logo

logo

logo

logo

logo

كريغ (إدوارد غوردن-)

كريغ (ادوارد غوردن)

Craig (Edward Gordon-) - Craig (Edward Gordon-)

كريغ (إدوارد غوردُن ـ)

(1872ـ 1966)

 

إدوارد غوردُن كريغ Edward Gordon Craig، ممثل ومخرج ومصمم مناظر ومصلح ومنظِّر مسرحي إنكليزي، له تأثير كبير في تطوير فن المسرح في القرن العشرين. ولد في مقاطعة هِرتفوردشر Hertfordshire المحاذية للندن الكبرى، وتوفي في ڤانس Vence الفرنسية. والدته الممثلة إلِّن تِري Ellen Terry  ووالده المهندس المعماري إدوارد وليم غودوين E.W.Godwin، لكنه اختار وأخته لاحقاً اسم كريغ لقباً (نسباً).

كان كريغ في السابعة عشرة من عمره عندما انتسب ممثلاً إلى «فرقة هنري إرفينغ» H.Irving Company في مسرح «ليسيوم» Lyceum، ولعب أدواراًَ مختلفة مع فرق مسرحية جوَّالة عدة، وذلك حتى عام 1897 عندما اعتزل التمثيل والتفت إلى الإخراج حسب مفهوم أواخر القرن التاسع عشر، أي أن يكون المخرج مسؤولاً عن تأويل النص، وعن تصاميم المناظر والأزياء والإضاءة التي تشكل المشهد البصري. ظهرت بواكير أعماله الإخراجية المهمة مع أوبرا «ديدو وإنياس» Dido and Aeneas (1900) للمؤلف الموسيقي الإنكليزي هنري بورسيل[ر]، و«أكيس وغَلاتِيا» Acis and Galatea (1902) للمؤلف الموسيقي الألماني غيورغ فريدريش هاندل[ر] G.F.Händel عن أوڤيد[ر]، وكان العملان بتكليف من «جمعية بورسيل الأوبرالية» Purcell Operatic Society. تحول كريغ بعدها إلى المسرح فأخرج لفرقة والدته في مسرح «إمبريال» Imperial Theatre مسرحية هنريك إبسن «الڤايكينغ» The Vikings (1903) (عنوانها الأصلي «أبطال في هِلغِلاند» Heroes in Helgeland). وقد أكد كريغ في هذه العروض الثلاثة-عن طريق تجهيز الخشبة وتصميم الديكور والأزياء- نظرياته في تصميم المناظر المسرحية set-designs، إذ اتسمت ببساطة المفهوم ووحدته مع إبراز حركة الممثل والإضاءة. إلا أن هذه العروض لم تحقق نجاحاً على صعيد المردود المالي؛ مما أعاق حصوله على الدعم المتوقع لتطوير أفكاره وتصوراته الفنية.

نتيجة لذلك قرر كريغ هجرة إنكلترا إلى أوربا، وحالما وصلته عام 1904 دعوة الأمير هاري كِسْلر Harry Kessler إلى ڤايمار Weimar لبَّاها، وكتب هناك أفضل مقالاته المعروفة «فن المسرح» The Art of Theatre (1905)  التي أعيد نشرها عام 1911 مع مقالات أخرى في مجلته «القناع» The Mask بعنوان  «في فن المسرح» On the Art of Theatre. لكنه سرعان ما انتقل إلى برلين ليعمل حتى عام 1905 مع أُتّو برام Otto Brahm رائد الحركة الطبيعية Naturalism في ألمانيا. ومع مطلع عام 1906 ارتحل كريغ إلى فلورنسا في إيطاليا حيث افتتح معهداً مسرحياً، وابتكر في العام التالي الستائر الديكورية المطوية والمحمولة الشهيرة في تاريخ المسرح، والتي استُخدمت في العرض المشترك «هَملت» Hamlet لشكسبير مع المخرج الروسي ك. ستانسلاڤسكي[ر] في «مسرح الفن» في موسكو عام 1911، وكان حال وصوله إلى فلورنسا قد بدأ العمل على تصميم عرض مسرحية إبسن «روزمرزهولم» Rosmersholm حيث لعبت الدور الرئيسي الممثلة المشهورة إليانورا دوزِه E.Duse.

وفي المرحلة نفسها نفذ كريغ مجموعة أعمال الحفر etchings على النحاس التي يتجلى فيها بحثه لخلق نوع من فن الحركة. وأسس في عام 1908 المجلة العالمية «القناع» التي استمر في تحريرها حتى عام 1929، فأسهمت في تعريف الأوساط المسرحية عالمياً بمُثُلِه المسرحية التي تهدف إلى تخليص العرض من جموده الطبيعي أو الواقعي الذي يؤطر حركة الممثل، كونه أداة تعبير عن تأويلات المخرج لأجواء النص. وقد كثف كريغ آراءه هذه في مقالته «الممثل كدمية خارقة» The Actor as Supermarionette التي نشرها في مجلته عام 1907. ثم نشر عام 1908 مجموعة أعمال الحفر التي تصور مفاهيمه التطويرية من أحادية الديكور إلى شمولية السينوغرافيا Scenography. وبعد خمس سنوات نشر مقالته التأسيسية «نحو مسرح جديد» Towards A New Theatre (1913) التي تضمنت أربعين لوحة حفر عن تصاميمه المشهدية الأصلية.

