logo

logo

logo

logo

logo

القلويات

قلويات

Alkalis - Alcalis

القلويات

 

القلويات alkalies أو alkalis مواد معروفة منذ القدم، وقد اُشتق اسمها من كلمة «القلي» al-quili وهو رماد نبات بري غني بكربونات الصوديوم وكربونات البوتاسيوم. وعُرف اسم محلول هذا الرماد لدى المصريين واليونان باسم النطرون. واللافت أن هذه المواد غير العضوية استحصلت من أصل نباتي وليس من فلزات. وتتميز القلويات بخواص مشتركة فيما بينها حيث ملمس محاليلها صابوني، وهي تغيِّر لون بعض المشعرات مثل عباد الشمس الذي يتحول لونه إلى الأزرق. وهي ذات طعم مر مثل الصابون، كما يطلق اسم قلوي على كل مادة ذات صفات أساسية [ر. الأسس].

تشمل الفصيلة الأولى (الفصيلة IA) في الجدول الدوري عناصر الهدروجين والليثيوم والصوديوم والبوتاسيوم والروبيديوم والسيزيوم والفرنسيوم. الهدروجين[ر] في أعلى الفصيلة وهو لا معدن، أما باقي العناصر فيطلق عليها اسم المعادن القلوية alkali metals. والهدروجين لا يشبه باقي عناصر الفصيلة إلا ببنيته الإلكترونية 1s1، ولكن خواصه الكيماوية لا تشبه تلك المتعلقة بالمعادن القلوية.

المعادن القلوية هي اللثيوم Li والصوديوم Na والبوتاسيوم K والربيديوم Rb والسيزيوم Cs والفرنسيوم Fr، وتحوي ذراتها في طبقتها الإلكترونية الخارجية إلكتروناً واحداً s في حين تكون الطبقة التالية مماثلة للطبقة الإلكترونية الخارجية للغاز الخامل الذي يسبق المعدن في الترتيب الدوري. لذا تتصف هذه المعادن جميعها بتكافؤ وحيد قيمته (+1). وهي تفقد بسهولة إلكترونها الخارجي لبعده عن النواة، كما أنها لاتميل إلى الاتحاد بإلكترونات إضافية، مما يجعلها معادن نموذجية تتميز بخواص معدنية نموذجية. تزداد هذه الخواص شدة بدءاً من الليثيوم حتى الفرنسيوم، أي بازدياد نصف القطر الذري.

والبنى الإلكترونية لهذه العناصر:

          x37Rb: (Kr)5s1                   3li: (He)2s1         

x55Cs: (Xe)6s1               11Na: (Ne )3s

x87Fr: (Rn)7s1                 19K: (Ar )4s

اُكتشفت المعادن القلوية في وقت متأخر نسبياً، ويعود الفضل إلى الكيميائي الألماني روبرت بُنْزن.Bunsen وأ.ماتّسين A.Matthiessen في فصل معدن الليثيوم بكميات تكفي لدراسة خواصه وذلك في عام 1855.

أما الصوديوم والبوتاسيوم فقد فصلهما الكيميائي الإنكليزي همفري ديفي H.Davy وذلك عام 1807، وقد اكتشف بُنزِن السيزيوم عام 1860 والروبيديوم عام 1861 وذلك بدراسة طيفيهما. أما الفرنسيوم Fr فقد تأخر اكتشافه لأنه عنصر مشع وأطول النظائر عمراً هو x222Fr له عمر نصف قدره 21دقيقة. وقد اكتشفته عام 1839 الفرنسية مرغريت بيري M.Perey بمعهد كوري في باريز. والجدير بالذكر أنها لم تصطنعه في المختبر مثل باقي العناصر المشعة، بل درسته في فلز طبيعي للأكتينيوم، علماً أن الأكتينيوم نادر جداً، ولهذا يفضل اصطناعه حينما تُراد دراسة خواصه أو خواص العناصر الناتجة من تفككه شعاعياً. وقد وجدت بيري أن حقن الفئران بالفرنسيوم أدى إلى إصابة أعضائها الإفراغية excretory، الكلية والكبد والغدد اللعابية، بالسرطان وقد وجد أن النشاط الإشعاعي للفرنسيوم في الأجزاء المصابة أشد منه في النسيج العضلي السليم.

