logo

logo

logo

logo

logo

نعيمة (ميخائيل-)

نعيمه (ميخاييل)

Na’ima (Mikhael-) - Na’ima (Mikhael-)

نعيمة (ميخائيل ـ)

( 1889 ـ 1988)

 

علم من أعلام الفكر المبرزين في العصر الحديث، وصاحب شخصية علمية موسوعية، فقد جمع بين النقد والشعر والرواية و المسرح والسيرة الذاتية، على أنه اشتهر بين الناس بوصفه ناقداً وشاعراً أكثر من اشتهاره في المجالات الأخرى.

ولد ميخائيل بن يوسف بن ميخائيل نعيمة في قرية «بسكنتا» في سفح جبل صنين في لبنان لأبوين أرثوذكسيين، وفي مدرستها الصغيرة تلقى تعليمه الأول، ثم انتقل بعدها إلى الدراسة في مدرسة روسية، فأظهر فيها تفوقاً ملحوظاً على أقرانه، مما دفع إدارة المدرسة إلى اختياره في عام 1902 لمتابعة الدراسة بدار المعلمين الروسية في مدينة الناصرة الفلسطينية، وبعد تخرجه أرسل إلى روسيا في عام 1906 لمتابعة تحصيله العلمي، عاد بعدها إلى لبنان عام 1911، ولكنه لم يلبث به طويلاً حتى غادره بعد شهور قليلة، وفي العام نفسه متوجهاً إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليلتحق بجامعة واشنطن، فدرس الآداب والحقوق وحصل على شهادتيهما معاً عام 1916. وفي عام 1918 انخرط في الجندية تحت اللواء الأمريكي وذهب إلى الحرب في فرنسا، وبعد انتهاء الحرب ترك الجندية عام 1919 وعاد إلى نيويورك فأقام فيها ثلاثة عشر عاماً، وبعد أن توفي صديقه جبران خليل جبران عاد إلى لبنان عام 1932 ليتابع رحلته في الكتابة و التأليف، وقد عمّر طويلاً، وعاش حياته المديدة من دون أن يتزوج، وتوفي عن عمر يناهز المئة عام.

يعد نعيمة أحد أبرز مؤسسي «الرابطة القلمية» التي تأسست عام 1920 إلى جانب جبران خليل جبران و نسيب عريضة وإيليا أبو ماضي ورشيد أيوب وغيرهم، والتي كانت تهدف إلى تكوين جمعية أدبية تنشط لإحياء الأدب العربي وابتعاث طاقاته الأصيلة.

تعددت مصادر تكوينه الثقافي والأدبي، وتنوعت، فكان منها اللغة العربية و آدابها، والأدب الروسي، والثقافة الإنكليزية، وبعض جوانب الثقافة الفرنسية، والفكر المسيحي و غيرها، ولكنه كان أكثر تأثراً بالأدب الروسي وأشد حماسة له من سواه؛ لارتباطه بالثقافة الروسية منذ نعومة أظفاره من جهة؛ ونفوره الروحي من نمط الحياة الغربية عامةً من جهة أخرى، وله في هذا شعر تُلمس فيه ثورته ضد نزعة الاستعلاء الغربي، منها قوله:

من أنت؟ ما أنت يا ابن الغَرْبِ تأمُرُنِي           وليسَ لي رَدُّ أمرٍ منك إن صَدَرا

هل صاغَكَ الله يا مولايَ من نَفَـسٍ             في صدرِهِ، و بَرَاني خالقي حَجَرا

كان ينظر إلى الأدب نظرة إنسانية روحانية، فهو يقوّمه تبعاً لمدى اتصاله بحقيقة الوجود الثابتة، واستمداده منها، ومدى تعبيره عن المعاني والقيم الإنسانية الكامنة في جوهر الإنسان، بحيث يجد فيه كل إنسان صدى لنفسه، ومرآة لذاته.

يرى أن في الأدب رسالة الحرية، ويضع الأديب والناقد في خندق واحد، فكلاهما رسول يحمل الرسالة ذاتها، الأدب مغامرة مقدسة، والأديب جوّاب في شعاب النفس، والناقد يسبقه بخطوة أو يتأخر عنه خطوة، ولكنه يحمل المصباح الصغير الذي يضيء الشعاب المجهولة، ولهذا فإن نعيمة يركز على روح الأدب من جهة وعلى معناه من جهـة أخرى.

