logo

logo

logo

logo

logo

كاترينا الثانية (الكبيرة)

كاترينا ثانيه (كبيره)

Catherina II (the Great) - Catherine II (la Grande Catherine)

كاترينا الثانية (الكبيرة)

(1729 ـ 1796)

 

كاترينا الثانية أو كاترينا الكبيرة Katharina II die Grosse، أميرة ألمانية تربعت على عرش الامبراطورية الروسية من 1762 إلى 1796.

اسمها الأصلي صوفي أُوغسُته فريدريكِه Sophie Auguste Friederike، أميرة ولاية أنهالت ـ زربست Anhalt - Zerbst، ولدت في مدينة شْتِيتن Stettin في بولندا حالياً، والدها الضابط والأمير كريستيان أوغسطس. وعندما أصبحت في السادسة عشرة من عمرها خُطبت لولي عرش روسيا الأمير بطرس Peter. وسافرت إلى موسكو عام 1744 برفقة والدتها الأميرة النبيلة يوهانا Johanna، وفي الطريق تعرفت الأميرة ملك بروسيا فريدريش الثاني Friedrich II في برلين، ونالت إعجابه لثقافتها العالية وذكائها الخارق وإتقانها الحاذق لثلاث لغات أوربية، وقبل زفافها إلى بطرس عام 1745 كان عليها أن تبدل اسمها ومذهبها، فأصبحت يكاترينا ألكسيفنا الأرثوذكسية Yekaterina Alekseyevna، وبدأت في تعلم اللغة الروسية لكي تستطيع مخاطبة شعبها بعد أن تصبح امبراطورة.

بعد وفاة امبراطورة روسيا إليزابيت Elisabeth ابنة بيتر الأكبر في كانون الثاني/يناير عام 1762 أصبح ابن أخيها بطرس الضعيف وغير الكفء قيصر روسيا باسم بطرس الثالث وعمره 34 سنة. ولم يكن محبوباً بسبب سوء إدارته حتى إنه أثار الكنيسة الأرثوذكسية ضده حينما هاجمها، ولهذا كله قررت كاترينا الإطاحة بزوجها من خلال دعم عشيقها الضابط في الحرس الامبراطوري ألكسي أورلوف Aleksei Orlov، ونُحي بطرس الثالث عن العرش، ثم قُتل بعد ثمانية أيام وذلك في حزيران/يونيو 1762، وأعلنت كاترينا نفسها امبراطورة على روسيا وهي ما تزال في الثالثة والثلاثين من عمرها ولقبت بـ كاترينا الكبيرة وأم الوطن.

كانت كاترينا امرأة شديدة العزيمة وبالغة الدهاء إلى جانب أنها متنورة ومتأثرة بثقافة عصر الأنوار التي عاصرتها، وكان لها علاقات شخصية مع كبار المفكرين الفرنسيين، وتقرأ بحماس كتب فولتير Voltaire ومونتسكيو Montesquieu وتاكيتوس Tacitus، وساعدتها اللغات العديدة التي تتقنها على ذلك، وشغفت بالآداب والفنون والعلوم والسياسة، لكنها من ناحية ثانية كانت امبراطورة مستبدة لم تفعل ما يذكر لصيانة حريات غالبية الشعب الروسي، بل إنها أبقت على نظام القنانة ووسعت من نطاقه، وأخمدت انتفاضات الفلاحين بوحشية، وخاصة في أوكرانيا، وقضت على ثورة القوزاق عام 1774.