وجودها في الطبيعة واستحصالها

الفرنسيوم معدن مشع لا يوجد في الطبيعة إلا في مركبات المعادن المشعة الطبيعية، أما باقي المعادن القلوية فلا تصادف حرة في الطبيعة لفرط نشاطها الكيمياوي، وإنما توجد بشكل مركباتها الهالوجينية خاصة.

الصوديوم والبوتاسيوم أكثرها انتشاراً في القشرة الأرضية، إذ تبلغ نسبتهما الوزنية المئوية فيها 2.6 للصوديوم و2.4 للبوتاسيوم، فالصوديوم يأتي بالمرتبة السابعة بسعة انتشاره والبوتاسيوم يأتي في الدرجة الثامنة. وأهم مركبات الصوديوم في الطبيعة كلوريد الصوديوم NaCl في مياه البحار وفي الآبار المالحة، كما توجد المعادن القلوية في الألومينوسيليكات التي تحوي الشوارد القلوية متحدة مع Si وO وAl على شكل مركبات غير ذوابة معقدة التركيب. وتوجد في الطبيعة طبقات باطنية وسطحية كبيرة من الأملاح التي توضَّعت في أثناء جفاف البحار القديمة. وتستخدم على نطاق واسع مصدراً للمعادن القلوية وأملاحها. تصادف هذه الطبقات في سورية في المناطق الشمالية الشرقية على أعماق تراوح بين 100و600م وتصادف أحياناً بشكل بحيرات ملحية (البوارة والجبّول وتدمر وجيرود).

الصوديوم والبوتاسيوم من العناصر الأساسية اللازمة للأنسجة النباتية والحيوانية، وشاردة الصوديوم +Na هي الشاردة الرئيسة في السوائل الموجودة خارج الخلايا، وشاردة البوتاسيوم +K هي الشاردة الرئيسة داخل الخلايا. تقوم هاتان الشاردتان بأدوار فيزيولوجية مهمة كالمساعدة على حفظ الماء، كما أن لكل منهما دوراً خاصاً به، فشاردة الصوديوم، على سبيل المثال، تخفف من نشاط أنزيمات العضلات وهي ضرورية أيضاً لتقلصها. أما شاردة البوتاسيوم +K فتؤدي دورها الأهم في النبات، ولهذا فإن 90% من قلوية رماد النباتات تعود إلى البوتاسيوم. وللنبات المقدرة على امتصاص شوارد البوتاسيوم من الأرض انتقائياً على الرغم من وجود شوارد الصوديوم أحياناً بنسبة تبلغ أضعاف نسبة البوتاسيوم؛ ولذلك تعد أملاح البوتاسيوم أحد الأسمدة الرئيسية للنبات. ومن فلزات الصوديوم المهمة النترات (نترات شيلي) والكبريتات.

ويوجد البوتاسيوم بشكل كلوريد البوتاسيوم متبلوراً مع كلوريد الصوديوم. أما الليثيوم والروبيديوم والسيزيوم فهي ضعيفة الانتشار، وتبلغ النسبة المئوية الوزنية في القشرة الأرضية لليثيوم 4×10-5 وللروبيديوم 10-6 وللسيزيوم 10-7. فالروبيديوم والسيزيوم يوجدان بشكل شوائب فقط في فلزات المعادن القلوية الأخرى، في حين يكون لليثيوم بعض الفلزات الطبيعية.

