائه على عناصر معدنية وشبه معدنية كثيرة ومهمة (بوتاسيوم، كالسيوم، سيليسيوم، كلور، كبريت، ألمنيوم، منغنيز، حديد، نحاس، توتياء، بور، يود، وغيرها)، ويفيد مضغ أوراقه اللثة المسترخية والصداع.

% من الوزن الرطب

% من الوزن الرطب

ماء: 25 -45

مواد عفصية: 4- 8

كربوهيدرات: 3634

عناصر معدنية: 1- 4%

مواد آزوتية: 4- 6

أحماض دهنية غير مشبعة: 1

الجدول (3) مكونات بذور العنب

يستفاد من ثمار العنب في صناعة الكحول والغليسيرين والخل والخمائر من تفله بعد العصر، وتعد بذور العنب من المصادر المهمة للمواد العفصية اللازمة للحفاظ على شفافية أنواع النبيذ الأحمر، ويستفاد منها في علف الحيوانات، وفي صناعة الأدوية الصادة للكولسترول، ويكون مادة إضافية للأوساط الزراعية في المشاتل، وللأسمدة العضوية والمحروقات الصلبة وغيرها، ويدخل في تركيب البذور مكونات عدة (الجدول 3).

وفي زيت بذوره المكونات الآتية: كاروتين، وطليعة فيتامين A وفيتامين E وهرمونات نمو وخمائر وتميم أنتوسينين anthocynine وهو المادة الأساسية في المركبات الفينولية. يستعمل زيت البذور المقدر بنحو 25 ـ52% من وزنها في صناعة الصابون والدهانات والمواد التجميلية المفيدة في إبطاء وتيرة هرم الجلد لاحتوائه على مركبات بروسيانيدين procyanidines المضادة للأكسدة.

الوصف النباتي والخصائص الحيوية والأصناف

لشجرة العنب ساق طويلة وملتوية تنمو متسلقة في حالتها الطبيعية على جذوع أشجار الغابات وفروعها بوساطة محاليقها، وفي سباق معها بحثاً عن النور، أما في حالة كروم زراعة العنب فتربى أشجاره على شكل جفنة عيصية قريبة من سطح الأرض لتسهيل عمليات الخدمات الزراعية والقطف.

العنب البري أحادي المسكن، أزهاره ثنائية الجنس ولكنها تكون إما مذكرة أو مؤنثة الوظيفة، أوراقه صغيرة غير مفصصة، ثماره صغيرة كروية الشكل سوداء اللون وحلوة المذاق.

أدى التهجين الطبيعي والاصطفاء الاصطناعي وتطبيق الخدمات الزراعية المختلفة إلى الحصول على أصناف زراعية مميزة انتشرت على نطاق واسع في العالم، وتصنف اليوم هذه الأصناف في ثلاث فئات كما يأتي:

1ـ فئة الأصناف الشرقية أو أصناف المائدة: وهي محبة للدفء، تقاوم الجفاف ولا تقاوم الصقيع الشتوي الشديد البرودة، موسم نموها طويل، عناقيدها كبيرة ومتماسكة، حبات عنبها كبيرة أو متوسطة الحجم وملونة، جفناتها قوية النمو، أوراقها مفصصة ملساء كبيرة من أهمها: الحلواني، البلدي، الزيني، الأسود القاري، الدوماني، الديراني، البياضي، السلطي، مسكات الكسندر وهامبورغ، تمر بيروت. وثمة أصناف لا بذرية تُستخدم لتصنيع الزبيب: بيرلت، سلطانينا، الفونس لافاكي، بيوتي، مالكا، وفليم وغيرها، وتنتشر زراعتها في آسيا الوسطى وأرمينيا وأذربيجان وإيران وأفغانستان والشرق الأوسط. وتنتمي غالبية الأصناف السورية وعددها نحو 122صنفاً إلى هذه الفئة (الأشكال 1ـ آ، 1ـ ب، 1ـ ج، 1 ـ د).

