logo

logo

logo

logo

logo

غارنييه (شارل-)

غارنييه (شارل)

Garnier (Charles-) - Garnier (Charles-)

غارنييه (شارل ـ)

(1825ـ 1898)

 

شارل غارنييه Charles Garnier أحد المهندسين المعماريين الكبار في عهد الإمبراطور الفرنسي نابليون الثالث Napoléon III. اشتُهر بثقافته الواسعة ودقة ملاحظته وخصب خياله وعقلانية مفاهيمه المعمارية. وُلِدَ في باريس حيث درس العمارة. وبُعيد فوزه بجائزة روما الكبرى عام 1848 سافر إلى بلدان عدة بدأها بإيطاليا، حيث مكث خمس سنوات، ثم توجه إلى اليونان واطلع عن كثب على العمارة القديمة (الكلاسية classicisme والباروكية baroque)، ثم سافر إلى تركيا وفيها توسعت معرفته وصقل خبرته المعمارية. وعند عودته إلى باريس عام 1854 عمل مع المعمار ڤوليه ـ لو ـ دوك Viollet- le- Duc، ولكن عملهما المشترك لم يدم طويلاً لتعارض اصطفائية éclectisme غارنييه مع صرامة موقف فيوليه من آثار الماضي واقتدائه الأمين بها، وفي عام 1860 اشترك الاثنان في المسابقة التي نظمها نابليون الثالث لتشييد دار للأوبرا في باريس، ففاز غارنييه بجائزتها، وباشر عمله فيها عام 1861، وانتهى من إنجاز واجهتها عام 1681، لتفتتح عام 1875، فكان هذا الأثر العظيم رمزاً لثراء طراز نابليون الثالث، وسبباً في ذيوع صيت غارنييه وانتشار اسمه.

دار الأوبرا في باريس

رغب المعمار غارنييه في أن يجعل من أوبرا باريس مبنى استثنائياً رائعاً ومتميزاً، وأن يضم قاعة ضخمة تتسع لمختلف العروض الفنية المسرحية. تبلغ مساحة أرض الأوبرا /11250/ متراً مربعاً، ويتألف المبنى من واجهة ضخمة ودرج كبير، وطابق أرضي مؤلف من سبع أقواس نصف مستديرة تزينها التماثيل والزخارف، ومن دهليزين، وطابق علوي فيه رواق خارجي، ومقصورة ذات ستة عشر عموداً كورنثياً من حجر بافاريا، وفتحات عريضة تزينها تماثيل نصفية لتخليد المؤلفين والفنانين، وطابق أتيكي attique علوي فيه تجاويف محلاَّة بالفسيفساء وتحيط بها موضوعات فنية من البرونز المذهب تمثل الانسجام والشعر. خلف هذا الطابق الأتيكي العلوي ترتفع قبة الأوبرا الضخمة التي تغطي سقف القاعة الكبرى، وثمة أشياء أخرى كثيرة تنم على عظمة هذا البناء وروعته.

استمد غارنييه عناصر بنائه هذا من الباروك الإيطالي، ولاسيما من مسرح بوردو Bordeaux الكبير الذي بناه فكتور لوي Victor Louis، ومن طراز الكلاسية الجديدة néo- classicisme، فجاء البناء وفق تصور غارنييه وتمثله لذوق «العصر العظيم»  Grand Siècle ـ إخراج باروكي للأروقة، وصفُّ القناطر، وغزارةٌ في التماثيل، واستخدامٌ للبرونز والرخام متعدد الألوان، وانحناءات مضادة على طريقة الروكوكو rococo  ـ فجاء هذا البناء آية في الجمال، ومثالاً يحتذى لاصطفائية الامبراطورية الفرنسية الثانية وانتصارها.

من أعماله أيضاً:

«نادي المكتبة» 1880، و«البانوراما الفرنسية» 1882 في باريس، و«كازينو ومؤسسة المياه المعدنية في فيتل Vittel»، و«الأوبسرفتوار» Observatoire في نيس Nice، و«كازينو مونت ـ كارلو» Mont- Carlo.

بشير زهدي

 الموضوعات ذات الصلة:

الأوبرا ـ فرنسا (الفن في ـ).

 مراجع للاستزادة:

- GEORGES HUISMAN, Pour comprendre les monuments de Paris (Librairie Hachette, Paris 1925).

- N. PEVSNER, Génie de l’ architecture européenne, (Librairie Générale Française, Paris 1970).


التصنيف : العمارة و الفنون التشكيلية والزخرفية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الثالث عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 705
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1097
الكل : 40565939
اليوم : 95754

الإكتناز

الاكتناز   الاكتناز hoarding هو جمع المال وتكديسه والاحتفاظ بالمتراكم منه نقداً سائلاً مدة زمنية غالباً ما تكون طويلة، والكنز في اللغة هو المال المدفون. وبذلك يظل المال المكتنز مجمداً بعيداً عن التداول، ومن دون فائدة مباشرة أو نفع اقتصادي. والاكتناز غير الادخار[ر]، وتختلف طبيعته عن طبيعة الادخار اختلافاً كبيراً، فالادخار هو عملية اقتصادية إيجابية ومفيدة لأنه المصدر الأولي للاستثمار[ر] الذي يتولد منه الدخل الجديد، والاكتناز ظاهرة عقيمة اقتصادياً وسلبية اجتماعياً. والادخار هو الأصل في مبدأ التدفق الاقتصادي economic flow concept لأن المال المدخر لا يخرج من حلقة التداول بل يصب في أقنية الاستثمار مما يؤدي إلى نماء في الدخل العام، فالاكتناز هو تجميد للمدخرات بأسلوب لا يعدو كونه تراكمات في المخزون، الأمر الذي يُبقي المال بعيداً عن حركة النمو. أما النظريات النقدية فإنها تعدُّ الاكتناز ذلك الجزء المتبقي من مجمل الادخار بعد عملية تحويل الادخارات إلى استثمارات.
المزيد »