تستحصل المعادن القلوية بالحالة الحرة بتحليل كلوريداتها وهدروكسيداتها (ماءاتها) المصهورة تحليلاً كهربائياً. وبين المعادن القلوية جميعها يصادف الصوديوم والسيزيوم فقط في الطبيعة بشكل «عنصر نقي» أي لا يتشكل كل منهما سوى من نظير واحد (x23Na في حالة الصوديوم وx133Cs في حالة السيزيوم). فالليثيوم الطبيعي مزيج من النظيرين المستقرين x6Li وx7Li. والبوتاسيوم مزيج من ثلاثة نظائر x39K وx40K وx41K أحدها مشع هو x40K الذي يعطي نتيجة تفككه الإشعاعي الأرغون 40. ويستفاد من هذه الخاصة لتعيين عمر الفلزات بالطريقة البوتاسية الأرغونية المطبقة في علم الجيولوجيا. كما يكون الروبيديوم مزيجاً من النظيرين x85Rb  وx87Rb. وهذا الأخير مشع ينتج من تفككه الإشعاعي السترونسيوم 87. ويستفاد أيضاً من ذلك لتعيين العمر الجيولوجي لبعض الفلزات.

 

Li

Na

K

Rb

Cs

العدد الذري

3

11

19

37

55

الكتلة الحجمية, غ/سم3

0.534

0.966

0.86

1.52

1.87

القساوة (الماس=10)

0.6

0.4

0.5

0.3

0.2

الناقلية الكهربائية (الزئبق=1)

11

21

14

8

5

درجة حرارة الانصهار, س ْ

180.5

97.8

63.7

38.98

28.59

درجة حرارة الغليان, س ْ

1326

883

756

688

690

نصف القطر الذري, أنغستروم

1.56

1.86

2.27

2.48

2.65

نصف قطر الشاردة, أنغستروم

0.60

0.98

1.33

1.49

1.65

طاقة التشرد الأول (كيلو جول/مول)

520.1

495.7

418.7

402.9

375.6

الكمون النظامي (فولط)

-3.02

-2.71

-2.92

-2.99

-3.02

الجدول (1) بعض الخواص الفيزيائية للمعادن القلوية

تتصف المعادن القلوية في حالتها الحرة بمعزل عن الهواء ببريق أبيض فضي باستثناء السيزيوم الذي يتميز بلون أصفر ذهبي. ولوجود إلكترون تكافؤ وحيد في ذرة المعدن القلوي تكون طاقات الارتباط بين الذرات في الشبكة المعدنية ضعيفة نسبياً؛ وبالتالي فإن هذه المعادن لينة جداً تقطع بالسكين (للسيزيوم ليونة الشمع)، وهي تمتاز بجودة ناقليتها للكهرباء. ويبيّن الجدول (1) بعض الثوابت الفيزيائية المهمة لهذه المعادن.

يلاحظ في هذا الجدول الفرق الكبير بين قيمتي نصف القطر الذري والشاردي للعنصر الواحد. ويعلل ذلك بأن البنية الإلكترونية لذرة معدن قلوي تتشكل من البنية الإلكترونية لذرة غاز خامل (يسبق المعدن القلوي مباشرة في الجدول الدوري) بإضافة إلكترون يشغل الوضع S في طبقة رئيسية جديدة تالية يزداد بها نصف قطر الذرة فجائياً، مما يفسر كبر نصف قطر ذرة المعدن القلوي من جهة، وسهولة تخلي هذه الذرة عن إلكترونها الخارجي من جهة أخرى.

ونتيجة انفصال هذا الإلكترون ينقص نصف القطر فجائياً لزوال طبقة إلكترونية رئيسية خارجية بكاملها.

وهكذا فإن تناقص طاقة التشرّد الأول (فقدان إلكترون واحد) من الليثيوم حتى السيزيوم يعلل بازدياد نصف القطر الذري مما يؤدي إلى تناقص الطاقة اللازمة لإبعاد الإلكترون الخارجي. وللسبب نفسه تتناقص في الاتجاه المذكور درجتا حرارة الانصهار والغليان إذ ينشأ من ازدياد نصف القطر الذري تناقص قوة ترابط ذرات المعدن بعضها مع بعض وبالتالي تزداد سهولة انصهاره وتصعده بصورة عامة. غير أنه يجب أن يلاحظ أن قوة الترابط بين الذرات لاتتعلق بنصف القطر الذري فحسب بل ببنية المادة كنوع الشبكة البلورية مثلاً.