الشكل 1-أ الصنفان الحلواني السوري والبلدي السوري

الشكل 1-ب مسكات هامبورغ الأسود (فرانكنتال)

الشكل 1-ج: الصنف سلطانينا اللابذري

الشكل 1-د بيرليت (اشلميش اللابذري)

الشكل (2) الصنف أوديسكي راني

الشكل (3) شاسلا الذهبي (فونتين بلو)

2ـ فئة أصناف حوض البحر الأسود، أو أصناف صناعة المشروبات الروحية والعصير: تقاوم الصقيع الشتوي الشديد البرودة، وهي أقل مقاومة للجفاف من الفئة السابقة، موسم نموها أقصر، عناقيدها وحبات عنبها متوسطة الحجم عصيرية بيضاء أو سوداء اللون، جفناتها متوسطة النمو، أوراقها كاملة خشنة وَبَرِيَّةٌ من وجهها السفلي، ومتوسطة الحجم. تنتشر زراعتها في رومانيا وبلغاريا وتركيا واليونان وجيورجيا وملدافيا، وغيرها. ومن أهمها يولي سيزار، أميشلاك، موسكات، أوديسكي راني، زيلافكا، سيكا، كاراكا، شاسلا، بروسلافا وغيرها (الشكل 2).

3ـ فئة أصناف أوربا الغربية أو أصناف صناعة الخمور والعصير: أوراقها كاملة، وجهها السفلي وَبَريٌّ، متوسطة الحجم، عناقيدها وحبات عنبها صغيرة عصيرية ومتراصة، مقاومة جداً للصقيع وغير مقاومة للجفاف، ضعيفة النمو، وموسم نموها قصير، ومن أهمها: بينو، غروناش، سوفينيون، سيراه، ريزلينغ، كارينيان، شاسلا الذهبي وغيرها (الشكل 3).

وتجدر الإشارة إلى أن عدد العيون الثمرية على الطرد الواحد يراوح بين 2 ـ 7 عيون، ويختلف مكانها بحسب الأصناف، ففي أصناف التصنيع والزبيب تتكون العيون الثمرية بدءاً من العين الثانية على الطرد الثمري، أما في أصناف المائدة فبدءاً من العين الرابعة أو الخامسة.

تتكون جفنة العنب من الأجزاء الآتية:

ـ المجموعة الجذرية: لها ساق أرضية وجذور عرضية تتكون على عقدها وخاصة على العقدة السفلية (الشكل 4)، إذ تساعد الجفنة على مقاومة البرد والجفاف الشديدين، وتكون منطقة التجمع الأعظمي للجذور أكثر عمقاً (حتى 60ـ 80م) في المناطق الدافئة منها في المناطق الباردة الأوربية حيث تكون قريبة من سطح التربة (على عمق نحو20 ـ 40سم) ويمكن أن يمتد نموها أفقياً حتى 3 ـ 4م حول جفنتها.

ـ المجموعة الخضرية (الشكل 5): تتألف من الساق الهوائية ورأس الجفنة والأذرع الهيكلية وطرود استمرار النمو والطرود الثمرية (السروع أو القصبات) والخضرية والمائية والصيفية المبكرة، وتتكون العيون الثمرية والبراعم الخضرية في أباط أوراق الطرود. تحتوي كل عين ثمرية على 1ـ 8 براعم زهرية وخضرية. إزهار العنب عنقودي مركب يتكون من 200ـ 1500 زهرة صغيرة أحادية أو ثنائية الجنس، تلقيحها ريحي. يختلف شكل العنقود وحجمه، وكثافة حباته ولونها وشكلها وحجمها وبنيتها بحسب الأصناف، وتغطيها طبقة شمعية تحميها من الجفاف والعفنات.

الشكل (4) المجموعة الخضرية على ساق أرضبة                                         الشكل (5) المجموعة الخضرية على ساق هوائية

تتألف الحلقة السنوية لنمو جفنات العنب من ست فترات مميزة (الشكل 6) تمتد في أثناء دور النشاط الحيوي بين بدء سريان النسغ في فصل الربيع وتساقط الأوراق في فصل الخريف، أما دور السكون النسبي الشتوي فيقع بين نهاية التساقط الورقي وبدء سريان النسغ في العنب. وتراوح مدته بين 3.5 و5 شهور بحسب الصنف والشروط المناخية.

