logo

logo

logo

logo

logo

الكونغو الديمقراطية

كونغو ديمقراطيه

Democratic Republic of the Congo - République démocratique du Congo

الكونغو الديمقراطية

 

تقع جمهورية الكونغو الديمقراطية République démocratique du Congo في وسط إفريقيا بين خط عرض 20 َ 5 ْ شمال خط الاستواء، وخط عرض 28 َ 13 ْ جنوب خط الاستواء، وبين خطي الطول 10 َ 12 ْ شرقاً و15 َ 31 ْ شرقاً. وبذلك فإن الجمهورية تمتد 48 َ 18 ْ درجة عرض و5 َ 19 ْ درجة طولية داخل العروض الاستوائية والمدارية، ويخترقها خط الاستواء.

 

 

كانت البلاد تسمى «الكونغو» وهو الاسم الذي أطلقه البرتغاليون في القرن السادس عشر على النهر ذاته، واستمر هذا الاسم حتى عام 1971، حينما استُبدل به «زائير» Zaire وهو تحريف لكلمة «نزادي» Nzadi التي تعني باللغة المحلية «النهر». حكم البلجيكيون زائير من عام 1885 إلى أن نالت استقلالها في عام 1960، وأخيراً غُيّر اسمها إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية.

تبلغ مساحة البلاد 2344885كم2، أطول مسافة بين الشمال والجنوب 2090كم، ونحو 2090كم من الشرق إلى الغرب، وبذلك تكون ثالث بلد إفريقي من حيث المساحة بعد السودان والجزائر. وعلى الرغم من اتساع مساحة البلاد إلا أن طول ساحلها على المحيط الأطلسي لا يتجاوز 40كم.

تحيط بالجمهورية بلدان عديدة هي: السودان وإفريقيا الوسطى من الشمال، وأوغندا Ouganda ورواندا Rwanda وبوروندي Burundi وتنزانيا Tanzanie من الشرق وأنغولا Angola وزامبيا Zambie من الجنوب، والكونغو برازاڤيل Brazzaville من الغرب، ويبلغ طول حدود الجمهورية مع هذه البلدان 9165كم.

تقسم البلاد إلى ثماني مقاطعات هي:

كونغو المركزية، باندوندو Bandundu، والاستوائية، والمقاطعة الشرقية Province orientale، وكاساي الغربية Kasai occidental وكاساي الشرقية Kasai oriental وشابا Shabaا (Katanga) سابقاً وكِنشاسا Kinshasa.

الجغرافية الطبيعية

بعد انفصال كتلة القارة الإفريقية القديمة عن بقية قارة غندوانا في بداية الزمن الجيولوجي الثاني تكّون حوض الكونغو كأحد المنخفضات التي انتشرت على سطح هذه القارة. يرتفع سطح الحوض الداخلي ما بين 259م -500م فوق مستوى سطح البحر. وتحيط به هضاب ومرتفعات، تراوح ارتفاعاتها بين 500 إلى 2000م، ويتصف حوض الكونغو باتساعه، إذ يقدر بنحو ثلث مساحة الكونغو، إضافة إلى استواء سطحه الذي يتدرج في الارتفاع نحو الجوانب، وتتكون الهضاب المرتفعة من جهة الشرق والجنوب والجنوب الغربي. ويمتد بين حافة الهضاب الغربية وساحل المحيط الأطلسي سهل ساحلي ضيق لا يزيد عرضه على 100كم في الشمال والجنوب، ويصل في الوسط إلى نحو 130كم، ويشبه الساحل في جنوبي مصب نهر الكونغو ما هو عليه في شماله، فهو مستقيم ورملي ومستوٍ.

جبل ستانلي حيث قمة مارغاريتا

ترتفع الأرض بسرعة من قاع حوض الكونغو نحو الشرق إلى حافة الأخدود الغربي، وأعلى قمة في الكونغو ترتفع إلى 5519م في الجبال الواقعة على الحدود بين الكونغو وأوغندا على امتداد الفرع الغربي من الأخدود الإفريقي، حيث تغطي المقذوفات البركانية أجزاء من المرتفعات، وحيث توجد أكبر البحيرات وهي ألبـرت Albert وكيفو Kivu وتانغانيكا Tanganyika، وإدوارد Edouard، ويغطي الجليد الدائم كل ما يزيد ارتفاعه على 4500م، بل إنه يغطي قرابة 600م في منطقة قمة مارغاريتا Margarita.