ويلاحظ في الجدول كذلك انخفاض الكتلة الحجمية للمعادن القلوية. ويعزى ذلك إلى كبر أنصاف أقطار ذراتها أيضاً. وتزداد الكتلة الحجمية بازدياد العدد الذري، غير أن الكتلة الحجمية للبوتاسيوم أصغر منها للصوديوم. ويعلَّل هذا الشذوذ الظاهري بعدم انتظام تغير قيم أنصاف الأقطار الذرية بدلالة تغير الأعداد الذرية.

للمعادن القلوية ومركباتها أهمية عملية كبيرة، خاصة الصوديوم والبوتاسيوم ومركباتهما التي تستعمل بصورة واسعة في جميع ميادين الصناعات الكيمياوية (الأسمدة، الصابون، الزجاج، التحضيرات الكيمياوية...إلخ)، ويستعمل الصوديوم السائل للنقل الحراري في محطات الطاقة النووية، ويستعمل مرجعاً لاستحصال بعض العناصر، التيتانيوم مثلاً وفي صنع السبائك وفي البطاريات. ويستعمل البوتاسيوم في اصطناع أكسيد البوتاسيوم KO2 من أجل الحصول على الأكسجين. وتستعمل مركبات الليثيوم في صناعة الزجاج وفي البطاريات الصغيرة طويلة العمر التي تستعمل في الساعات الرقمية والآلات الحاسبة والحواسب وبعض شحوم الآلات، وتستخدم كربونات الليثيوم في الطب، كما يشكل الليثيوم مع بعض المعادن الأخرى خلائط تمتاز بخواص ميكانيكية جيدة خاصة مع الرصاص والألمنيوم. أما الروبيديوم والسيزيوم فيستعملان خاصة في صناعة الخلايا الضوئية لسهولة تخلي ذراتهما عن إلكتروناتها الخارجية تحت تأثير إشعاع ضوئي.

الصفات الكيمياوية العامة

تتصف المعادن القلوية بنشاط كيمياوي كبير. فهي أشد المعادن كهرجابية، وتزداد هذه الكهرجابية من الليثيوم حتى السيزيوم فالفرنسيوم غالباً. ويعلل ذلك، بازدياد نصف القطر الذري وبالتالي بازدياد سهولة تخلي ذرة المعدن القلوي عن إلكترونها الخارجي. فهي تحلل الماء متفاعلة حسب المعادلة:

حيث M معدن قلوي، ولا يشتعل الهدروجين المنطلق تلقائياً في حالة الليثيوم، في حين يحدث التفاعل بانفجار في حالة الروبيديوم والسيزيوم. فالمعادن القلوية من أقوى المعادن المرجعة.

وبصورة مماثلة لتفاعلها مع الماء، ولكن بدرجة أضعف، يجري التفاعل مع الكحولات بانطلاق الهدروجين وتشكل كحولات المعدن القلوي وفق المعادلة:

ويكتسي الصوديوم والبوتاسيوم بالتماس مع الهواء بطبقة رخوة من نواتج الأكسدة. لذا يحفظ هذان المعدنان بغمرهما في الكيروسين (زيت الكاز). ويتفاعل الليثيوم بدرجة أقل. أما الروبيديوم والسيزيوم، فيشتعلان تلقائياً في الهواء في الدرجة العادية من الحرارة.

وتحترق المعادن القلوية في جو من الكلور الرطب. كما أن السيزيوم والروبيديوم والبوتاسيوم تتفاعل مع البروم السائل مع حدوث انفجار، في حين يكون هذا التفاعل سطحياً في حالة الصوديوم والليثيوم في الدرجة العادية من الحرارة ولاينشط إلا بالتسخين. وينتج من التفاعل الهاليدات MX.

تتفاعل المعادن القلوية مع مسحوق الكبريت بانفجار مكونة الكباريت M2S، كما تتفاعل مع الهدروجين مكونة الهدريدات MH التي تتصف بصفات الأملاح النموذجية، حيث يكون الهدروجين بشكل شاردة سالبة -H.