الشكل (6) الحلقة السنوية لنمو نبات العنب وتطوره في أثناء طور الإنتاج الثمري المليء

المتطلبات البيئية:

العنب نبات محب للدفء نسبياً وللنهار الطويل، إذ يحتاج تفتح عيونه الثمرية إلى متوسط لدرجات الحرارة اليومية نحو 10 ْم، وللإزهار نحو 25 ـ 30 ْم، ولنضج الثمار نحو 30 ـ 32 ْم، أما درجات الحرارة الأقل من 15 ْم فتؤدي إلى عدم الإخصاب الزهري، والأقل من 20 ْم إلى إبطاء النضج الثمري، وتسيء درجات الحرارة الأعلى من 40 ـ 45 ْم صيفاً إلى التمثيل اليخضوري، وتسبب حروقاً على حبات العنب، وتؤدي إلى جفافها في الترب الملحية خاصة.

درجة نضج

الأصناف

مجموع درجات الحرارة اللازمة لنضج ثمار العنب

(بين بداية تفتح العيون ونهاية نضج العنب)

عدد الأيام

الموافقة

مبكرة جداً

2200- 2400

100- 120

مبكرة

2400- 2500

120- 130

متوسطة

2600- 2800

130- 145

متأخرة ومتأخرة جداً

أكثر من 2800

أكثر من 145

الجدول 4: مجموع درجات الحرارة اللازم لنضج ثمار العنب بحسب الأصناف

يختلف مجموع درجات الحرارة الأعلى من 10 ْم (درجة الصفر الحيوي) واللازم لنضج ثمار العنب بحسب الأصناف (الجدول 4).

وتؤثر الإضاءة الضعيفة سلباً في النمو وصفات الثمار وجودتها، وتؤدي إلى عدم نضجها جيداً.

ينمو العنب في مختلف أنواع الترب السطحية والعميقة الكلسية والرملية الطينية والطينية السطحية الكلسية، وفي مستويات مختلفة من الخصوبة، ويفضل عدم زراعته في الترب المالحة والسيئة الصرف المائي. يمكن زراعة العنب في المناطق الجبلية حتى ارتفاع 400 ـ 500م فوق سطح البحر، وعلى مختلف المنحدرات، ولاسيما الجنوبية منها والواقعة على ارتفاع أعلى من 500م. تخصص الترب العميقة والخصبة لإنتاج عنب المائدة والزبيب، والترب الصخرية وغير الخصبة لعنب المشروبات الروحية. وتعد الكرمة من النباتات المقاومة للجفاف نسبياً، ولكن الترب القليلة الرطوبة تؤدي إلى إضعاف النمو وتأخير النضج وصغر حبات العنب وقلة حلاوتها، أما زيادة الرطوبة الأرضية عن الحد اللازم فتؤدي إلى الاختناق الجذري، وتصير الجفنات أكثر عرضة للآفات. يمكن زراعة العنب بعلياً في المناطق التي يزيد الهطل المطري السنوي فيها على 400 مم ولابد من إجراء الري التكميلي في فترات الجفاف الطارئة صيفاً ولاسيما عنب المائدة والزبيب.

الأصول المستعملة في إنتاج الغراس المطعمة ـ الملتحمة ـ:

يجب تطعيم الأصناف كافة على أصول مقاومة لحشرة الفيلوكسرا الفتاكة والنيماتودا والترب الكلسية والجفاف والرطوبة الزائدة، ويمكن اختيار الأصل المناسب في الموقع المناسب وفق الجدول 5.