له ديوان شعري وحيد، أسماه «همس الجفون» ضم بين دفتيه شعره العربي و شعره المترجم إلى العربية، والديوان تجربة شعرية تستحق النظر والدراسة، لما تنطوي عليه من بذور التجديد الشكلي وعمق المضمون الفلسفي، وكانت أولى قصائده قد نظمها بالروسية في أثناء إقامته في بولتاڤا Poltava ثم ترجمها إلى العربية في نيويورك، وهي بعنوان «النهر المتجمد» و فيها يقول:

يا نهرُ هل نضَبتْ ميَاهُكَ فانقَطَعت عنِ الخرير؟

أم هل هَرِمْتَ و خَارَ عَزْمُك فانقطعت عن المسير؟

عالج نعيمة الأدب المسرحي في رواية «الآباء و البنون» فابتدع حلاً لمشكلة اللغة المسرحية، بجعل الحوار باللغة الفصحى للأشخاص المتعلمين، وبالعامية لغير المتعلمين، فكان تمثيل هذه الرواية طليعة الفن المسرحي في المهاجر. وله شذور وأمثال جمعها في كتاب «كرم على درب» هي نتاج تأملاته في سنين متفرقة، منها قوله: «بعض الناس كالسلم، يصعد عليه الصاعدون، وينزل النازلون، أما هم فلا يصعدون ولا ينزلون». و قوله: «صلاة القوي في قلبه، وصلاة الضعيف في فم الكاهن».

أما في النقد الأدبي فيعد كتابه «الغربال» أهم ما كتب في هذا المجال، ويضم اثنين وعشرين مقالاً، خصص ثمانية منها للنقد النظري، فحدد مفهوم النقد الأدبي ووظيفته، وبين طبيعة الأدب ورسالته، ومفهوم الشعر، وما إلى ذلك، وأما الثلاثة عشر مقالاً الأخرى فقد أفردها للنقد التطبيقي، فانتقد ديوان «الأرواح الحائرة» لنسيب عريضة، وقصيدة للشاعر أحمد شوقي في مقال أسماه «الدرة الشوقية» وديوان الشاعر المهجري رشيد الخوري المعروف بالشاعر القروي في مقال وسمه بـ«القرويات» وغيرها.

يتسم منهجه النقدي بالتأثرية إلى حد كبير، وقد سار على هذا المنهج منذ فجر حياته الأدبية، فقد قرر أن لكل ناقد غرباله؛ لكل مقاييسه وموازينه، وعنده أنه ينبغي الفصل في العملية النقدية بين الأثر الأدبي ومبدعه، وإلى جانب منهجه التأثري في النقد الأدبي فهو يؤمن بوجود جانب موضوعي فيه، يتمثل في جملة من المقاييس الأدبية الجمالية الثابتة.

خلّف نعيمة مجموعة كبيرة من الكتب التي أغنت المكتبة العربية، منها: «الأوثان»، «أيوب»، «البيادر»، «جبران خليل جبران»، «دروب»، «رسائل»، «زاد المعاد»، «سبعون»، «الغربال»، «في الغربال الجديد»، «في مهب الريح»، «كرم على درب»، «مرداد»، «من وحي المسيح»، «نجوى الغروب»، «النور والديجور»، «همس الجفون»، «هوامش»، «اليوم الأخير».

حمود يونس

 مراجع للاستزادة:

 

ـ جورج صيدح، أدبنا وأدباؤنا في المهاجر الأمريكية، قدم له: عيسى فتوح (مكتبة السائح، طرابلس، لبنان 1999).

ـ جورج نخل، ميخائيل نعيمة (ضمن سلسلة أعلام من لبنان، دار الشمال، طرابلس، لبنان 1996).

ـ شفيع السيد، ميخائيل نعيمة - منهجه في النقد و اتجاهه في الأدب (دار الفكر العربي، القاهرة 1994).

ـ وليد منير، ميخائيل نعيمة، سلسلة نقاد الأدب (الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1993).


التصنيف : اللغة العربية والأدب العربي
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد العشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 754
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 599
الكل : 31853908
اليوم : 53451

بينت (ارنولد-)

بينت (أرنولد ـ) (1867 ـ 1931)   أرنولد بينت Arnold Bennett روائي ومسرحي وناقد إنكليزي، ولد بالقرب من هانلي Hanley في منطقة ستافوردشاير Staffordshire وتوفي بالتيفوئيد في لندن. كان والده محامياً. تعلم بينت في مدارس مدينة نيوكاسل Newcastle وبدأ العمل في مكتب والده منذ عام 1885 استعداداً لدراسة القانون في لندن، وعمل محرراً مساعداً في مجلة «المرأة» Woman الأسبوعية، فكان يكتب مراجعات لكتب حديثة الصدور ومقالات في النقد المسرحي، إلى جانب نصائح حول الجمال الأنثوي ولزاوية «المحرومات من الحب».
المزيد »