أما مع الآزوت والكربون فلايتفاعل في الشروط العادية مباشرة إلا الليثيوم إذ يكون النتريد Li3N في الدرجة العادية من الحرارة والكربيد Li2C2 بالتسخين. غير أن الآزوت المهيج بطريقة الانفراغ الكهربائي الهادئ يتحد مع المعادن القلوية الأخرى. وتتفكك الهدرات والكربيدات والنتريدات هذه بالماء والحموض الممدة فتتشكل هدروكسيدات أو ملح المعدن وينطلق هدروجين أو فحم هدروجيني أو نشادر وفق المعادلات:

وتتصف مركبات المعادن القلوية ببنية شاردية يكون فيها المعدن القلوي شاردةً موجبة ذات تكافؤ وحيد هو +1. غير أن المعادن القلوية يجب أن تشكل أيضاً ـ حسب نظرية هيتلر Heitler ولندن ـ مركبات تكون فيها الرابطة مشتركة بتكافؤ يساوي +1 أيضاً وإن كانت أقل ثباتاً. وقد أثبتت التجربة في الواقع أن أبخرة المعادن القلوية في درجة أعلى بقليل من درجة الغليان تحوي إلى جانب الذرات الوحيدة ذرات ثنائية أو جزيئات ثنائية الذرة. وتعد الرابطة في المركبات الالكيلية للمعادن القلوية كالمركب NaCH3 رابطة مشتركة.

تنحل المعادن القلوية في النشادر السائل مكونة محاليل غروية زرقاء. ولم تعزل من هذه المحاليل مركبات ذات تركيب معين. وتكون محاليل المعادن قلوية في النشادر السائل مرجعة قوية وتستعمل لإجراء بعض التفاعلات في الكيمياء العضوية.

ولاتشكل المعادن القلوية عند احتراقها في الأكسجين الأكاسيد البسيطة، وإنما فوق الأكاسيد الموافقة، ما عدا الليثيوم، وفيما يأتي صيغ نواتج الأكسدة وألوانها:

Li2O (أبيض)

Na2O2 (أبيض)

KO2 (أصفر)

RbO2 (أصفر)

CsO2 (أصفر)

أهم فوق الأكاسيد من الوجهة العملية فوق أوكسيد الصوديوم Na2O2 وهو يستعمل في التحليل الكيمياوي بمزجه مع كربونات الصوديوم لأكسدة الكباريت، وفي المختبر لتحضير الأكسجين (يعرف لذلك بالحجر الأكسجيني)، وفي صناعة المواد المنظفة؛ كما يستعمل كذلك في تخليص الهواء المحصور من غاز الكربون وتوليد الأكسجين وفقاً للتفاعل:

ولايحصل على الأكاسيد البسيطة إلا بصورة غير مباشرة، وذلك بتفاعل فوق الأكسيد مع المعادن. وهي جميعها مواد صلبة في الدرجة العادية من الحرارة، يتغير لونها من الأبيض فالأصفر فالبرتقالي كما يأتي:

Li2O (أبيض)

Na2O (أبيض)

K2O (إبيض)

Rb2O (أصفر)

Cs2O (برتقالي)

أما هدروكسيدات المعادن القلوية فهي بلورات عديمة اللون جاذبة للماء، سهلة الانصهار والتبخر من دون تفكك، ماعدا هدروكسيد الليثيوم الذي يتحول بالتسخين إلى الأكسيد Li2O. وهي تتفاعل في الحالة المصهورة مع الزجاج والخزف والبلاتين؛ لذا تصهر في الأوعية المصنوعة من الفضة أو النيكل أو الحديد.

يحصل على الهدروكسيدات في الصناعة إما بالتحليل الكهربائي لمحلول ملح المعدن القلوي الموافق، وإما بتفاعل محلول كربونات المعدن القلوي مع الكلس المطفأ (ماءات الكلسيوم)، وإما بتفاعل المعدن مع الماء مباشرة. وأكثر هذه الماءات استعمالاً في الصناعة الصود الكاوي NaOH والبوتاس الكاوي KOH.

