logo

logo

logo

logo

logo

المؤيد ب-الله (محمد بن القاسم)

مويد بالله (محمد قاسم)

Al-Moayad Billah (Mohammad ibn al-Qassim-) - Al-Moayad Billah (Mohammad ibn al-Qassim-)

المؤيد بالله (محمد بن القاسم)

(990 ـ 1054هـ/1582 ـ 1644م)

 

المؤيد بالله، هو محمد بن القاسم ابن محمد بن علي، من سلالة الهادي إلى الحق، إمام زيدي من اليمن، والابن الأكبر لمؤسس حكم الأئمة من بيت القاسم.

بعد الإعلان عن نبأ وفاة الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد، اجتمع أهل الحل والعقد، وغالبيتهم من العلماء والمجتهدين واختاروا محمد بن القاسم إماماً على اليمن عام 1029هـ/1620م. ولقّب بالمؤيد بالله، وكان سجله القتالي حافلاً بالأعمال العسكرية منذ إعلان الثورة في اليمن على العثمانيين، وقد ارتبطت باسمه عدة وقائع كان النصر فيها حليفه. أما فيما يتصل بمنزلة الرجل العلمية فتشير المصادر إلى حيازة المؤيد بالله قصب السبق في ميدان العلوم، إذ يقول المحبي في معرض ترجمته نقلاً عن الحسين بن المهلا: «إنه السيد الذي ظهرت فضائله بالبلاد، واجتمعت كلمة اليمن إليه، كان إماماً جليلاً، قائماً بأعباء الإمامة مباشراً للأمور بنفسه، لا ينام من الليل إلا القليل، محسناً للفقراء، حافظاً للبلاد، ألف رسائل كثيرة، تشتمل على علم واسع وأجوبة في أنواع العلوم مشهورة، وضع كتاباًَ اسمه «تصفية النفوس».

عُرف عن المؤيد بالله حسن سياسته، فبعد وفاة والده الإمام المنصور بالله ثبت أمر الصلح بينه وبين الوزير محمد باشا والي اليمن الذي كان قبل مجيئه إلى اليمن متولياً شؤون مصر المالية، وفي أيامه غادر الأتراك العثمانيون اليمن، وعادت سيطرة صنعاء على معظم أنحاء البلاد من حضرموت جنوباً إلى حدود الحجاز شمالاً.

كان المؤيد بالله متمسكاً بالقانون وإحقاق الحق، زاهداً في السلطة فقد كتب رسالة في سنة 1636 إلى أخيه الحسين «يحثه فيها على التواضع وترك المباهي من التطاول، وما يليه من الديانات الظاهرة والباطنة وإعطاء ذوي الحقوق، والنهي عن القطيعة والعقوق، وتوظيف مراتب أهل الحقوق على طبقاتهم بمراعاة العالم بتوفير حقه وتوقيره، وكفّ الجند ولاسيما حاشية الملك في كل وقت عن التخطي إلى طرق المظالم، ووضع أنواع بيت المال خلف أبواب وأقفال، فعمارة المنصب بالمال، وعلى قدره يكون قدر الحياطة في الاضمحلال».

ويفهم من هذه الرسالة التي هي بمنزلة خطة عمل أو مرسوم صادر عن سلطة بلغة العصر، يلزم من يعينهم تطبيقها لحماية المجتمع من الأمراض الاجتماعية التي أصابته في أثناء وجود العثمانيين في اليمن، والتي كانت منتشرة في ذلك الوقت بالذات في أرجاء الولايات العربية التابعة للسلطان كافة.

تم في عهد المؤيد بالله إنجازان كبيران يعدّان الأساس في قيام اليمن المستقل وهما:

1ـ إخراج العثمانيين من اليمن.

2.ـ تنظيم الإدارة وتوزيع العمال والموظفين والإداريين والحكام على المقاطعات التي تتشكل منها الدولة.