يسيطر المناخ الاستوائي على معظم الأراضي الكونغولية، في حين يظهر المناخ المداري ذو المطر الفصلي في إقليم شابا في الجنوب الشرقي.

يراوح متوسط درجة الحرارة بين 25 ْم في النطاق الاستوائي و20 ْم في إقليم المرتفعات الشرقية وشابا. أما المدى الحراري السنوي في النطاق الاستوائي فصغير، فأحر الشهور آذار/مارس 25.6 ْم، وأبردها شهر آب/أغسطس 24.2 ْم. يراوح هطل المطر في هذا الإقليم بين 1500-2000مم في السنة، وتقل كمية المطر إلى الشمال والجنوب من النطاق الاستوائي، إذ يصل متوسط الهطل ما بين 1000 و1600مم. ويهطل أغزر المطر في منطقة مرتفعات كيفو. وفي المنطقة الاستوائية الوسطى يسقط المطر على مدار السنة بحدود 100مم في الشهر.

بحيرة تانغانيكا

يعدّ نهر الكونغو أحد الأنهار الكبرى في العالم؛ إذ يبلغ طوله نحو 4640كم، ومساحة حوضه 3690كم2، كما يراوح تصريفه بين 60-80 ألف م3 في الدقيقة. وينبع النهر من منطقة شابا، وتقترب منابعه من منابع نهر الزامبيزي، حيث تشكل الحدود السياسية بين الكونغو وزامبيا جزءاً من خط تقسيم المياه بين النهرين. ويعرف نهر الكونغو باسم لوالابا Lualaba من منبعه حتى شلالات ستانلي Stanley، يدخل في النهاية بحيرة مويرو Mweru، ثم يجري نحو الشمال الغربي خارجاً من هذه البحيرة، ويتلقى العديد من الروافد على شكل جداول من منطقة شابا، وفي هذا المقطع يعرف باسم الكونغو البلجيكي، وفيما هو يجري نحو الشمال يرفده نهر لوكوغا Lukuga الذي يخرج من بحيرة تنغانيكا، ويعبر الكونغو بعد ذلك خط الاستواء بالقرب من شلالات ستانلي قبل أن يتجه نحو المحيط الأطلسي. وأهم روافده الشمالية أوبانغي Ubangi، ومن الجنوب نهر كاساي Kasai، ثم يشق النهر طريقه عبر الجبال حتى ينتهي المجرى في مصب يقع قبل مدينة متادي Matadi التي تبعد 140كم عن مياه الأطلسي. ويعد مصب نهر الكونغو من أعرض المصبات النهرية في العالم، لكن الاستفادة منه ضئيلة بسبب سدود الرمال وسرعة التيار. ومع ذلك فإن نهر الكونغو يؤدي دوراً مهماً في مجال النقل والمواصلات في منطقة الغابات المطيرة؛ إذ إن النهر وفروعه صالحة للملاحة لمسافة 13600كم.

يمكن تقسيم المناطق النباتية الطبيعية في الكونغو إلى ثلاثة أنواع:

ـ مناطق الغابات المدارية المطيرة:

تغطي الغابات المدارية المطيرة معظم الجزء الشمالي للبلاد، وتمثل واحدة من أكبر مناطق الغابات في العالم وأكثرها كثافة. وتبلغ كثافة هذه الأشجار والنباتات حداً لايسمح بنفاذ أشعة الشمس إلى سطح الأرض إلا نادراً. يخترق خط الاستواء هذه المنطقة التي تتميز بطقس حار ورطب طوال العام، ويبلغ متوسط درجة الحرارة أثناء النهار 32 ْم، ويبلغ المتوسط السنوي لهطل الأمطار 2000مم أو يزيد، ويهطل المطر في العام على شكل عواصف رعدية شديدة.

ـ مناطق السافانا:

تغطي السافانا جزءاً كبيراً من جنوبي البلاد، كما توجد منطقة سافانا أخرى على شريط من الأرض شمالي منطقة الغابات المطيرة، ويصل متوسط درجة الحرارة في مناطق السافانا في أثناء النهار إلى 24 ْم، ويصل المتوسط السنوي لهطل الأمطار إلى 950مم، ولكنه يقل أو ينعدم في شهور عدة من السنة.