إصلاحاتها السياسية والإدارية

كانت كاترينا الثانية من أنصار التحديث والتطوير، إذ إنها سارت على نهج بطرس الأول الكبير (1689ـ 1725) من أجل تحديث الدولة ولكن بطرق مختلفة عنه، فوضعت مشروعات اجتماعية لتطوير المجتمع، وعلى صعيد الإصلاحات السياسية، قامت بوضع دستور جديد للبلاد عام 1764، وإعطاء صلاحيات واسعة لحكام الولايات، وأقرت بتشييد المدارس والمستشفيات، وشجعت التطعيم ضد الجدري، وطورت تعليم المرأة، وأشاعت روح التسامح الديني. وفي عهدها وفد المعلمون والكتاب والفنانون إلى روسيا من جميع أنحاء أوربا، وأقامت مستوطنات على ضفاف نهر الفولغا، جلبت لها الفلاحين الألمان الذين سموا بـ «ألمان الفولغا» لتطوير هذه المناطق وتحديث مزارعها، فأقاموا بعض المدن الحديثة تحت إدارتها مثل مدينة «أوديسا» Odessa على البحر الأسود، وشجعت الصناعة وخاصة صناعة النسيج وصناعة التعدين في الأورال.

أسهمت كاترينا في توسيع نفوذ الامبراطورية الروسية في حربين متتاليتين ضد الدولة العثمانية (1768ـ1774) و(1787ـ1792) واحتل جيشها بعض المقاطعات العثمانية في مولدافيا وفلاشيا (الأفلاق والبغدان وجزيرة القرم)، وتمكنت من تحطيم الجدار الذي يفصل روسيا عن أوربا، المتمثل في الدولة العثمانية وبولونيا بعد أن وصل جيشها إلى المياه الدافئة في البحر الأسود والبحر المتوسط، وكان ذلك كله بالتخطيط والتشاور مع قائد جيشها ووزيرها غريغوري بوتومكين G.Potomkin الذي كان زوجها غير الرسمي لسنوات عدة. وشاركت فريدريش الكبير Friedrich der Grosse ملك بروسيا في تقسيم بولندا على مراحل، بعد أن اتفقت معه على تصفية المقاومة البولونية.

لاشك في أن لكاترينا الكبيرة أهميتها ومكانتها التاريخية، فقد حكمت الامبراطورية الروسية مدة 34 عاماً ارتفعت في أثنائها مكانة روسيا بين دول العالم ونظمت المجتمع الروسي على نحوٍ حديث وأرست قواعد الثقافة الروسية. لكن على الرغم من كل ما قدمته على الصعيدين السياسي والعسكري تركت خلفها سلسلة من الفضائح التي تشير إلى انغماسها بالملذات مع عشاقها الذين زادوا على العشرين، غالبيتهم من ضباط قصرها.

محمد أحمد

الموضوعات ذات الصلة:

 

ألمانيا ـ أوربا ـ بولندا ـ روسيا.

 

مراجع للاستزادة:

 

- DIETER WUNDERLICH, Katharina die Grosse, Verlag Friedrich Pustet (Regensburg 1995).

- HEINZ TILLMANN, Biographie zur Weltgeschichte, Lexikon (Berlin 1989).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الخامس عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 783
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1011
الكل : 59401469
اليوم : 33779

