logo

logo

logo

logo

logo

نيرودا (بابلو)

نيرودا (بابل)

Neruda (Pablo-) - Neruda (Pablo-)

نيرودا (بابلو ـ)

(1904 ـ 1973)

 

بابلو نيرودا Pablo Neruda هو اسم مستعار اشتهر به الشاعر التشيلي نفتالي ريكاردو رييس باسوألتو Neftalí Ricardo Reyes Basoalto الذي أثّر - منذ منتصف ثلاثينيات القرن العشرين - تأثيراً كبيراً لا يمكن مقارنته إلا بالتأثير الذي خلّفه قبله الشاعر النيكاراغوي روبن داريو Rubén Dario رائد الحداثة في الشعر المكتوب باللغة الإسبانية.

وُلد بابلو نيرودا في مدينة بارال Parral جنوبي تشيلي ابناً لعامل سكة الحديد خوسيه دل كارمن رييس José del Carmen Reyes ومعلمة المدرسة روسا نفتالي باسوألتو Rosa Neftalí Basoalto التي توفيت بعد ولادته بقليل. انتقلت الأسرة إلى مدينة تيموكو Temuco في أقصى جنوبيّ تشيلي، وتزوج الأب الأرمل هناك من ترينيداد كانديا مارڤيردي Trinidad Candia Marverde التي يأتي الشاعر على ذكرها في عدد من مؤلفاته بوصفها أمه الثانية. تلقى تعليمه الابتدائي منذ 1910 حتى 1920 في مدرسة تيموكو للذكور المجاورة لمدرسة الإناث التي كانت تديرها في بعض تلك السنوات الشاعرة غابرييلا ميسترال Gabriela Mistral التي شجعت محاولاته الأدبية الأولى. نشر نصه الأدبي الأول وهو في الثالثة عشرة من عمره بعنوان «حماسة ومثابرة» Entusiasmo y perseverancia. وفي العام التالي بدأ بنشر قصائده في صحف الأقاليم والعاصمة سنتياغو ومجلاتها، وكان يوقعها آنذاك باسمه: نفتالي رييس. وفي عام 1919 شارك في مسابقة شعرية ونال الجائزة الثالثة عن قصيدته «ليلي مثالي» Nocturno ideal. انتقل في عام 1921 إلى العاصمة سنتياغو ليدرس التربية في جامعة تشيلي، وفي السنة نفسها نال الجائزة الأولى في مهرجان الربيع عن قصيدته «أغنية العيد» Canción de la fiesta. وتزايدت بعد ذلك مشاركته في الحياة الأدبية وهجر دراسته.

نشر نيرودا ديوانه الأول «غسقيات» Crepusculario ت(1923)، وتلقى اعتراف أبرز نقاد تشيلي بموهبته. وتلاه في العام التالي ديوان «عشرون قصيدة حب وأغنية يائسة»  Veinte poemas de amor y una canción desesperada، وسيطرت على هذا الكتاب أجواء الكآبة القاتمة؛ إذ لم يكن قد تخلص بعد من تأثير روبن داريو. وقد طُبعت من هذا الديوان منذ صدوره ملايين النسخ، ومازال من أوسع أشعار الحب انتشاراً في البلدان الناطقة بالإسبانية. ثم صدرت له  في عام 1926 ثلاثة كتب صغيرة برز فيها توجهه التجديدي الشكلي، هي رواية «النزيل وأمله» El habitante y su esperanza، والقصائد النثرية «خواتم» Anillos، والقصيدة الطويلة «محاولة الإنسان اللانهائي» Tentativa del hombre infinito؛ حيث تبدت البراعم الأولية الأصيلة لمؤلفاته التالية. غادر في عام 1927 تشيلي أول مرة في حياته، متوجهاً إلى بورما (ميانمار)؛ ليشغل منصب قنصل في رانغون، ثم مارس مهمات قنصلية في سيلان وجاوا وسنغافورة وبوينس آيرس وبرشلونة ومدريد. وفي أثناء وجوده في مدريد أصدر مجلة «حصان أخضر للشعر» Caballo verde para la poesía هاجم فيها مُثل الشاعر الإسباني خوان رامون خيمينث Juan Ramon Jiménez  وأفكاره.

