logo

logo

logo

logo

logo

الفيل

فيل

Elephant - Eléphant

الفيل

 

الفيل elephant حيوان فقاري بري ضخم الجسم، ينتمي إلى رتبة الخرطوميات Proboscidien وصف الثدييات Mammalia، خاصة الثدييات الكبيرة، فهو يعد من أضخم الثدييات البرية الحالية وأثقلها. والفيل من الثدييات المشيمية، يتكاثر بالولادة، وتضع الأنثى مولوداً واحداً بعد فترة حمل تراوح بين 21 و22شهراً.

وصفه

يتميز الفيل برأس ضخم وصيوان أذنين كبيرتين بوضوح. ويتميز جلده بثخنه الشديد الذي قد يبلغ نحو 3سم ووزن نحو 900كغ. أشعاره نادرة، لكن يلاحظ وجود بعض الزغيبات حول الأذنين والعينين والفم، وحزمة كثيفة منها في نهاية الذيل. ولايحتوي الجلد على غدد عرقية؛ لهذا يقوم الفيل برش جسمه بالماء؛ ليبرده.

يبلغ ارتفاع الذكر عند الكتفين 5.3متر، وطوله نحو 4 أمتار، أما طول الأنثى فيصل إلى 2.8متر. وقد يصل وزن الفرد إلى نحو 3600كغ.

وللفيلة أرجل تشبه الأعمدة، وأقدام دائرية الشكل، ولكل منها وسادة لحمية.

حياته

الفيلة حيوانات أليفة تعيش جماعات أو قطعاناً، ويحوي القطيع ذكوراً عدة تكون مسيطرة وتقود الإناث، وغالباً ما يحدث عراك بين الذكور ليحظى أحدها بالأنثى الناشطة جنسياً، ولكن لا يكون هذا العراك خطراً. ويقسم القطيع عادة إلى عائلات عدة، تتكون العائلة الواحدة من 3 إلى 4إناث ناضجة وعدد من الصغار حديثي الولادة.

والفيلة نباتية التغذي، وتتناول أوراق الأشجار والشجيرات وجذورها خاصة، كما أنها تأكل الأغصان. ويستطيع الفيل أن يقتلع شجرة بارتفاع تسعة أمتار. وتهوى الفيلة الخيزران والثمر اللبي وجوز الهند والتمور والذرة الشامية والخوخ والقصب السكري، فهي تأكل 64نوعاً نباتياً. ويأكل الفيل يومياً نحو 140كيلو غرام من الأعشاب، وتهبط هذه الكمية إلى النصف عند أسر الفيل ووضعه في حديقة الحيوان. وكانت الفيلة سبباً في القضاء على 6% من الأشجار الكبيرة في العالم. ويشرب الفيل الواحد نحو 150ليتراً من الماء في اليوم، والقليل من الفيلة يتحمل العطش مدة ثلاثة أيام. والفرد منها يقطع مسافة 80كيلومتر بحثاً عن الماء.

للفيل حاسة شم قوية يعتمد عليها في التقاط روائح الأغذية التي يمكن أن تقع على بعد يصل إلى 1.5كيلومتر. يبلغ طول الخرطوم المكتمل 1.5متر ويزن 140كيلوغرام، وهو يتكون من كتلة لحمية قوية متحركة تخلو من العظم. ويتشكل من تطاول الأنف الذي يرتبط مع الشفة العليا. ويستخدمه الفيل في الشم والتنفس وفي تناول الطعام والشراب، وبه يرتشف الفيل الماء ويرشقه فوق جسمه عند الاستحمام، إذ يستطيع الفيل أن يمتص بخرطومه ما مقداره 6 ليترات من الماء. كما أنه يستخدمه للإمساك بالأشياء بالطريقة التي يستخدم بها الإنسان يده، حتى أن الفيل يمكنه أن يلتقط بخرطومه قطعة نقود صغيرة، وأن يحمل به ما وزنه 270 كيلو غرام. وتقوم الأم عادة بمسح صغيرها بخرطومها لمداعبته.