 

الأصل

المصدر

درجة المقاومة

التربة الملائمة

قوة النمو

للكلس

للجفاف

للرطوبة

للفيلوكسرا

ديلوت

مونتيكولا× روبستريس

حتى 40%

جيدة

حساس

جيدة

طينية - كلسية

متوسطة

3309

ريباريا× روبستريس

حتى 30%

حساس

جيدة

جيدة

عميقة خصبة

متوسطة

41 ب

شاسلا× برلانديري

حتى 60%

مقاوم

حساس

جيدة

خفيفة متوسطة الخصوبة وكلسية

متوسطة

100 ر

روبستريس مارتان ×برلانديري ريسكيه

حتى 17%

مقاوم

حساس

جيدة

كلسية - جيد في الفقيرة

عالية جداً

99 ر

روبستريس× برلانديري

15%

حساس

حساس

جيدة

عميقة متوسطة الخصوبة

عالية جداً

ب 40

برلانديري× ريباريا

حتى 50%

مقاوم

حساس

جيدة

خفيفة - عميقة كلسية

كبيرة

ب ب 5

برلانديري×ريبارياكوبر

حتى 50%

مقاوم

حساس

جيدة

خفيفة - عميقة كلسية

كبيرة

غلوار

ريباياغلوار×مونبيليه

حتى 15%

حساس

حساس

جيدة

عميقة - متوسطة الخصوبة

كبيرة

بولش

روكجري

برلانديري×روبستريس (BR1×RL)

حتى 32%

مقاوم

ممتاز

وسط

جيدة

وللنيماتودا

بازلتية وكلسية جيد في الجافة

كبيرة جداً

فيركال

شاسلا×برلانديري

(Bc1 × 333Em)

حتى 70%

مقاوم

جيدة

جيدة جداً

وللنيماتودا

متوسطة الخصب كلسية

متوسطة

 إن الأصول المشار عنها أعلاه حساسة جداً للنيماتودا, ما عدا روكجري وفيركال.

(الجدول 5) أهم خصائص الأصول المستعملة في تطعيم أصناف العنب:

       

ومن الجدير بالذكر أن الجهات المعنية في سورية تعمل على استبدال الأصل 41 ب الحساس جداً للنيماتودا، واعتماد الأصلين فرغال وروكجري، لأنهما مقاومان للفيلوكسرا والنيماتودا والجفاف والكلس وبحسب طبيعة الترب.

طرائق إنتاج غراس العنب وزراعتها

تُنتج الغراس المطعمة الملتحمة للعنب خضرياً بتجذير عقل الأصول أو خلائفها، وثم تطيعمها بالأصناف المرغوب فيها إنتاجياً، ويمكن إيجاز مراحل إنتاج الغراس انطلاقاً من حقول أمهات الأصول والطعوم وفق ثلاثة خطوط إنتاجية في المخطط (1):

المخطط (1) إنتاج غراس الكرمة المطعمة الملتحمة

زراعة العنب وخدماته المختلفة

تنقب الأرض الدائمة  من دون قلبها لعمق 80 ـ 120سم بحسب طبيعة تربتها في نهاية فصل الخريف وبداية فصل الشتاء، ثم تحرث لعمق 40 ـ 50 سم، وتسوَّى سطحياً بعد إضافة الأسمدة الأساسية المكونة من: 25ـ 30 طناً سماداً عضوياً متخمراً، و 800 ـ 1000 كغ سوبر فوسفات، و400 ـ 500 كغ من سلفات البوتاسيوم/هكتار، ثم تزرع الغراس المطعمة الملتحمة يدوياً أو آلياً في بداية الربيع بعد تخطيط التربة وفق الأسس الآتية:

1ـ في الزراعة المروية: تُترك مسافة 5.2م بين الخطوط و1.5ـ 2م بين الغراس على خطوطها أو أيضاً: 3×3م، أو 4×4م، أو 4.5× 4.5م حسب قوة نمو المجموعة الجذرية وطريقة تربية الأصناف المختلفة على العرائش أو على الأسلاك وغيرها.

