logo

logo

logo

logo

logo

كزانتزاكيس (نيكوس-)

كزانتزاكيس (نيكوس)

Kazantzakis (Nikos-) - Kazantzakis (Nikos-)

كزانتزاكيس (نيكوس ـ)

(1885ـ 1957)

 

نيكوس كَزانتزاكيس Nikos Kazantzakis، روائي وشاعر ومسرحي وفيلسوف يوناني، يعد من أبرز الشخصيات الثقافية في القرن العشرين. ولد في مدينة ميغالوكاسترو Megalokastro التابعة للامبراطورية العثمانية، وهي اليوم إيراكليون Iráklion عاصمة جزيرة كريت Crete اليونانية.

كان والده مزارعاً وتاجر أعلاف كما كانت والدته فلاحة، فنشأ الصبي بين الفلاحين في مرحلة انتفاضة كريت ضد الحكم العثماني، وقد لجأت عائلته إلى الجزيرة اليونانية ناكسوس Náxos حيث تلقى تعليمه في «مدرسة الصليب المقدس الفرنسيسكانية» ثم في ثانوية إيراكليون، ثم انتقل عام 1903 إلى أثينا  حيث  درس الحقوق في جامعتها. وبعد تخرجه سافر إلى باريس حيث درس الفلسفة في « كوليج دي فرانس » Collège de France على يدي هنري برغسون Henri Bergson بين 1907 ـ 1909. تطوع في الجيش اليوناني وشارك في حرب البلقان، ثم قام برحلات طويلة إلى إنكلترا وإسبانيا وروسيا ومصر وفلسطين واليابان والصين، ونشر كثيراً من كتب الرحلات عن هذه البلدان وسكانها وانطباعاته عنها.

كان كزانتزاكيس طوال حياته يبحث عن الحقيقة وعن موقع وقيمة الإنسان في الحياة، وفهِمَ مهمة الكاتب الأديب باعتبارها التزاماً فكرياً وأخلاقياً، وقد تعرض في سيرورة تطوره الفكري إلى مؤثرات تبدو متناقضة، إذ خضع في شبابه لتأثير نيتشِه Nietzsche وبرغسون، وأقام في عام 1914 مدة من الزمن في «جمهورية الرهبان» The Monk’s Republic في شبه جزيرة آثوس Áthos اليونانية، ثم تعمق في دراسة البوذية Buddhism، وكان في أثناء إقامته في برلين بين عام 1922 ـ 1923 شديد التعاطف مع الفكر الماركسي Marxism، إلا أن ما يطبع جميع أعماله بأحداثها وشخصياتها وأفكارها هو الروح الإنسانية عميقة الجذور، محاولاً خلق اللُحمة بين المواقف ووجهات النظر المتباينة.

بدأ كزانتزاكيس مبكراً بالكتابة والترجمة والنشر، وفي ظروف مادية صعبة. فألَّف مع زوجته الأولى غَلاتيا Galatia كتباً مدرسية، وترجم إلى اليونانية المعاصرة أهم أعمال هوميروس Homeros ودانتي Dante وغوته Goethe. وفي عام 1906 نشر روايته الأولى «الأفعى والزنبقة» Ophis Kai Krino، ومن أبرز أعماله حتى عام 1945 كتابه الذي يتضمن خلاصة فكره الفلسفي وصدر عام 1927 بعنوان «منقذو الرب» Salvatores Dei/Askitiki ثم ملحمته الشعرية «أوديسة» Odissia التي تتألف من (33333) بيتاً شعرياً بدأها من حيث انتهى بطل هوميروس. وهي «ملحمة الإنسان المعاصر» التي يعدها الكاتب عمله المركزي الذي أعاد كتابته سبع مرات في خمس عشرة سنة، ينطلق فيها أوليس Odysseus من مملكته إثاكا Ithaka مجدداً، متخلياً عن فخامة حياة الحاكم وأبهتها باحثاً باستمرار عن الحقيقة، حتى يصل به الترحال إلى القطب الجنوبي، من دون أن يتوصل إلى جواب شاف. فالحياة في جوهرها رحلة أبدية بحثاً عن الحقائق المتجددة، وبلوغ الجواب يعني النهاية. زار كزانتزاكيس الاتحاد السوڤييتي ثلاث مرات بين 1925 ـ 1929 وكانت النتيجة كتابه «ماذا رأيت في روسيا» Ti ida sti Rusia في مجلدين (1928) ورواية «تودا رابا» (1934) Toda Raba و«تاريخ الأدب الروسي» (1930). كتب عدداً من المسرحيات التراجيدية (المأسوية) التي لم تجد صدى ملحوظاً على صعيد العرض المسرحي.