تتمتع الفيلة بحاسة سمع قوية، وتلتقط آذانُها الضخمة أصواتَ الحيوانات الأخرى من مسافة تقدر بـ 3كيلو متر. الرؤية عندها ضعيفة، وهي مصابة بعمى الألوان. وعيونها صغيرة بالنسبة لحجم الرأس. ولا يستطيع الفيل أن يدير رأسه بشكل كامل، لذلك يرى الأشياء التي تقع أمامه وعلى جانبيه فقط.

وللفيل دماغ كبير، وهو بدرجة ذكاء عالية بين الحيوانات، ولهذا يمكن تدريبه وتعليمه واستخدامه في عروض السيرك، إذ يمكن استئناسه في المرحلة البالغة من عمره إضافة إلى مرحلة الطفولة.

تبلغ سرعة تنقل الفيل نحو 5ـ10كيلو متر/ساعة، وهي تسير عادة في خطوط مفردة حيث تسير الأنثى في المقدمة في حين تبقى الذكور في آخر الخط بعيدة عن الصف. وعندما تغضب تبلغ سرعتها 40 كيلو متر/ساعة ولمسافة قصيرة.

وتقوم صغار الفيلة باللعب والمصارعة باستخدام خراطيمها، وفي أثناء العراك يحمي الفيل خرطومه بِلَفِّه تحت ذقنه. ومن عادات الفيلة أن تمرغ جسمها بوحل المستنقعات عن طريق الخرطوم، ولعلها تستفيد من الوحل الذي يغطي جلدها في الحماية من أشعة الشمس الحارة وتجنب لسع الحشرات.

تتواصل الفيلة بعضها مع بعض بطرائق مختلفة، مثل حركات التصنع بالوقوف والحركة أو بإصدار أصوات خاصة أو إطلاق الروائح. وهي تصدر عادة أصواتَ قعقعةٍ مختلفة، لكل منها معنى مختلف. وقد يصدر الفيل صفيراً أو صوتاً عالياً بسبب الخوف، فتقوم الأم بإصدار طنين منخفض تهدىء به من خوفه وتمنحه الطمأنينة. ومن أصوات الفيلة الزعيق والزمجرة والهدير والأنين والصرير، وهي وسائل اتصال متنوعة بين جماعات الفيلة.

أسنانه

للفيل حديث الولادة أنياب لبنية لايزيد طول الواحد منها على 5سنتيمتر. تسقط الأنياب اللبنية عندما يبلغ السنتين، لتحل مكانها الأنياب الدائمة التي تبقى طوال الحياة.

ويوجد عند الفيل البالغ، على كل نصف فك 3أضراس أمامية و3أضراس خلفية، ويبلغ طول الضرس نحو 30سنتمتر، ويزن نحو 4كيلو غرام. يغطي الأسنان ميناء مزين بصفائح سنية تساعد على طحن الأعشاب، ويقدر علماء الحيوان عمر الفيل بِعَدِّ الصفائح السنية. والأسنان عند الفيل متبدلة حيث يبدل خلال حياته 6مجموعات سنية.

تمتاز قاطعتا الفك العلوي بشكل بنيوي خاص، خصوصاً عند الذكور، فهي من الأسنان مرتفعات التاج غير محدودة النمو، لذلك تبرز خارج الفم بشكل معقوف ومدبب النهاية، ويطلق عليها اسم الأنياب، وتستخدم في الحفر للبحث عن الغذاء وفي العراك، لذلك تسمى حاميات الفيل. وغالباً ما تكون الحامية اليمنى أطول من اليسرى، لذلك تهترئ أكثر. ويمكن لهذه القواطع أن ترفع ثقلاً كبيراً.

