logo

logo

logo

logo

logo

فيردي (جوزيبه-)

فيردي (جوزيبه)

Verdi (Giuseppe-) - Verdi (Giuseppe-)

ڤيردي (جوزيبه -)

(1813-1901)

 

 

جوزيبه ڤيردي Giuseppe Verdi مؤلّف موسيقي إيطالي، ولد في رونكولِ دي بوسيتو Le Roncole di Bossetto، وهي قرية صغيرة تابعة لبارما Parma، وتوفي في ميلانو. تلقى دراسة موسيقية عادية في الكنيسة الكاثوليكية التابعة للقرية، وأرسله المحسن أنطونيو باريتسي Antonio Barezzi عام 1832 إلى كونسرفاتوار (المعهد الموسيقي) ميلانو؛ ليدرس على حسابه، ولكن الكونسرفاتوار رفض قبوله بحجة أنه كبير في السن ويفتقد الموهبة. فذهب إلى فينشنزو لافينيي Vincenzo Lavigny؛ ليلقنه دروساً خاصة في فنِّي «الطباق» (الكونتربوان) countrepoint و«التسلّل» (الفوغة) fugue، وكتب بعد ذلك يقول: «خلال السنوات الثلاث التي قضيتها عند لافينيي لم أفعل شيئاً سوى دراسة «التسلل» و«الطباق»، ولم يلقنّي أحد فنّ التأليف للأوركسترا أو التقانات الدرامية». تزوج ڤيردي في عام 1836 من ابنة باريتسي، مارغريتا التي أنجبت له تباعاً طفلتين. وبدأ في الوقت نفسه مهنة برّاقة كمؤلّف أوبـرا لأن عمله الأوبـرالي الأول «أوبرتـو» Oberto أعجب جـوزيبينا ستريبونيGiuseppina Strepponi  ما بين (1815-1897) أشهر مغنيات الأوبرا في ذلك الوقت، التي تزوجها عام 1859 بعد وفاة زوجته الأولى مارغريتا. وباقتراح منها تمَّ عرض الأوبرا على مسرح «لاسكالا» الشهير في ميلانو. ولكن وفاة طفلتيه الواحدة تلو الأخرى، ثم وفاة زوجته مارغريتا ترك فيه أثراً عميقاً، فتخلّى عن جميع مشروعاته الموسيقية، واعتزل التأليف، وعاش فقيراً في غرفة منعزلة في ميلانو إلى أن عُرِض عليه مشروع تأليف أوبرا تحت اسم «نابوكو» (نبوخذ نصّر) Nabucco، فرفض الفكرة، في البداية؛ لأنه كان يعتقد بأنه عاجز عن التأليف بعد المأساة التي ألمت به، ولكنه، وتحت ضغط بعض أصدقائه، قبل بالعودة للتأليف، وحملت إليه «نابوكو» بعد عرضها على مسرح لاسكالا عام 1842 شعبية لم يعرفها أي مؤلف موسيقي من قبله. وعدَّها الإيطاليون الرازحون تحت السيطرة النمساوية عملاً وطنياً، وردّدوا في الشوارع المقطع الذي يقول: «آه يا وطني هكذا أنت جميل وضائع». ولم يخطئ ڤيردي عندما كتب بعد سنوات يقول: «بدأت مهنتي مؤلفاً موسيقياً بدءاً من هذه الأوبرا». وتوالت عليه العروض بعد ذلك، فاندفع بحماسة للتأليف، وكتب خلال تسع سنوات أوبرات عديدة، مثل «إرناني» Ernani، و«ماكبث» Macbeth، و«لويزا ميلّر»Luisa Miller، وبعضها كان ضعيفاً، مثل «ألزيرا» Alzira أو«أتيلا» Attila أو «ستيفيليو» Stiffelio. أُصيب ڤيردي بالإحباط عام 1848 عندما استطاعت القوات النمساوية أن تقمع ثورة البندقية، فغادر ميلانو، وهو يشاهد القوات النمساوية تعود إليها؛ متوجهاً إلى مسقط رأسه بوسيتو؛ ليشتري أرضاً أصبحت ملكاً لعائلة ڤيردي من بعده، وبدأ ببناء المشروعات العمرانية لقريته التي موّلته عندما كان صغيراً من أجل أن تجعل منه موسيقياً.

