logo

logo

logo

logo

logo

السلوفاكي (الأدب-)

سلوفاكي (ادب)

Slovakia - Slovaquie

السلوفاكي (ال -أدب-)

 

اللغة السلوفاكية

لغة من أسرة اللغات السلافية وهي من المجموعة السلافية الغربية. تتألف من لهجات أساسية ثلاث غربية ووسطى وشرقية، وكانت اللهجة الوسطى أساساً لتشكل السلوفاكية الفصحى ويشير بعض الباحثين إلى أن هذه اللغة أقرب لغات الأسرة السلافية إلى السلافية القديمة. وتعود أقدم وثيقة كتبت بالسلوفاكية إلى القرن الرابع عشر، لكن أول الكتب المدونة بها يعود تاريخه إلى نهاية القرن الثامن عشر.

كانت اللغة التشيكية حتى منتصف القرن التاسع عشر لغة الأدب والفصاحة في سلوفاكيا إلى أن اشتد عود حركة النهضة السلافية القومية فتأسست «الصحيفة السلوفاكية الشعبية» التي اعتمدت اللهجة السلوفاكية الوسطى لتكون أساساً للسلوفاكية الفصحى لغة الأدب والفصاحة. ثم ترسخت قواعد هذه اللغة ومعاييرها على أيدي كتاب سلوفاكيا من مثل غوربان فايانسكي Vayanskiy وهفيزدوسلاف Hviezdoslav وكوكوتشين kukucin وتيمرافا Timrava [ر. السلافية (اللغات ـ)].

الأدب السلوفاكي

مضت على الشعب السلوفاكي قرون طويلة من دون أن يكون له دولته القومية ولغته المكتوبة إذ كان عبر التاريخ تابعاً دائماً إلى إحدى الامبراطوريات الكبرى المهيمنة في وسط أوربا، والتي كانت تحاول بشتى وسائل الترغيب والترهيب أن تذيبه في بوتقتها، وتنسيه خصوصيته القومية. ومع ذلك امتلك الشعب السلوفاكي تراثاً أدبياً شفوياً، يتألف في معظمه من أغان وأناشيد وطنية وبطولية ترتبط بمقاومة الغزوات العثمانية على أراضيه، إلى جانب كثير من الحكايات والبالادات البطولية والهجائية حول قطّاع الطرق الذين حاولوا بأسلوب روبن هود أن يحققوا نوعاً من العدالة الاجتماعية، أو حول كثير من النبلاء والإقطاعيين الذين انسلخوا عن أصولهم السلوفاكية لصالح النمسا أو المجر. أما لغة جيرانهم التشيكية فلم يعدّها السلوفاكيون أجنبية، بسبب الأصول المشتركة للغتين، وبسبب التداخل المعيشي كجارين، فاستخدموها منذ ما بعد الحركة اللوثرية البروتستنتية في الأدب الديني تحديداً، بصفتها فصحى متطورة، مقارنة بالسلوفاكية التي لم تبدع كتابتها الخاصة بعد. وبالتالي فإن الأدب السلوفاكي الدنيوي بالمفهوم الحديث لم يظهر إلا منذ نهاية القرن الثامن عشر، بعد أن نجح الباحث اللغوي أنطون بِرنولاك Anton Bernolák في وضع قواعد الكتابة السلوفاكية بين عامي 1787 و1790. وفي هذا السياق تعد الرواية التعليمية «مغامرات وخبرات الشاب رُنيه» (1785) René mlandenca prihodi a skúsenosti للكاتب جوزيف إيغناس بايزا Josef Ignác Bajza، وحوارية الكاتب يوراي فاندلي Juraj Fándly الموجهة ضد الأديرة ورجال الدين في عام 1789 أولى ثمار الأدب السلوڤاكي في لغته المكتوبة. كما يعد الشاعر يان هولّي (1785-1849) Ján Holly أبرز ممثلي ثقافة الأمة السلافية وذلك في ملحمتيه «سفاتوبلوك» (1833) Svatopluk و«كيريلوس وميثوديوس» (1835) Cirillo-Metodiada اللتين نظمهما على الوزن السداسي، ومجّد فيهما ماضي الأمة السلافية. ومع نهايات القرن الثامن عشر ظهرت بوادر حركة صحفية ومسرحية إلى جانب تأسيس الجمعيات الأدبية والعلمية. وفي عام 1830 عرضت مسرحية «كوكوركوفو» Kokurkovo للكاتب يان شالوبكا Ján Chalupka التي ظهر فيها لأول مرة ابن المدينة السلوفاكي الواعي بانتمائه في مواجهة المنسلخين عن أصلهم.