تتكون حاميتا الفيل من مادة العاج المعروفة في بنية الأسنان، وهي مادة ثمينة قيِّمة، لهذا كثيراً ما تُصاد الفيلة بغية الحصول على العاج وبيعه في الأسواق التجارية؛ لتصنع منه التماثيل والحلي وغيرها. من أجل ذلك بدأ الفيل بالانقراض، الذي ساهم فيه تفريغ الإنسان لبيئاته التي يعيش فيها لتحويلها إلى مناطق زراعية أو أبنية سكنية، فاحتاج لذلك لحماية الإنسان، وعقدت عام 1989 معاهدة التجارة العالمية بالأنواع البرية الحيوانية والنباتية المهددة بالانقراض Convention on International Trade in Endangered Species of Wild Fauna and Flora، لكن في عام 1997 سُمِح لبوتسوانا وناميبيا وزيمبابوي ببيع كمية محدودة من العاج، بيعت بمزاد علني إلى اليابان. كما خصصت الدول مناطق خاصة من أراضيها؛ لتكون محميات رسمية ترعاها الدول تعيش فيها الحيوانات، بما فيها الفيلة، والنباتات في الطبيعة.

تكاثره

تنضج الذكور بين سن 10و14 من عمرها، ولا يتزاوج معظمها إلا في سن الـ 30، والسبب يعود إلى أن الإناث لا ترغب بالتزاوج مع الذكور الصغيرة، كما أن الذكور الكبيرة تطارد الذكور الصغيرة وتمنعها من التزاوج. وتبدأ الأنثى نضجها الجنسي في سن الـ 12سنة، ويمكن أن تصبح أماً في سن 13 إلى 14سنة.

ويمكن للأنثى أن تتقبل التزواج مع ذكور عدة. وتتهيج الذكور بعمر 25سنة نتيجة مفرزات تطلقها غدد صدغية خاصة على جانبي الرأس بين العين والأذن، تطرح مواد لها رائحة قوية تنشط مدة شهرين إلى ثلاثة أشهر، يتهيج خلالها الفيل، ويصبح في غاية الخطورة والعدوانية. وقد عُرِف أن هذه الفترة تتطابق مع ارتفاع تركيز هرمون التستوستيرون أكثر من المعتاد، الأمر الذي يعطي بعض الذكور أفضلية على الذكور الأخرى، فتفضلها الإناث من أجل التزاوج. وتكون الإناث مستعدة للتزاوج في أثناء فترة الإثارة الجنسية، التي تستمر أربعة أيام، ضمن دورتها الطمثية.

تحمل الأنثى جنيناً واحداً ونادراً ما تضع توءماً، ومدة الحمل 22شهراً. يراوح وزن المولود بين 115 و 145كيلو غرام، وارتفاعه نحو 95سنتيمتر (عند الفيلة الإفريقية)، أما عند الفيلة الآسيوية فيكون وزن مولودها نحو 100كيلو غرام، وارتفاعه نحو 85سنتيمتر. يستطيع المولود الجديد أن يمشي بعد ساعة من ولادته، وتبقى الأم إلى جانب صغارها لإرضاعها وحمايتها حيث يرفع الصغير خرطومه نحو بطن أمه للرضاعة، وعندما يبلغ من العمر ثلاثة إلى أربعة أشهر يبدأ بالاعتماد على الغذاء العشبي. وتستطيع الفيلة أن تتكاثر وهي في الأسر.

أنواعه

الشكل (1) موازنة بين شكلي الفيل الإفريقي والأسيوي

تضم رتبة الخرطوميات فصيلة واحدة هي الفيليات Éléphantidés، وتحت فصيلة مائلات الأسنان Loxodontides التي تضم مجموعتين متميزتين من الفيلة: الفيلة الإفريقية، وينتمي إليها الجنس Loxodonta (النوع Loxodonta africana) والجنس Elephas (النوع Elephas africana ) (الشكل 1)، وهي توجد جنوبي الصحراء الإفريقية الكبرى، والفيلة الآسيوية (وتسمى أيضاً الفيلة الهندية)، وينتمي إليها فيلة من الجنس Elephas كالفيل من النوع Elephas maximus) الواسع الانتشار في الهند وسيلان (سريلانكا اليوم) وفيتنام وحتى ماليزيا وسومطرا.

