logo

logo

logo

logo

logo

الكمثرى

كمثري

Pear tree - Poirier

الكمّثرى

 

الكمثرى pear tree شجرة فاكهة معمّرة ومرغوبة لما تتميز به ثمارها من صفات مذاقية جيدة. تستخدم في الاستهلاك الطازج وصنع العصير والمربيات ومنقوع الفاكهة والثمار المجففة، كما تُصنع منها بعض المشروبات الكحولية.

الموطن الأصلي والانتشار الجغرافي

عرفت زراعة الكمثرى منذ ألف سنة قبل الميلاد. تنتشر أهم أنواعها البرية في القسم الشرقي من قارة آسيا وتحديداً في بلاد الصين. يعتقد بعض علماء النبات أن الموطن الأصلي لهذه الشجرة يقع في شمالي إيران وجبال القوقاز والمنحدرات الشمالية الغربية من جبال هيمالايا، كما تنمو برّياً في غابات سورية وفلسطين ولبنان.

تدل المعطيات التاريخية على أن زراعة الكمثرى نقلها اليونانيون والرومان إلى فرنسا وبلجيكا وبريطانيا وألمانيا. وقد أدت بلجيكا دوراً مميزاً في استنباط الأصناف الجديدة. في القرن السادس عشر الميلادي نقل الإنكليز هذه الزراعة إلى أمريكا الشمالية، ومن ثم نقلها الإسبان والبرتغاليون إلى أمريكا الجنوبية في بداية القرن التاسع عشر.

الشكل (1)

الوصف النباتي والخصائص الحيوية

حجم أشجار الكمثرى البذرية المنشأ أو المطعمة على أصول بذرية كبير، أما الأشجار المطعمة على السفرجل فهي صغيرة الحجم أو متوسطته. شكل تاج الشجرة على الغالب مخروطي، وتتميز الشجرة بمجموعة جذرية وتدية قوية وواسعة الانتشار أفقياً وعمودياً.

الساق مستقيمة، وطرودها ملساء ذات لون رمادي أو بنفسجي مائل للسمرة. تتشقق القشرة على فروعها الهيكلية ونصف الهيكلية والجذع مع مرور الزمن. الأوراق بسيطة بيضوية الشكل أو شبه مستديرة، مسننة الحوافّ، ملساء لمّاعة، ذات عنق طويل. أزهارها كبيرة الحجم وردية أو بيضاء اللون، ثمرتها مختلفة الأشكال؛ فمنها الكروي والبيضوي والكمّثري.

تتميز شجرة الكمثرى بيقظة براعم عالية وقدرة متوسطة إلى ضعيفة على تكوين الطرود الثمرية والرمحية والمائية والخضرية وغيرها (الشكل1). تدخل معظم الأصناف في طور الإثمار في عمر 6-8 سنوات، أما المطعمة على أصول مقصرة فتبدأ الإثمار في السنة الثالثة أو الرابعة. يراوح طول حياة الكمثرى المطعمة على الكمثرى البرية بين 40 و60 سنة، أما المطعمة على السفرجل فبين 25 و30 سنة. وتجدر الإشارة إلى أن العمر الاقتصادي المنتج لبساتين الكمثرى المطعمة على أصول بذرية يراوح بين 30 و50 سنة.

تصنف أصناف الكمثرى بحسب موعد نضجها في ثلاث مجموعات: الأصناف الصيفية تنضج في أواخر آب/أغسطس، في حين تنضج الخريفية في أيلول/سبتمبر والشتوية في تشرين الثاني/نوفمبر. يتأثر محصول أصناف الكمثرى بالشروط المناخية وعمليات الخدمة وبخصائص الصنف. تُنتج الشجرة الواحدة من الأصناف الجيدة الإنتاج 100-150كغ، وهناك أصناف يراوح إنتاج أشجارها بين 18 و50كغ.