أمضى كزانتزاكيس سنوات طويلة موظفاً حكومياً، وعُيِّن عام 1919 مديراً عاماً في وزارة الخدمة الاجتماعية، ومسؤولاً عن إطعام، وإلى حد ما، عن إنقاذ قرابة 150000 ألف مواطن من أصول يونانية، الذين قطنوا في منطقة القوقاز، في الحرب الأهلية الروسية التي نشبت بعد الثورة البلشفية. استقال عام 1927، وصار مدة من الزمن إثر ذلك رئيساً لرابطة الكتّاب اليونانيين. وقبل الحرب العالمية الثانية استقر الكاتب في جزيرة إغينا Aegina وصار وزيراً في حكومتها المحلية، ثم في الحكومة اليونانية عام 1945 حتى عام 1946، حين انتقل للعمل في منظمة اليونسكو UNESCO في باريس حتى نهاية عام 1948 حين استقر في مدينة أنتيب Antibes جنوبي فرنسا.

إن ما أوصل كزانتزاكيس إلى الانتشار عالمياً هو في المقام الأول رواياته التي لاقت رواجاً وترجمت إلى عدد كبير من اللغات، بما فيها العربية. صحيح أنه قد نشر عدداً من رواياته باللغة الفرنسية، إلا أنه كان قد صاغها أولاً بعاميّة أهل كريت موطنه الأصلي، بأسلوب سلس مرحٍ غني بالصور المستقاة من الطبيعة، من دون تنطع إلى اصطناع لغة لاتتناسب مع شخصياته ورواته. وأشهر رواياته هي التي عُرفت بعنوان «زوربا اليوناني» Víos Kai politía toy Alexis Zorbá (1946) التي يصور فيها فلسفة حياة إنسانٍ بسيط فقير عاشق للحياة، في مقابل مثقف مؤطر من الجوانب كافة يبدأ بتلمس طريقه إلى السعادة مستلهماً مواقف زوربا. وقد اقتبست هذه الرواية للسينما عام 1964 فلفت الفيلم الأنظار إلى بقية أعمال المؤلف. وفي عام 1950 ظهرت روايته المهمة الثانية بعنوان «القبطان ميخاليس. الحرية أو الموت» O Kapetán Michalis. Eleftheria i thanatos التي عاد فيها تاريخياً إلى انتفاضة سكان كريت اليونانيين عام 1889 ضد العثمانيين، وفيها يفضل القبطان الذي يحمل اسم أبيه، الثورة على الحب، ويموت في منتصف صرخته « الحرية أو… ». وفي روايته اللاحقة « المسـيح يصلب من جديد » O Khristos Xana Stav rónetai يصور الكاتب حياة مجموعة من القرويين اليونانيين في ظل الاحتلال التركي، أما روايته «غواية المسيح الأخيرة» O Telefteos Pirasmos (1955) فقد أثارت استنكاراً في الأوساط الكنسية الكاثوليكية والأرثوذكسية على حد سواء، إذ رأت في العمل إهانة فادحة لشخص السيد المسيح، وكان من نتائج ذلك أن طردت الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية الكاتب وحرمته من الغفران. وتقدم الرواية في واقع الأمر المسيح بطلاً وجودياً يمر بامتحان المعركة بين الجسد والروح وينجح. وعندما اقتُبس الكتاب للسينما بإخراج مارتين سكورسيزِه Martin Scorsese عام 1988 نفدت طبعات الرواية بترجماتها المختلفة.

حصل كزانتزاكيس في حزيران/يونيو عام 1956 في ڤيينا Wien على جائزة السلام الدولية. وكان الكاتب في العام التالي في مدينة فرايبورغ Freiburg في ألمانيا الغربية عندما وافته المنية بسبب سرطان الدم، فنقل جثمانه إلى موطنه إراكليون حيث دفن في قلعة مارتينيغو Martinego التي أقيم فيها متحف خاص به. وقد صدرت سيرته الذاتية «تقرير إلى غريكو» Anaphora sto Greco في عام 1961.

نبيل الحفار

الموضوعات ذات الصلة:

اليونان.

مراجع للاستزادة:

- HELEN KAZANTZAKIS, Nikos Kazantzakis, a Biography (1968).

- PETER BIEN, Kazantzakis; Politics of the Spirit (1988).

- M.P.LEVITT, The Cretan Glance (1980).


التصنيف : الآداب الأخرى
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد السادس عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 255
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 472
الكل : 31192336
اليوم : 17493

القلصادي (علي بن محمد-)

القلصادي (علي بن محمد ـ) (815 ـ 891 هـ/1412 ـ 1486م)   علي بن محمد بن علي القرشي البسطي القلصادي نسبة إلى مدينة قلصادة في الأندلس رياضي اشتهر بعلم الحساب، فرضي، نحوي، فقيه بالمذهب المالكي، ولد في مدينة بسطة (من أعمال جيان تقع شمال شرقيّ غرناطة)، وبها نشأ، وتلقّى علومه الأولى، وتابعها. أخذ القرآن، وأتقنه حفظاً وتجويداً, ثم تابع علومه الدينية من تفسير وحديث وفقه وفرائض، وفي اللغة العربية ونحوها، وذلك في مجالس شيوخ بلده.

المزيد »