logo

logo

logo

logo

logo

ابن معصوم (علي بن أحمد-)

معصوم (علي احمد)

Ibn Ma’soom (Ali ibn Ahmad-) - Ibn Ma’soom (Ali ibn Ahmad-)

ابن معصوم (علي بن أحمد ـ)

(1052ـ 1119هـ /1642ـ 1708م)

 

علي خان بن أحمد بن محمد بن معصوم، السيد صدر الدين الحسيني المدني الشيرازي العالم المؤرخ الأديب الشاعر،من أشهر أعلام الحجاز الراحلين إلى المشرق في نهاية القرن الحادي عشر وبداية القرن الثاني عشر الهجريين.

ولد في المدينة المنورة، كان والده السيد أحمد الحسيني فقيهاً إمامياً ومحدثاً وعالماً بالعربية والمنطق والكلام، أديباً شاعراً، فأخذ ابن معصوم عنه العلم والأدب، ثم التفت إلى علماء الحجاز فقرأ عليهم القرآن الكريم وسمع الحديث الشريف، وتعمق في فقه الشيعة الإمامية، ودرس علوم اللغة العربية، وحفظ أشعار القدماء.

وبعد أن أنهى تحصيله العلمي في الحجاز التحق بوالده في الهند الذي ارتحل إليها واستقر بها،و عمل نائباً للسلطنة في حيدر أباد أيام حكم السلطان قطب شاه لها. وظل ابن معصوم في حيدر أباد حتى وفاة سلطانها قطب شاه،فقصد برهان بور وتولى لسلطانها أورنك  شاه رئاسة ديوان البلاط. ثم عاد إلى الحجاز لأداء فريضة الحج، فأتم حجه وأقام مدة في المدينة المنورة، ولكنه لم يستطع الاستقرار فيها لتغير أوضاعها عما كانت عليه قبل رحيله عنها، فغادرها  إلى العراق ولم تطل إقامته فيه، فانتقل منه إلى بلاد فارس،فجال في حواضرها لينتهي به المطاف في شيراز، فأقام فيها يدرس ويفيد ويصنف إلى أن توفي بعد حياة حافلة بالعمل والعلم والترحال.

كان ابن معصوم صاحب مكانة عالية في زمانه، يلقى الاحترام والتقدير أينما حل لعلمه وشرف نسبه وحسن خلقه ووقاره، جمع العلم والفضل وألم بمعارف عصره، وأتقن الفقه الإمامي والحديث الشريف، وشارك في تفسير القرآن الكريم، واشتغل باللغة والنحو والبلاغة والتاريخ، وعمل في إدارة الدول فأحسن الإدارة ، وتولى التدريس والإفادة فأجاد وتخرج به أعلام في الفقه واللغة والأدب، وتعانى الأدب فأبدع في إنشائه وشعره، وصنف مصنفات في علوم كثيرة، فلاقت مصنفاته القبول والانتشار، ومن كتبه المطبوعة «الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة» و كتاب «أنوار الربيع في أنواع البديع» وكتاب «سلافة العصر في محاسن أهل العصر» وكتاب «الحدائق الندية في شرح الصمدية» وكتاب «رياض السالكين» وكتاب «رحلة ابن معصوم» وكتاب «الكلام الطيب والغيث الصيب» وكتاب «الطراز في اللغة» وديوان شعره، وله بديعية أطلق عليها اسم «تقديم علي» عارض بتسميتها بديعية «تقديم أبي بكر» لأبي بكر بن حجة.

لم يخرج ابن معصوم في أدبه عن الصورة السائدة في عصره، فكان نثره مُصنَّعاً مسجَّعاً، مبنياً على التوازن والفواصل وتقطيع الجمل والإفادة من  مكونات التراث، يكثر فيه التشبيه وإضفاء الوعي والإحساس على المفاهيم المجردة فضلاً عن فنون البديع والمحسنات المعنوية واللفظية. ومع ذلك حافظ على وضوحه واسترساله، يتأنق في عباراته ويتخير ألفاظه، يطيل جمله أحياناً ويقصرها أحياناً أخرى ويحرص على مقاربة الاشتقاق في كلماته.