 وفي أربعينيات القرن التاسع عشر قامت المدرسة الإنجيلية في برِسبورغ Pressburg (العاصمة الحالية براتيسلافا Bratislava) بدور كبير في نشر الرومنسية (الإبداعية) التي تتغنى بالشعب ولغته وأدبه في أوساط الشباب. وكان رائد هذه الحركة القائد السياسي والباحث الأدبي لودُفيت شتور L’udovit Stúr الذي تمكن في عام 1851 أن يجمع السلوفاكيين كافة على اختلاف انتماءاتهم الطائفية حول اعتماد لهجة أواسط سلوفاكيا لغة السلوفاكيين جميعاً، مما أدى إلى ازدهار الشعر الشعبي؛ وكان أبرز ممثليه سامو شالوبكا (1812-1883) Samo Chalupka، إلى جانب يانكو كرال Janko Král مؤسس البالادا الفنية السلوفاكية. أما أبرز أدباء تيار الشعبية الرومنسية فهو بلا جدال أندريه سلادكوفيش (1820-1872) Andrej Sládkovic بملاحمه المتعددة التي ارتقت بالشعر إلى مصاف الفن فأسست للأدب الحديث، إلى جانب يان كالينشياك (1822-1871) Ján Kalinciak على مستوى القصة القصيرة والطويلة والرواية ومن أهمها رواية «تجديد» (1860)Restavracia . وبعد النكسة المروعة التي عاناها السلوفاكيون إثر فشل ثورة 1848 خفتت حدة الاندفاع القومي. وكان لابد من انتظار قدوم أجيال أدبية جديدة احتكت بالحركات الأدبية في الشرق والغرب وتمثلتها. وكان من أبرز وجوه المرحلة اللاحقة الأديب والسياسي سفيتوزار هوربان ـ فَيانسكي (1847-1916) Svetozár Hurban-Vajansky على صعيد الشعر والرواية والقصة، وهفيزدوسلاف (1849-1921) في الشعر والقصة والمسرح؛ وكوكوتشين (1860-1928) Kukucin على صعيد الرواية الريفية ذات التوجه الواقعي الانتقادي؛ وجوزيف غريغور تايوفسكي (1874-1940) J.G.Tajovsky المتأثر بتشيخوف وغوركي على صعيد المسرح.

