logo

logo

logo

logo

logo

كالابريا

كالابريا

Calabria - Calabre

كالابريـا

 

كالابريا Calabria واحدة من المقاطعات الإيطالية العشرين، تقع في جنوبي البلاد، وتتألف من بضع وحدات إدارية (مناطق). تأخذ هذه المقاطعة شكل شبه جزيرة متطاولة وضيقة بامتداد من الشمال الشرقي نحو الجنوب الغربي، حيث يبلغ طولها 250كم، ويراوح عرضها ما بين 40و100كم. وهي تشكل استطالة بارزة من جسم شبه الجزيرة الإيطالية الرئيسية. يحدها البحر التيراني من الغرب، والبحر الأدرياتي من الشرق، ويفصلها مضيق ميسينا Messina في الجنوب عن جزيرة صقلية التي تشكل بدورها مقاطعة إيطالية أيضاً، ومن جهة الشمال تحدها جبال الأبنين Apennine الرئيسية. تبلغ مساحة كالابريا 15.1ألف كم2، أي نحو 5% من مساحة إيطاليا.

تشغل الجبال والأودية والتلال أغلب مساحة شبه الجزيرة، وتكون الجبال متقطعة بالأودية العميقة التي تتجه إلى البحار المجاورة، وهي امتداد لسلسلة جبال الأبنين. يصل الارتفاع إلى 2248متراً فوق مستوى سطح البحر في كتلة بولينو Pollino، وإلى 1956متراً في كتلة سيلا Sila massif. وتنتشر في هذه الجبال الغابات المخروطية والمتساقطة الأوراق من البلوط والسنديان، ولاسيما في الحوضات الجبلية وعلى السفوح، كما تنتشر المراعي في هذه الجبال وعلى التلال. وتمتد السهول الضيقة على طول الشواطئ مع انفراجات عند مخارج الأودية، ولاسيما قرب مصب نهر كراتي Crati. وتنتشر في شبه الجزيرة الصخور المتبلورة بما في ذلك المرمر، والرمال الثلاثية الحديثة وصخور الغرانيت والغنايس. وقد تعرضت كالابريا لزلازل عديدة عبر التاريخ.

تدخل هذه المقاطعة ضمن إقليم المناخ المتوسطي النموذجي، حيث الشتاء الرطب والماطر، وهو معتدل على السواحل وبارد في الجبال التي تسقط عليها الثلوج غير مرة كل عام. ويكون الصيف حاراً رطباً قرب البحار، ولكن قلما تهطل فيه الأمطار، ومعتدلاً في الجبال. أما الربيع والخريف فمعتدلان قرب البحار، ومائلان إلى البرودة في الجبال مع تساقط للأمطار ولاسيما في أواخر الخريف، والربيع الذي يعد فصلاً ماطراً أيضاً. وفي نهايات فصل الربيع وبدايات الصيف تصلها رياح جنوبية حارة وجافة من صحاري شمالي إفريقيا.

كتلة جبال بولينو

كان عدد سكان كالابريا عام 1970 مليوني نسمة، ووصل في عام 2000 إلى 2.5مليون نسمة، يشكلون نحو 4.4% من عدد سكان إيطاليا، وبلغ معدل النمو السنوي 0.7%، في حين كان 0.5% في عموم إيطاليا وبلغت الكثافة السكانية نحو 167ن/كم2، في حين كانت 190نسمة/كم2 في إيطاليا عامةً. وإضافة إلى الطليان توجد أقليات يونانية وألبانية قدمت منذ القرنين الخامس عشر والسادس عشر، ولاتزال تحتفظ بلغاتها وعاداتها وتقاليدها. كانت كالابريا واحدة من المقاطعات الجنوبية الفقيرة التي تصدِّر المهاجرين نحو الشمال الصناعي الأغنى، ولكن مع تحسن مستوى الحياة فيها في العقود الأخيرة من القرن العشرين ضعفت هذه الظاهرة، وتقلص حجم الأسرة التقليدية الكبيرة إلى أسرة صغيرة الحجم، لكنها متعلمة وميسورة.

تعد مدينة كاتانزارو Catanzaro العاصمة الإدارية للمقاطعة، وأكبر مدينة فيها وأكبر مركز صناعي وتجاري وخدمي وثقافي، وهي مدينة متوسطة الحجم يسكنها نحو 150ألف نسمة تقريباً.

ومن المدن المهمة أيضاً: ريجيو دي كالابريا Riggio di Calabria، كوزينتسا Cosenza، كروتوني Crotone، روزاريوRozario، وهي مدن متوسطة الحجم أيضاً لكنها أصغر من كاتانزارو، ويقطن الواحدة منها ما بين 50ـ100ألف نسمة.

