logo

logo

logo

logo

logo

ابن المجدي (أحمد بن رجب)

مجدي (احمد رجب)

Ibn al-Majdi (Ahmad ibn Rajab-) - Ibn al-Majdi (Ahmad ibn Rajab-)

ابن المَجْدي (أحمد بن رجب ـ)

(767 ـ 850 هــ/1365ـ 1447م)

 

 شهاب الدين أبو العباس أحمد بن رجب بن طـَيْبُغـَا، المعروف بابن المَجْدي الشافعي، عالم بالحساب والفرائض والفلك.

ولد بالقاهرة ونشأ بها، ويُنسب إلى جده طـَيْبُغَا أحد مقدمي الألوف في الجيش، فهو سليل عائلة ذات سلطة وجاه، يصف الشوكاني في «البدر الطالع» والسخاوي في كتابيه: «الضوء اللامع» و«التبر المسبوك» تكوينه العلمي فيقولا إنه «حفظ القرآن وبعض المنهاج، ثم جميع الحاوي، وألفية النحو وغير ذلك، وتفقه بالبلقيني وابن الملقن والكمال الدميري والشرف موسى بن البابا وبه انتفع في الحاوي لمزيد تقدمه فيه، والشمس العراقي وعنه أخذ الفرائض وغيرها، وكذا أخذ الفرائض والحساب عن التقي ابن عز الدين الحنبلي، والعربية عن الشمس العجيمي وقيد عنه شرحاً على الشذور وكان يخبر أنه سمع الموطأ رواية يحيى بن أعلى المحيوي عبد الوهاب بن محمد القروي السكندري ولازم الاشتغال والأخذ عن مشايخ عصره»، فقد جمعت ثقافته بين الدين والأدب والعلوم الأساسية والفلكية، هذا التنوع العلمي الذي اكتسبه ابن المجدي من كبار أساتذة عصره، صقل ذاكرته بعلوم مختلفة، مما مهد له لتصنيف عشرات المؤلفات في موضوعات متنوعة، وأتاح له تبوأ مكانة مرموقة في مجتمعه.

احتل ابن المجدي مكانة مرموقة في عصره، فقد أشار المؤرخون إلى أنه كان «رأس الناس في أنواع الحساب والهندسة والهيئة والفرائض وعلم الوقت بلا منازع، وانتدب للأمراء، فانتفع به الفضلاء، وبقي جل الأعيان من ملازميه»، وكان حجة في التدريس وقراءة أهم المؤلفات، ودرس على يديه نخبة من طالبي العلم، فيقول السخاوي في «التبر المسبوك»: «ومما أقرأه «الحاوي الصغير» وكان مشهوراً بإجادة إقرائه لما اشتمل عليه من الذكاء المفرط بحيث كان أحد أفراد معدودين في ذلك، وكذا أقرأ العربية وغيرها من العلوم».      

ولمكانته العلمية المتميزة ولـّيّ مشيخة الجانبكية الدوادارية واستمر بها حتى وفاته بالقاهرة. 