تقي الدين محمد بن معروف

تقي الدين محمد بن معروف (نحو 932 ـ 993هـ/1525 ـ 1585م)   تقي الدين محمد بن معروف بن أحمد، عالم فلكي، وراصد رياضي ومهندس ميكانيكي، اشتهر أوائل الحكم العثماني. ورد اسمه كاملاً ومدوناً بخط يده على مخطوط له عنوانه «الطرق السنية في الآلات الروحانية». يرجع في نسبه إلى الأمير ناصر الدين منكويرس، ابن الأمير ناصح الدين خمارتكين. أشارت معظم المراجع إلى أنه من مواليد مدينة دمشق، ثم انتقلت أسرته إلى مصر، حيث استقرت فيها. نشأ تقي الدين في بيت علم ودين، فقد كان والده قاضياً في مصر. ودرس هو علوم عصره، وأصبح قاضياً مثل أبيه. تحدث عن نفسه في أحد مؤلفاته، وهو «سدرة منتهى الأفكار في ملكوت الفلك الدوار» فقال: «ولما كنت ممن ولد ونشأ في البقاع المقدسة، وطالعت الأصلين «المجسطي»، و«كتاب إقليدس في الأصول» أكمل مطالعة، ففتحت مغلقات حصونها، بعد الممانعة والمدافعة. ورأيت ما في الأزياج المتداولة (الجداول الفلكية) [ر] من الخلل الواضح، والزلل الفاضح، تعلق البال والخلد بتجديد تحرير الرصد». وهذا يدل على أن تقي الدين قد اطّلع على الكتب العربية التي وردت فيها الأرصاد والحسابات الفلكية والأزياج فسعى لإصلاحها. واستخرج زيجاً وجيزاً مستعيناً بأبحاث أَلُغ بك، كما ذكر في كتابه «الدر النظيم في تسهيل التقويم». ويبدو من أقوال تقي الدين، التي وردت في كتابه «الطرق السنية في الآلات الروحانية» أنه زار اصطنبول، مع أخيه عام 953هـ/1546م. وربما كان ذلك بحكم وظيفته، أو رغبة في طلب العلم.  وفي تلك المدينة قام بمشاركة أخيه بتصميم آلة لتدوير سيخ اللحم على النار، فيدور من نفسه من غير حركة الحيوان. عمل تقي الدين في خدمة الوالي علي باشا، الذي كان يحكم مصر من قبل السلطان سليمان القانوني، بدءاً من عام 956هـ/1549م. فأهداه كتابين من مؤلفاته وهما «الطرق السنية في الآلات الروحانية»، و«الكواكب الدرية في البنكامات الدورية». وجاء في كتاب «كشف الظنون» أنه في عام 975هـ/1568م ألف تقي الدين كتاب «ريحانة الروح في رسم الساعات على مستوى السطوح» في قرية من قرى نابلس. ثم شرحها العلاّمة عمر بن محمد الفارسكوري شرحاً بسيطاً بإشارة من المصنف، وسماها «نفح الفيوح بشرح ريحانة الروح»، وفرغ منها في ربيع الأول 980هـ، ولها ترجمة إلى اللغة التركية موجودة نسخة منها في المكتبة الظاهرية بدمشق. رحل تقي الدين بعد ذلك إلى اصطنبول، حيث تقرّب من الخواجه سعد الدين، معلّم السلطان، وصار من خواصه الملازمين. ونظراً لبراعة تقي الدين في العلوم الفلكية دعمه الخواجه سعد الدين ليكون رئيساً للمنجمين في أواخر حكم السلطان سليمان، وكان ذلك عام 979هـ/1571م. كان تقي الدين يرغب في إنشاء مرصد في اصطنبول، على غرار مرصد مراغة، الذي أنشأه أَلُغ بك، لذلك قدّم تقريراً للسلطان، عن طريق الصدر الأعظم محمد باشا، ووساطة الخواجه سعد الدين، وشرح في تقريره أن الجداول الفلكية الموجودة صارت غير قادرة على إعطاء معلومات صحيحة، لذلك صارت الحاجة ملحة لعمل جداول فلكية تستند إلى أرصاد جديدة. استجاب السلطان لطلب تقي الدين، وبدأ بإنشاء المرصد أوائل عام 983هـ/1575م، وانتهى بناؤه وتجهيزه بالأجهزة والأدوات بعد ذلك بعامين. وحدث في ذلك الوقت ظهور مذنب في سماء اصطنبول، ولما شاهده تقي الدين في مرصده تقدم بالتهنئة للسلطان، متنبأ له بالنصر على