2ـ في الزراعة المطرية (البعلية): تترك مسافة 2م بين الخطوط و1.25ـ 1.5م بين الغراس على خطوطها في المواقع المستوية وعلى المدرجات مع مراعاة صيانة التربة من الانجراف [ر. صيانة التربة والمياه]، وينبغي عدم زراعة الأرض التي تفوق زوايا منحدراتها 30 ْم.

تقلم الغراس على عينين أو ثلاث عيون بعد زراعتها، وتحضن بالتراب حتى ارتفاع 5 ـ 6سم فوق مكان التطعيم لحمايتها من الصقيع الربيعي أو يغطى مكان التطعيم بأنابيب لدائنية خاصة تزال عند بدء نمو الأفراخ الحديثة في فصل الربيع، كما تدعم الغراس بركائز خشبية لحمايتها من الرياح ولتوجيه نمو سوقها. يجري تسميد كل غرسة كما يأتي:

40 ـ 50 غ من كل من سلفات البوتاس وسوبر فوسفات و35غ من سلفات الأمونياك، وتُروى كروم العنب بالطرائق التقليدية أو بالتنقيط وهي الأحدث (رَ) وذلك بحسب أطوارها الحياتية ومراحل نموها السنوي والشروط المناخية وطبيعة التربة، ويمكن أن يراوح عدد الريات السنوية بين 3 و8 مرات وبمعدل 500 ـ 700 م3/هكتار لكل رية. ومن المفيد جداً ري كرم العنب رية في الخريف وأخرى في الشتاء بمعدل 1000 ـ 1500 م3/هكتار لتقوية نمو المجموعة الجذرية تحضيراً لموسم النمو القادم.

يحرث كرم العنب في الخريف آلياً لتحضين جذوع جفناته من أجل حمايتها من برد الشتاء والجفاف، ويُخلط السماد العضوي الموزع بالتربة حتى عمق 15ـ 20سم. وتحرث الأرض في بداية الربيع  سطحياً لعمق 12ـ 15سم لإبادة الأعشاب وإزالة التحضين الترابي، ثم تحرث التربة في شهر أيار/ مايو قبل الإزهار، وفي حزيران/ يونيو في أثناء مرحلة نمو العنب. ومن المفيد جداً عزق أرض الكرم سطحياً صباحاً أو مساءً بين جفناته للحفاظ على رطوبتها، وإبادة الأعشاب وإسلاسها حتى عمق 5 ـ7سم.

كرم عنب

العمر (سنة)

العناصر المعدنية كغ /هكتار

(N)

(P2O5)

(K2O)

التصنيع

2- 5

50

50

100

المائدة

2- 5

50

100

150

التصنيع والمائدة

أكثر من 5 سنوات:

في حال التربة المتوسطة الخصوبة

- في حال التربة الفقيرة

80

100

240

300

160

200

الجدول 6: كمية الأسمدة المعدنية اللازمة بحسب عمر كروم العنب وأصنافها

 

يعتمد تسميد كرم العنب في طور الإنتاج المليء على معطيات التحليل المخبري للتربة أو للأوراق. وتسمّد الترب المروية عموماً والمتوسطة الخصوبة بكمية 15ـ20 طناً من السماد العضوي المتخمر/هكتار، ومرَّةً واحدة كل 4ـ 5 سنوات، أما التسميد المعدني فيجري وفق الآتي (الجدول 6).

يستعمل السماد الآزوتي على دفعات عدة في بداية الربيع، وفي أثناء النمو الخضري الموسمي، وقبل بدء نضج العنب.

ويجب أن يعتمد إنشاء كروم العنب على زراعة تجمعات اقتصادية محددة لأصناف الاستهلاك المائدي أو للتصنيع، وعلى أن يضم كل منها 3ـ 4 أصناف متوافقة لقاحياًَ ومختلفة في موعد نضجها.

تطبق الخدمات الزراعية المناسبة في الفترات الست المشار إليها في الشكل رقم (6) كما يأتي (الجدول 7).

الفترة الواقعة

العمليات الزراعية

قبل الرقم 1

تسميد فسفوري وبوتاسي وعضوي مع حراثة متوسطة ري.