كانت نسبة العاملين في الزراعة عام 1970 نحو 50% من العاملين في شبه الجزيرة، وكانت الزراعة هي النشاط الاقتصادي الرئيس، أما في عام 2000 فقد انخفضت نسبة الذين يعملون في الزراعة إلى 17% وأضحت نسبة العاملين في الصناعة 33%، وفي الخدمات نحو 50% من جملة الناشطين اقتصادياً. وتنتشر هناك المزارع العلمية-التجارية الكبيرة، وإلى جانبها المزارع الصغيرة لصغار الملاكين. ومن أهم المزروعات: الزيتون والحمضيات والتين التي تشكل على التوالي نحو 23% و15% و12% من إنتاج إيطاليا. يضاف إلى ذلك العنب الذي تصنع منه أفضل الخمور والكستناء والزهور التي تستخلص منها مركبات العطور (ولاسيما الياسمين)، والخضار الباكورية، والحبوب والبقول.

عند سواحل كالابريا

تربى الحيوانات في كالابريا، بعضها يربى في المراعي وبعضها الآخر في الحظائر، ويبلغ تعدادها نحو 400ألف رأس من الغنم و140ألف رأس من الماعز و250ألف رأس من الأبقار و300ألف رأس من الخنازير و50ألف رأس من حيوانات الركوب. كما تنتشر تربية الدواجن وتربية الحشرات النافعة من نحل ودودة الحرير. تفتقر كالابريا إلى الثروات المعدنية المهمة، ما عدا الكبريت الذي يوجد بكميات جيدة هناك، وفي الوقت نفسه تعد غنيةً بموارد الطاقة المائية التي استغلت منذ عام 1930 في محطة سيلا، وفي محطة بلاتالاتيلا (1969) والتي تنتج 9مليارات كيلو واط ساعي. وقد تطورت الصناعة على نحوٍ حثيث في العقود الأخيرة من القرن العشرين ولاسيما صناعة القاطرات في مدينة ريجيودي كالابريا، الدلفنة (التصفيح) للحديد والتوتياء في مدينة كروتوني، والإسمنت والكيمياويات والأنسجة والإلكترونيات والصناعات الخشبية والغذائية في العاصمة وبقية المدن.

تطورت السياحة الدولية والوطنية في مقاطعة كالابريا كثيراً في العقود الأخيرة، ولاسيما إلى المصحات البحرية، وإلى حدٍ ما الجبلية، حيث تم تخصيص مساحات كبيرة للأغراض السياحية، وتم تطوير مختلف مرافق البنى التحتية السياحية والعامة، من شبكات الطرق إلى المطارات ومحطات النقل وأماكن المبيت واللهو، إلى شبكة المطاعم وغيرهما مما يلزم السياحة المعاصرة.

تعد كالابريا عريقة في الحضارة والعمران، وقد دخلت ضمن الامبراطورية اليونانية، ومن ثم الرومانية تحت اسم برنديزي، وسميت كالابريا في زمن الحكم البيزنطي.

ازدهرت حضارة المدن هناك ما بين القرن الثالث قبل الميلاد والسابع الميلادي، وكان بها نحو ثلاث عشرة مدينة مهمة ومزدهرة على سواحل شبه الجزيرة، وفي فترات لاحقة وقعت تحت حكم جارتها الشمالية ـ لومبارديا، وحكمها البوربون والأراغونيز الشماليون. ومنذ عام 1860 أضحت جزءاً من إيطاليا الجنوبية وكانت من أفقر مقاطعات البلاد، حيث كان السكان يعتمدون على الزراعة والرعي. وفي عام 1950 جرى إصلاح زراعي تم بموجبه توزيع الأراضي على السكان، وتبعه إنشاء صندوق حكومي لدعم الجنوب؛ مما أدى إلى تسريع خطى التطور في النصف الثاني من القرن العشرين، حتى أضحت هذه المقاطعة في مستوى قريب مما هو عليه الوضع في المقاطعات الشمالية المتطورة.

عدنان عطية

 مراجع للاستزادة:

 

ـ عبد الرحمن حميدة، جغرافية أوربا الغربية (دار الفكر، دمشق 1990).

ـ محمود رمزي، جغرافية أوربا (منشورات جامعة دمشق 1990).

ـ مجموعة من المؤلفين، بلدان العالم (دار الاصدارات السياسية، موسكو 1993).

- Statistical Year Book for Europe (UN, New York 2002).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الخامس عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 877
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 587
الكل : 31828580
اليوم : 28123

إنده (ميخائيل-)

إنده (ميخائيل ـ) (1929ـ 1995)   ميخائيل إنده Michael Ende ابن الرسام السريالي إدغار إنده، أديب ألماني ولد في مدينة غارمش بارتنكيرشن Garmisch Partenkirschen، وانتقلت أسرته عام 1931 إلى مونيخ، حيث نشأ في محيط الرسامين والنحاتين والأدباء وأبنائهم. ودخل عام 1936 المدرسة. وفي عام 1940 التحق بثانوية ماكسيميليان Maximilian Gymansium، وفي عام 1943 أُخليت مدارس مونيخ جرّاء الحرب، فأكمل تعليمه الثانوي في مدينة شتوتغارت Stuttgart ثم درس المسرح في معهد أوتو فالكنبرغ Otto Falkenberg Schule، وتعرّف عام 1951 في مدينة مونيخ زوجته الممثلة المسرحية إنغبورغ هوفمان Ingeborg Hoffmann التي دخل بتأثيرها عالم المسرح السياسي بقوة وكتب عدداً من الاسكتشات والأغاني.
المزيد »