logo

logo

logo

logo

logo

الكونغو (نهر-)

كونغو (نهر)

Congo river - Congo (fleuve)

الكونغو (نهر ـ)

 

[انظر خريطة الكونغو الديمقراطية]

يعدّ نهر الكونغو Congo ثاني أطول نهر في إفريقيا بعد النيل، إذ يبلغ طوله 4474كم، ومساحة حوضه 3457000كم2، وهو ثاني أكبر حوض نهري في العالم بعد الأمازون، ويشغل كلاً من جمهوريتي الكونغو والكونغو الديمقراطية (زائير) وجمهورية إفريقيا الوسطى وشرقي زامبيا وشمالي أنغولا، وأجزاءً من الكاميرون وتنزانيا. وشبكته المائية كثيفة إذ يبلغ طولها نحو 16000كم، ويقسم حوض تغذيته إلى ثلاثة أحواض:

منظر جوي لحوض نهر الكونغو

ـ الحوض الأعلى: ويبدأ من خطّ تقسيم المياه بينه وبين حوضي الزمبيزي والنيل، حيث منبعه على السفوح الغربية لهضبة البحيرات (إقليم كاتانغا Katanga)، ويتجه شمالاً حتى شلالات ستانلي Stanley falls، وينبع النهر من جبال ميتومبا Mitomba على حدود زامبيا، ويرفده عن يمينه نهر لوفوا Luvua القادم من بحيرة موييرو Mweru، ونهر لوكاغا Lukuga من بحيرة تنجانيقا Tanganyika؛ الذي ينحدر غرباً حتى يلتقي النهر الأساس لوالابا Lualaba. تكثر الروافد والشلالات والبحيرات في وادي النهر؛ إذ تتشكل الشبكة المائية فوق منطقة جبلية وعرة.

ـ الحوض الأوسط: يبدأ من شلالاتٍ سبعة، تعرف بشلالات ستانلي، حيث تظهر تشكيلات الغرانيت والحجر الرملي، ويصبح النهر بعدها صالحاً للملاحة، ويعود النهر فينحرف نحو الشمال الغربي فالغرب، ثم إلى الجنوب الغربي، ويرفد النهر عن يساره رافد آخر هو لومامي Lomami بعد الشلالات، وعن يمينه رافد أروفيمي Aruwimi، ثم بعد أن يعبر دائرة الاستواء يرفده عن يمينه نهر أوبانغي Ubangi أيضاً، أما رافده كاساي Kasai فيلتقي به عن يساره قبل العاصمة، وفي هذا الجزء يفيض النهر بمياهه، وتنتشر فيه المستنقعات والجزر التي يعيش فيها كثير من الأسماك والتماسيح.

ـ الحوض الأدنى: يبدأ عند انقسام النهر إلى مجريين مشكلاً حوض ماليبو Malebo Pool، وتتقابل مدينتا كنشاسا Kinshasa عاصمة الكونغو الديمقراطية وبرازافيل Brazzaville عاصمة جمهورية الكونغو وجهاً لوجه على طرفي حوض ماليبو، ويجتاز النهر العديد من المساقط والجنادل ـ شلالات كينسوكا Kinsuka (ليفنغستون Livingstone) ـ لانتقاله من تكوينات جيولوجية قديمة إلى تكوينات أحدث؛ كما تؤثر الحركات البنائية في مجرى النهر، حيث يهبط المجرى من ارتفاع 220 متراً عند شلالات ليفنغستون، ويبقى النهر على اتجاهه جنوب غرب حتى مصبه في المحيط الأطلسي عند بانانا Banana، حيث يبلغ متوسط تصريفه نحو 38993م3/ثا، ولا يشكل النهر دلتا، بل يتميز بمصب خليجي طويل صالح للملاحة، حيث يسمح للسفن المحيطية بالإبحار حتى مدينة متادي Matadi على بعد 128كم من البحر.