أما شعره فبدا متماسكاً في صياغته، ظاهر الصنعة، واضح الإيقاع، يتفاوت أسلوبه بين قصيدة وأخرى، فيغرب في بعض شعره ويصطنع الجزالة والفخامة على طريقة القدماء   ويقترب من البساطة والوضوح في بعضه الآخر حتى يلامس النثرية، ويكثر فيه التضمين والتصوير والتشبيه، ويعارض الشريف الرضي في معانيه وأساليبه. وأكثر شعره في مدح النبي ( ومدح آل البيت رضوان الله عليهم، ومدح والده وأصدقائه وملوك عصره. ورثى آل البيت ووالده وأصدقاءه وأهله،و افتخر بنسبه الشريف وبنفسه وأخلاقه، واشتكى الغربة وأظهر الحنين إلى المرابع الحجازية، وتغزل غزلاً تقليدياً فنسب العشق إلى نفسه ووصف محاسن المرأة، وأجاد وصف الخمر ومجالسها، وقد أظهر معرفة الشعر فكان ينتقد ما يورده من شعر في كتبه ببصيرة ووعي وخاصة في كتابه سلافة العصر الذي ترجم فيه أدباء القرن الحادي عشر الهجري.

من نثره قوله في مقدمة كتابه السلافة موضحاً مفهومه للأدب:

«.. إن الأدب روض لاتزال عذبات أفنانه تترنح بنسمات القبول، وثمرات أوراقه في الأذواق معسولة المجتنى، لا يعتري نضارتها على مر الزمان ذبول، تبسط أردان الأذهان لاجتلاء  نواره وزهوره،  وتملأ أكمام الأفهام  من ورد أكمام منظومه ومنثوره، وتميس بنسائمه معاطف اللسان لا الأغصان، وتسقى بسلسله رياض الجَنان لا الجنان، ويتأرج بأنفاسه المنطق السحار لا الأسحار، كيف لا وهو فرض الأنس المؤدى، وحبيب النفس المفدى، وصديق الطبع وعشيق السمع، وراح العقل ونُقل النقل، طالما باهت أربابه بسناه القمر في ليالي السمر، وضاهت بلآلئ نظم درر البحور في نحور الحور، وساجلت بسجع نثره المصون سجع الحمائم في فروع الغصون..».

ومن شعره قوله:

 

ما بين قلبي وبرق المنحنى سبب

                            كلاهما من سعير الوجد يلتهــــــب

قلبي لما فاته من وصل فاتــنه

                           والبرق إذ فاته من ثغره الشنـــــب

مهفهف إن ثنى عطفاً على كفــل

أثنت على قده الأغصان والكثــــب

راقت لعيني، إن رقت، محاسنه

                           وراق لي في هواه الوجد والوصـب

لو لم يكن بالحمى الشرقي منزله

                          ماهزني للحمى شوق ولا طـــــرب

 

محمود سالم محمد

مراجع للاستزادة:

ـ الشوكاني، البدر الطالع، تحقيق خليل المنصور (دار الكتب العلمية، بيروت 1998م).

ـ اليمني الشرواني، حديقة الأفراح، تحقيق عبد العزيز الصبار ( الرياض 1962م).

ـ ابن معصوم، الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة (مؤسسة الوفاء، بيروت 1983 م).

ـ رحلة ابن معصوم، تحقيق شاكر هادي شاكر (مكتبة النهضة العربية، بيروت 1988م).


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد التاسع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 97
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 491
الكل : 31265551
اليوم : 13739

مييا (إدواردو)

مَييا (إدواردو ـ) (1903ـ 1982)   إدواردو مَييا Eduardo Mallea كاتب وروائي أرجنتيني، ولد في بلدة باهيا بلانكا Bahía Blanca لعائلة تميزت بانتمائها السياسي الليبرالي، وتوفي في بوينس آيرس Buenos Aires التي انتقل إليها طفلاً. درس الحقوق، لكنه فضّل الكتابة والأدب فعمل محرراً للملحق الأدبي لصحيفة «لاناثيون» أو «الأمة» La Nacíon. حصل على الجائزة الوطنية للأدب عام 1945، ثم صار ممثلاً لبلاده في اليونسكو بين عامي 1955ـ1959.
المزيد »