logo

logo

logo

logo

logo

قنوات.

قنوات.

Qanawat / Canatha - Qanawat / Canatha

قنوات

 

تقع قنوات (كاناثا Canatha) القديمة على بعد 7كم شمال شرقي السويداء، و95كم جنوب شرقي دمشق، في الجناح الشمالي الغربي من الكتلة البركانية البازلتية لجبل العرب الغنية بالمياه، وعلى ارتفاع نحو 1250متراً عن سطح البحر. وتمتد المدينة القديمة على منحدر السفح من الجنوب إلى الشمال، في حين يحدها من الجهة الغربية سفوح جبل العرب، ومن الجهة الشرقية وادي الغار.

يقطع المدينة شارع امتداده شرق ـ غرب، يتطابق تماماً مع الشارع الرئيس القديم décumanus، فيقسمها إلى مدينة عليا acropole جنوباً ومدينة سفلى شمالاً، وقد بنيت المدينة بكاملها بالحجر البازلتي المحلي، مما أعطى مبانيها البازلتية المتناثرة على سفوح الوادي مظهراً فريداً.

يعود الاستيطان في قنوات ومحيطها إلى العصر الحجري الحديث، ثم استمر في العصور اللاحقة حتى العهود العربية الإسلامية، مع بعض الانقطاع من القرن التاسع حتى نهاية القرن العاشر الميلادي، ومن القرن الرابع عشر حتى نهاية القرن السابع عشر الميلادي، حين كانت السيادة في المنطقة حينئذ للقبائل البدوية المتنقلة، حتى استوطنها من جديد السكان الحاليون القادمون من شمالي سورية ولبنان وفلسطين، منذ أواخر القرن السابع عشر الميلادي.

ورد الاسم القديم لقنوات في النقوش الكتابية المصرية، وضمن مؤلفات المؤرخين القدامى: بلينيوس الأكبر(23ـ79م) Plinius ، وأوسيبيوس Eusebios القيساري (265ـ340م) ولدى هيروكليس Héraclite، وفي وثائق المجمع الخلقيدوني (451م) موافقاً لصيغة آرامية، ويبدو اسم كاناثا واضحاً على نقود من العصر الروماني تعود للأباطرة كومودوس Commodus وإيلاغابال Elagabalus. وفي الكتابات اليونانية المكتشفة في حوران (سهل النقرة) حيث امتد نفوذها غرباً، وقد احتفظت هذه البلدة بنفس اسمها القديم حتى اليوم.

قنوات

بدأ التنقيب الأثري في قنوات عام 1960 برئاسة بعثة وطنية كشفت عن مقبرة الأساقفة الواقعة شرقي مجموعة الكنائس،وتم العثور فيها على أربعة نواويس حجرية مزخرفة بموضوعات نباتية وكتابية يونانية وصلبان، واستمر العمل فيها موسمين، وبين العامين 1962ـ1965 تم الكشف عن كامل منطقة المعابد والكنائس وملحقاتهما. وتابعت البعثة الوطنية التنقيب في مبنى الحمامات العامة والتي اكتشفت مصادفة عام 1926، ونفذت خمسة مواسم تم الكشف في أثنائها عن مساحة نحو 350م2، وقد تبين وجود مرحلتي بناء فيها, رومانية ثم بيزنطية.

وبين عامي 1997ـ2002 نفذت بعثة سورية ـ ألمانية مواسم تنقيب عدة ضمن بعض المباني منها: معبد زيوس ماجيستوس Zeus Majestus، في أعلى نقطة من المدينة العليا، يعود إلى القرن الثالث، وما تزال منصته قائمة ومعبد الإله تياندريوس Théandrios المقام خارج الأسوار والعائد للقرن الثاني، ويتكون من 31عموداً، بقي منها سبعة فقط. معبد حوريات الماء Nymphes الواقع على السفح الشرقي للوادي ويعود للقرن الثالث، وكانت وظيفته تقديس الينابيع ـ المسرح الصغير Odéon الواقع شمالي معبد الحوريات والعائد إلى العصر نفسه، وقد خصص لإقامة الحفلات الموسيقية، وكان يتسع لنحو 300شخص، ثم موقع المقابر الشمالية.

