logo

logo

logo

logo

logo

القرن الإفريقي

قرن افريقي

The Horn of Africa - Corne de l'Afrique

القرن الإفريقي

 

القرن الإفريقي مصطلح جغرافي يشير إلى الجزء الشرقي من القارة الإفريقية، الذي يبرز شرقاً بشكل قرن إلى الجنوب من خليج عدن، ويطل على جنوبيّ البحر الأحمر شرقاً، وخليج عدن شمالاً والمحيط الهندي شرقاً، ويفصله عن شبه الجزيرة العربية مضيق باب المندب. وهو يمتد إلى الشمال من خط عرض 2 ْ جنوب خط الاستواء حتى خط عرض 17 ْ شمال خط الاستواء، بمساحة تبلغ نحو 1.9 مليون كم2. أما حدود إقليم القرن الإفريقي الداخلية؛ فهي الحدود الشرقية للسودان، والحدود الشمالية لكينيا إلى الشرق من بحيرة رودولف Rudolf. ويمثّل رأس غواردافوي Gwardafui رأس القرن، وإن كانت جزيرة سوقطرة والجزر الواقعة بينها وبين رأس القرن (عبد كوري) تعد جزءاً من القرن الإفريقي جيولوجياً وجغرافياً، ولكنها تتبع اليمن إدارياً.

الجغرافية الطبيعية

تتصف الجغرافية الطبيعية للقرن الإفريقي بتعقيداتها، وتبايناتها الكبيرة مكانياً، وهذا انعكاس لوضعه البنائي والبنيوي، ولموقعه الجغرافي، وهذا ما يتجلى واضحاً في التضاريس، فالخطوط العامة للتضاريس تحددها المنطقة الداخلية التي هي بمنزلة هضبة واسعة مرتفعة، يقارب وسطي ارتفاعها 2100م تقريباً فوق مستوى سطح البحر، غير أن المظاهر التضاريسية التفصيلية شديدة التباين في الشكل والارتفاع من مكان إلى آخر، فحيث ينخفض مستوى الأرض بالقرب من الحدود الأريترية إلى ما دون مستوى سطح البحر، تشمخ بعض الجبال في الداخل إلى أكثر من 4000م، حيث تكثر المخاريط البركانية. ويشكل الأخدود الإفريقي الشرقي الذي يقطع هذا الإقليم في منتصفه من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي أهم معلم فيه.

ويميز في إقليم القرن الإفريقي المظاهر التضاريسية الآتية:

ـ المرتفعات الغربية، التي توجد إلى الشمال والغرب من خط يصل مدينة أواش Awash (في إثيوبيا) شمالاً مع بحيرة رودولف جنوباً متمشياً مع الوادي الانهدامي. ويرتفع هذا الجزء في الشمال الشرقي من سهول الدناقل عبر حافة ارتفاعها نحو 1500م، ومتوسط ارتفاع هذا الجزء يقل عن 3000م، وتكثر فيه المخروطات البركانية التي يتجاوز ارتفاع قممها 4000م، كما في: رأس داشان(4600م) Ras Dashen. وتشق المرتفعات الغربية بعض الأودية التي يصل عمقها إلى نحو 1500م، وتنقطع بالعديد من الأودية الصدعية التي تتخذها بعض الأنهار مجاري لها، كما في: نهر تاكّازي Takkaze في الشمال، ونهر النيل الأزرق الذي ينبع من بحيرة تانا Tana التي تشغل فوهة بركان واسعة، ونهر أومو Omo الذي يصب في بحيرة رودلف.

ـ المرتفعات الوسطى، وهي الواقعة إلى الشرق من الوادي الانهدامي في مقاطعتي غالا Gallas وهرر، والتي يتجاوز ارتفاع بعض أجزائها 3000م، ويتناقص ارتفاعها شرقاً، وبعض جبالها ذات قمم مسطحة، وأخرى ذات قمم مدورة ومخروطية، ويشقها أودية عميقة، وتحتوي على حوضات ضحلة واسعة.

ـ الهضبة الصومالية، وهي التي تمتد على الأجزاء الغربية من الصومال، والشرقية من إثيوبيا حيث إقليم أوغادين[ر]. وتمتد على أطرافها الشمالية في الأراضي الصومالية سلسلة جبلية، هي امتداد للجبال الوسطى، يراوح ارتفاعها بين 1200ـ1500م، وتنتشر في أماكن عدة من الهضبة المنخفضات التي تتحول إلى بحيرات ومستنقعات بعد هطل الأمطار، وتشقها بعض الأودية، كما في واديي نهر شبيلي Shebele وجوبا Jubba.

ـ السهول، وتتمثل في السهول الساحلية الواسعة نسبياً في الصومال الشرقي، والضيقة على سواحل خليج عدن والبحر الأحمر، يستثنى من ذلك سهول الدناقل (عفار) التي تتقدم على شكل مثلث في الداخل.

ينتمي مناخ هذا الإقليم عموماً إلى المناخ المداري الموسمي، فهو يتعرض شتاءً إلى الرياح التجارية الشمالية الشرقية التي تأتيه إما من شبه جزيرة العرب؛ لتزوده بقليل من الرطوبة عند عبورها البحر الأحمر وخليج عدن، وتهطل القليل من الأمطار فوق المرتفعات المواجهة لها، وإما تصله بعبورها فوق بحر العرب وهو أكثر رطوبة، ولكنها تكون موازية تقريباً لساحل الصومال الشرقي، ولذا فأمطارها أيضاً قليلة.