قبل الرقم 2

تسميد آزوتي وعزق التربة، تقليم خضري، تثبيت على الأسلاك مكافحة البياض الزغبي والدقيقي.

قبل الرقم 3

تلقيح اصطناعي عند الضرورة ري الجفنات.

قبل الرقم 4

تسميدُ ورقي فسفوري وبوتاسي إن أمكن ذلك ري - إزالة الأفراخ الصيفية المبكرة وتوجيه نمو الطرود الثمرية - مكافحة الآفات وخاصة البياض الدقيقي.

قبل الرقم 5

تسميد فسفوري أرضي إزالة الطرود الصيفية المبكرة عزق التربة ري بدء القطاف الثمري يدوياً.

قبل الرقم 6

القطاف الكامل يدوياً لأصناف عنب المائدة والزبيب وآلياً لعنب التصنيع.

الجدول 7- الخدمات الزراعية (من ري وتسميد وتربية) بحسب الفترات الست لنمو كروم العنب وتطورها السنوي

أنظمة تربية العنب:

تعد التربية الشجرية ضرورية بغية إتباع نظام التقليم المرغوب فيه، والحصول على إنتاج ثمري أفضل نوعاً وكماً. وتصنف تربية العنب في ثلاثة أنظمة رئيسة هي: نظام التربية المنخفضة ونظام التربية العالية، ونظام التربية الزاحفة، ويعتمد اختيار أي منها على الإمكانات المادية وتوافر اليد العاملة المدربة والأصناف المزروعة. تنفذ التربية في نهاية فصل الشتاء، ويمكن أن يقلّم نحو 80 ـ 90% مما تكوّن سنوياً من طرود مختلفة على كل جفنة.

آ ـ نظام التربية المنخفضة ويشتمل على:

1ـ التربيات الكأسية والرأسية الصفصافية والمروحية والرأسية المختلطة (الشكل 7)، وهي طرائق تقليدية قديمة محدودة التطبيق، تعتمد عموماً على مبدأ التربية الاستبدالية أي إزالة الطرود (السروع) التي أثمرت في السنة الماضية وتستبدل بها طرود ثمرية حديثة متكونة على الأذرع، يجري تقليمها على عيون عدة بحسب قوة نمو الصنف. وتعتمد التربية المروحية إضافة إلى ذلك على مبدأ تربية الطرود الاستبدالية المتكوِّنة وتقليمها مروحياً، وفي التربية الصفصافية يحافظ على الطرود الاستبدالية الجديدة والناشئة من العيون المتكونة على رأس الجفنة سنوياً، وتزال جميع الطرود التي أثمرت في الموسم السابق.

الشكل (7)

2ـ التربية الكوردونية (الحبلية):

تربى أشجار العنب بهذه التقنية على أسلاك حديدية مشدودة أحادية الكتف، أو ثنائية الكتف بشكل حرف T (قصيرة أو طويلة الكتفتين)، أو حرف U، أو حرف Y في الدفيئات الزجاجية أو اللدائنية (الشكلان 8 و9) أو على شكل عرائش (الشكل 10) كما يمكن تربية العنب على أسلاك عمودية وطابقية عدة مؤلفة من 5 أسلاك وأكثر، تشد على الركائز الحديدية أو الإسمنتية، وتترك مسافة 2.5م بين الغراس على خطوطها، ومسافة 40 سم بين أسلاك طوابق التربية، وتُميَّز طريقتان رئيستان للتربية الكوردونية العالية أو المنخفضة، وهي الأكثر انتشاراً في منطقة المتوسط وهما: التربية الكوردونية القصيرة المسماة بتربية رويات Royat، والتربية الكوردونية المختلطة (القصيرة والطويلة) المسماة تربية غوييو Guyot.