شوارد المعادن القلوية لا لون لها، كما أن جميع أملاحها تقريباً سهلة الانحلال في الماء. وتتبلور أملاح البوتاسيوم والروبيديوم والسيزيوم من دون ماء تبلور عادة بخلاف أملاح الليثيوم، في حين تشغل أملاح الصوديوم وضعاً وسطياً. وتكون محاليل الأملاح الموافقة للحموض الضعيفة ذات تفاعل قلوي بسبب الحلمهة (التحلل بالماء).

أملاح المعادن القلوية المهمة

أهم هذه الأملاح الهاليدات وصيغتها العامة MX. وهي بلورات لا لون لها جيدة الانحلال في الماء باستثناءLiF وNaF جزئياً. أهمها من الوجهة العملية كلوريد الصوديوم الذي يستعمل في الصناعة إضافة إلى كونه ملحاً للطعام، ومصادره مناجم الملح الصخري والبحار والبحيرات المالحة. ويكون غالباً مشوباً بأملاح الكلسيوم والمغنزيوم التي تجذب الرطوبة، أما كلوريد الصوديوم النقي فيبقى جافاً في الهواء. ويتميز كلوريد البوتاسيوم بأهمية خاصة في صناعة الأسمدة البوتاسية. وهو يوجد في الطبيعة مشكلاً مع كلوريد المغنزيوم الفلز المعروف بالكارناليت MgCl2.KCl.

نترات المعادن القلوية بلورات سهلة الانصهار نسبياً وتنحل جيداً في الماء أهمها NaNO3 وKNO3. ويستخدم هذان الملحان بصورة رئيسية في صناعة الأسمدة. كما تستعمل نترات البوتاسيوم أيضاً في صناعة البارود (لاتستعمل نترات الصوديوم لكونها جاذبة للرطوبة).

أما الكربونات فمنها الحمضية ومنها المعتدلة. وتتشكل الكربونات الحمضية لجميع المعادن القلوية باستثناء الليثيوم، وهي بشكل مسحوق لايحوي ماء تبلور، وتتفكك بالتسخين متحولة إلى كربونات معتدلة مطلقة CO2. وتنحل الكربونات الحمضية جيداً في الماء ماعدا NaHCO3، وتلقى هذه الكربونات الأخيرة استخداماً عملياً في صناعة الأغذية والمعجنات وفي الطب.

وتكون الكربونات المعتدلة جيدة الانحلال في الماء أيضاً باستثناء Li2CO3.

لكربونات الصوديوم أهمية صناعية كبيرة. وتصادف في التجارة بشكل ملح مميه Na2CO3.10H2O وهي صودا الغسيل أو غير مميه (الصودا المكلسة).

وللمعادن القلوية كبريتات حمضية وكبريتات معتدلة. وهي جميعها تنحل جيداً في الماء. أهمها في الصناعة Na2SO4 وK2SO4. وتلقى كبريتات الصوديوم استعمالاً في الطب أيضاً.

موفق شخاشيرو

الموضوعات ذات الصلة:

 

التحليل الكهربائي ـ السبيكة ـ القلويات الترابية.

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ هيام بيرقدار، الكيمياء اللاعضوية، الجزء الثاني لطلاب شهادة الكيمياء اللاعضوية (مطبعة محمد هاشم الكتبي، 1971).

- H.V.BORGSTEDT and C.K.Matthews, Applied Chemistry of Alkali Metals (Ple­num, NewYork 1987).


التصنيف : الكيمياء و الفيزياء
النوع : علوم
المجلد: المجلد الخامس عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 554
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1081
الكل : 39657966
اليوم : 15798

إيليس (غيولا-)