أما صيفاً فتهب على الإقليم الرياح الموسمية الجنوبية الغربية التي هي في الأصل رياح تجارية جنوبية شرقية مصدرها الضغط المرتفع شبه المداري الجنوبي في المحيط الهندي، وتهطل أمطار وافرة فوق المرتفعات المواجهة لها، لتقلّ الأمطار في المناطق الواقعة شمالي تلك الجبال في ظلها، وباستثناء سواحل الصومال الشمالية والسواحل الأخرى التي أمطارها عموماً قليلة لاتتجاوز 150مم سنوياً، يهطل فيها شتاء نحو 40 ـ 60% من أمطارها، ويلاحظ أن 95% من أمطار المرتفعات صيفية موسمية.

وفيما تراوح كمية الأمطار السنوية فوق المرتفعات بين 100ـ170سم كما في أديس أبابا (127سم)، وجما(152سم) Jima، وغوري(170سم)Gore   ، فإنها تقلّ إلى دون 10سم في السهول الساحلية التي تسودها الصحراء. والحرارة مرتفعة على السواحل، فهي تراوح بين (24 ْم) في أبرد الشهور و(32 ْم) في أحر الشهور، وتنخفض في المرتفعات (أديس أبابا) إلى (14 ْم) في أبرد الشهور و(18 ْم) في أحرّ الشهور.

وحيث تسود الغابات الموسمية فوق المرتفعات المطيرة، فإن السافانا الطويلة المختلطة بالأشجار تسود على الأطراف الغربية والشمالية الغربية من المرتفعات الإثيوبية؛ لتجد السافانا القصيرة في الهضاب شبه الجافة، والصحراء في المناطق السهلية الساحلية.

الجغرافية البشرية

قُدر عدد سكان إقليم القرن الإفريقي بحدود 91مليون نسمة في عام 2002، موزعين على دول الإقليم وفق الآتي: إثيوبيا (68مليون نسمة)، الصومال (8مليون نسمة)، إريتريا (4.5مليون نسمة)، وجيبوتي (0.5مليون نسمة). وهم خليط من أجناس مختلفة، ففيه السكان الساميون والحاميون الذين قدموا من الشمال، وفيه بقايا الزنوج (النيغرو) الذين يعيشون خاصة في الجنوب، ولقد شكّلت الصحاري في شمالي كينيا والصومال الجنوبية حاجزاً في وجه هجرة الزنوج من الجنوب, وفيه الإثيوبيون الذين يتركزون في المناطق المرتفعة، وهم خليط من الساميين والحاميين وعناصر الزنوج. في حين يغلب على الصوماليين العنصر الحامي. والغالا Gallas الذين يُعرفون بهذا الاسم في الجزء الجنوبي من المرتفعات الإثيوبية؛ هم من أصل حامي، بعضهم يدين بالمسيحية، وبعضهم بالإسلام، وبعضهم بالوثنية، وينتشر الزنوج أيضاً، وخاصة قبائل النوير Nuer في الجنوب الغربي بالقرب من حدود السودان.

الجغرافية السياسية

يضم القرن الإفريقي حالياً، أربع دول، هي: إثيوبيا التي تحتل المنطقة الداخلية المرتفعة من الإقليم، ومساحتها نحو 1.1 مليون كم2، وقد استقلّت عن إيطاليا عام 1941م، وجمهورية الصومال (637657كم2) التي كان جنوبيها مستعمراً من قبل إيطاليا وشماليّها من قبل بريطانيا، والتي نالت استقلالها في عام 1960. وإريتريا التي تشغل الجزء الشمالي الشرقي من الإقليم على البحر الأحمر، ومساحتها نحو 117600كم2، كانت خاضعة للاستعمار الإثيوبي، ونالت استقلالها في عام 1990. وجيبوتي التي كانت تعرف بالصومال الفرنسي، كما كانت تسمى بإقليم عفار وعيسى، مساحتها 22000كم2، وقد نالت استقلالها عن فرنسا سنة 1975.

علي موسى

الموضوعات ذات الصلة:

 

إثيوبيا ـ ارتيريا ـ جيبوتي ـ الصومال.

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ محمد فتحي أبو عيانه، إفريقيا: دراسة في الجغرافية الإقليمية (بيروت 1977).

- H.R.JARRET, Africa (Macdonald and Evans,London 1970).

- Neuer Grosser Weltatlas (London 2002).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الخامس عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 342
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 727
الكل : 32246538
اليوم : 91784

أ (الألف)

أ (الألف)   الألف «ا» صورة لحرفين: الألف الساكنة التي هي مدّة «ا» والألف المتحركة وهي الهمزة «أ». ورُمز للهمزة برأس العين «ء»، فجعلوه فوق الألف المتحركة. وأما الألف المدّة فلاتكون إلا ساكنة، ولذلك دُعمت باللام قبلها متحركة ليمكن الابتداء بها، وموضعها في حروف المعجم بين الواو والياء: «و، لا، ي». فالألف هي صورة الهمزة مع التحقيق، وتكتب الهمزة واواً وياء على مذهب التخفيف، مثل سئم ولَؤُم، فهذه ثلاثة أحوال للهمزة باعتبار الرسم: أن ترسم ألفاً أو واواً أو ياءً، والحال الرابعة أن ترسم بصورتها المصطلح عليها «ء» مفردة، مثل الدفء والجزء. ولرسم الهمزة في أحوالها الأربعة قواعد مبسوطة في مظانّها.
المزيد »