وشهد عصره كثيراً من المناشط الفنية والعمرانية كان أهمها بناء المساجد والمشاهد المقامة على قبور الأئمة الزيديين، والقصور والخانات والحصون والأسوار والقلاع في المدن الاستراتيجية لأغراض حربية، كما في عدن والزيدية ومخا وصنعاء. وقد أبدى الأئمة والأمراء القاسميون اهتماماً بالمواقع الأثرية، وحافظوا على مقتنياتها من العبث، وتم في عهده إصلاح مدرج شهارة. وقد شهدت بلاد اليمن في هذه الآونة بعض الازدهار الفكري والعلمي، كان المسجد في أثنائها هو المؤسسة العلمية الرئيسية التي خرَّجت هذا العدد الكبير من العلماء الذين تركوا لنا من المؤلفات العلمية الرئيسية في الفنون كافة، ما يدل على السوية العلمية التي بلغتها اليمن في عصر تدهورت فيه الفعاليات الثقافية بالبلاد العربية التي كانت خاضعة للسيطرة العثمانية.

أما على نطاق التجارة، فلقد عُدّت اليمن بحكم موقعها الاستراتيجي بمنزلة نقطة الاستناد للتجار القادمين من الهند وبالعكس، فكانت عدن ومخا من أكثر الأسواق التجارية ازدهاراً حيث كان التجار العرب والهنود يلتقون عبر أسواقها على امتداد القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين، الأمر الذي أتاح الفرصة لعدد كبير من التجار الهنود أن يقيموا بصنعاء وزبيد ومخا وغيرها من المدن اليمنية. وقد تمتع هؤلاء التجار في عهد الأئمة محمد وإسماعيل وأحمد خاصة بالحرية التامة والحفاظ على ممتلكاتهم.

توفي الإمام المؤيد بالله في شهارة، ودفن إلى جانب والده القاسم بعد عمر ناهز الرابعة والستين قضاها بالصلاح والتقوى والحكم السديد.

محمد أحمد

مراجع للإستزادة:

 

ـ عبد الله الجرافي، المقتطف من تاريخ اليمن (دار إحياء الكتب العربية، القاهرة 1951).

ـ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة اليمنية (مؤسسة العفيف الثقافية، صنعاء 1992).


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد العشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 146
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 567
الكل : 31142231
اليوم : 43621

كراوس (كارل-)

كراوس (كارل ـ) (1874 ـ 1936)   كارل كراوس Karl Kraus كاتب مسرحي وناقد وصحافي نمساوي، يُعدُّ من أبرز كتّاب الهجاء في اللغة الألمانية. ولد في مدينة يِتْشين Jecin (في الامبراطورية النمساوية الهنغارية حينذاك، وحالياً في الجمهورية التشيكية)، وهو سليل عائلة يهودية ثرية من أصحاب مصانع الورق، انتقلت إلى العاصمة ڤيينا وهو في الثالثة من عمره. تلقى تعليمه في مدارس العاصمة، وبدأ ممارسة التمثيل والإخراج قبل أن يلتحق بالجامعة. ونزولاً عند رغبة أبويه التحق بكلية الحقوق؛ إلا أنه سرعان ما تحول إلى دراسة اللغة والأدب الألماني، وبدأ في الوقت نفسه بنشر مقالاته في صحف نمساوية وألمانية معروفة، وعندما تأكد من قدرته على كسب عيشه من الكتابة تخلى عن الدراسة الجامعية عام 1895، وكرَّس جلّ وقته للصحافة والأدب والمسرح. أعلن في عام 1899 خروجه من الديانة اليهودية وتحول إلى الكاثوليكية؛ لكنه احتجاجاً على استخدام أمكنة الكنيسة لأنشطة ثقافية ذات طابع تجاري أعلن خروجه منها أيضاً. تعرف عام 1913 البارونة سيدوني نادْهِرني فون بوروتين Sidonie Nádherny von Borutin، واستمرت علاقتهما المتقلبة طوال حياته، ونتج عنها مجموعة رسائل مهمة ذات طابع ثقافي نشرت بعد وفاته في ڤيينا.
المزيد »