كان من نتائج الحرب العالمية الأولى على كريغ توقف فعاليات معهده المسرحي؛ مما دفعه إلى التوجه نحو التأريخ المسرحي، فنشر عام 1930 كتاب «هنري إرڤنغ» Henry Irving ثم «إلِّن تِري وذاتها السرية» Ellen Terry and Her Secret Self (1931)، لكنه لم يتوقف عن المشاركة في تصميم مشاهد بعض العروض اللافتة جداً، مثل «مُدَّعو حق العرش» The Pretenders (1926) لإبسن في كوبنهاغن، و«مكبث» Macbeth لشكسبير عام 1928 في نيويورك. وهناك من مؤلفاته الأخرى بعد الحرب « المسرح  يتقدم » The Theatre Advancing (1919)، و«دمى  وشعراء»  Puppets and Poets (1921)، و«المشهد» The Scene   (1923)، و«كتب ومسرح» Books and Theatre (1925). وقد بلغ كريغ ذروته في فن الحفر مع الرسومات التوضيحية لطبعة «هملت» (1929). وفي عام 1931 انتقل الفنان من إيطاليا إلى فرنسا التي أمضى فيها بقية حياته في أثناء الحرب العالمية الثانية، وقد اختار عام 1948 بلدة ڤنس في جنوبي فرنسا مسكناً له، كتب فيه مذكراته التي نشرها في عام 1957 بعنوان «فهرس قصة أيامي» Index to the Story of My Days.

إن كريغ المتحدر من تقاليد المسرح الإنكليزي، والمتأثر بلوحات فنان عصر النهضة سيرليو Serlio، وبتصاميم رقص choreography إزادورا دَنكَن Isadora Duncan (1878-1927) يعد واحداً من أهم مصلحي المسرح في القرن العشرين، فهو المؤسس التنظيري لـ«مسرح المخرج» Regietheater الذي أكمل ماكس راينهارت جانبه العملي. لقد عدَّ كريغ الخشبة فضاءً space، فقضى على مشهدية القرن التاسع عشر وأوجد ما أسماه الخشبة المؤسلبة stylized stage المعتمدة على الإيقاع واللون والضوء، بأن حقق الترميز في تصميم المشهد عن طريق المنصة المشكلة من مكعبات متحركة صعوداً وهبوطاً، وجسور علوية تحرك قطع الديكور في جميع الاتجاهات، مما يذكّر بطروحات المسرحي السويسري أدولف آبيا (1862-1928) Adolphe Appia. إلا أن الأهم من ذلك كله هو اكتشافه عامل الإيماءة (اللفتة) gest كونها عملاً فنياً متكاملاً فيه جميع مكونات العرض مع الممثلين جميعاً في كلٍ منسجم. كان كريغ ضد النجومية الفردية للممثل، وطالب بسلطة المخرج المطلقة وبطاعة الممثل التامة لإرشادات وتأويلات المخرج، متطرفاً إلى درجة استخدام الأقنعة بتحويل الممثل إلى دمية خارقة يمسك المخرج خيوط تحريكها بيديه. إلا أنه تراجع عن ذلك فيما بعد مؤمناً بالمشاركة المبدعة لثقافة الممثل فكرياً وفنياً في تكامل العرض. ولقد حرر كريغ المسرح من هيمنة الأدب والرسم والموسيقى، فجعله فناً نقياً، حيث لا النص وحده ولا التمثيل يخلق عرضاً، بل يتخلق العرض من اللفتة المكوَّنة من الكلمات والخطوط والألوان والإيقاعات المتجلية في حركة أجزاء الخشبة وحركة الإضاءة، لتحقق معاً الهدف الجمالي الأعلى للعرض المسرحي. لقد امتدت تأثيرات كريغ حتى إلى مسارح البلدان الاشتراكية التي استثمرتها بإتقان ولاسيما في إخراج الأوبرا الحديثة، كما امتدت هذه التأثيرات إلى السينما ولاسيما في أفلام هوليوود الاستعراضية.

نبيل الحفار

الموضوعات ذات الصلة:

فن الحفر ـ المسرح ـ مسرح المخرج.

مراجع للاستزادة:

ـ أحمد زكي، عبقرية الإخراج المسرحي، المدارس والمناهج (الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة 1989).

ـ إدوارد غوردون كريغ، في الفن المسرحي، ترجمة دريني خشبة (سلسلة الألف كتاب، القاهرة 1960).

-ERIC BENTLEY, The Theory of the Modern Stage, (Penguin 1982).


التصنيف : الآداب الجرمانية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد السادس عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 244
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1814
الكل : 55815711
اليوم : 53589

الحماية من أخطار الكهرباء

الحماية من أخطار الكهرباء   تسبب الكهرباء عند تعرض جسم الإنسان لها، خطراً محدداً على الحياة. وتتعلق درجة الخطورة هذه بمجموعة من العوامل التي يجب أن تدرس جيداً لاتخاذ إجراءات الوقاية اللازمة لحماية الإنسان من الأخطار المحتملة. ومما لاشك فيه أن العامل الحاسم في تجنب أخطار الكهرباء هو التقيد الصارم بقواعد الأمان والسلامة المهنية والاستخدام الصحيح لمختلف الأجهزة والإنشاءات الكهربائية. ومن ناحية أخرى فإن التصميم الصحيح والحالة الفنية السليمة والقيام بأعمال الصيانة الدورية للتجهيزات والإنشاءات الكهربائية يساعد أيضاً على الحد من أخطار الإصابة بالتيار الكهربائي، وعلى كل حال لابد من معرفة آلية تأثير الكهرباء على الجسم الحي لتجنب أخطارها.
المزيد »