تُستَخدم هذه الشبكة النهرية وسيلة نقلٍ أساسية في وسط إفريقيا، وشرياناً رئيساً ـ بعد أن تدهورت أنظمة الطرق البرية في العقود الثلاثة الماضية ـ للتجارة فيها، حيث مظاهر الملاحة المزدحمة بالسفن الكبيرة والقوارب الصغيرة. وعلى الرغم من إمكانية استغلال النهر في توليد الطاقة الكهربائية، إلا أنه لم يستغل كثيراً في هذا الاتجاه. ويشكّل النهر موطناً لأصناف كثيرة من الأسماك والتماسيح، ويقوم السكّان بصيدها بطرق تقليدية قديمة. 

يتلقى حوض النهر أمطاراً بمعدل 1500مم/سنوياً، لكن يضيع نحو 25٪ منها في الأطلسي، وتتباين كميّة المياه في النهر من فصل إلى آخر؛ بسبب الأمطار التي تهطل شمال دائرة الاستواء وجنوبها على مدار العام. وتنمو الغابة الاستوائية المطيرة في الحوض بكثافة عالية، وتشغل نسبة كبيرة من مساحته، ويصعب الدخول إليها لاكتظاظها وكثرة الحيوانات والزواحف فيها.  

 كان الملاح البرتغالي ديوغو كام Diogo Cam أول أوربي يبحر عام 1482م حتى منابع النهر، وسمي يومئذ «نزادي» وهي كلمة باللهجة المحلية تعني نهراً، والتقى حكّام مملكة الكونغو، وبدأت النزعة الاستعمارية الأوربية، وقصة تجارة العبيد في أواخر القرن التاسع عشر، ودعي النهر نهر الكونغو، وفي عام 1871م وصل المستكشف الاسكتلندي ديفيد ليفنغستون D.Livingston  إلى منابع نهر لوالابا، وفي عام 1876ـ 1877 أبحر هنري ستانليHenry Stanley الأمريكي من التقاء رافد لوالابا بالكونغو وحتى منابع النهر، وبعد فترة نشر الكاتب جوزيف كونراد Joseph Conrad قصة قصيرة بعنوان «قلب الظلام» Heart of Darkness، تحدث فيها عن الحياة في حوض الكونغو وقساوة الناس والطبيعة هناك.

عبد الكريم حليمة

مراجع للاستزادة:

ـ علي موسى، جغرافية العالم الإقليمية (دار الفكر، دمشق 1981).

ـ حسام جاد الربّ، جغرافية إفريقيا وحوض النيل (مكتبة الغد ومطبعتها، القاهرة 2005).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد السادس عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 634
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 574
الكل : 28929879
اليوم : 26275

البلطي (عثمان بن عيسى-)

البَلَطي (عثمان بن عيسى ـ) (524 ـ 599 هـ/ 1129 ـ 1202م)   تاج الدين أبو الفتح عثمان بن عيسى بن منصور بن محمد البَلَطي، عالم بفنون العربية، ولاسيما النحو والعروض، أخباري، شاعر. ولد في بلدة «بَلَد»، وهي بلدة نَزِهَةٌ كثيرة الخيرات، على نهر دجلة، شمال الموصل. قال القفطي: «ويقال لها: بَلَط، بلفظ النبط». والنسبة إليها «بَلَدي» وهي النسبة الغالبة في استعمال أصحاب الحديث، و«بَلَطي»، ونشأ في بلدته «بَلَط» متأثراً بطبيعتها الجميلة، تأثراً ظهر في سيرته الشخصية فيما بعد. ولم يذكر مترجموه أين حصّل علومه الأولى: أفي «بَلَط» هذه، أم في الموصل القريبة منها؟ فقد قالوا في نسبته أيضاً «الموصلي» وذكروا أنه روى عن القاسم بن الحسين البغدادي الشاعر المعروف بابن الطوابيقي (ت569هـ) شيئاً من شعره. وكان ابن الطوابيقي هذا قد سافر إلى الموصل، ومدح الملوك بها.
المزيد »