التركيب الكيمياوي للثمار وقيمتها الغذائية:

تحتوي ثمار الكمثرى على مكونات مختلفة منها: الماء (84.6٪)، والسكريات (5-15٪)، وأحماض عضوية (0.1-0.99٪)، ومواد عفصية (0.06-0.12٪)، كما تحتوي على الفيتامينات C,B,A، ويساعد تناول ثمارها على تنظيم العمليات الهضمية، ويؤثر إيجابياً في الجملة العصبية، ويمد الجسم بطاقة متوسطة.

التلقيح وانتقاء الأصناف:

معظم أصناف الكمثرى عقيمة ذاتياً. ولابدّ من زراعة أصناف ملقحة في البساتين. ويفضل دائماً زراعة مجموعة من الأصناف على شـكل تجمعات اقتصادية تحقق التوافق البيولوجي فيما بينها من حيـث التلقيح وموعد الإزهار والنضج (الجدول1). تدلّ الأبحاث العلمية والتجارب الحقلية على أن تأمين تلقيح نحو 4-6٪ من الأزهار وإخصابه كاف للحصول على إنتاج جيد. من الأصناف المحلية السورية المسكاوي وتنضج ثماره في أواخر حزيران/يونيو - أوائل تموز/يوليو، ومصطفى بك وتنضج ثماره في أوائل آب/أغسطس والرومي تنضج ثماره في أواخر تموز/يوليو، والشتوي تنضج ثماره في الخريف.

 

رقم التجمع

اسم الصنف

موعد النضج

الصنف الملقح

1

early  précoce delbard

أو Coshia أو مسكاوي

مبكر (5-20 تموز/يوليو)

 

Anjou  أو giffard

2

williams الأصفر والأحمر أو bartlet أو ستارك ريمون

متوسط (5-20 آب/أغسطس)

3

fertilia  أو conference أو beurré hardy

متأخر (5-25 أيلول/سبتمبر)

 

giffard

 

4

super covmice

أو delbard exquise

أو passe crassane

متأخر جداً

(تشرين الأول /أكتوبر)

و(تشرين الثاني /نوفمبر)

الجدول (1) بعض التجمعات الاقتصادية المهمة للكمثرى (الأرقام 1-2-3-4 لكل تجمع صنفي)

ومن الأصناف الأجنبية كوشيا، وتنضج ثماره في تموز/يوليو، ويليامز، وتنضج ثماره في نهاية الصيف، وسبادونا في أواخر تموز/يوليو- أوائل آب/أغسطس، وليفيودي سير وباس كراسان تنضج ثماره في الخريف، وغيرها (الشكل 2).

 

الشكل (2)

المتطلبات البيئية

تخشى الكمثرى المناطق الجافة المحرقة، وتفضّل الباردة على الحارة، وتتلاءم على نحو جيد مع المناطق المعتدلة. تتحمل الأصناف الأوربية المنشأ الصقيع الشتوي (حتى -30 ْم و-32 ْم) تخشى كثيراً الصقيع الربيعي، إذ تتضرر الأزهار في درجة حرارة -2 و-3 ْم، ويتلف العقد في درجة حرارة -2 و-4 ْم. و أكثر ما تتأثر بالصقيع بساتين الكمثرى في المناطق المنخفضة والأودية. تضعف درجة الحرارة العالية في الصيف قابلية الثمار للتخزين.

الكمثرى محبّة للضوء أكثر من التفّاح، مما يستوجب اختيار المساحة الغذائية المناسبة للأشجار، وإجراء عمليات التقليم الدورية في مواعيدها المحددة لتجنب تشابك الأغصان داخل تاج الشجرة.

تتوقف حاجة الأشجار للرطوبة الأرضية على طبيعة الأصل المستخدم في الإكثار، فالكمثرى المطعمة على السفرجل تحتاج إلى رطوبة أرضية أكثر من المطعمة على الكمثرى البرية. تتأثر الأشجار بارتفاع مستوى الماء الأرضي. وتجدر الإشارة إلى أن تناوب تأثير الجفاف والرطوبة الغزيرة في الصيف يؤثر في صفات الثمار ويشكل في داخلها طبقة حبيبية تقلل من جودتها.

