logo

logo

logo

logo

logo

اللاسنة

لاسنه

Tse-tse fly - Mouche tsé-tsé

اللاسنـــة

 

اللاسنة tsé-tsé fly  (Glossina sp). جنس من فصيلة الذباب المنزلي Muscidae ورتبة ذات الجناحين Diptera.

يضم هذا الجنس أهم أنواع الذباب الماص للدماء في العالم، وقد نال اهتماماً واسعاً من قبل علماء علوم الحياة والحشرات؛ لارتباطه بنقل عدد من أنواع السوطيات Trypanosomes المسببة لبعض الأمراض القاتلة والمدمرة Trypanosomiasis، ومنها مرض الناغانا nagana عند الخيول والحيوانات الأليفة، ومرض النوم sleeping sickness عند الإنسان.

تشير علوم الأحافير إلى توزع أنواع هذا الجنس في مناطق عدة من العالم القديم، وقد جرى وصف بعض الأنواع المنقرضة من حقبة الأوليغوسين Oligocene في ولاية كولورادو الأمريكية.

يقتصر انتشار أنواع اللاسنة اليوم في القارة الإفريقية جنوب خط السرطان الذي يطلق عليه اسم حزام الذباب flies-belt مغطياً مساحة بنحو 4.25 مليون ميل مربع. عرف منها نحو 20-25 نوعاً وتحت أنواع في إفريقيا، عدا النوع G.tachinoïdes الذي سُجِّل انتشاره في جنوبي شبه الجزيرة العربية.

الشكل (1)

اللاسنة tsé-tsé fly (ذبابة النوم)

1- الذبابة في وضع الوقوف، 2- العذراء، 3- قرن استشعار اريستي.

اللاسنة ذباب متوسط الحجم 6- 12.5مم، يشبه الذباب المنزلي ويتميز منه بأجسامه الضيقة كالزنابير، لونها أصفر- بني، يحمل صدرها علامات وتوشحات مميزة للنوع، أجنحتها غشائية ذات تعريق مميز، تتقاطع عند طيها فوق البطن. لها قرون استشعار أريستية مكونة من ثلاث عقل، الأريستا ريتسية تحمل على ناحيتها الظهرية ومن جانب واحد 29 شعرة متفرعة، أجزاء فمها ثاقبة ماصة تمتد كالخرطوم عند مقدمة الرأس، بطنها أخضر فاتح اللون (الشكل 1).

غذاء الحشرات الكاملة دم الحيوانات الفقارية الحية (الحيوانات اللبونة، الزواحف، الطيور والإنسان). كما يتغذى بعض أنواعها بالحشرات الأخرى وبمثيلاتها، تمتص الدم ولا تلجأ قطعياً إلى ارتشاف ما يسيل من الجروح، ويرتبط اختيار العائل بحجمه وحركته ونوعه. وهي نهارية التغذيـة day-biters ونادراً ما تتغذى ليلاً. ينشط معظم الأنواع قبل الظهر وبعـده عـدا النـوع G.brevipalpis الذي ينشط في الليالي القمرية، وعلى أنوار المخيمات. ويتوقف نشاطها جميعاً في الأيام الممطرة والعاصفة.

تحتاج الحشرات الكاملة إلى وجبة دم واحدة كل 3 أيام، ويرتبط ذلك بدرجات الحرارة والرطوبة السائدة وتوفر العائل المناسب، كما تتحمل نقص الغذاء في الأجواء الرطبة المعتدلة الحرارة.

تخلد الإناث بعد حصولها على ثلاث وجبات كاملة مدة طويلة إلى أن يكتمل نمو اليرقة التي تحملها في بطنها إلى حين ولادتها. تطير الحشرات الكاملة عادة قريباً من سطح التربة، وتنجذب إلى الأماكن الظليلة والأجسام المتحركة وتفضل التغذية بالمناطق الداكنة من جسم الحيوان.

دورة الحياة

إناث الجنس الولود larviparous تعطي يرقة واحدة مكتملة النمو عند كل ولادة. تتحول إلى عذراء في أثناء ساعات عدة بعد ولادتها، وتنمو اليرقة في رحم الأنثى uterus وتتغذى فيه داخلياً بمفرزات خلايا خاصة تسمى milk-glands ويكتمل نموها داخل الرحم في 10 أيام عند توافر الظروف المناسبة للأنثى، وقد يطول ذلك في الأشهر الباردة لعدم تمكن الإناث من الحصول على وجبات الغذاء الضرورية لنمو يرقاتها. تضع الأنثى نحو 8 -10 يرقات في أثناء حياتها. مدة حياة الجيل الواحد غير مدروسة، وقد أمكن إبقاء بعض الأنواع حية في المخبر مدة 220 يوماً.

تقوم الإناث بإسقاط اليرقات بعناية شديدة في الأماكن الظليلة والمحمية التي تتوفر فيها تربة رطبة قريبة من أماكن أنشطة عوائلها. اليرقة بيضاوية الشكل، طولها نحو 7مم. تساعد حركتها التقلصية على اختراق حبيبات التربة لعمق لايزيد على 2سم حيث تتحول إلى عذراء في مدة 1- 1.5 ساعة من ولادتها. يميز اليرقة فصان تنفسيان كرويان يقعان في مقدمة جسمها، يزود كل فص بنحو 500 فتحة تنفسية. لايزيد طول العذراء على 6-7 مم. وتطول أو تقصر فترة التغذية حسب درجتي الحرارة والرطوبة السائدتين والتي قد تراوح بين 17-90 يوماً. عدد أجيالها غير معروف.