إيلْيَس (غيولا ـ) (1902ـ1983)   غيولا إيلْيَس Gyula Illyes كاتب وشاعر هنغاري، ولد في راسِغرِسْبوشتا Racegrespuszta، وتمكن مع منشئه القروي ومايحيط به من أوضاع صعبة من تثقيف نفسه. وألجأه العمل السياسي الذي بلغ أوجه في بلاده عام 1919 إلى فرنسة حيث انصرف إلى الدراسة الجامعية في السوربون والنشاط النقابي حتى عام 1926 حين عاد إلى بلاده. وقد أثمرت تجربته هذه رواية «مهاجرو الهون في باريس» (1946) Les Huns à Paris؛ وهي سيرة ذاتية تنطوي على تحليل للوجه الاجتماعي للحياة في ظل النظام شبه الإقطاعي الذي كانت تعانيه طبقتا الفلاحين والعمّال الزراعيين، ولما عاد إلى بودابست شاعراً له شأنه، أسس عام 1941 مجلة «ماغيار غيسلاك»، وصار رئيس تحرير مجلة «نيوغات» Nyugat. وفي أعقاب الحرب العالمية الثانية انتخب نائباً عن حزب الفلاحين وصار رئيس تحرير مجلة «فالاز» Vàlasz التي أوقفت عام 1949 بسبب تعرضها لانتقادات الحزب الشيوعي. يعدّ إيلْيَس في أكبر الشعراء الهنغار في القرن العشرين، ومن دواوينه «الأرض الثقيلة» Terre lourde و«العودة» (1928) Le retour، و«تحت سماوات محلقة» (1935) Sous des cieux volants و«دلائل الشيخوخة» (1970) Les symptômes de vieillesse. ويمتاز إنتاجه بالوفرة والتنوع، فقد كان شاعراً، وكاتب قصص ومقالات ومسرحيات، يتناول بالتحليل النقدي القضايا الاجتماعية المعاصرة، ولاسيما مشكلات مجتمع الفلاحين في هنغارية. لذا يعد بحق شاعر الأمة، ذلك أن نتاجه الأدبي الذي التزم فيه التنديد بالبؤس الغالب في الريف قد اقترن مدة نصف قرن كامل بقضايا أمته المصيرية، وأدّى على أكمل وجه المهمة التي نُذِر لها؛ ألا وهي مهمة قيادة المجتمع نحو التحضّر. وتعدّ أعمال إيلْيَس مثالاً للأدب المرتبط بحركة التاريخ، وإبرازاً لإخلاص الكاتب لأصله القروي وللأمل في الارتقاء الاجتماعي والفكري إلى حياة جديرة بأن تُحيا في ظل النظام الاشتراكي. أعجب إيلْيَس بالثقافة الفرنسية إعجابه بالروح الشعبية في هنغارية، فجمع التأثير السريالي إلى الأعراف الهنغارية. وقد طبعت هذه الازدواجية مؤلفاته على مختلف أنواعها: فمنها الدواوين الشعرية وأولها «الأرض الثقيلة»، والروايات مثل «راديسيل» (1971) والمسرحيات مثل مسرحية «المفضَّل»  (1963) Favori، والتراجم كرائعته عن الشاعر الهنغاري الكبير بيتوفي[ر] (1936) Petofi. يتصف أسلوب إيلْيَس النثري بنقائه وشدة إثارته للمشاعر، وبالسهولة التي يضع فيها الصورة الواقعية في خدمة التعبير الفكري. وهو يمثّل بذلك الاندماج والتكامل بين الإبداع الريفي من جهة والفكر والأدب من جهة أخرى. ويعد ديوانه الأول «الأرض الثقيلة» إدراكاً ذاتياً ملتزماً الأرض الأم، وولادة فن هَمّه المحافظة على التوازن بين الذات والعالم. ويتجلى موقف إيلْيَس ناطقاً بلسان طبقة اجتماعية ثم مرشداً روحياً للأمة في تصوير مناظر طبيعية حميمة في خاصيتها، وفي السرد والتأملات الموقوفة على التضامن الإنساني، والتوزع الصاخب بين التعنيف والتهديد من جهة، والحلم والآمال المرجوة من جهة أخرى. ذلكم هو المسار الفكري والروحي الذي خطّه إيلْيَس لنفسه، ونذر له روحه في المجموعات التالية: «تحت سماوات محلّقة»، و«النظام وسط