اغتنى الأدب السلوفاكي في مرحلة ما بين الحربين العالميتين، بعد تأسيس جمهورية تشيكوسلوفاكيا وانفراج الأزمة القومية بتأسيس الجامعات والمنظمات الثقافية والصحافة الأدبية ووضع المناهج المدرسية السلوڤاكية، بتنوع واسع على صعيد الأشكال الفنية وبتعدد المدارس والتيارات الأدبية والفكرية، فبرزت الواقعية إلى جانب الطبيعية والتعبيرية والعدمية، وكان أحد أبرز الموضوعات المطروقة هو الحرب وجدواها على كافة الصعد وتأثيرها في حياة الفرد، سواء في النثر أو في الشعر أو في المسرح. وبتأثير ثورة 1917 الاشتراكية في روسيا ظهر في الأدب السلوفاكي تيار الأدب الثوري البروليتاري ممثلاً بمجموعة «داف» Dav ومجلتها التي روجت للواقعية الاشتراكية، التي هيمنت بقوة السلطة الشيوعية في مرحلة أدب ما بعد الحرب العالمية الثانية، في حين قُمعت التيارات الأخرى مُتهمة بالشكلانية وبالتوجهات البرجوازية، مما أدى إلى هجرة عدد من الكتّاب أو إلى سجنهم أو إلى صمتهم. وفي حالات قليلة تجرأ بعض الكتّاب المعارضين للنظام الشمولي على نشر بعض أعمالهم في الخارج، إما باللغة السلوفاكية أو مترجمة إلى الألمانية أو الإنكليزية أو الفرنسية. ووصل الصراع بين الأدباء والسلطة إلى ذروته إثر دخول قوات حلف وارسو براغ عام 1968 لقمع الانفراج السياسي الثقافي الاقتصادي الذي سُمي «ربيع براغ» آنئذ، وقد طال المنع حتى مجموعة «داف» نفسها التي عارضت الممارسات السوفييتية. وفي أثناء هذه المرحلة التي امتدت حتى عام 1989 حين لاحت مؤثرات سياسة البيريسترويكا (إعادة البناء) السوفييتية في بقية المعسكر الاشتراكي ظهرت أعمال كثيرة في مختلف الأنواع الأدبية تستوحي روح الواقعية الاشتراكية مدافعة عن العدالة الاجتماعية وحقوق المواطن الفرد في إطار الجماعة المنتجة، ولكن من دون أن تتقيد بصورة البطل الإيجابي حسب منظري السلطة. ومن أبرز وجوه تلك المرحلة تَتاركا Tatarka، ومناكو Mnacko، وميناك Minác، وتازكي Tazky الذين تعرضوا لشتى أنواع الملاحقة والمنع والسجن والنفي. ومن جهة أخرى نُشر كم كبير من الأعمال التي انساقت وراء إيديولوجية السلطة ودعايتها في نوع من المثالية العمياء. أما بعد عام 1989 ومع انهيار الاتحاد السوفييتي وسياسة تطبيع العلاقات الثقافية فقد عادت المؤسسات والروابط والمنتديات الثقافية إلى سابق نشاطها، ماقبل الهيمنة السوفييتية، وبرزت أجيال جديدة على صعيد الشعر والنثر والمسرح والنقد تبحث عن آفاق جديدة بمعالجة القضايا ذات الأهمية الراهنة محلياً وأوربياً وعالمياً.

نبيل الحفار

 

 

 

 

 


التصنيف : الآداب الأخرى
المجلد: المجلد الحادي عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 100
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1007
الكل : 59401460
اليوم : 33770

الاختراع (براءة-)

الاختراع (براءة -)   يقصد ببراءة الاختراع brevet d'invention الشهادة التي تمنحها الدولة للمخترع. وهي تتضمن وصفاً للاختراع مع تخويل صاحبه حق استثماره والإفادة منه مدة معينة. وتعد الحماية القانونية المقررة للمخترعين واختراعاتهم أهم صور حماية المبتكرات الجديدة لما لهذه المخترعات من فضل كبير في تقدم الصناعة بوجه خاص والمدنية بوجه عام. فالعدالة تقضي بألا يحرم المخترع ما بذله من مال وجهد في سبيل الوصول إلى اختراعه، ولذلك فقد اعترف معظم تشريعات الدول للمخترع بحق الاستئثار باستغلال اختراعه مدة معينة تراوح بين عشر سنوات وعشرين سنة ليصبح بعدها الاختراع مالاً شائعاً يحق للجميع الانتفاع به، واستقرت أحكامها على هذا الأساس. ففي سورية مثلاً صدر المرسوم التشريعي رقم 47 لعام 1946 متضمناً تنظيم حماية الملكية الصناعية والتجارية التي من أهم عناصرها براءة الاختراع.
المزيد »