logo

logo

logo

logo

logo

مجزأة بن ثور

مجزاه ثور

Majza’a ibn Thawr - Majza’a ibn Thawr

مَجْزَأة بن ثَوْر

(… ـ 20 هـ/… ـ 641 م)

 

مَجْزأة بن ثور بن عُفَير السَّدوسي، الصحابي الجليل، والمجاهد الشهيد.

ينتمي مجزأة إلى بني سَدوسِ بن شَيْبان الذين يتصل نسبهم بقبيلة بكر ابن وائل. ولم تذكر كتب التراجم سنة مولده، ولم تتحدث عن مراحل شبابه سوى أنه كان سيداً في قومه، وأن عمر ابن الخطابt قد جعل لـه رياسة بكر ابن وائل، فلما استشهد مجزأة بن ثور في موقعة تُسْتَر جعل أبو موسى الأشعري الرياسة لخالد بن المعمَّر السَّدوسي، ثم ردَّها عثمان بن عفانt إلى شَقيق بن مجزأة.

برز اسم مَجْزأة بن ثور سنة عشرين من الهجرة ـ وقيل سنة سبع عشرة ـ يـوم فتح المسلمون مدينة تُسْتَر عاصمة الأهواز بعد أن فتحوا غيرها من المدن الفارسية. والأهواز منطقة تقع في أقصى الشمال الشرقي من الخليج العربي، وتعرف باسم عربستان. وتقع تُسْتَر غربي إيران اليوم قريباً من الحدود العراقية، وتسمى بالفارسية (شُوشْتَر).

وذلك أن الهُرْمُزان ـ كبير ملوك الفرس وحاكم الأهوازـ شرع يثير أهل فارس ويحرِّضهم على قتال المسلمين واسترجاع ما خرج من مُلْكهم، فتحرك الفرس وتكاتبوا هم وأهل الأهواز، وتعاقدوا على النصرة والتعاون. فلما علم المسلمون بذلك بعثوا إلى عمر بن الخطاب يعلمونه بالأمر. فكتب عمر إلى سعد بن أبي وقاص أمير الكوفة أن يبعث إلى الأهواز جنداً كثيفاً بقيادة النعمان بن مُقَرِّن. وكتب إلى أبي موسى الأشعري أمير البصرة أن يبعث إلى الأهواز جنداً كثيفاً بقيادة سهل بن عَدي، ويبعث معه البَراء بن مالك ومجزأة بن ثور وغيرهما.

فخرج النعمان بن مقرِّن في أهل الكوفة، وسار نحو الهُرْمُزان وهو في رامَهُرْمُز التي تقع شرقي الأهواز، واقتتل الجيشان قتالاً شديداً حتى طلب الهُرْمُزان الصلح، إلاّ أنه فرَّ نحو تُسْتَرهارباً، وأقام النعمان في رامَهُرْمُز. ثم علم أهل البصرة لما وصلوا إلى الأهواز بخبر الهُرْمُزان وانهزامه إلى تُسْتَر فالتقى جيش النعمان وجيش أبي موسى هناك، وحاصروا الهرمزان ومن معه من أهل فارس حصاراً شديداً دام ثمانية عشر شهراً، وأكثروا فيهم القتل حتى إن كلاً من البراء بن مالك ومجزأة بن ثور قتل مئة من جنود الفرس، فبينما هم على هذه الحال ـ وقد طالت بهم الحرب ـ إذ خرج من الفرس رجل ناقم على الهرمزان لأنه كان قد قتل أخاه، فجاء إلى أبي موسى متخفياً وقال لـه: «أسألك أن تحقن دمي وأهل بيتي ومالي على أن أدلك على مدخل تدخلون منه المدينة!» فمنحه أبو موسى الأمان. فقال الرجل: «فابعث معي إنساناً عاقلاً يجيد السباحة، على أن يأتمر بأمري». فكان مجزأة بن ثور أول من ندب نفسه لهذه المهمة الخطيرة، فأرسله أبو موسى مع الرجل، وأرسل معه أربعين مقاتلاً، ثم أتبعهم بمئتين. فتقدمهم الرجل الفارسي في الليل، فدلّهم على موضع عند مخرج الماء يمكن أن يتسلل منه المسلمون ويفتحوا المدينة. فدخل مجزأة ينبطح على بطنه حيناً ويحبو حيناً آخر حتى دخل المدينة سراً وعرف طرقها. فأراه الرجلُ الهرمزانَ، فهمَّ مجزأة بقتله، إلا أنه تذكر أن أبا موسى منع جنوده أن يفعلوا شيئاً إلا بعد مشورته. فرجع مجزأة إلى أبي موسى وأخبره بما حصل؛ ثم عاد ثانيةً فدخل في السرب الذي يجري فيه النهر ومعه خمسة وثلاثون رجلاً يسبحون كأنهم البط. فلما أصبحوا عند أبواب المدينة قتلوا الحرس، ثم طلعوا إلى السور فكبَّروا، وكبَّر المسلمون ودخلوا المدينة بعد أن فُتحت الأبواب، فتبعهم أبو موسى الأشعري، واحتوى على المدينة.