الشكل (8) Y غير محمية

الشكل (9) Y محمية

الشكل (10) التربية على شكل عرائش أفقية أو ظلة

ـ تربية رويات (الشكل 11)

الشكل (11) تربية رويات الكوردونية القصيرة

في فصل الشتاء الأول تُقلَّم الطرود (السروع) الناشئة على نقاط إثمار خشب السنة السابقة، والمتكون على ارتفاع 30ـ 50سم فوق سطح التربة، على عينين جيدتي التكوين فوق كل عقدة خشبية بمسافة 2ـ 3سم. وينشأ عن كل منهما في بداية موسم النمو طردان. في فصل الشتاء الثاني يقلم الطرد العلوي الثمري الذي حمل العناقيد كاملاً مع نمواته على نقطة المنشأ، ويقلم الطرد السفلي على عينين وحسب، وهكذا يُتابع التقليم في السنوات المقبلة إلى حين ملاحظة ضعف نمو نقاط الإثمار على جفنة العنب لتقدمها بالسن، فتجرى لها عملية القطع التجديدي فوق مستوى الطرود الشحمية المكونة والمعدة لتربية الاستبدال نفسها في السنوات اللاحقة، وتُزال الأفراخ المتنامية الأخرى لعدم الحاجة إليها، ويجب الاحتفاظ بعين جيدة النمو على نهاية طرد استمرار النمو تبعاً للمسافة المتروكة بين الجنبات، وتربى عموماً جفنات أصناف التصنيع بهذه التقنية على 2ـ 3 طوابق من الأسلاك المشدودة.

الشكل (12)

ـ تربية غوبيّو المختلطة: تتبع في هذه التقنية الخطوات الآتية (الشكل 12).

ـ تثبيت طردي الغرسة المزروعة على السلك السفلي المشدود في فصل الشتاء الثاني بعد التربية المبدئية.

ـ تقليم الطرد العلوي اليميني على 7 ـ 11عين بحسب الصنف، والطرد السفلي على عينين مع التثبيت اللازم وهكذا دواليك.

ـ في السنة القادمة يُزال كلياً الفرع الذي أثمر مع نمواته المختلفة، ويقلم الطرد السفلي على عينين وحسب، أما الطرد العلوي فيُقلّم على عيون عدة (4 ـ 12عين) بحسب طبيعة حمل الأصناف ومكان وجود العيون التمرية.

ب ـ نظام التربية العالية:

يعد هذا النظام أحدث الطرائق المتبعة في تربية كروم عنب المائدة على ارتفاع يراوح بين 1.25 و2م وأكثر فوق أرض الكرم، حيث تنمو العرائش بحرية تامة أفقياً في المناطق القليلة الانحدار أو على مدرجات عريضة، وتُطبق في هذا النظام تربيات رويات وغوييو السلكية (1ـ 4 طوابق) (الشكل 13) والتربية بطريقة الظُلّهّ (pergola) أو العريشة المستوية والكاملة التغطية، أو نصف الظلّه، والتربية على سطح مائل بسيط l أو مزدوجY، أو أيضاً التربية الكوردونية العالية على ركائز بشكل حرف T الأحادي أو حرف T المزدوج الأفقية والطابق، وتعد التقنية الأخيرة من أحدث الطرائق المتبعة اليوم في الكروم الحديثة (الشكل 14). كما يمكن اتباع التربية الجدارية الكوردونية المسندة إلى عوارض خاصة.

الشكل (13)

الشكل (14) التربية نصف الظلة على شكل حرف Ŧ مزدوج الأفقية والطابق

يقلّم عموماً الصنف البلدي فوق العقدة التاسعة، والحلواني فوق العقدة الثامنة. والأسود القاري فوق العقدة السابعة. أما أصناف التصنيع فتقلم فوق العقدة الرابعة. ويمكن استعمال منظمات النمو لزيادة نسبة العقد وحجم العنب وتقليل حبات العنب على العنقود الواحد.