تعدّ الأتربة الرسوبية من أفضل أنواع الترب الملائمة لزراعة الكمثرى، كما تفضل التربة العميقة الجيدة الصرف، والتربة الرملية الطينية. ولا تتلاءم مع الترب الرطبة والباردة، ولا تتحمل نسبة كلس فعّال فيها تزيد على 10٪.

الإكثار والخدمات الزراعية

تتكاثر أصناف الكمثرى تطعيماً بشكل أساسي. يجري التطعيم بالقلم في بداية الربيع، أو بالعين النائمة؛ وهي الأكثر شيوعاً في شهري آب/أغسطس وأيلول/سبتمبر. ومن الأصول المستخدمة الكمثرى البرية والسورية والسفرجل البري والزعرور البري، ومن الأصول الحديثة المكاثرة نسيجياً n51 و OH delbard 333؛ وهما مقاومان للكلس والتقرح البكتيري.

بعد إنشاء بستان الكمثرى وزراعة الغراس[ر:الغراسة] تنفذ الخدمات الزراعية من فلاحة وتسميد وري وتقليم دورياً. ومن الضروري حراثة بساتينها في الربيع والصيف والخريف وخاصة بعد جمع المحصول في بداية الخريف. ولابدّ من الاهتمام بإضافة الأسمدة العضوية (مرة واحدة كل 3-4 سنوات وبمعدل 20-25 طن/هكتار) التي تزيد من خصوبة التربة وتحسين قوامها، إضافة إلى الأسمدة الأزوتية والفسفورية والبوتاسية التي تستهلك منها الكمثرى كميات كبيرة نسبياً. وتعتمد مقادير الأسمدة المضافة أساساً على التحليل الكيمياوي للتربة وعلى الأطوار الحياتية للأشجار وعلى عمليات الخدمة المنفذة في البستان.

تروى بساتين الكمثرى دوريّاً بحسب الحاجة، ويجب أن تكون التربة جيدة الصرف للماء وجيدة التهوية. وتختلف حاجة الأشجار للماء بحسب الصنف والتربة والشروط المناخية [ر:الري في الزراعة].

يعدّ التقليم من أحد الأركان الرئيسية في عمليات الخدمة الزراعية. فبوساطته يمكن التحكم بطبيعة النمو والإثمار وشكل تاج الشجرة، وكذلك بتنظيم الحمل وتجديد أعضاء الإثمار. ومن الأشكال المتبعة في تربية التاج الشكل الهرمي والهرمي المعدّل والقائد المحور والكأسي والتربية القائمة على أسلاك وغيرها [ر:التقليم].

بعد دخول الأشجار في طور الإثمار تجرى عمليات التقليم بغية الحفاظ على تاج الشجرة من التشابك وتزاحم الفروع، فتُقصّ التفرعات الجافة والمريضة والمكسورة، إضافة إلى تقصير الطرود بمقدار ثلث إلى نصف طولها، وذلك حسب قوة نموها وعمر الأشجار وطريقة التربية (الجدول 2).

 

متوسط طول الطرود (سم)

قوة نمو الأشجار

عدد البراعم أو الوحدات الإنتاجية الواجب تركها بعد التقليم

15-30

ضعيفة

3-4 في كل نقطة إثمار

30-50

متوسطة

6-8 في كل نقطة إثمار

50-100

قوية

9-11 في كل نقطة إثمار

أكثر من 100

قوية جداً

تترك الشجرة لمدة سنتين من دون تقليم ومن ثم تقلّم كما سبق بحسب قوة نموها

الجدول (2) طرائق تربية الكمثرى بحسب قوة نمو أشجارها

قطاف الثمار وتعبئتها وخزنها

يتطابق موعد الاستهلاك مع موعد النضج في الأصناف الصيفية، لذلك تقطف ثمارها قبل موعد النضج الكامل بأربعة أو خمسة أيام؛ لتنضج في أثناء نقلها إلى أماكن التسويق. وتقطف الأصناف الخريفية عند حلول نضج قطاف الثمار، وتصبح جاهزة للاستهلاك بعد مضي 3-4 أسابيع، أما الأصناف الشتوية فتصل إلى النضج الاستهلاكي في أماكن التخزين في بداية الربيع.

