logo

logo

logo

logo

logo

عقراوي (متى-)

عقراوي (متي)

Akrawi (Matta-) - Akrawi (Matta-)

عقراوي (متَّى ـ)

(1901ـ 1982)

 

متَّى عقراوي مُرَبٍّ عراقي، بدأ دراسته في العراق، وتابعها في الجامعة الأمريكية في بيروت، فنال درجة البكالوريوس، ثم في الولايات المتحدة الأمريكية؛ فحاز درجة الدكتوراه في كلية المعلمين بجامعة كولومبيا عام 1942.

عمل مديراً للتعليم العالي في العراق، ثم انْتُدِبَ للعمل في قسم التربية باليونسكو في باريس، فاكتسب خبرة واسعة بالتربية المقارنة عن طريق الدراسات الأكاديمية المختصة والزيارات الميدانية المتكررة للمؤسسات التربوية في أوربا وفي الولايات المتحدة الأمريكية.

حاول منذ مطلع حياته المهنية أن يُدخل طرائق التربية الحديثة وأساليبها في مدارس العراق، فبشَّر بطريقة المشروع المعروفة للمربي «كلباتريك» في الوقت الذي كانت تتم فيه محاولات مماثلة لإدخال هذه الطريقة في المدارس النموذجية المصرية، وحاول أيضاً أن يدخل الطريقة الجملية في تعليم القراءة، وكانت تعدّ حينذاك من ذرى التعليم الحديث، مخالفاً بذلك كلاً من واصف البارودي في لبنان وساطع الحصري في سورية اللذين كانا يدعوان إلى تعليم اللغة العربية بالطريقة الصوتية.

عُني «متى عقراوي» بالنظرة التجديدية الشاملة التي اشتق منها مواقفه في التربية قبل كل شيء، فغدت في نظره قوة رئيسة لإنهاض المجتمعات المتخلفة من سباتها والعمل على ترقية مستوى العيش والعمران فيها، بما فيه الاقتصاد والصحة العامة والأوضاع الاجتماعية والاتجاهات الأخلاقية والروحية، ويُعد من دعاة التربية التقدمية الحديثة التي وجهها لفيف من علماء التربية في عصره من أمثال: إسماعيل القباني وعبد العزيز القوصي من مصر، وواصف البارودي وحبيب كوراني من لبنان، وجميل صليبا وفاخر عاقل من سورية، وكان اهتمامه الرئيس موجهاً لإعادة بناء المجتمع وتحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، والإعداد لغدٍ أفضل.

تشدد عقراوي في مطالبته بإلزامية التعليم، وضرورة نشره في عموم الشعب؛ لأن ذلك يؤهل البلد لحياة ناشطة وواعية ومنتجة، ودعا إلى تعليم الكبار، وطالب بإنشاء مدارس معدة لمحو الأمية، ورأى أن تعليم الكبار يرسخ العوامل النفسية والاجتماعية الجديرة بإنجاح التعليم الابتدائي للصغار.

حدد عقراوي أهداف التربية على النحو الآتي:

أولاً ـ تنمية الشعور القومي تمهيداً لوحدة الأمة العربية بحدودها الجغرافية الكاملة.

ثانياً ـ بناء الخلق العربي على الفضائل الضرورية لكمال هذه الوحدة واستمرارها على نحو يضمن تواؤم المبادئ الخلقية وتطبيقها، فلا يقوم فاصل بين المعرفة النظرية بقواعد الأخلاق، وتطبيق هذه القواعد عملياً.

ثالثاً ـ تحسين حالة الشعب العامة والعمل على إثراء حياته.

وإضافة إلى ذلك، فقد دعا العرب قبل تحقيق وحدتهم إلى الانفتاح على ثقافات العالم من دون خوف من المؤثرات التي ستدخل عليهم، فهي لن تحدث ذلك الصراع النفسي الذي تخوَّف بعضهم من حدوثه، بل إن أثر هذا الصراع لا يوازي الخسارة الناتجة من انغلاق الثقافة العربية وتقوقعها على نفسها، ورأى أن تخفيف نتائج هذا الصراع يكمن في تعليم جميع المواطنين صغاراً وكباراً، حتى المستوى الابتدائي حداً أدنى، فضلاً عن تعميق الاتصال بالتراث القومي: لغةً وتاريخاً وجغرافيةً وأدباً، إذ لا يكفي أن يعرف العربي من حضارته لغتها وبعض آدابها ويهمل الفنون العربية الأخرى من الموسيقى إلى الهندسة المعمارية والعلوم التي أنتجها العرب كالرياضيات والعلوم التطبيقية، فهذه وغيرها عناصر ضرورية في ثقافة الحاضر العربي، ودعا إلى تعلُّم أكثر من لغة أجنبية واحدة في المدارس العربية، فكل لغة هي مفتاح لثقافة جديدة.

عدنان أبو عمشة

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ متى عقراوي، التعليم الإجباري في العراق (بغداد 1937).

ـ متى عقراوي، فلسفة تربوية متجددة (بيروت 1956).


التصنيف : تربية و علم نفس
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الثالث عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 326
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 535
الكل : 29624348
اليوم : 4358

الغزل (فن-)

الغزل (فن ـ)   الغزل فن أصيل في التراث العربي ضارب في القدم، مستمر في حياة العرب الثقافية والعاطفية. وكان لشعر الغزل عند العرب دواع إضافية لاضطرارهم في حياتهم القديمة إلى التنقل في أنحاء الجزيرة وعلى امتدادها؛ طلباً للماء والكلأ ومقومات الحياة. لقد أرهفت هذه الحياة نفوسهم، ورقَّقَتْ مشاعرهم وقلوبهم، ومن هنا صار الغزل أصيلاً في الشعر، طبيعة في وجدان الشعراء، وجزءاً أساسياً من حياتهم. وما تزال معاني الغُربة والفراق وبُعد المكان بين الحبيبين تتردّد في أشعارهم إلى اليوم، وإن انقضى زمان التنقّل العتيق من قرون بعيدة.
المزيد »