الفرس، الذين كانوا في حرب مع الدولة العثمانية. وقد تحقق ذلك النصر، لكنه لم يكن مجرداً من الخسائر الفادحة. كما أن وباء الطاعون انتشر انتشاراً واسعاً في ذلك الوقت. فانتهز الفرصة قاضي زاده شيخ الإسلام هو وجماعته المنافسون للصدر الأعظم وللخواجه سعد الدين، وشنوا حملة معادية لإنشاء المرصد، ونجحوا بإقناع السلطان بهدمه، فتم لهم ذلك في عام 1580م. كان السلطان مراد قد كافأ تقي الدين، عقب إنشائه المرصد، فمنحه راتب القضاة، كما منحه قطائع درت عليه دخلاً كبيراً. إلا أن هدم المرصد كان له تأثير سيء في نفس تقي الدين، وقد توفي بعد ذلك بخمس سنوات، ودفن في مدينة اصطنبول. كان تقي الدين، كما يقول عن نفسه، في كتابه «الكواكب الدرية في البنكامات الدورية»، مغرماً منذ حداثته بمطالعة كتب الرياضيات، إلى أن أتقن الآلات الظلية والشعاعية علماً وعملاً، واطلع على نسب أشكالها وخطوطها. كما اطّلع على كتب الحيل الدقيقة والميكانيك، ورسائل علم الفرسطون والميزان وجر الأثقال. وكان يتقن معرفة الأوقات ليلاً ونهاراً، معتمداً على عدة أشكال من الآلات، وخاصة البنكامات الدورية (الساعات). وقد دوَّن فن الساعات الميكانيكية ومبادئها، وذكر عدداً من الآلات التي اخترعها. ولكي يبرهن على مدى تقدمه في العلوم الرياضية، ورغبته في نشر المعرفة، وضع عدة مؤلفات، منها رسالة «بغية الطلاب في علم الحساب»، وكتاب في الجبر عنوانه «كتاب النسب المتشاكلة». وكتاب في الفلك عنوانه «سدرة منتهى الأفكار في ملكوت الفلك الدوّار». وسجل في كتابه الأخير المشاهدات الفلكية التي حققها في مرصد اصطنبول. ووصف الآلات التي استعملها فيه، وماكان منها من مخترعاته، محتذياً في ذلك حذو العلامة نصير الدين الطوسي الذي كان يعدّه المعلم الكبير. كان تقي الدين وافر الإنتاج العلمي، قام بتصنيف عدد من الرسائل والكتب، ولما يزل أكثرها مخطوطات محفوظة في عدة مكتبات عالمية. وفي عام 1976 قام أحمد يوسف الحسن بتحقيق ودراسة مخطوط «الطرق السنية في الآلات الروحانية»، ونشره مصوراً في كتاب عنوانه «تقي الدين والهندسة الميكانيكية العربية»، وبين بالرسم والشرح شكل وعمل الآلات التي وردت في هذا الكتاب، وقال: «إن أهمية كتاب الطرق السنية في أنه يكمل حلقة مفقودة في تاريخ الثقافة العربية، وتاريخ الهندسة الميكانيكية». أما موضوعات الكتاب فتشمل مقدمة وستة أبواب. تكلم تقي الدين في مقدمة هذا الكتاب على الآلة المعروفة بحق أو علبة القمر، وهي مشابهة في تركيبها للساعات الميكانيكية. وفي الباب الأول: تكلم على أربعة أصناف من البنكامات، وهي ساعات رملية أو مائية، مما عرفه العرب في مطلع حضارتهم. وفي الباب الثاني: ذكر ثلاث آلات لجر الأثقال. وفي الباب الثالث: وصف أربع آلات لرفع الأثقال ومثلها لرفع الماء. وفي الباب الرابع: تكلم على عمل آلات الزمر الدائم والنقارات (ثلاثة أنواع) والفوارات المختلفة الأشكال (أربعة أنواع). وفي الباب الخامس ذكر أنواعاً شتى من آلات طريفة (أحد عشر نوعاً). وفي الباب السادس: وصف لسيخ اللحم الذي يدور بصورة آلية على البخار.   محمد زهير البابا   مراجع للاستزادة:   ـ بنو موسى بن شاكر، الحيل، تحقيق أحمد يوسف الحسن (معهد التراث العلمي العربي، حلب). ـ تقي الدين، الطرق السنية في الآلات الروحانية، تحقيق أحمد يوسف الحسن (معهد التراث العلمي العربي، حلب).
المزيد »