إقليم كنشاسا

ـ الأراضي المرتفعة:

تتكون الأراضي المرتفعة في الكونغو من هضاب وجبال تقع على الحدود الشرقية والجنوبية الشرقية، وتتفاوت الحياة النباتية فيها حسب الارتفاع، وتوجد في هذه المنطقة الجبال البركانية العالية التي يصل ارتفاع بعض قممها إلى ما يزيد على 5000م فوق سطح البحر. ويصل متوسط درجة الحرارة في هذه المنطقة 21 ْم، ويبلغ المتوسط السنوي لهطل الأمطار 1200مم.

وتتميز الغابات الاستوائية عامة بنمو العديد من الأشجار ذات الأخشاب المرغوبة. ويحيط بالغابة الاستوائية نطاق من السافانا الشجرية التي تظهر في المناطق الشمالية الشرقية وفي منطقة كينشاسا ومصب نهر الكونغو في الغرب، وفي الجنوب في شابا تظهر الغابات الجافة والسافانا القصيرة، أما في الهضاب والجبال الشرقية فتظهر نباتات الجبال التي تبدأ بالغابات والحشائش الحارة حتى ارتفاع 2500متر، فغابات البامبو، ثم نطاق النباتات الألبية الذي يظهر فوق 3500م.

ولاتساع مساحة الكونغو وقلة سكانه، ووقوعه في قلب الغابات الاستوائية ووقوع بعض الجبال العالية في داخل المنطقة الاستوائية؛ فقد خصصت سلطات الاستعمار البلجيكي مناطق عدة وجعلتها حدائق وطنية محمية National Parks، ومن هذه الحدائق حديقة ألبرت التي تمتد على مساحة ثمانية آلاف كم2 من بحيرة ألبرت إلى بحيرة إدوارد، وتضم نطاقاً جميلاً من الغابات الاستوائية والجبال التي تكلل قممَها الثلوجُ وتتدرج على سفوحها النباتات المتنوعة. والحديقة الثانية هي غارامبا Garamba التي توجد على حدود السودان في الشمال الشرقي من البلاد وتبلغ مساحتها خمسة آلاف كم2 وفيها كثير من الحيوانات التي تجتذب السياح وخاصة وحيد القرن. أما الحديقة الثالثة فهي حديقة أوبمبا Oubamba الواقعة في الجنوب في منطقة شابا وتبلغ مساحتها قرابة 11 ألف كم2، وهي بذلك أكبر الحدائق الوطنية، تكثر فيها الأشجار والطيور والحيوانات.

النشاط الاقتصادي

يعد نهر الكونغو الشريان الحيوي في اقتصاد البلاد، وهو يستخدم مع روافده في نقل المنتجات الغابية والمعدنية والزراعية إلى المدن الكبرى أو للتصدير إلى البلدان المجاورة والتصدير إلى البلدان الأوربية وغيرها عبر ميناء بوما Boma ومتادي، ومن الثروات الطبيعية المهمة في البلاد الغابات التي تحتل ما يزيد على نصف مساحة البلاد، أما الأراضي الصالحة للزراعة فمساحتها ضئيلة لا تتجاوز 3٪ من مساحة البلاد.

وأهم المحاصيل الزراعية هي زراعة المنيهوت manihot (نبات يستخرج من جذوره دقيق نشوي) ثم زراعة الذرة والفاصولياء، كما يزرع القمح في الجنوب في شابا، حيث الظروف المناخية الملائمة.

تزرع الذرة والدخن في نطاق السافانا في الهضاب الشرقية من البلاد، كما يتركز الأرز ونخيل الزيت داخل الإقليمين الاستوائي والشرقي، وتتوزع زراعة الفول السوداني في المناطق المرتفعة البعيدة عن الغابات الحارة، وتنتشر زراعة الدرنيات (يام وكسافا وبطاطا) في مختلف مناطق الكونغو. أما الإنتاج الزراعي التجاري فيتكون من البن والشاي والكاكاو والقطن، وتكاد المزارع الأوربية تحتكر هذه الأنواع من الإنتاج. وفي مناطق الغابات يجمع السكان الثمار الطبيعية، وخاصة الموز والأناناس وثمرة نخيل الزيت، إضافة إلى الصيد الذي يمارسه الأقزام.

بلغ إنتـاج الزراعات الزيتية 417 ألف طن في عام 1993، ثـم تضاءل الإنتاج ليصل إلى 325 ألف طن في عام 2002، وبلغ إنتاج الخشب القاسي من دون تقشير 57 مليون م3 عام 1993 ثم تطور الإنتاج ليصل إلى 67.5 مليون م3 عام 2002، وبلغ إنتاج الأرز 1.403 مليون طن عام 2003، وإنتاج الذرة 1.1 مليون طن عام 2003، والقمح 1200طن. أما الثروة الحيوانية فمتنوعة، بلغ تعدادها 6615 مليون رأس في عام 2002 منها 4 ملايين تقريباً رأس من الماعز و953 ألف رأس من الخنازير، و897 ألف رأس من الأغنام، و761 ألف رأس من الأبقار والجاموس.