تُصنَّف أنواع اللاسنات في ثلاث مجموعات حسب أحجامها وهي:

1- مجموعة فوسكا fusca تضم 10 أنواع، وهي الأكبر حجماً والأكثر بدائية بين اللاسنات، تتغذى بامتصاص دم الحيوانات الصغيرة، وليس لها تأثير بيطري أو صحي يذكر.

2- مجموعة palpalis تضم 4 أنواع مؤثرة صحياً.

3- مجموعة morsitans تضم 7 أنواع مؤثرة صحياً.

يضاف إلى هذه الأنواع العديد من تحت الأنواع من حين لآخر. وتضم المجموعتان الثانية والثالثة أهم الأنواع الناقلة لمرض النوم إلى الإنسان، والناغانا إلى الحيوانات.

ومن أشهر أنواعها اللاسنـة G.palpalis فهي تنقل إلى الإنسان مرض الـنوم الـغامبي Gambian sleeping sickness، الذي يسببه نوع السوطيات Trypanosoma gambiensis المنتشرة كثيراً في مناطق الغابات الدائمة الخضرة، وقرب البحيرات وشواطئ الأنهار والمجاري، وتتغذى بامتصاص دم الزواحف الكبيرة كالتماسيح والعظاءات وغيرها، ويعدّ الإنسان عائلها المفضل.

أما نوع اللاسنة G.tachinoïdes فينقل مرض النوم الغامبي، وهو ينتشر في المناطق الجافة ذات الحرارة المرتفعة ولاسيما في جنوبي شبه الجزيرة العربية.

وتنقل اللاسنة G.morsitans مرض الناغانا الذي يسببه نوع السوطيات T.brucei إلى الحيوانات ذات الظلف، وهي تنتشر في مناطق حيوانات الصيد الكبيرة حيث تتغذى بدم الطيور والمواشي، وتشارك هذه الذبابة في نقل مرض النوم إلى الإنسان، كمـا تنتشر فـي المناطق الرعوية حيـث تتوفـر الرطوبة والظـل والعائـل المناسـب. ويشـارك النوعـان G.pallidipes و G.swynnertoni النوع السابق في نقل مرض النوم الروديسي الذي يعدّ من أخطر أنواع أمراض النوم التي تصيب الإنسان في مناطق محددة من جنوب شرقي إفريقيا.

تجدر الإشارة إلى أن مرض النوم أدى بين عامي 1896-1906 إلى القضاء على أكثر من نحو نصف مليون إنسان في إفريقيا، وتبين أن نحو 50٪ من السكان مصابون بهذا المرض. كما أدى هذا المرض إلى موت نحو 200 ألف نسمة في أوغندا قرب بحيرة فيكتوريا في أثناء خمس سنوات حسب إحصائيات عام 1906.

ينقل النوعان G.pallidipes وG.longipalpis مرض الناغانا الذي يسببه نوع السوطيات T.brucei  إلى الحيوانات، وتنقل أنواع أخرى من اللاسنات أمراض الناغانا إلـى الحيوانـات بنوعي السوطيات T.vivas و T.congolense.

المكافحة

تعتمد طرائق المكافحة على طبيعة البيئة المفضلة للنوع (الغطاء النباتي، توفر الظل، الرطوبة، طبيعة التربة، والعائل المناسب) ومن أهمها: استخدام المصائد، إتلاف أماكن الإيواء، إزالة الأحراش، القضاء على عوائلها المفضلة بالإجلاء أو الصيد، استخدام المواد الطاردة، استخدام المبيدات المتخصصة. ومن الجدير بالذكر أن اللاسنات قد أدت إلى القضاء على أنواع مفيدة من الحيوانات، وإتلاف مساحات شاسعة من الغطاء النباتي، وتجفيف مساحات كبيرة من المسطحات المائية القريبة من المناطق السكنية، وذلك للحدّ من انتشار أمراض النوم عند الإنسان وحيواناته الأليفة.

زياد الأحمدي

 الموضوعات ذات الصلة:

الحشرات ـ الذبابة ـ السوطيات.

 مراجع للاستزادة:

- E.J.SOULSBY & L. HELMITHS, Arthropods and Protozoa of Domesticated Animals   (Monnig, The Williams and Wilkins Company 1968).

- B.W.HERMS & M.T.JAMES, Medical Entomology (The Macmillan Company, New York 1961).

- J.A.SMART, Handbook for the Identification of Insects of Medical Importance (The British Meseum, Natural History 1965).


التصنيف : الزراعة و البيطرة
المجلد: المجلد السادس عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 793
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 583
الكل : 31830285
اليوم : 29828

التصنيف والتسمية التصنيفية

التصنيف والتسمية التصنيفية   يهدف التصنيف الحيوي، الذي يشمل النبات والحيوان والإنسان، إلى وصف الكائنات الحية التي ظهرت منذ بدء الخليقة حتى اليوم وتسميتها وترتيبها. والإنسان العاقل مصنف بفطرته، يدرك الوقائع، ويسميها، ويرتبها وفق أهدافه المباشرة حيناً، وغير المباشرة حيناً آخر. بدأ الإنسان بتصنيف ما يحيط به من نبات وحيوان، وفقاً لحاجاته اليومية فصنف النبات إلى نافع وضار، وغذائي وكسائي، وشاف وممرض وسام، وتزييني وجمالي، وإلى غير ذلك.
المزيد »