الخراب» (1937) L'ordre dans les ruines، و«في عالم خاص» (1939) Dans un monde à part. وقد أبدى إيلْيَس اهتماماً وتعاطفاً مع التجربة السوفيتية، واتسم موقفه هذا بالشجاعة. ومنذ عام 1936 صار كل نتاج أدبي له موقفاً سياسياً في مضمونه الثوري وأهمية تأثيره. ففي «كنوز الشعر الفرنسي» Trésor de la poésie française الذي نشره عام 1942 متضامناً مع فرنسة المهزومة أمام الاجتياح الألماني، عبَّر إيلْيَس عن احتجاجه على إمبريالية النازيين الفكرية. ولم يعد يكتفي بموقف الأديب الملتزم فدخل بنفسه المعترك السياسي ليصير بعد التحرير نائباً عن حزب الفلاحين، ولكنه، بعد تخلّيه عن رئاسة تحرير مجلة «فالاز» اعتكف على ضفاف بحيرة البَلاتون. وتحول منزله مع الزمن إلى منتدى أدبي ريفي يستقطب الكثير من المفكرين، ومن بينهم عدد من الشعراء الفرنسيين أمثال بول إيلوار[ر] وأوجين جيلفيك وبيير إمانويل. ألّف إيلْيَس بين عامي 1952 و1963 مجموعة كبيرة من الروايات أهمها «مثال أوزورا» (1952) L'exemple d'Ozora، و«لهب المشعل» (1953) Flamme de Torche، وضع فيها الشخصيات الروائية في خضم الصراعات التاريخية الكبرى، وأكد من خلالها الحاجة الملحة إلى ربط قضية الثورة بالقضية الوطنية. ومنذ عام 1965 صار البطل عند إيلْيَس ضحية تتنازع مشاعره السياسة والأخلاق. وتتمثل صورة البطل هذه في شخصية ماكسيموم بيترونيوس في مسرحية «المفضَّل». تتلخص الأهداف الإنسانية التي أوقف عليها إيلْيَس مجمل دواوينه الشعرية في البقاء شاهداً على التاريخ، وفي التعبير الصادق عن هموم الأمة، كما في أزمات اليأس التي مرت بها، وفي التشبّث العنيد بالمقاومة، والرغبة المتجددة أبداً بقيام نظام متناسق الأجزاء. من دواوينه في هذه المرحلة «قبضات أيد» (1956) Poignées de mains، و«الشراع المائل» (1965) Voile Penchee، و«أسود وأبيض» (1968) Noir et blanc، وقد انتهج فيها الكاتب أسلوباً مميزاً يخفف فيه تواترُ الفصول وسكينة الطبيعة من حدّة الشكوك ومرارة القلق. ثم لايلبث الشعور بالمسؤولية أن يعاود تأججه في صدر الشاعر بفضل فكر متّقد تنتشله صور الواقع من أعماق الهاوية التي يقبع فيها. وصار إيلْيَس في السبعينات الممثل المثالي للتقاليد الشعبية التقدمية، وغدت سلطته المعنوية أشبه بالأسطورة، ولكن قلقاً جديداً انبعث من نتاجه الأدبي على مختلف أنواعه، كما في دواوينه «قصائد مهجورة» (1971) Poemés abandonnés، و«كل شيء ممكن» Tout est possible و«وصية غريبة»  (1977) Testament étrange، و«قضية عامة» (1981) Affaire publique. ومن دراساته ومقالاته الاجتماعية: «البوصلة في اليد» (1975) Boussole à la main ، و«عليك أن تعيش هنا» (1976) Tu dois vivre ici، ومن مسرحياته «لنتعافَ» (1977) Ressaisissons-nous. وتمثل روايته «صفحات بياتريس» (1979) Les pages de Béatrice التي تدور أحداثها حول ثورات 1918-1919 سيرته الذاتية. ويبقى إيلْيَس الموجه الأخلاقي الواقع فريسة لصراع داخلي شرس، في زمن عاق تأتي الكوارث فيه من العدم ويصعب إيجاد مسوّغ أخلاقي لها. توفي إيلْيَس في منزله الواقع على ضفاف نهر البالاتون.   لبانة مشوح   مراجع للاستزادة:   - L.GARA, Gyula Illyes, (Paris 1966).
المزيد »