أما الإنتاج المنجمي فمهم جداً وخاصة إنتاج النحاس والألماس والكوبالت والقصدير والذهب وبعض النفط والفحم الحجري، ويستخرج القسم الأكبر من هذه المعادن من منطقة شابا، ويخصص معظم الإنتاج للتصدير.

السكان:

يضم الكونغو خليطاً من مجموعات البشر الرئيسة المتواجدة في القارة الإفريقية التي تأثرت كل منها ببيئتها، فأصبحت مجموعة واحدة تختلف عن غيرها. ويعتقد أن الزنوج الأوائل هم الأكثر انتشاراً في الكونغو، وهم ينقسمون إلى مجموعتين رئيستين هم السودانيون والبانتو Bantu. والزنوج السودانيون هم أنقى  الزنوج من الناحية العرقية، وينتشرون مابين المحيط الأطلسي غرباً والضفة الغربية لنهر النيل شرقاً وينتظم السودانيون كما البانتو في جماعة تعرف بالقبائل، ولكل قبيلة عاداتها ومعتقداتها وطقوسها.

ومن أهم هذه القبائل قبيلة اليوربا Yoruba والمانديغو Mandigo، والزولو Zulu، وهم جميعاً يعتمدون على تربية الماشية، وتعد لغاتهم بالمئات بسبب عزلة القبائل في إقليم الغابات، وتكوّن لغات من لهجات لغة واحدة. كما يعيش في الكونغو جماعات بدائية مثل البوشمان Bushmen والأقزام Pygmies وغيرهم.

بلغ عدد سكـان الكونغو 54.4 مليون نسمة في عام 2004، وقدرت النسـب المئوية لمعدل النمـو السكاني للفترة 2000-2005 بنحو 2.9٪ وبلغت النسبة المئوية لسكان الحضر 32٪ لعام 2003، والنسبة المئوية لمعدل النمو الحضري 4.4٪ في الفترة 2000-2005، ويقدر عدد السكان لكل هكتار من الأرض الصالحة للزراعة أربعة أشخاص، ومعدل الخصوبة الإجمالية نحو 6.7٪، وبلغ مجموع وفيات الرضع لكل 1000 مولود حي 120 وفاة، أما العمر المتوقع فهو من أكثر بلدان العالم انخفاضاً، إذ قدر بنحو 40.8 سنة للذكور و 42.8 للإناث، ومعدل الولادات لكل 1000 امرأة تراوح أعمارهن بين 15-19 سنة 230 ولادة، كما بلغ معدل شيوع الإصابة بفيروس نقص المناعـة البشرية للأشخاص من عمر 15-49 سنة 3.7٪ للذكور و 4.8٪ للإناث.

ويعيش نحو 68٪ من السكان في الأرياف، ويعملون في الزراعة والرعي وفي المناجم، وفي الصناعات القائمة على المنتجات الزراعية والحيوانية، وفي بعض الخدمات.

أكبر المدن الكونغولية العاصمة كنشاسا، إذ بلغ عدد سكانها 5717000 نسمة حسب تقديرات 2004، ومن المدن المهمة لوبُمباشي Lubumbashi ا950 ألف نسمة، وكيزانغاني Kisangani ا650 ألف نسمة ومَتادي وغيرها.

اللغات السائدة: الإسبانية والفرنسية ولغات محلية: Tshiluba, Kingwana, Lingala.

المذاهب الدينية المنتشرة روم كاثوليك وبروتستنت إضافة إلى الديانات الوثنية في القبائل المختلفة، مع أقلية إسلامية.

معظم الطرق في الكونغو غير معبدة، يؤدي نهر الكونغو دوراً مهماً في مجال النقل، وخاصة في منطقة الغابات المطيرة، أما السكك الحديدية فتعمل غالباً في الجزء الجنوبي الشرقي من البلاد، حيث تربط مناطق التعدين موانيء نهرية عدة، والميناء البحري الرئيس في البلاد يتمثل بمدينة متادي. وتوجد في الكونغو خطوط جوية تخدم المدن الرئيسة في البلاد، وتربط العاصمة كنشاسا بأقطار إفريقية وأوربية عدة.