عاد نيرودا إلى تشيلي عام 1932، ونشر في العام التالي ديوان «رامي المقلاع المتحمس» El Hondero entusiasta، وهي قصائد شكلت فيما بعد جزءاً من ديوان «إقامة في الأرض» Residencia en la tierra حيث تبدَّى أسلوبه الشخصي المتفرد الذي منحه مكانة نهائية وحاسمة في عالم الأدب. ومع نشوب الحرب الأهلية الإسبانية، وفي أثناء عمله قنصلاً في مدريد في عام 1936 تأثر بعمق لمصرع صديقه الشاعر الإسباني فيدريكو غارثيا لوركا Federico García Lorca على يد القوى الفاشية. وأدى تضامنه مع الجمهوريين إلى عزله من منصبه الدبلوماسي، فكتب في أثناء ذلك قصائد ديوانه «إسبانيا في القلب» España en el corazón، وبدأ فيها تحوله عن الغموض والفردية السابقين إلى شعر ذي توجه اجتماعي، وملحمي، وسياسي. وما لبثت حكومة الجبهة الشعبية، التي انتصرت في الانتخابات التشيلية عام 1939 أن أعادته إلى العمل الدبلوماسي، وعينته قنصلاً في باريس لشؤون اللاجئين الإسبان حيث تولى نقل أعداد كبيرة من الجمهوريين المهزومين إلى تشيلي. كتب في عام 1940- وهو قنصل في المكسيك - قصيدتي «ستالينغراد» و«نشيد إلى بوليفار»، بداية لأسلوبه النضالي الجديد الذي ترسخ في كتابه الملحمي الضخم «النشيد الشامل» Canto General، وكتب تجربته الشعرية المتميزة «مرتفعات ماتشو بيتشو» Alturas de Machu Picchu التي شكلت الفصل الثاني من «النشيد الشامل» بعد زيارة قام  بها لآثار ماتشو بيتشو في البيرو.

انتخب في عام 1945 لعضوية مجلس الشيوخ التشيلي بمساندة الشيوعيين وأحزاب يسارية أخرى، ومُنح الجائزة الوطنية للأدب، وأعلن انضمامه إلى الحزب الشيوعي التشيلي في احتفال شعبي كبير. وفي عام 1947 بدأ خلافه مع حكومة الرئيس غابرييل غونثالث بيديلا González Videla الذي وصل إلى الرئاسة بمساندة الأحزاب اليسارية، وكان نيرودا نفسه المسؤول الأول عن حملته الانتخابية، فنـزع بيديلا عن الشاعر حصانته البرلمانية، وأمر باعتقاله، فانتقل سراً إلى الأرجنتين، ومن هناك إلى أوربا الغربية، ثم الاتحاد السوڤييتي للمشاركة في مؤتمر السلام العالمي والاحتفال بمرور مئة وخمسين سنة على ميلاد بوشكين.

نشر نيرودا في عام 1952 طبعة مغفلة من ديوانه «أشعار القبطان» Los Versos del capitán، ثم «الأعناب والريح» Las Uvas y el viento و«أغنيات بدائية» Odas elementales ت(1954)، أتبعها بديوان آخر بعنوان «أغنيات بدائية جديدة» Nuevas odas elementales ت(1956)، ثم «كتاب الأغنيات الثالث» Tercer libro de las odas ت(1957). وفي عام 1958 ظهر ديوانه «شاذ» Estravagario الذي يمثل تحولاً جديداً في شعره، استعاد فيه مزاج بعض كتب شبابه؛ وإن يكن بنَفَسٍ أقل «درامية». وعاد شعره ليرتبط بالتوجهات الطليعية حتى السريالية، في «إبحارات وعودات» Navigaciones y regresos و«مئة سونيته حب» Cien Sonetos de amor و«أغنية مفخرة» Canción de Gesta الذي أصدره عام 1960 تكريماً للثورة الكوبية. وأصدر في السنتين التاليتين «أحجار تشيلي» Las Piedras de Chile، و«أغنيات احتفالية» Cantos ceremoniales و«سلطات مطلقة» Plenos poderes، ثم كتابه الشعري الضخم «ذكريات إيسلا نغرا» Memorial de Isla Negra ت(1964). وفي عام 1965 منحته جامعة أكسفورد البريطانية دكتوراه شرف، وأصدر كتاباً مشتركاً مع ميغيل أنخل أستورياس M.A.Asturias بعنوان «بينما نحن نأكل في هنغاريا» Comiendo en Hungría، وأتبعه بكتابين شعريين: «فن العصافير»، Arte de pájaros و«بيت على الرمال» Una casa en la arena، وبعمله المسرحي الوحيد «تألق وموت خواكين موريتا» Fulgor y muerte de Joaquin Murieta.

