كعب بن مامة الايادي
كعب مامه ايادي
Kab ibn Mama al-Iyadi - Kab ibn Mama al-Iyadi
كعْب بن مامَة الإيادي
(… ـ …)
أبو دؤاد كعب بن مامة بن عمرو بن ثعلبة الإيادي، نسبةً إلى قبيلة إياد، قيل: «مامة» اسم أبيه واسم جده عمرو، وقيل: مامة اسم أمه، واسم أبيه عمرو.
سيد جاهليٌّ كريم جوادٌ، ضربَت العربُ المثلَ به في الجود، وضربوا به المثل في حسن الجوار، فقالوا: «أجود من كعب بن مامة» و«جار كجار أبي دؤاد». وهو صاحب القصة المشهورة في الإيثار: «اسق أخاك النمري»، إذ جاد بنفسه وآثر رفيقه بالماء حتى هلك عطشاً. وقصة هذا المثل أن كعباً سافر ونفراً في قيظ شديد، فأعوزهم الماء إلاّ شيئاً يسيراً يقتسمونه، وكان مع كعب رجل من النمِر بن قاسط، فلما بلغت النَّوبة كعباً في الشُّرب نظر إليه النمري، فقال كعب للساقي: «اسق أخاك النمري»، ففعل ذلك مراراً، ونفد الماء، فسقط كعب ميتاً عطشاً. فهذا المثل يضرب لكل من طلب الشيء مراراً. وفي رواية أخرى أن النَّفر اقتسموا الماء فنظر إلى كعب رجل من النمر بن قاسط، فلما رآه ينظر إليه آثره بمئة رجلٍ فرحل القوم ولا قوّة لكعبٍ على الرحيل، فقيل له: «يا كعب هذا الماء أمامك ترد إليه عما قليل». فلم يقدر ومات عطشاً، فقال أبوه مامة بن عمرو يرثيه:
أوفى على الماء كعـب ثم قيل له
رِدْ كعبُ إنك ورادٌ فما وَرَدا
ما كان من سوقةٍ أسقى على ظمأ
خمراً بماءٍ إذ ناجودُها بردا
من ابن مامة كعبٍ ثــم عَيّ به
ذوو الحوادث إلا حرة وقدا
وقد ذكر ذلك الفرزدق، وكان يسافر في ركب، فقلَّ عندهم الماء، فتصافنوه، وسأله رجل من بني العنبر بن عمرو بن غَنْم أن يُؤْثره بحظِّه من الماء، ففعل ذلك الفرزدق، ثم سأله أن يؤثره ثانيةً فأبى، وقال في ذلك:
ولما تَصَافَنَّا الإداوَةَ أجْهَشَـــتْ
إليّ غُضُونُ الْعَنْبريِّ الجرَاضـمِ
فجاء بِجُلْمود له مثل رأسِــــه
لِيُسقى عَلَيْه الماءَ بَيْن الصَّرَائـم
فآثرتُهُ لَمَّا رَأيْتُ الَّذي بــِـــه
على القْوم أخْشى لاحِقَات اللوائِم
وكنّا كأصحابِ ابنِ مامَةَ إذ سَـقَى
أخا النَّمِر العطْشَانَ يومْ الضَّجَاعِم
إذا قال كعب: هل رويت ابن قاسط؟
يقول له: زدْني بلاَل الحْلاَقِم!
فكنتُ ككْعب غْيــــرَ أنَّ مَنِيَّتِي
تأَخَّرَ عنِّي نَزعُها بالأخـــارِمِ
قال أبو عبيدة: أجواد العرب ثلاثة كعب بن مامة وحاتم طيئ وهرم بن سنان. كانت إياد تفخر على العرب، تقول: «منَّا أجود الناس كعب بن مامة». قال عبد الملك بن مروان يوماً: «هل تعرفون حيّاً فيهم أخطبُ النَّاس وأجود النَّاس وأشعر النَّاس؟ هم إياد، لأنَّ قس بن ساعدة منهم وكعب بن مامة منهم وأبا دؤاد الإيادي منهم».
كان كعب بن مامة إذا جاوره رجلٌ قام بما يصلحه وأهله، وحماه ممن يقصده، وإن هلك له شيء أخلفه، وفعل ذلك بأبي دؤاد الإيادي حين جاوره؛ حتى صارت العرب إذا حمدت جاراً قالوا: «كجار أبي دؤاد». فمن ذلك قول قيس بن زهير العبسي:
أطوّف ما أطوّف ثم آوي
إلى جارٍ كجار أبي دؤاد
علي أبو زيد
مراجع للاستزادة: |
ـ الأصبهاني، الأغاني (دار الكتب المصرية، القاهرة 1969م).
ـ ابن قتيبة، الشِّعر والشُّعراء (دار إحياء العلوم، بيروت 1987).
ـ الميداني، مَجْمَع الأمثال (دار المعرفة، بيروت د.ت).
التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد السادس عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 292
مشاركة :اترك تعليقك
آخر أخبار الهيئة :
- صدور المجلد الثامن من موسوعة الآثار في سورية
- توصيات مجلس الإدارة
- صدور المجلد الثامن عشر من الموسوعة الطبية
- إعلان..وافق مجلس إدارة هيئة الموسوعة العربية على وقف النشر الورقي لموسوعة العلوم والتقانات، ليصبح إلكترونياً فقط. وقد باشرت الموسوعة بنشر بحوث المجلد التاسع على الموقع مع بداية شهر تشرين الثاني / أكتوبر 2023.
- الدكتورة سندس محمد سعيد الحلبي مدير عام لهيئة الموسوعة العربية تكليفاً
- دار الفكر الموزع الحصري لمنشورات هيئة الموسوعة العربية
البحوث الأكثر قراءة
هل تعلم ؟؟
الكل : 59401461
اليوم : 33771
المجلدات الصادرة عن الموسوعة العربية :
-
المجلد الأول
-
المجلد الثاني
-
المجلد الثالث
-
المجلد الرابع
-
المجلد الخامس
-
المجلد السادس
-
المجلد السابع
-
المجلدالثامن
-
المجلد التاسع
-
المجلد العاشر
-
المجلد الحادي عشر
-
المجلد الثاني عشر
-
المجلد الثالث عشر
-
المجلد الرابع عشر
-
المجلد الخامس عشر
-
المجلد السادس عشر
-
المجلد السابع عشر
-
المجلد الثامن عشر
-
المجلد التاسع عشر
-
المجلد العشرون
-
المجلد الواحد والعشرون
-
المجلد الثاني والعشرون