يجب قطف الثمار بحذر ورفق، لأن الضغط عليها يترك بقعاً على سطحها تسبب تلفاً سريعاً للثمار. لا يجوز ترك الثمار على الأشجار حتى تنضج نضجاً تاماً؛ لأن ذلك يجعلها لينة لا تتحمل النقل. تُجمع الثمار في سلال أو صناديق، ثم تُشحن إلى وحدات التبريد. وتتم عمليات الفرز والتوضيب مباشرة قبل شحنها للتسويق. يجرى للثمار تبريد تحضيري قبل دخولها غرف التبريد؛ وذلك لأن درجة حرارة الثمار بعد الجمع تكون عالية. ومن الأهمية بمكان توفير درجات حرارة منخفضة في غرف التبريد قريبة من درجة الصفر، وفي هذه الحالة يوقف تكاثر الأحياء الدقيقة، وتخفض سرعة تنفس الثمار إلى الحد الأدنى، ومن ثم ينعدم ضياع المواد العضوية، ولا تتدهور الثمار. تفيد بعض التجارب العملية أن أطول مدة تخزين ممكن لثمار بعض أصناف الكمثرى ذات النضج المتأخر تراوح بين 5 و8 أشهر كانت في درجة حرارة +1 حتى -1 ْم، ورطوبة نسبية تراوح بين 85-95٪، وتهوية جيدة من دون أن تسبب تغيرات في درجات الحرارة.

أهم الآفات

من أهم الحشرات نمر الكمثرى وبسيلا الكمثرى وثاقبة براعم الكمثرى ودودة الثمار وحفّار الساق والعناكب الحمراء والمنّ العادي والحشرات القشرية. أما أهم الأمراض فتشمل الجرب والبياض الدقيقي.

فيصل حامد

الموضوعات ذات الصلة:

التسميد ـ التطعيم ـ التقليم ـ التكاثر ـ الري في الزراعة ـ الزراعات (آفات ـ) ـ الغراسة.

مراجع للاستزادة:

ـ هشام قطنا، إنتاج الفاكهة وتخزينها (جامعة دمشق، 1978).

ـ فيصل حامد، إنتاج الفاكهة (جامعة دمشق، 1983).

ـ دليل الأشجار والشجيرات (أكاديمية العلوم الأكرانية، كييڤ 1974).


التصنيف : الزراعة و البيطرة
النوع : صحة
المجلد: المجلد السادس عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 401
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 726
الكل : 32812362
اليوم : 28790

مارتنسون (هاري وموّا-)

مارتنسون (هاري و مُوّا ـ) (1904ـ 1978)   هاري إدموند مارتنسون Harry Edmund Martinson أديب سويدي حصل على جائزة نوبل للأدب عام 1974- مشاركة مع أديب سويدي آخر هو إيفند يونسون [ر] - وعضو الأكاديمية السويدية منذ عام 1949 وأحد أعضاء مجموعة «خمسة شباب» Fem unga الحداثية التي كان وآرثر لُندكفيست [ر] من محركيها. ولد في بلدة يمزهُغ Jämshög جنوبي البلاد في عائلة من البحَّارة، وتُوفي والده وهو في السادسة من عمره بمرض السل الذي حصد أيضاً إحدى أخواته، ثم هجرت الأم أطفالها للسفر إلى أمريكا والزواج، فعاش الأطفال في كنف عائلات متعددة. صار في سن السادسة عشرة بحاراً وجاب العالم، إلا أنه ما لبث أن ترك حياة البحر عام 1927 إثر إصابته بالسل هو الآخر.
المزيد »