نتيجة أعمال التنقيب الآنفة الذكر، عثر على لقى مهمة: أوان فخارية وزجاجية، نقود فضية وبرونزية، عقود من الخرز، أساور وخواتم برونزية فضية، رقاقات ذهبية، مجموعة من المنحوتات البازلتية، تماثيل، زخارف، كتابات يونانية، تم تأريخها من العصرين الروماني والبيزنطي. وفي وادي قنوات (معبد الحوريات والأوديون) تم اكتشاف طبقات تعود إلى العصر العربي الإسلامي، كما عثر على مجموعة من الأقنية الحجرية بطول نحو 60متراً. كانت تجلب المياه بوسطاتها من أحد الينابيع حتى الأوديون مروراً بمعبد الحوريات.

 تبرز الأهمية التاريخية والحضارية لقنوات لكونها انضمت نحو عام 50ق.م إلى اتحاد المدن العشر Décapolis، وعدت حينئذ محطة تجارية مهمة على الطريق القادمة من دمشق باتجاه بصرى، حسب ما تشير خريطة الطرق القديمة، وهناك كتابات تظهر أن المدينة كانت تحكم بوساطة مجلس الشيوخ المحلي، يمثل الشيوخ والنبلاء وعُرِفَ فيها مسؤولون عن التموين وشرطة الأسواق والمفتشين. وابتداء من القرن الأول،عرفت كاناثا تطوراً اقتصادياً مهماً وخاصة في الزراعة، وفي العصر البيزنطي شغلت مركزاً أسقفياً ارتبط ببصرى وخضع لأنطاكية، وشكلت مع السويداء Dionysias أحد المراكز المهمة للحج المسيحي، وذكر اسمها إلى جانب أسماء الأباطرة والقادة على النقود والنقوش الكتابية مثل: (سبتيما كاناثا) نسبة للامبراطور سبتيموس سيفيروس و(غابينا كاناثا) نسبة إلى (غابينوس)، وعثر على نصب كتابي يوناني في موقع جيني قرب ليون لوالي سورية، يحمل تذكاراً لأحد تجار قنوات واسمه تيم بن سعد، مما يظهر الدور الذي قامت به قنوات من خلال مواطنيها الذين وصلوا بتجارتهم إلى منطقة نهر الرون في بلاد الغال.

حسن حاطوم

 مراجع للاستزادة:

 

ـ غالب عامر، داوود النمر، جبل العرب في العصور القديمة (وزارة الثقافة، 1964).

ـ علي أبو عساف، الآثار في جبل حوران (ألف باء الأديب، دمشق 1997).

- J.M.DENTZER,Hauran I ,recherches archéologiques sur la Syrie du sud (Paris 1985-1986).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الخامس عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 628
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 643
الكل : 31696965
اليوم : 51547

غوبينو (جوزيف آرثردي-)

غوبينو (جوزيف آرتُر دي -) (1882-1816)   جوزيف آرتُر دي غوبينو Joseph Arthur de Gobineau أديب فرنسي جمع بين الشعر والصحافة والرواية والفلسفة. وُلد في ڤيل داڤريه Ville- d’Avray إحدى ضواحي باريس وتوفي في تورينو (إيطاليا). عاش طفولة تعسة مردّها إلى والدته التي كانت تعيش حياة مغامرات. دخل عام 1830 الحياة الأدبية في باريس وأسهم في نشر قصائد وكتابة قصص مسلسة منها «السجين المحظوظ» Le Prisonnier chanceux عام (1846)، وكان ذلك بداية مشجعة له.
المزيد »