ابن ناقيا (عبد الله بن محمد)
ناقيا (عبد الله محمد)
Ibn Naqiya (Abdullah ibn Mohammad-) - Ibn Naqiya (Abdullah ibn Mohammad-)
ابن ناقيا (عبد الله بن محمد ـ)
(410 ـ 485هـ/1020 ـ 1092م)
أبو القاسم عبد الله بن محمد بن الحسين بن ناقيا بن داود بن محمد بن يعقوب البغدادي، ابن أبي الفتح البندار الأديب الشاعر المصنف. وُلد في محلة الحريم الطاهري ببغداد، أخذ العلم عن أبيه وجماعة من علماء بغداد فحصّل ثقافة واسعة، واطّلع على عدة فنون من المعرفة في الدين والفلسفة واللغة والبلاغة والأدب، وأحسن الخط وأتقنه، واشتغل في الحديث والفقه على المذهب الحنفي، لكنه لم ينبه فيهما. وروى الشعر والأدب واللغة ومصنفات القدماء، أخذ ذلك عن علماء كبار، وأخذه عنه أعلام نابهون. وقد اتهم بالزندقة، ونسب إلى المُعطّلة ومذهب الأوائل لكتابته مقالة في ذلك وتهاونه في أداء الفرائض، وربما عاد الطعن في دينه وعقيدته إلى عرضه لآراء الدهريين والرد عليهم في مقاماته، واشتغاله بالفلسفة وعلم الكلام، وميله إلى الهزل والمجون، لأن ما بقي من مؤلفاته يشهد بصحة إيمانه.
كان ابن ناقيا أديباً بارعاً وشاعراً مطبوعاً مجيداً ومترسلاً متمكناً، لشعره طلاوة وفيه صنعة لطيفة، حوى معظم أغراض الشعر المعروفة كالوصف والغزل والخمر والعتاب والرثاء والحكمة. وقد أجاد تقليب المعاني وتوليدها، ومال إلى الإكثار من التشبيهات والاستعارات والصور والافتنان في البديع من دون أن يصل إلى فساد المعنى وثقل الأسلوب.
أما نثره الفني فلم يقل عن شعره جودة على الرغم من ظهور الصنعة فيه مع أثر العلم في معانيه وعباراته، وخاصة في مقاماته الثماني التي جمع فيها اللغة والأدب إلى الفلسفة وعلم الكلام، وأراد منها شحذ القريحة ورياضة الفكر وإفادة المتأدبين. ومع ذلك لم يخل من قوة ومتانة وبراعة في الأداء.
وذُكر لابن ناقيا مصنفات كثيرة فُقدت، ولم يبق منها سوى كتاب «الجمان في تشبيهات القرآن» الذي لم يسبق إلى مثله، ومقاماته، وشذرات متفرقة من ديوان شعر كبير، جمعه بنفسه، وقيل: إن له مجموع رسائل وشرحاً لكتاب «فصيح ثعلب»، وكتاب «مُلح الممالحة»، وكتاب «مُلح الكتّاب في الرسائل»، ومختصر «كتاب الأغاني».
من نثره قوله في خطبة كتاب «الجمان في تشبيهات القرآن»:
«التشبيهات نوع مستحسن من أنواع البلاغة. وقد ورد منه في كتاب الله ـ تعالى ـ ما نحن ذاكروه في هذا الكتاب، وذاهبون إلى إيضاح معانيه، والتنبيه على مكان الفضيلة فيه. ونقول في كيفية التشبيه: إن الشيء يشبه الشيء، تارة في صورته وشكله، وتارة في حركته وفعله وتارة في لونه ونجره، وتارة في سوسه وطبعه.
وكل متحد بذاته، واقع من بعض جهاته، لذلك يصح تشبيه الجسم بالجسم، والعرض بالجسم، والجسم بالعرض، والعرض بالعرض…».
ومن شعره قوله في رثاء أبي إسحاق الشيرازي الفقيه:
أجرى المَدامِعَ بالدمِ المـــهراقِ خَطبٌ أمامَ قيامةِ الآمــاقِ
ما لليالي لا تؤلِّف شملَــــها بعدَ ابن بجدتِها أبي إسحاقِ
إن قيل: ماتَ فَلم يَمت مَن ذِكْرُهُ حيٌّ على مَرِّ الليالي باقي
وقوله في وصف الليل:
إن كان كافورُ التّــجـــا ربِ ذُرَّ في مسك الذَّوائبِ
فالليلُ أحسنُ ما يكــــو ن إذا تبرقعَ بالكواكــبِ
محمود سالم محمد
مراجع للاستزادة: |
ـ الأصبهاني، خريدة القصر (العراق) تحقيق محمد بهجة الأثري (المجمع العلمي العراقي، بغداد 1955م).
ـ ابن أبي الوفاء القرشي، الجواهر المضية في طبقات الحنفية، تحقيق عبد الفتاح الحلو (مؤسسة الرسالة، بيروت 1993م).
ـ ابن خلكان، وفيات الأعيان، تحقيق إحسان عباس (دار صادر، بيروت، د.ت).
ـ الذهبي، تاريخ الإسلام، تحقيق عمر تدمري (دار الكتاب العربي، بيروت 1994م).
التصنيف : اللغة العربية والأدب العربي
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد العشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 385
مشاركة :اترك تعليقك
آخر أخبار الهيئة :
- صدور المجلد الثامن من موسوعة الآثار في سورية
- توصيات مجلس الإدارة
- صدور المجلد الثامن عشر من الموسوعة الطبية
- إعلان..وافق مجلس إدارة هيئة الموسوعة العربية على وقف النشر الورقي لموسوعة العلوم والتقانات، ليصبح إلكترونياً فقط. وقد باشرت الموسوعة بنشر بحوث المجلد التاسع على الموقع مع بداية شهر تشرين الثاني / أكتوبر 2023.
- الدكتورة سندس محمد سعيد الحلبي مدير عام لهيئة الموسوعة العربية تكليفاً
- دار الفكر الموزع الحصري لمنشورات هيئة الموسوعة العربية
البحوث الأكثر قراءة
هل تعلم ؟؟
الكل : 59401465
اليوم : 33775
المجلدات الصادرة عن الموسوعة العربية :
-
المجلد الأول
-
المجلد الثاني
-
المجلد الثالث
-
المجلد الرابع
-
المجلد الخامس
-
المجلد السادس
-
المجلد السابع
-
المجلدالثامن
-
المجلد التاسع
-
المجلد العاشر
-
المجلد الحادي عشر
-
المجلد الثاني عشر
-
المجلد الثالث عشر
-
المجلد الرابع عشر
-
المجلد الخامس عشر
-
المجلد السادس عشر
-
المجلد السابع عشر
-
المجلد الثامن عشر
-
المجلد التاسع عشر
-
المجلد العشرون
-
المجلد الواحد والعشرون
-
المجلد الثاني والعشرون