تمتاز معظم الفيلة الآسيوية بأنها فاتحة اللون، صيوان آذانها صغيرة لا تغطي الكتف، وظهرها محدب، كما يلاحظ على نهاية خرطومها وجود زائدة (شفة) واحدة، وهي أصغر حجماً بكثير من الفيلة الإفريقية التي يكون لون معظمها غامقاً، ولها صيوان آذان عريضة تغطي كتف الحيوان، وعلى ظهرها تقعر وتنتهي خراطيمها بزائدتين. توجد في الأطراف الأمامية للفيل الآسيوي 5أصابع وفي الطرف الخلفي 4 أصابع، أما الفيل الإفريقي فله 4 أو 5أصابع في الطرف الأمامي بينما يحمل طرفه الخلفي 3أصابع.

تطور الفيل

ظهرت الفيلة منذ 50مليون سنة في عصر الإيوسين، وانطلقت الفيلة الإفريقية من الفيل الصغير المسمى مِريتِريوم Moeritherium الذي كان له شكل الخنزير، ومن دون حاميات، وقد عاش في مصر. انطلقت من هذا السلف فروع تطورية عدة، كان على رأسها الماستودون Mastodon والفيل السيبيري الضخم الماموت Mammouth الذي وجد في التجمعات الجليدية في سيبيريا، وقد حفظ كامل جسمه بلحمه وجلده وأشعاره الصوفية الطويلة المغطية للجسم لوقايته من البرد الشديد في العصور الجليدية التي غطت الأرض في تلك الآونة. وكانت نهاية الماموت في عصر البليستوسين عندما ظهر الفيل الإفريقي الذي ما يزال حتى اليوم.

بشير الزالق

 الموضوعات ذات صلة:

 

الفقاريات.

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ بشير الزالق، التطور ونشأة الحياة على الأرض (جامعة دمشق 1993).

ـ نجاح بيرقدار، الفقاريات (جامعة دمشق 1971).

ـ مروان خطاب وعلي بصل، الفقاريات وجسم الإنسان (جامعة حلب 1996).

- L.H.MATHEWS, La vie des Mammifères,Tome II, (Ed.Rencontre, Lausanne 1972).


التصنيف : علم الحياة( الحيوان و النبات)
النوع : علوم
المجلد: المجلد الخامس عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 34
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 638
الكل : 31693739
اليوم : 48321

استذابة الجراثيم

استذابة الجراثيم   اسْتِذَابة الجرثوم lysogeny هي مَقدرة الجرثوم على إنتاج العاثية phage وإطلاقها، وذلك بعدما يحدث ارتباطٌ نوعيٌ بين المادة الوراثية (المجين أو مجموع المورثات genome)  التي تعرف بطليعة العاثية والمادة الوراثية للجرثوم. وتعد الجراثيم مُضيفاً host لزمرةٍ خاصة من الفَيْروسات تُعرَف بعاثيات الجراثيم bacteriophages. أما الفَيْروس، وهو أصغر العوامل الخَمجَّية، فيتألف من الدنا DNA على الغالب أو الرنا RNA، وغلاف بروتيني يعرف بالقُفَيْصَة أو المحفظة capsid، ولا يُرى إلا بالمجهر الإلكتروني، ولا يستطيع التكاثر إلا بعد أن يُسَخِّر آليات مُضيفه الكيمياوية الحيوية، وعلى ذلك فهو لا يتكاثر إلا ضمن الخلايا الحيَّة فقط.

المزيد »