logo

logo

logo

logo

logo

محمود الثاني العثماني

محمود ثاني عثماني

Mahmoud II - Mahmoud II

محمود الثاني العثماني

(1199 ـ 1255هـ/1785 ـ 1839م)

 

هو السلطان الحادي والثلاثون في السلطنة العثمانية، وهو ابن السلطان عبد الحميد خان الأول (1187ـ 1203هـ/1774ـ 1789م)، امتاز بالشخصية القوية، وتمتع بالشجاعة والصبر والطبيعة المصممة. وكان خطاطاً وشاعراً ومؤلفاً. وكتب قصائده تحت اسم التخلص «عدلي».

تولى محمود الثاني أمور السلطنة سنة 1808م بعد أخيه السلطان مصطفى الرابع  الذي عُزل بعد أن تولى (13) شهراً.

كانت حياة السلطان محمود الثاني سلسلة من الكفاح الشاق لإنجاز شيء لبلاده. ومن بعض أعماله  أنه بنى كثيراً من المدارس الجديدة. وفي عهده شُيِّدت العمارات الحديثة، كما جُددت جميع مساجد إصطنبول بناء على أوامره. كما شُيّد جسر أونقاباني (جسر أتاتورك اليوم) على القرن الذهبي إلى الشمال من جسر غلطة. وأنشئت في عهده أيضاً المدرسة الشرعية الإسلامية في مكة المكرمة، وجدّد بناء المسجد الأقصى. وأصدر نقوداً جديدة، ونظم البريد ووضع أسس الحجر الصحي وأمر ببناء مئات السفن.

وكان جلّ همه العمل بما يعود على السلطنة بالمنافع والقوة، فأدخل السلطان محمود الثاني كثيراً من الإصلاحات في الولايات العثمانية كافة، على الرغم من أنه لم تخلُ سنة من سني سلطنته من الاضطرابات والفتن، وكان يتغلب عليها جميعاً لسمو إدراكه وهمته، فقد بدأ عمله بتعيين مصطفى باشا البيرقدار صدراً أعظم، وأراد إصلاح الانكشارية وحصل على فتوى بذلك، ولما باشر هذا الإصلاح ثاروا واستطاع السلطان إيقافهم مؤقتاً وتأجيل الإصلاحات للتفرغ للقضايا الخارجية التي تهدد البلاد الإسلامية.

تمكن من إخماد الفتنة في ألبانيا التي أشعل نارها (تبه دلنلي Tepedelenli: علي باشا)، وفتنة «القره مانلي» في ولاية طرابلس الغرب، وغيرهما. وفي عهده قامت حرب جديدة مع الفرس بدسائس روسيا استمرت سنين.   

واستطاع السلطان محمود الثاني إخماد ثورات الصرب المتكررة وتأديبهم وغيرها. وتصدى للحركة الوهابية التي ظهرت في نجد بالجزيرة العربية والتي أشغلت الدولة عن القضايا الخارجية المهمة، مثل الحملة الفرنسية على مصر والشام عام 1213ـ 1215هـ/1798ـ 1801م. فتم تكليف والي مصر محمد علي باشا بإخمادها، وقد تمكن ابنه إبراهيم باشا بعد حروب طويلة من التغلب عليهم ومن أسر قائدهم عبد الله سعود، وإرساله إلى الأستانة حيث قتل سنة 1818م.

كما تم تكليف محمد علي باشا بالمشاركة مع العثمانيين بالقضاء على تمرد اليونان الذين حرّضهم الروس وغيرهم من الأوربيين، وبعد ذلك تفرغ السلطان محمود للقضاء على الانكشارية الذين أصبحوا شراً على البلاد بعد أن كانوا خيراً لها وتم إيجاد بديل منها سمي «النظام الجديد». وطوّر اللباس العسكري وأوجد الطربوش بدل العمامة الذي أصبح لباس الرأس لدى المسلمين في جميع البلاد الإسلامية في إفريقيا وآسيا وكل مكان، وكان لونه أحمر حسب لون العلم العثماني رمز التضحية. كما طوّر المدارس العسكرية.

  وفي عهده قام الفرنسيون باحتلال الجزائر 1247هـ/1830م بالتعاون والدعم من القوى الأوربية بحجة التخلص من أعمال الجهاد البحري التي يقوم بها مسلمو شمالي إفريقيا منذ طرد المسلمين من الأندلس، وكانوا يسمونها «القرصنة»، كما تصدى لتجاوز محمد علي باشا صلاحياته بالهجوم على الشام (1830ـ1840م) ولكنه هُزم من قبل جيش إبراهيم باشا في قونية، واضطر إلى توقيع معاهدة كوتاهية سنة 1833هـ التي نزل السلطان بمقتضاها لمحمد علي عن ولاية سورية.