تميز ابن المجدي بغزارة إنتاجه العلمي في مجالات: «الفلك وآلاته والميقات والرياضيات والفرائض، وفي العلوم الدينية والأدبية، فقد وضع مؤلفاته كلها «مع الديانة والأمانة والثقة والتواضع والسكون والسمت الحسن وإيراد النكتة والنادرة والظرف»، كما وصفه السخاوي في «التبر المسبوك». ومن مؤلفاته: «إرشاد الحائر إلى تخطيط فضل الدائر»؛ وهي رسالة على ثلاثة أقسام وخاتمة في مجال علم الهيئة، وقد لخصها المؤلف باسم «زاد المسافر في معرفة رسم فضل الدائر على البسائط والقائمات والمائلات»، و«الدر اليتيم في تسهيل صناعة التقويم». يصفه المؤرخون بعبارة «نفيس في بابه» فقط، وقد وضع الشيخ سليمان بن حمزة بن بخشيش العثماني الفلكي الحنفي شرحاً له بعنوان «طرز الغرر في حل الدرر»، وله رسالة «كشف الحقائق في حساب الدرج والدقائق» مؤلفة  من بابين وخاتمة تعالج موضوع النسبة الستينية، وقد شرحها محمد بن شمس الدين سبط المارديني المؤقت في مقدمة وعشرة أبواب وخاتمة وأسماها «دقائق الحقائق في حساب الدرج والدقائق»، ورسالة في العمل بالربع الموسوم بالمقنطرات ورتبها على مقدمة وعشرة فصول، وخصصها للمبتدئين لمعرفة العمل بالربع، والذي يُعد من الآلات الفلكية المستخدمة في الرصد، وشرحها الرشيدي. وله كتاب «كنز اليواقيت في الكشف عن أصول المواقيت» وهو مرتب على مقدمة وخمس مقالات، وضعه ابن المجدي تعليقاً على رسالة الشيخ الإمام أبي العباس أحمد السراج القلاني الحلبي، و«الجامع المفيد في الكشف عن أصول مسائل التقويم والمواليد» عرضه ابن المجدي في مقدمة وثلاث مقالات وخاتمة، و«التسهيل والتقريب في بيان طرق الحل والتركيب» في علم الهيئة، وهو أصل كتاب «سلك الدرين في حل النيرين»، و«إرشاد السائل إلى أصول المسائل (في الفلك)» وهو شرح على «الدر المنثور في العمل بالربع الدستور» لجمال الدين المارديني، و«حاوي اللباب وشرح وتلخيص الحساب «لابن البنا؛ الكتاب مرتب على جزأين، وهو شرح «تلخيص الحساب» لأبي العباس أحمد البناء، فرغ ابن المجدي من تأليفه سنة 834هـ، ورسالة «الروض الأزهر في العمل بالربع المستر» وهي مختصرة في العمل بربع المقنطرات المطوية المقطوعة على مدار الاعتدال، ورتبها على مقدمة وعشرة أبواب، وكتاب «إبراز لطائف الغوامض وإحراز صناعة الفرائض» وهو اختصار لكتاب «الكافي في مواريث الأمة» لابن المجدي نفسه، ورسالة «العشرة فصول» وهي في الحساب، رتبها على مقدمة وعشرة فصول، وشرح هذه الرسالة الشيخ يونس بن عبد القادر بن أحمد الرشيدي الشافعي باسم «غاية السول في شرح العشرة فصول»، وشرحها الشيخ محمد بن أبي عياشة الدمنهوري من علماء القرن الثالث عشر، و«غنية الفهيم في الطريق إلى حل التقويم» رتبها على ثلاثة أبواب، ووردت باسم «اللمعة في تقويم السبعة»، وكتاب «تحفة الأحباب في نصب الباذاهنج والمحراب في جميع البلاد والأقطار» وهو مخطوط يهتم بتحديد اتجاه القبلة، و«شرح نظم اللآلئ في الفرائض» لصالح بن تيمور الجعبري (1223- 1306م) ويسمى أيضاً «شرح الجعبرية» في الفرائض.

عبّر ابن المجدي عن علومه الغزيرة في علوم الفلك وآلاته والميقات والرياضيات والفرائض بتصنيفه لمجموعة كبيرة جداً من المؤلفات التي لم تلق - مع الأسف - حتى اليوم اهتمام الباحثين والدارسين.     

مصطفى موالدي

مراجع للاستزادة:

ـ بدران إبراهيم وفارس محمد أسعد، موسوعة العلماء والمخترعين (المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت 1978م).

ـ محمد بن عبد الرحمن السخاوي، التبر المسبوك في ذيل السلوك (مكتبة الكليات الأزهرية، القاهرة، د.ت).

ـ قدري حافظ طوقان، تراث العرب العلمي في الرياضيات والفلك (المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، دار الشروق، بيروت 1963م).

ـ عباس العزاوي، تاريخ علم الفلك في العراق (مطبوعات المجمع العلمي العراقي، العراق 1958م).


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد السابع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 777
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 509
الكل : 31185896
اليوم : 11053

مارتي ( خوسيه-)

مارتي (خوسيه ـ) (1853ـ 1895)   خوسيه مارتي José Martí شاعر وكاتب مقالات ومناضل وطني كوبي ولد في هاڤانا، وكانت قضية استقلال كوبا عن إسبانيا موضوع حياته كلها. بدأ منذ مراهقته بكتابة المقالات في الصحف الممنوعة وبتأليف المنشورات الداعية إلى رفع الاستبداد وسوء الإدارة عن الجزيرة حتى قُبض عليه عام 1870 وحُكم  عليه بالأشغال الشاقة بتهمة التحريض على التمرد، ثمّ خُفّف الحكم بعد عام إلى النفي إلى إسبانيا حيث مكث حتى  أواخر عام 1874. تابع مارتي هناك نشاطه السياسي و ألف منشوراً يفضح فيه التجاوزات التي تُرتكب في سجون كوبا بحق السجناء السياسيين والتي عاناها بنفسه. استغل سنوات نفيه لإتمام دراسته الجامعية فحصل على شهادة المحاماة ثمّ على إجازة في الفلسفة والأدب بامتياز. كتب في هذه المرحلة قصائد حب، والقصة الدرامية «الزانية» Adúltera ومسرحية «الحب لا يُقابل إلا بالحب» Amor con amor se paga.
المزيد »