في عام 1851 بدا أن ڤيردي وجد طريقاً جديداً للتأليف، فتخلى عن فن «الغناء الجميل» Bel Canto واتجه نحو الدراما الموسيقية، واستغل عمل الأديب الفرنسي فيكتور هوغو «ريغوليتو» (المهرّج) Rigoletto؛ ليكتب أول أوبرا بنموذج «الدراما الموسيقية». وتبع هذا العمل عمل أوبرالي آخر لا يقل عنه في مأساويته؛ وهو «التروبادور» Il Trovatore جرى تقديمه بنجاح منقطع النظير في روما عام 1853. وفي العام نفسه قدم أوبرا «لا ترافياتا» (الضالّة) La Traviata التي ربما كانت أكثر أعماله شعبية حتى اليوم.

لم يؤلّف ڤيردي بعد «لا ترافياتا» أوبرات بالغزارة ذاتها. وأشهر الأوبرات التي كتبها بعد ذلك كانت أوبرا «المقاومون الصقليون» I Vespri siciliani التي اقتبس موضوعها من قصة ذبح الحامية الفرنسية في باليرمو عام 1282. ثم أوبرا «سيمون بوكانيغرا»Simon Boccanegra  عام (1857). واهتم في ذلك الوقت بنضال الإيطاليين من أجل الوحدة، وانتخب نائباً في البرلمان الإيطالي ممثلاً عن مدينة بارما. وبتقدمه في العمر أصبح مقلاً في أعماله، ولكن أوبراته الأخيرة مثل «عايدة» Aida، و«عطيل» Otello، ثم الأوبرا الكوميدية «فالستاف» Falstaff هي من نوعية لا تضاهى.

عاش ڤيردي طويلاً، واستمع إلى مؤلفات الجيل التالي من مؤلفي الأوبرا الإيطاليين الذين جاؤوا بعده مثل بوتشيني[ر] Puccini، وليونكاڤالّو Leoncavallo وآخرين، ولكن أحداً لم يستطع أن يتجاوز شعبيته، فعبقريته لم تكن في صعوبة ألحانه أو بساطتها، وإنما في قربها من الناس الذين أحبوه، وهتفوا له.

ألّف ڤيردي بعض القطع الموسيقية من «موسيقى الحجرة»[ر] مثل «رباعية»[ر] وترية من مقام[ر. الموسيقى] مي الصغير (1873) وقطع أخرى، وموسيقى غنائية دينية ودنيوية؛ إلا أن اهتمامه الأول كان في مجال المسرح الغنائي إذ ألف فيه 28 أوبـرا، من أهمها: «ماكـبث» (فلـورنسا 1847)، و«المهـرج» (البندقية 1851)، و«التـروبادور» (رومـا 1853)، و«الضالّة» (البندقيـة 1853)، و«المقاومـون الصقليـون» (1855)، و«الحـفل التنكري» Un ballo in maschera  عام (1859)، و«قوة القدر» La forza del destino (سان - بطرسبورغ 1862)، و«دون كارلوس» Don Carlos (باريس 1867)، و«عايدة» (القاهرة 1871)، و«عطيل» (ميلانو 1887)، و«فالستاف» (1893).

زيد الشريف

الموضوعات ذات الصلة:

الأوبرا.

مراجع للاستزادة:

ـ تيودور فيني، تاريخ الموسيقى العالمية، ترجمة سمحة الخولي (دار المعرفة، القاهرة 1986).

ـ أحمد شفيق أبو عوف، روائع الأوبرات العالمية (الأمير للطبع والنشر، القاهرة 1985).

- M.KENNEDY, The Concise Oxford of Music (Oxford Univ. Press, N.Y. 1989).


التصنيف : الموسيقى والسينما والمسرح
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الرابع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 880
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 599
الكل : 31852365
اليوم : 51908

موسيقى الأفلام

موسيقى الأفلام   مع بدايات السينما الصامتة بألوان الأسود والأبيض في أوائل القرن العشرين كان هناك عازف موسيقي يرافق عرض الفيلم (وغالباً ما يكون على آلة البيانو)، وكانت تلك الموسيقى بمنزلة تصوير سمعي لما يدور من أحداث على الشاشة، وبعبارة أخرى كانت تؤدي دور النص الحواري في الفيلم، وغالباً ما كانت تلك الموسيقى تؤخذ من الموروث الكلاسيكي العالمي ومن بعض الموسيقى المحلية.
المزيد »