توفي السلطان محمد في 19 ربيع الآخر ودفن في ديوان يولو وخلفه ابنه  السلطان عبد المجيد الأول. 

عبد الرحمن البيطار

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ إبراهيم بك حليم، تاريخ الدولة العثمانية العلية «التحفة الحليمية في تاريخ الدولة العلية» (مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت 1422هـ/2002م).

ـ علي حسون، تاريخ الدولة العثمانية وعلاقاتها الخارجية (المكتب الإسلامي، بيروت ودمشق، 1415هـ/1994م).

ـ محمد فريد بك المحامي، تاريخ الدولة العلية العثمانية، تحقيق إحسان حقي (دار النفائس، بيروت 1419هـ/1998م).

ـ الميرالاي إسماعيل سرهنك، تاريخ الدولة العثمانية، تقديم ومراجعة حسن الزين (دار الفكر الحديث، بيروت، طبعة جديدة 1408هـ/1988م).


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الثامن عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 116
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1073
الكل : 39674729
اليوم : 32561

أوركانيا (أندريا دي تشونة-)

أوركانيا (أندريا دي تشونة) (… ـ 1368)   أندريا دي تشونة المعروف باسم أوركانيا Andrea di Cione, dit Orcagna  نحات ومصور إيطالي، لايُعرف شيء عن نشأته الأولى، ولكن السجلات المحفوظة في مدينة فلورنسة تشير إلى إقامته ونشاطه فيها منذ عام 1343 حتى وفاته. ورد اسمه في سجلات معلمي فنون الحجر والخشب منذ عام 1352. سُمي في عام 1355 رئيساً لأعمال بناء كنيسة «أورسان ميكيلي» Or San Michele  بفلورنسة، وبدأ عام 1358 بالعمل في خزانة القربان Tabernacle في هذه الكنيسة، كما عمل، في الوقت ذاته، في فسيفساء واجهة أورفييتو Orvieto. يبدو أوركانيا من أغرب الشخصيات الإيطالية في القرن الرابع عشر، فهو في حقل التصوير وكذلك في النحت، وأحياناً في العمارة، يمثل دوراً يكاد يكون رجعياً، إذ يتجاهل النزعات التعبيرية القوطية، كما يتجاهل الميول المتأنقة لدى فناني سيينة Sienna ويتجه نحو جيوتو[ر] Giotto يستلهم أسلوبه، كما يستلهم منحوتات أندريا بيزانو[ر] Pisano معلمه الحقيقي. وكان يحرص، في الوقت ذاته، على الثراء الزخرفي المترف الذي كان يفرضه ذوق العصر. لذلك نجد أن تخليه عن البساطة والوضوح التعبيري اللذين اتسم بهما فن القدماء، أوصله إلى قدر من الجمود في أشكاله المحصورة ضمن قوالب ثابتة لا تفلح التزيينات الغنية في إحيائها. ومع أنه لم يستخدم المبالغات الشكلية التي درج عليها أتباع أندريا بيزانو ، فقد كان مغرماً بتطعيم أعماله النحتية بقطع الرخام الملوّن والإكثار من العناصر التزيينية والأجزاء المفرغة والمثقوبة والفسيفساء، كما يلاحظ في «خزانة القربان» في كنيسة أورسان ميكيلي. وعلى أي حال، كان لأوركانيا أثر مهم في فن النحت الفلورنسي، إذ إنه أعاد للأصالة الشكلية وللنزعة الطبيعية التي أوجدها جيوتّو مكانتهما في الفكر التشكيلي التوسكاني. وهذا ينطبق على فن التصوير، فإن مايشاهد في عمله الرئيسي، «رافدة المذبح» Retable في مصلى ستروتزي Strozzi، بكنيسة سانتا ماريّا نوفيلا (فلورنسة)، من تنظيم صارم للأشكال، وتناظر في توزيع الأشخاص، وتصويرهم في أوضاع جبهية أو جانبية كاملة، وتمثيل بلاط الأرضية بشكل عمودي مطلق، وغياب العناصر المعمارية، كل ذلك يظهر نزوع أوركانيا إلى التخلي عن تمثيل الحيّز الفراغي ليركز على تشخيص مستمد من أواخر العصر الوسيط، بهدف الوصول إلى مضمون ديني سام. وكان لاتجاهه هذا تأثير في التصوير الفلورنسي لأمد بعيد. لأوركانيا أخوان، ناردو دي تشونة، وياكوبو دي تشونة، كلاهما مصور، ولكنهما لم يصلا إلى مكانته وشهرته. محمود حماد   الموضوعات ذات الصلة:   إيطالية.   مراجع للاستزادة:   - K.STEINWEG, Andrea Orcagna (Strasbourg 1929). - EMILIO LAVAGNINO, L' arte medioevale (Torino 1953).
المزيد »