أصدر نيرودا ديوان «أيدي النهار» Las Manos del día ت(1967)، وحصل على وسام جوليو كوري Joliot Curie، واختير عضو شرف في الأكاديمية الأمريكية للفنون والآداب. وقبل أن يختاره الحزب الشيوعي التشيلي مرشحاً لانتخابات رئاسة الجمهورية أصدر الدواوين «نهاية عالم» Fin de mundo، «مازال» Aún، «كأس الدم» La Copa de sangre، واختير لعضوية الأكاديمية التشيلية للغة، ومُنح دكتوراه شرف من جامعة تشيلي الكاثوليكية. تخلى عن ترشيحه لرئاسة الجمهورية في عام 1970 لمصلحة المرشح الاشتراكي سلفادور أيينده Salvador Allende ، ونشر «أحجار السماء» Las Piedras del cielo و«السيف المتقد» La Espada encendida. ونال في العام التالي جائزة نوبل، وعُيَّن سفيراً في باريس، وسفيراً لدى اليونسكو. نشر ديوان «جغرافية باطلة» Geografía infructuosa ت(1972)، وعاد في أواخر العام إلى تشيلي، حيث تلقى تكريماً شعبياً غير مسبوق في ملعب تشيلي الوطني.

نشر نيرودا ديواناً سياسياً بمناسبة الانتخابات البرلمانية في تشيلي بعنوان «تحريض ضد النيكسونية وإشادة بالثورة التشيلية» Incitación al nixonicidio y alabanza de la revolución chilena في عام 1973، وانهمك في كتابة مذكراته التي صدرت بعد وفاته بعنوان «أعترف بأني قد عشت» Confieso que he Vivido. وبعد انقلاب 11 أيلول/سبتمبر 1973- الذي قضى على الرئيس سلفادور أيينده وآلاف المواطنين التشيليين وعلى الديمقراطية في البلاد - جرت مداهمة بيت الشاعر في سنتياغو وتخريبه جزئياً، وتُوفِّي نيرودا بعد ذلك بأيام قليلة.

صالح علماني

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ مذكرات بابلو نيرودا، أعترف بأني قد عشت، ترجمة محمود صبح (بيروت 1978).

ـ ألبيرتو كوستي، بابلو نيرودا- حياته وشعره، ترجمة صالح علماني (وزارة الثقافة، دمشق 2004).

- A. SICARD, El pensamiento poético de Pablo Neruda (Madrid 1983).

- E.M.SANTI, Pablo Neruda: The Poetics of  Prophecy (Ithaca 1983).

- H. LOYOLA, Ser y morir en Pablo Neruda (Santiago de Chile 1967).


التصنيف : الآداب اللاتينية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الواحد والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 206
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 695
الكل : 32111441
اليوم : 56746

البهق

البهق   يعد البهق vitiligo من الأمراض الجلدية الهامة بسبب شيوعه إذ يقدر انتشاره بنسبة 1٪ من مجموع سكان العالم. يعرف البهق بأنه مرض جلدي يتظاهر بشكل بقع ناقصة الصباغ تغطي مساحة متفاوتة من الجسم. يعود نقص الصباغ إلى اختفاء الخلايا القتامينية من الجلد والأغشية المخاطية والأجربة الشعرية مكان الإصابة.
المزيد »