فلما رأى الهُرْمُزان فتح المسلمين مدينة تُسْتَر انسـلَّ هارباً إلى قلعته، وكانت موضع خزائنه وأمواله، فتحصَّن بها، وأخذ يرمي المسلمين بسهامه، وكان ممن أصيب بتلك السهام مجزأة بن ثور والبراء بن مالك، فسقطا شهيدين داخل المدينة.

وقد أصبح مجزأة بن ثورt فيما بعد مضرب المثل في الإقدام والتضحية، حتى إن شاعر الخوارج عِمْران بن حِطَّان السَّدوسي فضَّله على الأسد في الشجاعة، فقال فيه:

                                                  فهناكَ مَجْزأةُ بنُ ثَو              رٍ كان أشجعَ من أُسامَهْ

فقالت لـه امرأته جَمْرة: أفيكون رجل أشجعَ من الأسد؟ فقال لها: نعم، ما رأيتُ أسداً فتح مدينة قط، ومجزأة بن ثور قد فتح مدينة.

محمَّـد كمـال

مراجع للاستزادة:

ـ ابن الأثير، الكامل في التاريخ (بيروت 1965م).

ـ ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة (مصر 1939م).

ـ محمد بن أحمد الذهبي، تاريخ الإسلام (مكتبة القدسي، القاهرة 1368هـ).

ـ سيد بن علي المرصفي، رغبة الآمل من كتاب الكامل (مصر 1348هـ).


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد السابع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 788
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 575
الكل : 31522574
اليوم : 38979

المغرب العربي (التاريخ الإسلامي)

المغرب العربي (التاريخ الاسلامي)   يُقصد بكلمة المغرب أراضي الدول التي تُسمى اليوم دول المغرب العربي الكبير، وهي ليبيا وتونس والجزائر والمملكة المغربية، ويرجع ظهور مصطلح المغرب إلى النصف الأول من القرن الأول الهجري/ السابع الميلادي، ويبدو أنه استُعمل في هذه الفترة للدلالة على الجزء الغربي من العالم الإسلامي، أما إطلاق مصطلح المغرب على شمالي إفريقيا كله أو جزء منه، فإن أغلب الظن أنه لم يقع قبل القرن الثالث الهجري / التاسع الميلادي. المغرب العربي منذ الفتح الإسلامي حتى نهاية العصر الأموي: لم يكد عمرو بن العاص يتمُّ فتح مصر عام  21 هـ / 642 م حتى تابع سيره إلى ساحل المتوسط غرباً، وضرب حصاراً على برقةَ فصالحه أهلها على دفع الجزية، ثم تابع سيره، فدخل طرابلس بعد حصارٍ دام شهراً، ليكمل فتح الساحل الليبي بدخوله صبراتة، وبالوقت نفسه، أتم عقبة بن نافع الفهري عمليات السيطرة على  الواحات الداخلية مثل فزان و زويلة بتكليف من عمرو. وتوقف الفتح في عهد الخليفة عمر بن الخطَّاب عند هذه المناطق، وعاد عمرو بن العاص إلى مصر خوفاً من هجمات قد يقوم بها الروم في حال غيابه عنها.
المزيد »