لمحة تاريخية

دلت الآثار الموجودة عند حوض نهر الكونغو على وجود قديم للإنسان فيه يعود إلى مرحلة ماقبل التاريخ. وبقي تاريخ هذه المنطقة مجهولاً، وتعذر الوقوف على تطور شعوبها حتى القرن الخامس عشر، وفي هذا القرن بدأ توافد البرتغاليين إلى سواحل الكونغو التي وجدوا فيها مصدراً ثميناً لتجارة العبيد، وفي عام 1885 قام ليوبولد الثاني ملك بلجيكا بفرض سيطرته على مملكة الكونغو بعدّها ملكاً شخصياً له، ثم قامت الحكومة البلجيكية بكف يده عنها وعدّها مستعمرة بلجيكية، وفي فترة الاحتلال البلجيكي اُستنزفت موارد البلاد البشرية والاقتصادية وعومل السكان المحليون بقسوة بالغة، وفي الخمسينات من القرن العشرين بدأت تظهر حركـات التحرر الوطني الداعية إلـى طـرد الاحتلال البلجيكي، وبـرز خصوصاً اسـم باتريس لومومبا[ر]  P.Lumumba الذي كان على رأس المطالبين بالاستقلال إلى أن قتل في ظروف غامضة، وحصلت البلاد على استقلالها عام 1960 وعاد إليها اسم الكونغو، وانتخب كازاڤوبو Kasavubu رئيساً للجمهورية. حدثت في السنوات التالية اضطرابات عرقية ومذابح، وأعلنت مقاطعة شابا (كاتنغا) انفصالها، ولكن تم قمع التمرد وأعيدت الأمور إلى نصابها. وفي عام 1965 استولى الجيش بقيادة الجنرال جوزيف موبوتو J.Mobutu على مقاليد الأمور، وحاول اتخاذ إجراءات لإخراج البلاد من أزماتها التي كانت تعانيها، ودعا إلى التمسك بالتراث الإفريقي، وفي هذا السياق غيّر اسمه إلى موبوتو سيسيسيكو Sese Seko، وغيّر اسم البلاد إلى زائير Zaire عام 1971، ولكنه تنحى عن الحكم واختار العيش في المنفى حين استيلاء الجنرال لوران ديزيريه كابيلا L.D.Kabila على الحكم عام 1997 في أثناء وجود موبوتو في فرنسا للعلاج. في عهد كابيلا تغير اسم البلاد إلى الكونغو الديمقراطية، ولكنه خلافاً للاسم اتبع نظاماً قمعياً، وعادت وتجددت الاضطرابات في عهده إلى أن اغتيل عام 1997، وتم تعيين ابنه خلفاً له، ومازالت البلاد تعيش حالة من عدم الاستقرار.

محمد الحمادي

مراجع للاستزادة:

ـ علي موسى ومحمد الحمادي، جغرافية القارات (دار الفكر، دمشق 1995).

ـ ـعلي موسى، جغرافية العالم الإقليمية (دار الفكر، دمشق 1981).

ـ محمد رياض وكوثر عبد الرسول، إفريقية، دراسة لمقومات القارة (دار النهضة العربية، بيروت 1973).

ـ أنور عبد الغني العقاد، الوجيز في إقليمية القارة الإفريقية (دار المريخ، الرياض 1982).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد السادس عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 636
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1310
الكل : 31867372
اليوم : 66915

التوثيق في الشريعة

التوثيق في الشريعة   التوثيق: هو ما يضمن أداء الحق، ويسمى أيضاً علم الشروط. أهميته والحاجة إليه وحكمته وآية التوثيق في القرآن الكريم: 1- صيانة الحقوق والأموال لأن الله تعالى أمر بحفظهما: }ولا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمْ{ [النساء:5] ونهى عن تضييعها: }ولا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالبَاطِل{ [البقرة: 188]. 2- قطع المنازعة لكون التوثيق حَكَماً ومرجعاً وملزماً ولئلا يفتضح حال المنكر، مع تبيان حيثيات التصرفات وأحجامها مما قد يعتورها من النسيان أو الجحود. 3- الالتزام بالقواعد الشرعية في إجراء التصرفات لحمل التوثيق عليها. ودلَّت على مشروعية التوثيق وطلبه آية المداينة [البقرة:282]، التي أمرت بكتابة الدين والإشهاد عليه بإشراف كاتب بالعدل[ر] فإن لم يوجد أخذ الرهن للتوثيق.
المزيد »