يضاف إلى ما سبق من تقنيات للتربية المختلطة ما يأتي:

ـ نظام التربية الزاحفة:

تتبع اليوم هذه التقنية على نطاق ضيق جداً في المناطق البعلية والجبلية، وتعتمد على تقليم الطرود المتكونة على المحور الأصلي الزاحف على الأرض وفق المطلوب، وبحسب الصنف وطبيعة حمله، وهذه الطريقة تعوق تنفيذ الخدمات الزراعية، وتسبب فقدان قسم كبير من المحصول بسبب الصقيع والقوارض والعفن والبكتريا والأمراض الفيروسية والفيزيولوجية. وتتجه الجهود نحو رفع كروم العنب الزاحفة على ركائز أو أحجار بغية تحسين مردودها وحمايتها من الآفات المختلفة.

ـ تقليم التربية الصيفية:

يجري على الشجيرات في فصلي الربيع والصيف حينما تكون في أوج نموها السنوي النشيط. وتشتمل على إزالة الطرود الشحمية القوية وتقليم رؤوس النموات الحديثة (التطويش)، وتقليل عدد الأوراق بغية تهوية الجفنات، وإزالة النموات المنافسة والضارة لتكوين الثمار، وحمايتها من العدوى السريعة بالأمراض المختلفة.

كما يمكن تفريد عناقيد العنب بفرشاة لدائنية أو بمنظمات النمو في أثناء الإزهار، حتى نهاية عقد الإزهار. وقد يلجأ بعضهم إلى قص الثلث السفلي من عناقيد الأصناف البذرية أو النصف السفلي لعناقيد الأصناف اللا بذرية، بغية تحسين نوعية المردود العنبي وكميته.

أهم الآفات:

إن من أهم الآفات الزراعية التي تصيب العنب وأخطرها هي: حشرة الفيلوكسرا على جذور النبات والنيماتودا (الديدان الثعبانية) ودودة الثمار وحلم العنب والعناكب الحمراء والمنّ. كما تصاب كروم العنب بالأمراض الفيروسية مثل الموزاييك والتبقع المصفر والتجعد الورقي وزيادة تشعبات العناقيد وتساقط الثمار، وكذلك الإصابة بأمراض فيزيولوجية عدة ناتجة من نقص العناصر المعدنية وغيرها، والإصابة بأمراض فطرية مهمة مثل البياض الزغبي والبياض الرمادي والتبقع (أنتراكنوز) والعفن الرمادي واحمرار الأوراق وغيرها.

هشام قطنا

 الموضوعات ذات الصلة:

أمراض النبات ـ التسميد ـ تغذية النبات ـ الخمور ـ الري في الزراعة ـ الزبل ـ الزبيب ـ الزراعات (آفات ـ) ـ الزراعة المحمية ـ السبات النباتي ـ صيانة التربة والمياه ـ الغراسة.

 مراجع للاستزادة:

ـ هشام قطنا، ثمار الفاكهة ـ إنتاجها وتداولها وخزنها (منشورات جامعة دمشق 1987).

- J.BRETAUDEAU, Atlas d‘arboriculture fruitiére (Edi. J.B. Baillière - Paris 1981).

- P.GATET, Précis de viticulture, 3éme éd.(Montpellier, France 1983).

- A.G.REYNOLD ,R.M. POOL & L.R.MATTICK, Effect of Trainig System on Growth, Yield, Fruit Composition and Wine Quality of Seyval Blanc. (Am. J.Enal 1985).


التصنيف : الزراعة و البيطرة
النوع : صحة
المجلد: المجلد الثالث عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 569
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 545
الكل : 31903375
اليوم : 23405

الزراعة المستدامة

الزراعة المستدامة   تتفاوت النظم الزراعية الحديثة، من مزرعة إلى أخرى ومن بلد إلى آخر. ولكنها في البلدان الزراعية المتقدمة تشترك في عدد من الخواص من أبرزها: ـ تطبيق المكتشفات الحديثة على نطاق واسع وبتسارع كبير. ـ استثمار رؤوس أموال كبيرة بغية الاستفادة من التقانات الإنتاجية والإدارية. ـ الانتقال من الحيازات الصغيرة إلى المزارع الكبيرة. ـ الاعتماد على محصول واحد أو عدد قليل من المحاصيل لسنوات عديدة.
المزيد »